الجيش اليمني يحرر منطقة استراتيجية في اليوم الثالث من «الرمح الذهبي»

وضع قوات الشرعية يدها على معسكر العمري يمهد لها الطريق لاستعادة المخا

مقاتلو الجيش اليمني خلال مواجهات مع الميليشيات الانقلابية في منطقة ذوباب على ساحل البحر الأحمر شمال باب المندب أمس (أ.ف.ب)
مقاتلو الجيش اليمني خلال مواجهات مع الميليشيات الانقلابية في منطقة ذوباب على ساحل البحر الأحمر شمال باب المندب أمس (أ.ف.ب)
TT

الجيش اليمني يحرر منطقة استراتيجية في اليوم الثالث من «الرمح الذهبي»

مقاتلو الجيش اليمني خلال مواجهات مع الميليشيات الانقلابية في منطقة ذوباب على ساحل البحر الأحمر شمال باب المندب أمس (أ.ف.ب)
مقاتلو الجيش اليمني خلال مواجهات مع الميليشيات الانقلابية في منطقة ذوباب على ساحل البحر الأحمر شمال باب المندب أمس (أ.ف.ب)

أعلنت قوات الجيش اليمني أمس، سيطرتها الكاملة على معسكر العمري الواقع في جنوب غربي محافظة تعز، وذلك بعد معارك عنيفة شارك فيها طيران التحالف بفاعلية كبيرة، وأدت لمقتل وجرح العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي وصالح. وجاء هذا الانتصار اللافت لقوات الجيش في اليوم الثالث من عملية «الرمح الذهبي» التي أطلقها الجيش بدعم من التحالف.
وأفادت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، بأن سيطرة قوات الجيش والمقاومة على هذا المعسكر ستمهد لها التوجه نحو مدينة المخا الساحلية التاريخية ومينائها، وهي المدينة التي لا تفصلها عن المعسكر سوى بعض البلدات الصغيرة.
وقال المتحدث باسم قوات الجيش الوطني في تعز، العقيد الركن منصور الحساني، إن معسكر العمري بات تحت سيطرة قوات الشرعية، مؤكدًا أن مروحيات الأباتشي التابعة لقوات التحالف «شاركت في المعركة بقوة ودك تجمعات وأسلحة الميليشيات، مما ساهم في تقدم قوات الجيش بسرعة». وأضاف أن المنطقة تشهد «مواجهات شديدة الآن»، وأن الساعات المقبلة ستكون «صعبة على الميليشيات الانقلابية». وأضاف المتحدث العسكري في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن قوات الجيش شنت هجومًا على منطقة المدارس والجبال الواقعة شرق العمري، وتمكنت من السيطرة عليها وتطهيرها، وكبدت العدو خسائر كبيرة، مشيرًا إلى أن الميليشيات فرت من المعركة وتركت العشرات من جثث مقاتليها.
بدوره، أكد اللواء فضل حسن قائد المنطقة العسكرية الرابعة، أن معسكر العمري تم تحريره بالكامل، وشدد على استمرار العمليات العسكرية حتى تحرير كامل السواحل الغربية اليمنية من قبضة الميليشيات.
وكانت قوات الجيش الوطني والمقاومة، المسنودة جوًا بطيران التحالف العربي، قد حررت أول من أمس منطقة ذُباب الواقعة على ساحل البحر الأحمر، وهي منطقة استراتيجية تربط مضيق باب المندب الملاحي الدولي بمحافظة الحديدة، حيث كانت الميليشيات تستخدمها لعمليات تهريب السلاح، وفقدانهم السيطرة عليها يعني وقف الإمداد القادم لهم لا سيما عبر السفن والزوارق الإيرانية.
بدوره ذكر مصدر عسكري في قيادة محور تعز، أن البوارج الحربية التابعة للتحالف العربي، قصفت عصر أمس مواقع للميليشيات في ميناء المخا، مما أسفر عن تدمير معدات عسكرية ثقيلة، ومقتل العشرات من عناصرهم. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن المصدر قوله إن العملية العسكرية التي أطلقها الجيش في غرب تعز كبدت الحوثيين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، فيما فر العشرات منهم إلى منطقة المخا بعد تضييق الخناق عليهم. ولفت المصدر إلى أن قوات الجيش استكملت تحرير جبال كهبوب الواقعة غرب تعز، حيث دارت معارك عنيفة في مفرق الوازعية والبرح مع تقدم قوات الجيش لتحرير المديرية بالكامل.
يذكر أن الساحل الغربي لتعز، يضم أكبر المديريات التي تشكل ثلث المساحة الجغرافية من المحافظة، وهي مديرية ذُباب، ومديرية الوازعية، ومديرية موزع.
وفي محافظة صعدة، المعقل الرئيس للحوثيين، أكد العميد عبيد الأثلة قائد محور صعدة، عزم وحدات الجيش والمقاومة على مواصلة معركة التحرير حتى استعادة آخر شبر في المحافظة واليمن عمومًا. ووعد الأثلة برفع علم الجمهورية في أعالي جبال مران بصعدة، لافتًا إلى أن معنويات أفراد الجيش في أعلى مستوياتها.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».