إسرائيل تسحب المواطنة من أفراد عائلة القنبر في قرية جبل المكبر

في خطوة عقابية غير مسبوقة... ووزير داخليتها قرر ترحيلهم من القدس

إسرائيل تسحب المواطنة من أفراد عائلة القنبر في قرية جبل المكبر
TT

إسرائيل تسحب المواطنة من أفراد عائلة القنبر في قرية جبل المكبر

إسرائيل تسحب المواطنة من أفراد عائلة القنبر في قرية جبل المكبر

اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، عصر أمس، منزل عائلة فادي أحمد القنبر، الشاب الفلسطيني الذي نفذ عملية شاحنة الدهس في القدس أول من أمس، وسلمت عددًا من أفرادها بلاغا، يقول إن وزير الداخلية قرر شطب مواطنتهم، وإلغاء حقهم في الإقامة في القدس، وإلغاء معاملة لم الشمل التي يوجدون في المدينة بفضلها. وقد جرى استدعاؤهم إلى الوزارة لتسليمهم القرار الرسمي بالترحيل. وفي الوقت ذاته، قام موظفو الإدارة المدنية بإجراء قياسات هندسية، وتصوير جدران لبيت العائلة وفحصه، تمهيدا لهدمه. ثم أجرت قياسات لعشرة بيوت أخرى في محيطه.
وروى أحد أفراد العائلة، كيف جرى اقتحام البيت بشراسة، وكيف أجبرت القوات أفراد العائلة على التجمع في غرفة واحدة، ثم سلمت قرارات «إلغاء حق الإقامة في القدس وإلغاء معاملة لم الشمل». وشمل القرار منوة القنبر، وهي والدة الشاب، التي تحمل الهوية الإسرائيلية منذ عشرات السنين، بعد الموافقة على طلب لم الشمل، وزوجها مراد عويسات، ونجليهما (11 عاما و17 عامًا). كما سلمت أمرا مشابها لكل من الشاب ضياء عويسات 21 عامًا - ابن السيدة هند شقيقة الشهيد - ومنال القنبر - زوجة سامي شقيق الشهيد.
وكان وزير الداخلية الإسرائيلي، أرييه درعي، قرر، في خطوة متطرفة جدا وغير مسبوقة في حدتها، سحب الإقامة من منفذ العملية و12 فردا آخر من أفراد عائلته، بعد التشاور مع رؤساء جهاز المخابرات، وبعد أن أخذ موافقة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان. وقال راسم عبيدات، عضو اللجنة الأهلية للدفاع عن حقوق أهالي قرية المكبر، إن قوات الاحتلال قامت صباح أمس، بمداهمة منشآت تجارية في قرية جبل المكبر، وطالبت أصحابها بإبراز أوراق الترخيص للمنشأة ومزاولة المهنة. كما تواصل سلطات الاحتلال غلق شارع المدارس وشارع الفاروق في قرية جبل المكبر، بالمكعبات الإسمنيتة لليوم الثاني على التوالي، إضافة إلى انتشار الشرطة على بقية مداخل القرية، ما يؤدي إلى حدوث أزمات مرورية وضغط على طرقات القرية.
وبموازاة ذلك، تواصل قوات الجيش، عمليات مداهمة ونصب حواجز في عشرات البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، بما في ذلك بلدات بعيدة عن جبل المكبر.
من جهة ثانية أعلن مكتب نتنياهو، أنه عقد اجتماعا بحضور وزير الدفاع ليبرمان، ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش، غادي آينزكوت، صباح أمس، لتقدير الموقف في مقر قيادة الجيش في الضفة الغربية. وحضر الجلسة كل من قائد المنطقة العسكرية الوسطى اللواء روني نوما ومنسق أعمال الحكومة في الضفة اللواء يواف مردخاي وممثلون عن الشاباك والشرطة.
وفي محاولة لصد الانتقادات عليه واتهامه بالفشل في توفير الأمن للمواطنين، استعرض نتنياهو وليبرمان نشاطات الأمن في السنة الأخيرة، مشيرا إلى أنها ضبطت أكثر من 450 قطعة سلاح، وأغلقت أكثر من 40 ورشة لتصنيع الأسلحة. وقال نتنياهو: «أخذت انطباعا كبيرا عن العمل الكبير الذي تم إنجازه هنا، تحت قيادة رئيس هيئة الأركان العامة للجيش وقائد المنطقة والجهات المختصة. يجري القيام بعمليات واسعة النطاق ضد الإرهاب الفلسطيني في يهودا والسامرة من خلال جمع المعلومات الاستخباراتية والاعتقالات والمداهمات والعمليات. وتجري هذه الأنشطة بشكل يتحلى بالعزم والإصرار والإبداع».
وأضاف نتنياهو: «نعي أن السلطة الفلسطينية، وللأسف، لا تكتفي بعدم إدانة الإرهاب، بل كان هناك مسؤولون في فتح رحبوا بالعملية الإرهابية الأخيرة. نعلم أيضا أننا نواجه تغيرات سياسية دراماتيكية، وأعتقد أن بعضها جيدة جدا بالنسبة لإسرائيل، ولكن للأسف لم نصل بعد إلى تهدئة الموقف. ولكن مما أخذت انطباعا عنه اليوم، فإن الجهود التي يجري القيام بها من قبل الجيش والأجهزة الأمنية، هي جهود ملموسة. تم فيها تحقيق اختراقات تكنولوجية واستخباراتية عدة ملحوظة، تقودنا في الاتجاه الصحيح.
وكانت المحكمة الإسرائيلية، قد مددت اعتقال أربعة من أقارب منفذ العملية، ولكنها أطلقت سراح شقيقته شادية ووالديه. وهاجم وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان، في خطوة نادرة، قاضية في محكمة الصلح في القدس. ونسبت الشرطة إلى شادية تهمة التحريض بعد قولها بأن «ما فعله هو أجمل عمليات الاستشهاد. الحمد لله»، لكن القاضية شارون لاري بابلي، قررت إطلاق سراح شادية بشروط، معتبرة أن ما قالته لا ينطوي على أي تحريض، وإنما هو مقولة دينية لا يكمن فيها تأييد لما فعله شقيقها.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.