استبعد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا احتمال انهياره عقب استقالة عضوه موسى الكوني حديثًا، كما نفى لـ«الشرق الأوسط» ما تردد عن اقتحام فتحي المجبري، أحد أعضاء المجلس، اجتماعا عقده أمس مارتن كوبلر رئيس بعثة الأمم المتحدة مع فائز السراج رئيس المجلس بمقره في القاعدة البحرية بالعاصمة الليبية طرابلس.
وأعلن كوبلر أنه ناقش مع السراج في أول اجتماع بينهما هذا العام، الحاجة الملحة لاتخاذ قرارات لتحسين الأوضاع المعيشية والتقدم للأمام في ليبيا.
وقال كوبلر في مؤتمر صحافي عقده بطرابلس إن اجتماعه مع المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي يُحدّده الأخير، معربا عن أمله في أن يتم هذا الاجتماع قريبا، لكنه لم يحدد أي مواعيد محتملة.
ونفى كوبلر معلومات عن وساطة جزائرية لعقد لقاء ثلاثي يضمه مع حفتر والسراج في الجزائر، لكنه عدّ في المقابل أن لقاءات من هذا النوع ستؤتي ثمارها على صعيد حل الأزمة في ليبيا.
ولفت إلى أنه في حال اتفاق الليبيين على تعديلات محدودة بشأن اتفاق الصخيرات الذي تم توقيعه نهاية العام قبل الماضي في المغرب برعاية البعثة الأممية، فإنه يمكن النظر في الأمر من قبل المجتمع الدولي، قائلا إن «الحل الأمثل يأتي فعليا عن طريق الحوار الليبي، واللقاءات بين الأطراف، وليس عبر أي أساليب عسكرية».
من جهته، ناقش أحمد معيتيق، نائب السراج، مع كوبلر آلية دعم الاستقرار، وأولويات عمل البعثة في البلاد، بالإضافة إلى الترتيبات المالية والاقتصادية التي تمت خلال الاجتماعات التي عقدت بالمملكة المتحدة وتونس، والآلية التي ستعمل عليها حكومة السراج، وفقا لبيان أصدرته إدارة التواصل والإعلام برئاسة مجلس الوزراء الليبي.
كما أعلن كوبلر عقب اجتماع مطول مع وزير الخارجية المفوض محمد سيالة، أن العام الحالي يجب أن يكون سنة القرارات الحاسمة لتحقيق السلام وإعادة الأمل لليبيا وشعبها، على حد قوله.
وعدّ أن الليبيين يستحقون الأفضل، بخاصة توافر الخدمات الضرورية، كالكهرباء، والتعليم، ودعم القطاع الصحي، مضيفًا أن ليبيا دولة غنية، ويجب استخدام مواردها لمصلحة الشعب، وأن هذا يتطلب إرادة سياسية.
وأوضح كوبلر أنه التقى أول من أمس مع وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي، الجزائري عبد القادر مساهل، حيث بحثا دور دول الجوار في دعم العملية السياسية الليبية، موضحا أن ليبيا ليست جزيرة، وأن مشكلاتها تعدت حدودها إلى دول الجوار، كظاهرة الهجرة غير الشرعية التي يعاني منها الاتحاد الأوروبي.
وكانت قناة «218» التلفزيونية الليبية قد زعمت أن أزمة حقيقية احتدمت داخل المجلس الرئاسي لحكومة السراج المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، عقب قيام نائبه فتحي المجبري باقتحام اجتماع كان يعقده في قاعدة بوستة البحرية مع رئيس البعثة الأممية مارتن كوبلر، تلاه انسحاب كوبلر، قبل أن يتبعه السراج.
كما ادعت أن المجبري اعتدى بالضرب على معتصم الضاوي السكرتير الخاص لرئيس للسراج بعد تراشق بالكلمات.
لكن المعتصم الضاوي، مدير مكتب السراج، نفى هذه المعلومات،، فيما أبلغ أشرف الثلثي، الناطق باسم المجلس، «الشرق الأوسط» في تصريحات خاصة من طرابلس، أن ما تم تداوله من معلومات في هذا الشأن، «مجرد شائعات مفبركة ولا أساس لها من الصحة».
وعدّ أن تقديم موسى الكوني، أحد الأعضاء التسعة بالمجلس الرئاسي، استقالته من عضوية المجلس لن تؤدى لانهياره، موضحا أن «المجلس لا يقف على شخص واحد ويستند إلى آلية في اتفاق الصخيرات تسمح باستبدال أي عضو ينسحب وتعيين شخص آخر مكانه، وذلك طبقا لآلية المادة الرابعة من الاتفاق السياسي».
وقال الثلثي إن الأفكار المطروحة لتقليص عضوية المجلس الرئاسي، ليست من طرف المجلس الرئاسي، بل من جهات أخرى، على حد تعبيره، مضيفا: «رسميا من طرف المجلس الرئاسي، أنفي وجود هذه المقترحات، والدليل: نحن نبذل قصارى جهدنا من أجل إقناع السيد الكوني بالعدول عن استقالته».
ومع ذلك، أكد الثلثي لـ«الشرق الأوسط» أن السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، على تواصل مع الكوني في هذا الخصوص، لكنه نفى أن يكونا قد اجتمعا وجها لوجه حتى الآن.
وأضاف: «استقالة الكوني تمت شفويا، والمجلس الرئاسي لم يتسلم، إلى هذه اللحظة، أي استقالة رسمية مكتوبة منه للبت فيها».
من جهة أخرى، كشف المجلس الرئاسي لحكومة السراج النقاب عن قيام قوة الردع الخاصة الموالية للحكومة بعمليات دهم واعتقال استهدفت القضاء على شبكات الاتجار بالمخدرات والأسلحة.
وقال المجلس، في بيان أصدره مساء ول من أمس إن أحد عناصر هذه القوة لقي حتفه خلال هذه المداهمات، مؤكدا دعمه الكامل واللامحدود للجهات والقوى الأمنية التي تحارب العصابات الإجرامية بجميع أنواعها للقضاء عليها من أجل حماية المواطن وتطهير البلاد من هذه الظواهر السلبية.
من جهتها، أكدت قوة الردع الخاصة مصرع أحد عناصرها، مشيرة إلى أنها أنهت عمليات المداهمة لأوكار المخدرات بمنطقة قرقارش في العاصمة طرابلس وعادت عناصرها إلى مقرها بعد الانسحاب.
ليبيا: المجلس الرئاسي لحكومة السراج يستبعد انهياره بعد استقالة الكوني
الناطق الرسمي باسمه نفى اقتحام اجتماع رئيسه مع المبعوث الأممي
ليبيا: المجلس الرئاسي لحكومة السراج يستبعد انهياره بعد استقالة الكوني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة