يعد مبنى «بورتلاند» في ولاية أوريغون الأميركية أول مشروع عمومي كبير يستخدم في تصميمه عمارة «ما بعد الحداثة»، وقد بلغت تكلفته نحو 29 مليون دولار، وقد انتهى تأسيسه في عام 1982.
يتكون المبنى الذي يقع وسط مدينة بورتلاند من 15 طابقًا، تحتوي على مكاتب للحكومة الأميركية، كما يضم الطابق الثاني للمبنى معرضًا للمعماري الشهير مايكل غريفز، الذي صمم المبنى.
وتظهر في تفاصيل المبنى قدرات غريفز العالية في التصميم، حيث يعكس المبنى الجانب الفني في عمارة «ما بعد الحداثة» من خلال استخدام العناصر المعدنية والألوان الزاهية والزخرفة كعناصر للزينة، مع الخطوط الواضحة في الهندسة المعمارية والمقاييس الحادة في البناء، إلى جانب الكثير من الرمزية. كما استعان غريفز في التصميم ببعض من اللمحات التاريخية في العمارة، مثل الأعمدة القديمة أو الأقواس العملاقة.
ولاقى المبنى عند إنشائه كثيرًا من الانتقادات، في ظل أنماط العمارة السائدة آنذاك، وارتكزت أغلب الانتقادات على صلاحيته وفوائده و«الإهدار الوظيفي» في البناء.
وحول تصميم المبنى المميز، علق فرانك إيفيانس، عمدة بورتلاند، قائلا إن «تصميم ومظهر المبنى الرائع يجعلانا نرى كم هي مملة تلك المباني الإدارية العملاقة حولنا في كل مكان، بجدرانها الحديدية والزجاجية دون أي لمحات فنية تجعلها متفردة».
واستغل غريفز مواد متنوعة في بناء المبنى، وألوانا وأشكالا، مع مراعاة كل المباني والمساحات المحيطة، ما جعل المبنى يخلب ألباب الكثيرين ووضعه ضمن أحد أهم المباني التي تتخذ كمثال لعمارة «ما بعد الحداثة».
وفي واجهة المبنى الرئيسية، تم وضع منحوتة نحاسية ضخمة صنعت يدويًا تدعى «بورتلانديا» وترمز إلى الديمقراطية، وتعد ثاني أكبر منحوتة نحاسية في أميركا كلها، حيث إن طولها يبلغ 35 قدمًا. وتمثل «بورتلانديا» امرأة ترتدي زيًا يونانيًا قديمًا وتحمل بيدها اليسرى رمحًا، فيما تمد يدها اليمنى كأنما تستقبل زوار المبنى.
مبنى بورتلاند... عمارة «ما بعد الحداثة»
مبنى بورتلاند... عمارة «ما بعد الحداثة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة