كانت الأنظار شاخصة نحو واين روني، الذي لعب أساسيا في المواجهة مع هال سيتي في ذهاب قبل النهائي بمسابقة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة لكرة القدم، حيث كان يسعى إلى هز الشباك ليصبح أفضل هداف في تاريخ النادي كونه يتساوى حاليا مع «السير» بوبي تشارلتون برصيد 249 هدفا.
وكان روني وضع بصمته في كأس الاتحاد الإنجليزي بعد أن سجل الهدف الأول لمانشستر يونايتد حامل اللقب في الفوز 4 - صفر على ريدينغ السبت الماضي ليعادل رقم بوبي تشارلتون القياسي في عدد الأهداف مع الفريق. وكان السؤال الأكبر المتعلق بروني تركز حول عدد الأهداف الإضافية التي سينجح في إضافتها إلى الرقم القياسي المشترك حاليًا مع تشارلتون.
جدير بالذكر أن عقد روني مع النادي يتضمن بندًا يسمح للأخير بتمديد التعاقد لمدة عام إضافي إذا ما رغب في ذلك. أما التعاقد الحالي فينتهي في صيف 2019، وعليه، فإنه إذا ما قرر مانشستر يونايتد تفعيل هذا البند، سيبقى المهاجم في صفوفه مع اقترابه من عيد ميلاده الـ35. من جانبه، يبدو روني راغبًا في البقاء، لكن السؤال الأهم: هل سيقبل النادي بذلك؟ هل سيحصل المهاجم على موسم إضافي ليضيف المزيد إلى سجل أهدافه لحساب النادي؟ وهنا تحديدًا يكمن التساؤل الأكبر الذي يلقي بظلاله على الجزء الأخير من مسيرة روني الكروية: إلى متى سيتمكن من الاستمرار داخل صفوف مانشستر يونايتد؟
كان روني البالغ 31 عامًا، قد قاد صفوف فريقه في فوزه أمام ريدينغ بنتيجة 4 - 0. وجاء أداء روني خلال المباراة نموذجًا في اللمسة الأخيرة البارعة والقدرة على الابتكار في دوره كلاعب يرتدي القميص رقم 10 ونجح في إلحاق شتى صنوف العذاب بلاعبي ريدينغ المساكين. ومع ذلك، تبقى الحقيقة أن روني عانى من تردي مستوى أدائه على مدار الموسم - ويعتبر الهدف الافتتاحي في المباراة أمام ريدينغ والذي أحرزه روني في الدقيقة السابعة، الـ4 له فقط خلال الموسم الحالي. كما أن روني لم يعد جزءًا من التشكيل الأساسي للفريق في ظل قيادة المدرب جوزيه مورينيو. كما أن روني في المواجهة الأخيرة أمام هال سيتي لم يواصل تقديم نفس المستوى الذي قدمه في مباراة ريدينغ.
والآن في سن الـ31، يبدو أن الزئير الذي كان يقتحم به روني خطوط دفاعات الفرق المنافسة قد ولى وبات جزءا من الماضي. الآن، تحول روني إلى لاعب كرة قدم أكثر هدوءًا في أدائه عما كان يبديه خلال سنوات شبابه المبكر. والآن يظهر التساؤل: كم عدد الأهداف التي سيتمكن نهاية الأمر من تسجيلها باسم مانشستر يونايتد؟ في أعقاب الهدف الذي وضعه على قدم المساواة مع سير بوبي تشارلتون كأكبر هداف في تاريخ النادي، يبدو من المحتوم تقريبًا أن المهاجم سيسجل الهدف الـ250 ليحتل وحيدًا صدارة هدافي النادي على مدار تاريخه الطويل والفرصة متاحة أمامه في لقاء ليفربول الأحد المقبل في مسابقة الدوري الإنجليزي. ويأتي بذلك بالطبع إلى جانب رقمه القياسي القائم في صفوف المنتخب الإنجليزي بإجمالي 53 هدفا خلال 119 مباراة شارك فيها.
والمؤكد أن اقتناصه لقب أكبر هدافي النادي والمنتخب إنجاز كبير لروني يؤكد مهاراته الرفيعة. والآن، أصبح التحدي القادم أمامه النجاح في الاستمرار داخل الملاعب لفترة طويلة. اللافت أن روني نفسه اعترف ضمنيًا بهذا الأمر بعدما سجل الهدف الـ249 في مسيرته مع ناديه عندما قال: «إنني أستمتع بلعب كرة القدم». ويشير هذا التصريح ضمنيًا إلى أن روني لا يرى أن مشواره الكروي اقترب من نهايته، الأمر الذي يحمل أصداء البيان الذي أصدره لدى نشر صور له أثناء سهره خارج المنزل لفترة طويلة أثناء وجوده في صفوف المنتخب الإنجليزي. في أعقاب ذلك، بدا روني متأثرًا بشدة ووصف أسلوب التعامل معه بـ«المشين». وقال: «يبدو الأمر كما لو أن وسائل الإعلام تسعى لكتابة نعيي، لكنني لن أسمح بذلك، فمسيرتي لم تنته بعد».
في الواقع، لقد انهالت سهام النقد على روني لدرجة أنها تحولت إلى ما يشبه الظاهرة. واضطر المهاجم باستمرار إلى الاستماع إلى أنه لم يعد اللاعب الذي كان عليه يومًا ما. كما أن حرصه الشديد على الاستمرار في اللعب لما بعد نهاية فترة سريان تعاقده الراهن لن ترضي بالتأكيد منتقديه، لكن يبقى حماسه حيال هذا الأمر مثيرًا للإعجاب بالنظر إلى مشاركته على امتداد 15 عامًا في قمة الهرم الكروي بالبلاد في خضم سيل مستمر من التعليقات السلبية. ومن يدري، ربما ينال روني أخيرًا تقديرًا أكبر من جانب منتقديه عندما يعتزل اللعب.
من جهته، قال ماركوس راشفورد، الذي سجل هدفين خلال مباراة السبت: «هذا إنجاز يتعذر تصديقه. عندما تعيد النظر في جميع المباريات التي خاضها والأهداف التي سجلها، ستجد أن هذا أمر مذهل حقًا، وبالنسبة لأي لاعب ناشئ وأي مهاجم حالي يبقى من المذهل مشاهدة روني. وكلنا سوف نستمتع بالتأكيد بمجرد انطلاقه في بناء مزيد من الأرقام القياسية». من ناحية أخرى، ينظر مورينيو إلى النفوذ الذي يتمتع به روني داخل غرفة تبديل الملابس باعتباره واحدًا من الأصول المحورية التي يتمتع بها المهاجم، الأمر الذي اعترف به زملاء بارزون له في الفريق. على سبيل المثال، قال دالي بليند، نجم مانشستر يونايتد والمنتخب الهولندي: «إنه أمر عظيم حقًا عدد الأهداف التي أحرزها روني. إنه شخصية عظيمة وأسطورة رائعة في تاريخ ناديه. إنني سعيد حقًا من أجله».
ومع ذلك، خلال الوقت الحاضر على الأقل، يبدو من غير المحتمل أن مانشستر يونايتد سيلجأ لتفعيل بند تمديد أجل تعاقده مع روني، لكن يبقى كل شيء ممكنا في عالم كرة القدم. والمؤكد أن جميع عشاق الساحرة المستديرة سوف يستمتعون بمشاهدة روني إذا ما نجح في إعادة ترسيخ مكانته كعنصر محوري في مانشستر يونايتد.
أما الآن، فإن مشاهدته وهو يسجل الهدف الـ250 ويسجل رقمًا قياسيًا جديدًا تكفي وزيادة. ومع التذكر أن الزائر المقبل لأولد ترافورد في إطار مواجهات الدوري الممتاز الأحد المقبل سيكون ليفربول. فمن المؤكد أن روني الذي بدأ مسيرته في إيفرتون - جار ليفربول اللدود - سيكون في قمة سعادته إذا ما نجح في كتابة سطر جديد من التاريخ مع ناديه أمام أشرس منافسيه قطبي مدينة إيفرتون.. ليفربول وإيفرتون.
ويعتقد مورينيو مدرب مانشستر يونايتد أن روني يمكنه الاستمرار في اللعب على أعلى مستوى لفترة أطول إذا استطاع إدارة مجهوده بشكل أفضل، حيث دخل المهاجم الذي عادل الرقم القياسي لكبير هدافي يونايتد المرحلة الأخيرة في مسيرته. ويتبقى لقائد الفريق الذي وصل إلى أولد ترافورد من إيفرتون في 2004 عامان ونصف في عقده الحالي. ورد مورينيو على سؤال عن الفترة التي يستطيع فيها روني مواصلة اللعب على أعلى مستوى: «لا أدري. الأمر يعتمد عليه خاصة على قوته الذهنية ومدى رغبته في ذلك». وتابع: «أعتقد أن كل شيء يعتمد على الرغبة، فهي الشيء الأكثر أهمية. لديه الحافز وإذا حافظ عليه فإنه يستطيع مواصلة اللعب على أعلى المستويات».
من يستغني عن الآخر أولاً... روني أم مانشستر يونايتد؟
بعد مشاركة اللاعب على امتداد 15 عامًا في قمة هرم الكرة الإنجليزية... ماذا يخبئ له المستقبل؟
من يستغني عن الآخر أولاً... روني أم مانشستر يونايتد؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة