نظم إلكترونية جديدة للترفيه على متن الطائرات

سماعات واقع افتراضي لمشاهدة أفلام هوليوود المجسمة

ديفيد ديكو يحمل سماعة الرأس لنظام الواقع الافتراضي الذي طوره
ديفيد ديكو يحمل سماعة الرأس لنظام الواقع الافتراضي الذي طوره
TT

نظم إلكترونية جديدة للترفيه على متن الطائرات

ديفيد ديكو يحمل سماعة الرأس لنظام الواقع الافتراضي الذي طوره
ديفيد ديكو يحمل سماعة الرأس لنظام الواقع الافتراضي الذي طوره

ما الذي أصاب ركاب الطائرات بخيبة الأمل أكثر من غيره حتى الآن؟ بالنسبة للجمهور الذي اعتاد على نحو متزايد، الوصول إلى الإنترنت في كل مكان تقريبًا، والحصول على الفيديو عند الطلب، والتدفق المستمر من وسائل الإعلام الاجتماعية، فإن مقصورة الطائرة في كثير من الأحيان تبدو كأنها المحطة النهائية المثيرة للإحباط.
* واقع افتراضي «طائر»
وهنا يظهر ديفيد ديكو، رجل الأعمال الفرنسي، وهو من بين كثيرين يهدفون إلى كسر الملل المعتاد في الخدمات الترفيهية أثناء رحلات الطيران. وقد صممت شركته «سكاي لايتس» الناشئة نظارة الواقع الافتراضي التي تسمح للركاب بمشاهدة آخر الأفلام ثلاثية الأبعاد المنتجة في هوليوود، وهم على مقاعدهم. والجهاز الجديد، الذي تستمر بطاريته لمدة ست ساعات كاملة، يأتي برفقة سماعات مانعة للضوضاء.
ويقول السيد ديكو، الذي يعكف فريق المطورين الصغير لديه، والموزعين بين كاليفورنيا وفرنسا، على اختبار النظارات أثناء رحلات الطيران لما يقرب من عام كامل: «الناس على الطائرات متعطشون لمختلف خيارات الترفيه أثناء الطيران». وخلال الأسبوع الثالث من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كانت شركة «إكس إل للطيران» - وهي الشركة الفرنسية للطيران طويل المسافات ومنخفض التكاليف - هي أولى شركات الطيران التي تعرض النسخة التجارية من خدمات «سكاي لايتس» للركاب مقابل 16 دولارًا للرحلة الواحدة.
ويضيف السيد ديكو قائلا إن «وضع أجهزة الواقع الافتراضي داخل الطائرة فكرة قديمة قدم فكرة الواقع الافتراضي ذاته». وكان ديكو عمل في السابق طيارًا لدى شركات «إير فرانس» الفرنسية و«كيه إل إم» الهولندية، مشيرًا إلى عقود من الأمل لعرض خدمات الترفيه ثلاثية الأبعاد إلى المسافرين.
ويعد جهاز السيد ديكو ثلاثي الأبعاد جزءا من اندفاعة في كامل قطاع صناعة الطيران لجلب خدمات الترفيه أثناء الطيران لترقى إلى المستويات التي يتوقعها كثير من المسافرين الآن عندما يسافرون بالسيارات أو القطارات.
* إعلام جوي
وتشتمل جهود التطوير على متن الطائرات على توفير خدمات الإنترنت فائقة السرعة داخل مقصورات الطائرات، إلى جانب الشراكات الجديدة مع شركة «نيتفليكس» وغيرها من الشركات الموفرة لخدمات بث المحتوى الترفيهي. ويتأتى كل ذلك من الاعتراف بمقدار الاعتماد الكبير لدى المسافرين على وسائل الإعلام أثناء الطيران اليوم. وكثير منهم، إن لم يكن الجميع، قد اعتادوا الوصول إلى الإنترنت من خلال خدمات النطاق العريض المنزلية أو حزم الإنترنت المختلفة عبر الهواتف الجوالة. كما من المرجح أن تكون لديهم اشتراكات في خدمات الفيديو مثل «هولو» أو الخدمات الموسيقية مثل «سبوتيفي». ولأن كثيرًا من المسافرين يحملون الآن الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية على الطائرات، فسوف يرغبون في الحصول على خيارات مشاهدة والاستماع إلى مثل تلك المحتويات، حتى على ارتفاع 30 ألف قدم.
ويقول المحللون إن الوصول نحو منافذ الإنترنت والترفيه الرقمي قد يساعد شركات الطيران، خصوصًا شركات الطيران الأميركية التي تستكمل المراحل النهائية من إعادة الهيكلة التي استمرت قرابة عشر سنوات، حتى تتميز في الأسواق المحلية والدولية. يمكن للمستهلكين تحويل الولاء إذا ما قدمت شركات الطيران المنافسة وسائل أحدث للراحة مثل خدمات الاتصال السريع بشبكة «واي - فاي» على متن الطائرات.
* تحديات تقنية
ولكن التحديات التقنية لا تزال قائمة، إذ وحتى وقت قريب للغاية، كانت خدمات الاتصال بالإنترنت على شركات «دلتا» و«أميركان للطيران»، من بين شركات أخرى، بطيئة في أحسن الأحوال، على الرغم من أن المديرين التنفيذيين في تلك الشركات يقولون أن سرعات الاتصال تتحسن. وكثير من خدمات الترفيه على متن الطائرات ومنذ عقود لم تتحسن أو تتغير لمواكبة ما يمكن لكثير من المسافرين الحصول عليه بسهولة من خلال الهواتف الذكية أو غيرها من الأجهزة النقالة.
يقول أوليفر درينان، المستشار العام لشركة «سيتا أون إير»، وهي شركة سويسرية توفر خدمات الإنترنت وخدمات بث الأفلام إلى شركات الطيران، بما في ذلك الخطوط الجوية البريطانية والإماراتية: «إن جودة الشاشات في آخر جهاز لوحي تتطابق في جودتها، إن لم تكن أفضل، مع جودة شاشات العرض بالمقاعد الخلفية في الطائرات. والترفيه اللاسلكي سوف يواصل التطور والنمو بصورة كبيرة في المستقبل».
وكثير من هذا الزخم يرجع إلى الاستثمارات بملايين الدولارات من شركة «غوغو» (Gogo)، وهي حاليًا أكبر الشركات الموفرة لخدمات «واي - فاي» على متن الطائرات، والشركات المنافسة لها، التي تهدف إلى الاقتراب من أو حتى مطابقة سرعات الإنترنت المتوفرة على سطح الأرض.
هناك نحو 2600 طائرة تجارية تستخدم خدمات شركة «غوغو» ومع نهاية هذا الشهر، هناك نحو 75 في المائة من الطائرات سوف تترقى الخدمات فيها لتوفر للمستخدمين سرعات الإنترنت التي تضاهي بما يمكن أن توفره الهواتف الذكية على الأرض، وفقا إلى جون ويد، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة «غوغو». وهناك قرابة 450 طائرة أخرى إضافية سوف تجري عليها تحسينات مماثلة خلال العام المقبل، كما أضاف.
تتاح الخدمات عالية السرعة على طائرات شركات «دلتا» و«فيرجين أتلانتيك»، من بين شركات أخرى، وهي تمثل التحسينات الكبيرة في خيارات شركة «غوغو» الموجودة حاليًا، التي كانت بالأساس تقتصر على إرسال رسائل البريد الإلكتروني أو مراجعة حسابات التواصل الاجتماعي الشخصية.
يمكن لشركة «فياسات»، وهي من الشركات الأخرى الموفرة لخدمات الإنترنت على الطائرات، توفير شيء أفضل. ففي الوقت الراهن، هناك 550 طائرة، بما في ذلك طائرات من أسطول «جيت بلو» الجوي، تستخدم شبكة الأقمار الصناعية عالية السرعة التي توفرها الشركة، والتي توفر بالفعل سرعات الاتصال التي تماثل تلك المتوفرة عبر الهواتف الذكية. وخدمات الأقمار الصناعية مجانية في المعتاد لخدمات «نيتفليكس»، وغيرها من محتويات الإنترنت، بصرف النظر عن موقع الطائرة في السماء. يمكن للمسافرين الدفع كل ساعة إذا ما أرادوا استخدام سرعات أعلى للألعاب على الإنترنت، وغير ذلك من أنشطة النطاق العريض الكثيفة. وتخطط شركة «فياسات» إلى التوسع دوليًا خلال العام التالي من خلال صفقات مع شركات مثل «كانتاس» و«ساس» للطيران، وتمديد التغطية العالمية من خلال اثنين من الأقمار الصناعية الإضافية بحلول عام 2019.
ويقول دون بوكمان، نائب رئيس شعبة النقل التجاري في شركة «فياسات»: «سوف تصبح شبكة (واي – فاي) جزءا من حزم الراحة المتوفرة على متن الطائرات. وإذا كانت المشروبات والفول السوداني مجانية على الرحلات الجوية، فلماذا لا تكون الإنترنت كذلك؟».
* نظم ترفيه المستقبل
وكيف سوف يبدو نظام الترفيه على متن الطائرات في المستقبل؟ تقول إنيس مارزو، رئيسة تسويق التجهيزات الداخلية في الطائرات لدى شركة «إيرباص» الأوروبية العملاقة، إن الركاب يريدون الآن الوصول المستمر إلى حسابات وسائل الإعلام الاجتماعي الخاصة بهم، وحسابات البريد الإلكتروني، وغير ذلك من الخدمات الرقمية. ولكنها أضافت أن ذلك لن ينتقص من الخيارات التقليدية المتاحة على متن الطائرات وشاشات التلفزيون بالمقاعد الخلفية، لا سيما في درجات رجال الأعمال أو الدرجة الأولى حيث أصبحت الشاشات الكبيرة عالية الوضوح هي المعيار المعتاد الآن.
وأردفت السيدة مارزو تقول: «المزيد والمزيد من الناس يعتمدون على أجهزتهم الشخصية أثناء الطيران»، وأضافت أن نحو 60 في المائة من الأسطول العالمي لشركة «إيرباص»، أو ما يقرب من 16500 طائرة، سوف تحصل على نوع من الاتصال بالإنترنت بحلول عام 2025. ولكن وجود الهاتف الذكي، كما تقول، لا يستبعد استخدام شاشات المقاعد الخلفية أثناء الطيران.
ويقول بعض المديرين التنفيذيين لشركات الطيران إن الاعتماد المتزايد للمسافرين على أجهزتهم الخاصة يدفع شركات الطيران إلى مراجعة خيارات الترفيه الخاصة بهم على متن الطائرات. والشاشات المدمجة الثقيلة وأميال من الألياف البصرية التي تخدمها، كما يقولون، يمكن أن تضيف المزيد من الثقل والتكلفة على كل رحلة جوية.
ومنذ تأسيس شركة السيد ديكو قبل عام ونصف العام، قطع برفقة فريقه آلاف الأميال من الطيران لاختبار الجهاز الجديد لديهم مع المسافرين. كما أنهم يدرسون إضافة المزيد من شراكة المحتويات لما أبعد مما تقدمه شركة «سكاي لايتس» حاليًا من خلال شركات «فوكس القرن 21»، و«دريم ووركس»، لعرض عدد أكبر من الأفلام ثلاثية الأبعاد - وربما غير ذلك من محتويات الواقع الافتراضي للمسافرين.
يقول السيد ديكو، الذي عمل فريقه على اختبار الجهاز الجديد مع 7 شركات طيران حول العالم، بما في ذلك «إير فرانس وكيه إل إم»: «إن شركات الطيران من اللاعبين الذين يصعب التعامل معهم بسبب أنهم أبعد ما يكونون عن الدخول في المخاطر وعمليات الابتكار لديهم بطيئة للغاية». وأردف السيد ديكو أخيرًا: «نحن في حاجة لركاب الطائرات أن يخبرونا عما إذا كانوا يحبون جهازنا من عدمه. في بادئ الأمر، سوف يستخدمه الناس لمدة 15 دقيقة فقط. ولكن الآن، فهم يستخدمونه لمدة 4 ساعات كاملة».

* خدمة «نيويورك تايمز»



لأول مرة... «أدوبي» تتيح أدواتها داخل «تشات جي بي تي»

تكامل جديد يعزز الإبداع الذكي (جيمناي)
تكامل جديد يعزز الإبداع الذكي (جيمناي)
TT

لأول مرة... «أدوبي» تتيح أدواتها داخل «تشات جي بي تي»

تكامل جديد يعزز الإبداع الذكي (جيمناي)
تكامل جديد يعزز الإبداع الذكي (جيمناي)

أعلنت شركة «أدوبي» (Adobe) عن تكامل رسمي مع منصة «تشات جي بي تي» (ChatGPT)، في خطوة تُعد من أبرز التطورات التقنية خلال هذا العام، إذ أصبح بإمكان المستخدم الاعتماد على «تشات جي بي تي» لتنفيذ مهام تحرير الصور والملفات والتصميم دون الحاجة إلى فتح برامج «أدوبي» التقليدية. ويُعد هذا الربط نقلة مهمة في مسار دمج الذكاء الاصطناعي مع أدوات الإبداع الرقمية.

التكامل الجديد يتيح للمستخدم تنفيذ أعمال تحرير الصور وتحسين جودتها عبر الأوامر النصية، إضافة إلى القدرة على تحرير ملفات «PDF» ودمجها، وإنشاء تصاميم جاهزة لمحتوى شبكات التواصل. كما يتيح النظام تنفيذ عمليات القص والتعديل وإزالة العناصر غير المرغوبة وتحسين مستوى الإضاءة والألوان، إلى جانب إنتاج مواد بصرية جاهزة للنشر مباشرة، مما يلغي الحاجة للتنقل بين تطبيقات متعددة.

ويعتمد هذا الربط على منصة «أدوبي» تقنية «Apps SDK» التي تسمح بتشغيل أدوات الشركة داخل واجهة «تشات جي بي تي» بشكل مباشر، مع المحافظة على معايير الأمان وسهولة الاستخدام. وقد أكدت «أدوبي» أن التكامل متاح على إصدارات الويب وتطبيق «إي أو إس» ونسخة سطح المكتب، مع إمكانية طلب تسجيل الدخول بحساب «أدوبي» عند استخدام بعض الخدمات المتقدمة.

وترى الشركة أن هذا التعاون يمثل خطوة استراتيجية لتمكين المستخدمين من إنتاج محتوى احترافي بسرعة وجودة أعلى، فيما يعتقد محللون أن دخول «تشات جي بي تي» إلى مجال التصميم الإبداعي يعد توسعاً طبيعياً للذكاء الاصطناعي التوليدي، ويمهّد لمرحلة جديدة تتداخل فيها قدرات النماذج الذكية مع أدوات التصميم المحترفة في منصة واحدة.

إتاحة «فوتوشوب» و«أكروبات» و«إكسبريس» داخل «شات جي بي تي» في أول تكامل من نوعه (شات جي بي تي)

وتتوقع أوساط تقنية أن يمتد هذا التكامل مستقبلاً ليشمل تحرير الفيديو ومعالجة الصوت، إضافة إلى أدوات أكثر تقدماً تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يدعم الاتجاه العالمي نحو منصات موحدة تجمع كل ما يحتاج إليه المصمم وصانع المحتوى في بيئة واحدة.

ويمثل هذا التحول إعادة صياغة لطريقة العمل الإبداعي؛ إذ يجمع بين قوة الذكاء الاصطناعي AI وقدرات «أدوبي» التقنية، ويوفر للمبدعين إمكانية تنفيذ أعمالهم بشكل أسرع وبخطوات أقل، ليظهر جيل جديد من أدوات الإنتاج المتكاملة داخل منصة واحدة.


أبواب «ذكية»... لأتمتة المنازل

أبواب «ذكية»... لأتمتة المنازل
TT

أبواب «ذكية»... لأتمتة المنازل

أبواب «ذكية»... لأتمتة المنازل

كشفت «دوما (Doma)»، وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا المنزلية، عن أول خط إنتاج لها: الأبواب الذكية.

نقلة نوعية

تمثل هذه الأبواب نقلةً نوعيةً في مجال أتمتة المنازل، حيث تدمج التكنولوجيا المتقدمة بسلاسة، في البيئات السكنية. ويمثل هذا الإعلان لحظةً محوريةً في تطور مفهوم «المنازل الذكية» إلى منازل ذكية حقاً، حيث تُدمج الأتمتة في صميم مساحات المعيشة بدلاً من الاعتماد على أجهزة متفرقة.

تقنيات التعرف على صاحب المنزل

صُممت أبواب «دوما» الذكية لتُفتح وتُغلق تلقائياً عند اقتراب صاحب المنزل، باستخدام تقنية التعرُّف على الوجه المدمجة في شاشة دائرية أنيقة على السطح الخارجي. بالإضافة إلى التعرُّف على الوجه، يوفر النظام 5 طرق وصول إضافية: البلوتوث، وأجهزة استشعار تحديد المواقع فائقة السرعة، ومسح رمز الاستجابة السريعة، وإدخال كلمة المرور عبر لوحة المفاتيح، والاتصال بالإنترنت.

شاشات ومستشعرات

وفي الداخل، تعمل شاشة أكبر كلوحة تحكم لقفل الباب وفتحه ومراقبة بث الفيديو المباشر، كما تُستخدم أيضاً بوصفها عدسة رؤية كبيرة الحجم. وقد صُمِّمت هذه التقنية لتوفير الأمان والراحة.

وتعمل مستشعرات الرادار ذات الموجات المليمترية على إيقاف محرك الباب فوراً عند استشعار وجود شخص في مساره، بينما يفصل قابض إلكتروني المحرك عند دفع الباب أو سحبه يدوياً. وهذا يُلغي «مقاومة المحرك»، مما يضمن عمل الباب كباب تقليدي عند الحاجة - وهي ميزة حصلت شركة «دوما» على براءة اختراع لها.

تصميم سلس الاندماج

على عكس كثير من أجهزة المنزل الذكية الموجودة التي تبدو إضافات خارجية، يدمج نهج «دوما» الأتمتة في المنزل وأنظمته. فقد تم دمج المحركات وآليات الإغلاق داخل الباب نفسه، وهي متوافقة مع الإطارات القياسية، وموصولة مباشرة بنظام الكهرباء المنزلي.

وتوفر بطارية احتياطية طاقة لمدة تصل إلى 30 يوماً، مما يضمن موثوقية النظام في أثناء انقطاع التيار الكهربائي. ويعكس هذا التصميم رؤية المؤسسين للتكنولوجيا التي «تندمج» بسلاسة في البيئة المنزلية، ما يخلق تجربة استخدام سلسة.

نوافذ ذكية

من المقرر إطلاق مبيعات الأبواب الذكية رسمياً في صيف 2026.

وفي أوائل عام 2026، ستعلن «دوما» عن خط إنتاج ثانٍ: النوافذ الذكية، التي ستستخدم تقنية أتمتة مماثلة لتعزيز أمن المنزل وجودة الهواء والتحكم في المناخ. ومن المتوقع بدء مبيعات هذه النوافذ في خريف عام 2026. تُشكِّل هذه المنتجات مجتمعةً منظومةً متكاملةً مصممةً لأتمتة المهام المتكررة وتحسين ظروف المعيشة في الوقت الفعلي.

يشير ابتكار «دوما» إلى تحول من التفكير الذي يركز على الأجهزة إلى أنظمة معيشية تركز على البيئة. فمن خلال دمج الأتمتة في العناصر الهيكلية كالأبواب والنوافذ، يقترب تحقيق الرؤية التي طال انتظارها لمنزل ذكي متكامل. لا يُحسِّن هذا النهج الراحة فحسب، بل يُعالج أيضاً تحديات الوصول للأفراد ذوي الإعاقة أو محدودي الحركة.

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا».


«رحلة من نور» تنقل الدرعية إلى لندن عبر تجربة رقمية غامرة

تحوّلت «رحلة من نور» في «أوترنت» لندن إلى نموذج جديد للسرد الثقافي باستخدام التكنولوجيا الغامرة (Outernet)
تحوّلت «رحلة من نور» في «أوترنت» لندن إلى نموذج جديد للسرد الثقافي باستخدام التكنولوجيا الغامرة (Outernet)
TT

«رحلة من نور» تنقل الدرعية إلى لندن عبر تجربة رقمية غامرة

تحوّلت «رحلة من نور» في «أوترنت» لندن إلى نموذج جديد للسرد الثقافي باستخدام التكنولوجيا الغامرة (Outernet)
تحوّلت «رحلة من نور» في «أوترنت» لندن إلى نموذج جديد للسرد الثقافي باستخدام التكنولوجيا الغامرة (Outernet)

في ظل التحوّل الرقمي الذي تشهده عدة مدن حول العالم، باتت القصص الثقافية تجد لنفسها أشكالاً جديدة تتجاوز المتاحف والمعالم التقليدية. ففي مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تحوّل أحد أكثر الفضاءات الرقمية تطوراً في لندن مؤقتاً إلى بوابة مفتوحة على قلب السعودية التاريخي. تجربة «رحلة من نور»، التي نفذتها شركة «بيكسل آرت ووركس» (Pixel Artworks) بالتعاون مع شركة الدرعية، أعادت تخيّل الدرعية التي تعد مهد الدولة السعودية الأولى وموقع التراث العالمي لليونيسكو عبر بيئة غامرة متعددة الحواس بزاوية 360 درجة في «أوترنت لندن».

استقطبت التجربة مئات الآلاف من الزوار يومياً، لتؤكد أن السرد الرقمي لم يعد مجرد عرض بصري باهر، بل أداة معاصرة للتواصل الثقافي. ورغم انسجام المشروع مع أهداف رؤية السعودية 2030 في الحضور الثقافي العالمي، فإن أهميته تكمن في كيفية توظيف التكنولوجيا ليس لإعادة إنتاج الماضي، بل لترجمة التراث إلى تجربة حية يفهمها جمهور عالمي في الزمن الحاضر.

استخدمت التجربة بيئة رقمية بزاوية 360 درجة لإعادة تقديم الدرعية كوجهة حية ومعاصرة لا كموقع تاريخي فقط (Outernet)

فضاء رقمي ضخم

احتضنت التجربة شاشة «ليد» بارتفاع أربعة طوابق (14.5 أي نحو متر) امتدت على مساحة تتجاوز 1200 متر مربع بدقة تفوق «16K». تميّز المكان بهندسة دائرية بالكامل، تدمج بين الصورة والصوت عبر أكثر من 200 مكبر صوت بنظام صوتي محيطي، إلى جانب جدران زجاجية متحركة وأنظمة روائح مدمجة لتعزيز الأبعاد الحسية. وفي هذا السياق، تصبح التجربة الغامرة ممارسة هندسية بقدر ما هي إبداعية.

ويشرح أليكس أبثورب، المدير العام لشركة «بيكسل آرت ووركس» في الشرق الأوسط، أن التحدي الأول لم يكن بصرياً، بل كان تشغيلياً. ويذكر خلال لقاء خاص مع «الشرق الأوسط» أن «أوترنت لندن يعمل كمنصة إعلامية حية، مع تعدد تدفقات المحتوى وتغيّر الجداول باستمرار، لذلك كان تأمين وقت كافٍ للمراجعة والاختبار من أكبر التحديات». ويضيف أن «المشروع كان استحواذاً كاملاً على جميع المساحات ضمن جدول زمني ضيق، ما جعل وقت الاختبار في الموقع محدوداً جداً».

ولمعالجة ذلك، لجأ الفريق إلى بناء التجربة كاملة داخل بيئة الواقع الافتراضي (VR). يقول أبثورب: «قمنا بنقل تجربة الدرعية كاملة إلى الواقع الافتراضي، ما أتاح للفريق التجول داخلها ومراجعة المحتوى كما لو كانوا موجودين فعلياً، وذلك قبل التركيب بوقت طويل».

هذا النهج قلّل المخاطر التقنية، وسمح بالتحقق من القرارات الإبداعية مبكراً، وهو أسلوب بات شائعاً في المشاريع الغامرة الكبرى، حيث يكون الوصول الميداني محدوداً.

ساهم التعاون الوثيق مع فريق شركة الدرعية في ضمان الدقة الثقافية ونقل روح المكان بأدق تفاصيله (Outernet)

شاشة بزاوية 360 درجة

تفرض البنية الدائرية لمساحة «أوترنت» متطلبات صارمة على المحتوى، إذ يجب أن يعمل بسلاسة من جميع الزوايا دون تشويه أو انفصال سردي.

وهنا شكّلت الشراكة الطويلة الأمد بين «Pixel Artworks» و«أوترنت» عنصر قوة حاسماً. فالشركة شاركت منذ بدايات المشروع في تحديد المواصفات التقنية للمكان. ويذكر أبثورب أن «البنية التقنية الكاملة للمكان مبنية بتصميم ثلاثي الأبعاد يتيح مراجعة المحاذاة والمقاييس وخطوط الرؤية عبر كامل الشاشة قبل إطلاق المحتوى، حتى لو كان كل عنصر مصمماً بشكل مستقل».

هذا الأسلوب سمح بتوحيد التجربة بصرياً وسردياً، رغم تعقيد التنفيذ وتعدد مكوناته.

دور الرسوميات الآنية

من أبرز القرارات التقنية في المشروع اعتماد «Unreal Engine» لتقديم محتوى مرسوم وآني في آن واحد، بدل الاكتفاء بمحتوى مُسبق التصيير. ويشير أبثورب إلى أن السبب لم يكن تقنياً فقط، بل كان زمنياً بالدرجة الأولى. ويضيف: «في هذا الحجم، كانت عمليات التصيير التقليدية ستبطئ الإنتاج إلى حد كبير».

تمكن فريق «بيكسل آرت ووركس» من تقليص زمن المعالجة بشكل جذري «باستخدام الرسوميات الآنية عبر (Unreal) حيث خفّضت زمن التصيير من نحو 90 ثانية إلى بضع ثوانٍ لكل تعديل». كما كان هذا الخيار ضرورياً لدعم المكوّن التفاعلي في التجربة، الذي يتطلب استجابة فورية لا يمكن تحقيقها عبر محتوى ثابت.

لعبت التقنيات المتقدمة مثل «Unreal Engine » والرسوميات الآنية دوراً محورياً في تنفيذ التجربة على نطاق ضخم (Outernet)

تجربة حسية متوازنة

تمثل البيئات الغامرة خطراً دائماً يتمثل في الإشباع المفرط للحواس، خصوصاً في فضاء ضخم مثل «أوترنت». ويؤكد أبثورب أن السيطرة على هذا التوازن كانت أولوية، حيث إن «ضخامة أوترنت قد تكون طاغية بحد ذاتها، لذا كان علينا أن نكون مقصودين ودقيقين في كل عنصر آخر». وجرى التعامل مع التجربة كما لو كانت معرضاً فنياً مفتوحاً إذ تتحول الشاشات إلى «سماء» سردية، فيما تستضيف الأرض عروضاً حية مثل رقصة العرضة، والخط العربي، والموسيقى التقليدية، والمأكولات السعودية. ويعدّ أبثورب أن «العروض الحية والقهوة والخط والتصميم الأرضي تحوّل المكان، بينما تصبح الشاشات أشبه بسماء تحمل وعد الرحلة أو الاستقرار أو الاكتشاف». وقد اعتمدت الحركة على الهدوء مع انتقالات مستوحاة من تعاقب أوقات اليوم في الدرعية، فيما استُخدم العود بوصفه عنصراً عطرياً داعماً لا مسيطراً. يعدّ أبثورب أن تمثيل موقع تراث عالمي لليونيسكو يحمل مسؤولية كبيرة. لكن «رحلة من نور» لم تسع إلى إعادة بناء الدرعية كما كانت، بل كما هي اليوم. وينوه بأن «السرد بشكل أساسي ركز على الدرعية الحالية، ودعوة الزوار لاكتشاف ما يمكنهم تجربته الآن، ومستقبلها القريب».

تعكس التجربة توجّهاً عالمياً جديداً نحو استخدام التكنولوجيا ليس لعرض التراث فقط بل لتحويله إلى تجربة معيشة (Outernet)

الدقة الثقافية عبر التعاون المحلي

لحماية الأصالة، جرى العمل بشكل وثيق مع أعضاء من فريق شركة الدرعية، من بينهم مختصون من أبناء المنطقة نفسها. ويضيف أبثورب أن «أعضاء من شركة الدرعية وبعضهم من أبناء المنطقة، لعبوا دوراً أساسياً في نقل روح المكان، من نقوش الأبواب وأنماط العمارة النجدية، إلى ألوان الطين والإضاءة والنباتات». هذا العمق الثقافي جنّب التجربة الوقوع في الرمزية العامة أو التبسيط المخل.

التركيز على الحياة اليومية

بدلَ تقديم التراث بوصفه ذكرى بعيدة، تبنّت التجربة سرداً معاصراً وهو أن «العدسة الإبداعية ركزت على الدرعية المعاصرة بتفاصيل الحياة اليومية ودفء المجتمع وسحر اللحظات الصغيرة».

وهكذا، ظهرت الدرعية كحيّ ثقافي حيّ، لا كمشروع نظري أو حلم مستقبلي. استقطب «أوترنت» في لندن مارة عابرين وجمهوراً ثقافياً متخصصاً على حد سواء. وبالنسبة لكثير من زوار المدينة، شكّلت التجربة أول احتكاك مع الدرعية حيث «كان الهدف تقديم الدرعية كوجهة حقيقية قابلة للزيارة، لا كمشروع بعيد أو نظري». ويرى أبثورب أن الذكاء الاصطناعي بات يسرّع كل مراحل الإنتاج الإبداعي، لكنه يشير إلى أن التحول الأعمق سيأتي من الحوسبة المكانية.

بهذا المعنى، لا تمثّل «رحلة من نور» مجرد عرض رقمي مؤقت، بل تمثل مؤشراً على مستقبل يمكن فيه للتكنولوجيا إذا استُخدمت بحس ثقافي دقيق أن تنقل التراث من الحفظ إلى المشاركة، ومن الجغرافيا إلى التجربة المعيشة.