الرئيس الأفغاني لـ«الشرق الأوسط»: مصالح باكستان مع الحكومة الأفغانية... ولا أعرف مكان حكمتيار

أشرف غني دعا طالبان إلى الابتعاد عن الجماعات الإرهابية

الرئيس الأفغاني أشرف غني
الرئيس الأفغاني أشرف غني
TT

الرئيس الأفغاني لـ«الشرق الأوسط»: مصالح باكستان مع الحكومة الأفغانية... ولا أعرف مكان حكمتيار

الرئيس الأفغاني أشرف غني
الرئيس الأفغاني أشرف غني

شدد الرئيس الأفغاني أشرف غني، على أن الشعب الأفغاني بأكمله يريد المصالحة الوطنية؛ ولذلك على حركة طالبان أن تفصل نفسها عن جميع الجماعات الإرهابية المتشددة، داعيًا الدول الإسلامية إلى الضغط على القيادات المتشددة وترغيبها في المصالحة.
وأضاف غني في حوار مع «الشرق الأوسط» بمكتبه في القصر الرئاسي، أن علاقة بلاده بالسعودية حيوية وقوية وأساسية، لافتًا إلى أن بلاده تنسق مع جميع الدول الإسلامية، وعلى رأسها السعودية والإمارات.
يملك الرئيس الأفغاني غني خبرة واسعة في المجالين الأكاديمي والاقتصادي، حيث عاد إلى بلاده بعد سنوات طويلة، إذ تلقى تعليمه في الخارج، حيث أكد أن القوات الوطنية الأفغانية وصلت إلى مرحلة الرشد والقوة خلال عامين، وتقدم تضحيات ومستعدة للحفاظ على البلاد، مضيفًا أن خطر «داعش» يمس المنطقة بأكملها، إلا أن الدول الإسلامية قادرة على محو شياطين الإرهاب من الخريطة إذا وحدت صفوفها.
وحول علاقات بلاده مع باكستان بيد أن يتطلع إلى مستقبل أفضل بعد اتصال تلقاه من رئيس أركان الحرب الباكستاني مؤخرًا، مشددًا على أن مصلحة باكستان هي مع الحكومة الأفغانية.
يعيش غني، في القصر الرئاسي، ويوجد هناك مكتبه إلى جانب إدارات أخرى عدة، منها مكتب مستشار الأمن القومي، حيث يعتبر دخول الزوار إلى ذلك المكان أشبه بالصعوبة، نتيجة التشديد الأمني، وطرق التفتيش عبر البوابات الذي شيدت من سنوات طويلة، والأشجار الذي يبلغ عمرها مئات السنين.
واعتبر أن الاتفاقية مع حكمتيار تسير بشكل جيد، لافتًا إلى أنه لا يعرف مكانه.
* كيف تقيّمون علاقتكم مع السعودية؟
- علاقتنا مع السعودية حيوية وقوية وأساسية، ففي المملكة قبلة المسلمين، ودائمًا نتحدث عن دور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في خدمة ورعاية مكة المكرمة والمدينة المنورة، على أكمل وجه.
وخلال لقاءاتنا مع ولي العهد وولي ولي العهد، تحدثنا عن قضايا متنوعة تهم الدول الإسلامية والمسلمين، بما فيها أفغانستان، وكان التفاهم كبيرًا جدًا.
والمؤتمر الدولي الذي عقد في مكة المكرمة عن مكافحة الإرهاب في 2015، وجمع عددًا كبيرًا من العلماء في الدول الإسلامية، كان له نتائج على الصعيدين العربي والإسلامي، والعالم أجمع.
* ملف المفاوضات مع طالبان وصل إلى طريق مسدود، ما الدور الذي تعولونه على السعودية؟
- الشعب الأفغاني بأكمله، يريد المصالحة الوطنية؛ ولذلك على طالبان أن يفصلوا أنفسهم عن جميع الجماعات الإرهابية المتشددة التي تشكل خطرًا على جميع الدول الإسلامية، ثم على العالم أجمع.
ونأمل من الدول الإسلامية، بما فيها السعودية، الضغط على جميع القيادات المتشددة وترغيبها في المصالحة.
* ما الذي تحقق خلال عامين من حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت مع الرئيس التنفيذي الدكتور عبد الله العبد الله؟
- يمكن الحديث عن أربعة محاور، فعلى صعيد الانتقال السياسي، انتقلت السلطة من الرئيس المنتخب إلى الرئيس المنتخب الجديد بشكل سلمي للمرة الأولى في تاريخ أفغانستان، بما يعنيه ذلك من مصالحة وأمن واستقرار، ومن ثمرات تكوين حكومة الوحدة الوطنية انتقال السلطة بسلاسة وهدوء.
النقطة الثانية، كانت الانتقال الأمني، فقبل وجود رئيس للجمهورية، كان 150 ألف جندي من القوات الأجنبية على الأراضي الأفغانية، أما الآن فيوجد نحو 12 ألف من المعاونين في مختلف المجالات في الحكومة وليس في الحرب، وأدوارهم تقتصر على الاستشارة فقط، وأثبتنا أن أبناء أفغانستان يدافعون ويضحون، ومستعدون للحفاظ على بلادهم.
وعندما تقارن القوة العسكرية الوطنية الأفغانية، بالقوات الأخرى في الدول المختلفة، ستجد أننا خلال عامين وصلت قواتنا الوطنية إلى مرحلة الرشد والقوة.
النقطة الثالثة، هي المشكلة الاقتصادية الكبيرة التي كنا نواجهها، فبعدما خرجت القوات الأجنبية من الأراضي الأفغانية، هبط مستوانا الاقتصادي في 2014 إلى درجة الصفر، لكننا استطعنا النهوض، وكل عام بعد ذلك زادت العوائد الحكومية بين 30 و35 في المائة، ويوجد مشروعات جديدة اكتملت على مستوى البلد، كما ستبدأ مشروعات أخرى. وعملنا على مشروعات حيوية، فمثلاً لم يكن لدينا سدود على مدى 40 عامًا، أما اليوم فربما سمعتم أن السد العالي للمياه في هرات اكتمل، وهناك 29 سدًا للمياه تحت الإنشاء.
كما أن موقع أفغانستان يؤهلها لأن تكون حلقة وصل مع آسيا الوسطى بشكل أساسي، وقريبًا ستتحول أفغانستان إلى ملتقى لطرق التجارة العالمية.
أما النقطة الرابعة، فهي الفساد الإداري، الذي عملنا على التخلص منه من الجذور؛ إذ بدأنا من المحكمة العليا والنيابة العامة، ووصلنا إلى مختلف الإدارات الحكومية لمكافحة الفساد الإداري.
في مجال السياسة الخارجية، كان هناك دعم لأفغانستان بنحو 15 مليار دولار أعطيت للقوات الدفاعية والأمنية الأفغانية، وفي مؤتمر بروكسل كذلك أعطيت أفغانستان أسهمًا للمشروعات الاقتصادية، وبناء على هذا نستطيع أن نضع الخطط الأساسية لأربع سنوات مقبلة.
وفي الإطار الإسلامي، ننسق مع جميع الدول الإسلامية، وعلى رأسها السعودية والإمارات، ووضعنا أسس العلاقات السياسية والاستراتيجية، وعلى مستوى آسيا استثمرنا واستطعنا أن نأتي بالصين الدولة العظمى، والهند لنستفيد منهما في خدمة مصالح أفغانستان، وعلى المستوى الإقليمي والدول المجاورة حاولنا كثيرًا أن ندعم الخطوط العريضة في العمل معا لمصلحة بلداننا.
في أفغانستان هناك تقدم رغم العقبات التي تواجهنا، ونتمنى أن تحل جميع المشكلات في وقت قريب وسريع.
هناك 15 في المائة من الشعب الأفغاني ينامون جوعًا، و40 في المائة عوائدهم أقل من 1.25 دولار، وهناك جماعات تقتل الأطفال والمشايخ والنساء، ونحاول أن نخرج أفغانستان من المصائب أو الإطار الذي كانت فيه قبل 40 عامًا، إلى أن يعتمد الشعب عامة على الحياة الطبيعية.
* ما مدى خطورة تنظيم داعش على مستقبل أفغانستان؟
- «داعش» هو خطر على المنطقة بأكملها، وقبل عامين تحدثت في مؤتمر بألمانيا عن خمس حركات إرهابية على مستوى العالم بدأت في التحرك، وللأسف عندما تنظر إلى تاريخ تلك الجماعات تجد أن كلاً منها استمرت من 20 إلى 40 سنة، والوقوف ضد هؤلاء يحتاج إلى 20 عامًا على الأقل، وهي سلسلة لو ضعفت سلسلة في مكان تقوى في مكان آخر، والهدف الأساسي لهم، أن يجدوا لأنفسهم معاقل للاستقرار ونقاط ثقل. أنا على يقين بأن الدول الإسلامية لو وحدت صفوفها تستطيع أن تمحو شياطين الإرهاب من الخريطة.
* هل تقلقكم التدخلات الخارجية من الدول المجاورة في الشؤون الداخلية لأفغانستان؟
- عندما بدأت الأزمة الأفغانية لجأ ملايين الأفغان إلى دول الجوار، وتنقل آخرون من أماكنهم إلى أماكن أخرى داخل أفغانستان وهذا بحد ذاته أزمة. ومع نهاية عام 2016 عاد مليون أفغاني إلى بلادهم، ونحن فتحنا لهم أحضاننا، وحتى الآن يوجد 3 ملايين أفغاني لاجئين في دول مختلفة.
وللأسف، أن بعض دول العالم تتحدث عن إرهابي جيد وإرهابي سيئ، حيث إن الإرهابيين الذين يقومون بعمليات إرهابية خارج بلدانهم يتم وصفهم بالإرهابيين الطيبين، والإرهابيون الذين يقومون بأعمال إرهابية داخل بلدانهم هم سيئون، ونظرتنا لهم أنه لا بد أن يسقط الاثنان، وحتى الآن الدول في المنطقة أجمع لم تتفق على أن مصالحها مشتركة.
* هل تقصد باكستان؟
- بالفعل، نحن نبحث مع باكستان أن تكون مصالحها مع حكومة أفغانستان، فحكومة إسلام أباد وعدت نظيرتها في كابل بـ500 مليون دولار لتحسين الشؤون الاقتصادية، وأنا بكل احترام أعلنت في مؤتمر قلب آسيا، أن على باكستان أن تصرف هذه المبالغ ضد الإرهاب في داخل باكستان؛ لأن أفغانستان لو كانت آمنة، أستطيع أن آتي بهذه المبالغ خلال أشهر في ظل الاستقرار والأمن.
* أين وصل الاتفاق مع قلب الدين حكمتيار، وهل لا يزال في إيران؟
- لا أعلم مكانه، وهو الوحيد الذي يعرف أين هو الآن، أما عن الاتفاقية، فنحن بدورنا نرى أنها تمر بحالة طبيعية، ونعمل على تنفيذها بسرعة، وهناك جانب دولي في هذه الاتفاقية؛ لأن على مجلس الأمن والأمم المتحدة، أن يخرجا اسم حكمتيار من القائمة السوداء، ونحن قدمنا هذا الطلب، وهو في مراحله الأخيرة.
وهناك جوانب أخرى داخلية للاتفاقية، وهي مستمرة ولهم مندوبون في الداخل، ونقوم بأسرع ما يمكن لتنفيذ الاتفاقية.
أهمية المفاوضات مع حكمتيار كانت أنها مفاوضات أفغانية – أفغانية في قلب كابل، دون تدخل أجنبي؛ إذ استقبلنا الوفد وأعطيناه الحرية الكاملة، لأن لنا إرادة قوية وعزمًا بشأن المصالحة.
* كان لكم اتصال مع قائد الجيش الباكستاني الجديد الجنرال قمر جاويد باجوا، واتفقتم على لقاء في كابل؟
- رئيس أركان الحرب الباكستانية هو من اتصل بي، يهنئني بالعام الجديد، وتحدث عن خطوة إيجابية بأنه ليس المسؤول عما سبق، ووعدني بأن يكون هناك حالة مستقرة بين البلدين، ونعمل معًا في الشأن الأمني.
قلت له خلال الاتصال، إننا تحملنا ضربات قوية شديدة، وهناك عشرات الآلاف من الأفغان استشهدوا، وهذا ليس قابلاً للتحمل، وقلت له إننا لا نستطيع تغيير الماضي، ولكن عليهم أن ينتبهوا، وننظر إلى تغير السياسية بين البلدين في المستقبل، فأوضح قائد الجيش الباكستاني، أنه يريد حسن العلاقة في المستقبل وتغير الرؤى؛ ولذلك دعوته لزيارة أفغانستان لبحث مختلف الجوانب الأمنية.
* هل يحتاج الاقتصاد إلى وقت طويل للاعتماد على نفسه؟
- لا يحتاج إلى فترة طويلة جدًا؛ لأن لدينا موارد كثيرة جدًا، والنقطة الأساسية هي الصلح والاستقرار في البلاد، لتأتي بعدها الاستفادة من هذه المنابع والموارد الأساسية، فلأفغانستان موقع مهم، ومن دوننا لا يمكن لآسيا أن تتوصل فيما بينها، ونعمل على توصيل خطوط الكهرباء والغاز وخطوط القطارات بين جنوب آسيا وبقية القارة.
ولدينا المياه والجميع يشرب منها، فعندنا 29 نهرًا في أفغانستان، ونحتاج فقط إلى إدارة هذه الأنهار بشكل جيد، كما أن لدينا أرضًا واسعة جدًا نستطيع زراعتها، ونبدأ بالتصدير لدول الخليج والدول الأخرى، ونحقق الأمن الاقتصادي.
وعندنا معادن مهمة في أفغانستان، تقدر قيمتها بـ30 تريليون دولار، وخلال 10 سنوات ستكون أفغانستان دولة أولى لتصدير البرونز والحديد على مستوى العالم، ولدينا الذهب الذي يستطيع أن يحول أفغانستان إلى لاعب كبير في المنطقة، وأخيرًا النفط والغاز الذي نحن بصدد تجديد منابعه، ونستطيع، إن شاء الله، في القريب العاجل الوصول إليه، وسيكفينا جميعًا؛ إذ إننا حاليًا نستورد نفطا وغازا سنويًا بقيمة 5 مليارات دولار. هناك موارد مالية لدى الأفغان، فمثلاً في دبي فقط يوجد 18 مليار دولار مع الأفغان للتجارة سنويًا.
وخلال ستة أشهر استطعنا أن نجلب 800 مليون دولار للميزانية لوضع أسس تحسين الطاقة الكهربائية، ونستطيع خلال 10 إلى 20 عامًا أن نرتفع إلى مستوى أعلى ونخرج من مأزق الجوع والفقر.
* هل لا يزال هناك خلاف بينك وبين الرئيس التنفيذي الدكتور عبد الله عبد الله؟
- في جميع الحكومات هناك نقاط خلاف، وبصفتي رئيسًا للجمهورية لا أندفع ولا يوجد لدي حساسية من بعض النقاط.. قرأت في وقت سابق عن مذكرة لمدير مكتب توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، وبمقارنة ما كان يجري بينه وبين براوند، فإن الدكتور عبد الله عبد الله لطيف جدًا!
* زوجة الرئيس الأفغاني: المجتمع هنا ليس متشددًا أو معصوب العينيين
قالت رولا غني، زوجة الرئيس الأفغاني، إن المرأة الأفغانية استطاعت أن تصل إلى حقوقها وتحصل على ما تستحق، وتدخل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مشيرة إلى أن المرأة التي تعيش في المدن، تختلف عمن تعيش في المناطق والقرى البعيدة التي لا يوجد فيها أي استقرار أو أمان.
وأوضحت زوجة الرئيس الأفغاني، وهي لبنانية الأصل، أن المرأة بعد عام 2002 بدأت تحيا وتتحرك إلى الأمام، وتتقدم وتدخل إلى مجال الحياة الطبيعية. وتابعت «في ظل الحكومة الجديدة الحالية، استطاعت المرأة أن تصل إلى حقوقها وتجلب ما تستحق، وتدخل بالحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ولكن نستطيع أن نقول إن دورها في الحياة لم يكتمل بعد».
وذكرت سعادة لـ«الشرق الأوسط»، في منزلها بالقصر الرئاسي، أن أمورًا عدة تنقص المرأة الأفغانية، حيث إن من يعش داخل المدن، يتمتع بخدمات أفضل كالصحة والتعليم والاقتصاد، خلافًا للمرأة التي تعيش في القرى والمناطق البعيدة التي ليس فيها استقرار.
وتطرقت إلى أن الثقافات التعددية التي اكتسبتها خلال تواجدها في كل من لبنان وفرنسا وأميركا، ستجعلها تستفيد من تجاربها لتوظيفها في أفغانستان، وقالت «أفغانستان ليست بعيدة عن هذه التجارب، وترى أنها قريبها من لبنان، بحيث تشعر بأن تواجدها في أفغانستان مثل تواجدها في لبنان،؛ إذ إن هناك تشابهًا كبيرًا بين الثقافتين».
وأضافت، أن لبنان مر بسنوات من الحروب وتدخل من دول الجوار، وكذلك أفغانستان، مشيرة إلى أن اللبنانيين هم أهل الجبال، ودائمًا لهم حرية أكثر واستقلالية أكثر، وكذلك الأفغانيون الذين يفضلون الجبال.
وأوضحت سعادة، أنها لما وصلت إلى أفغانستان، مع زوجها رئيس الجمهورية الحالي، كانت البلاد هادئة وتتمتع بمحاذير اجتماعية عالية بين النساء والرجال، وكانت هناك سلسلة ثقافية بين الطرفين، وكان للمرأة قيادة في البيت، وحينما بدأت الحرب، أصاب المجتمع توتر داخلي، وأصبح دور المرأة ضعيفًا، ولم تكن تتمتع بموقعها الأساسي، إلا أنه بعد الحروب واستقرار الدولة تمتعت المرأة بدورها في المجتمع بشكل أكبر.
وقالت «لا أعتمد على حقوق المرأة في الغرب، فلدينا في أفغانستان عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا التي نتمسك بها، ونحترم الجانب الآخر».
وأكدت زوجة الرئيس الأفغاني، أنها تدافع عن المرأة الأفغانية، وتساعدها في حل مشكلاتها: «لا أعرف ما هي مشاكلهن أو وجهات نظرهن، ولكن استقبلهن للتعرف إليهن، وإذا احتاجت إحداهن إلى حماية، نوفر لها الحماية كي تحصل على حقوقها».
وشددت على أن المجتمع الأفغاني ليس متشددًا أو معصوب العينيين، لكن الحروب أدت إلى ذلك، ومع الاستقرار والأمان، سادت الطمأنينة.
يذكر أن رولا سعادة، عاشت في لبنان وفرنسا وأميركا، وتعرفت إلى أشرف غني، الرئيس الأفغاني في مقاعد الدراسة، قبل أن يشغل أي منصب في الحكومة.



تبادل إطلاق النار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن

صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
TT

تبادل إطلاق النار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن

صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)

ذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، اليوم (الجمعة)، أن سفينة على بعد 15 ميلاً بحرياً غربي اليمن أبلغت عن تبادل لإطلاق النار بعد رصدها نحو 15 قارباً صغيراً على مقربة منها.

وأضافت السفينة أنها لا تزال في حالة تأهب قصوى وأن القوارب غادرت الموقع.

وأفاد ربان السفينة بأن الطاقم بخير، وأنها تواصل رحلتها إلى ميناء التوقف التالي.

وتشن جماعة الحوثي في اليمن هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر تقول إنها مرتبطة بإسرائيل، وذلك منذ اندلاع الحرب في غزة بعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على جنوب إسرائيل. وقالت الجماعة إن هجماتها للتضامن مع الفلسطينيين.


بوتين: المقترح الأميركي بشأن أوكرانيا يتضمّن نقاطاً «لا يمكن الموافقة عليها»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

بوتين: المقترح الأميركي بشأن أوكرانيا يتضمّن نقاطاً «لا يمكن الموافقة عليها»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بعض المقترحات في خطة أميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، غير مقبولة للكرملين، مشيراً في تصريحات نُشرت اليوم (الخميس) إلى أن الطريق لا يزال طويلاً أمام أي اتفاق، لكنه شدد على ضرورة «التعاون» مع واشنطن لإنجاح مساعيها بدلاً من «عرقلتها».

وقال بوتين في التصريحات: «هذه مهمّة معقّدة وصعبة أخذها الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب على عاتقه».

وأضاف أن «تحقيق توافق بين أطراف متنافسة ليس بالمهمة بالسهلة، لكن الرئيس ترمب يحاول حقاً، باعتقادي، القيام بذلك»، متابعاً: «أعتقد أن علينا التعاون مع هذه المساعي بدلاً من عرقلتها».

وأطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب أقوى دفعة دبلوماسية لوقف القتال منذ شنت روسيا الغزو الشامل على جارتها قبل نحو أربع سنوات. ولكن الجهود اصطدمت مجدداً بمطالب يصعب تنفيذها، خاصة بشأن ما إذا كان يجب على أوكرانيا التخلي عن الأراضي لروسيا، وكيف يمكن أن تبقى أوكرانيا في مأمن من أي عدوان مستقبلي من جانب موسكو.

وتأتي تصريحات الرئيس الروسي في الوقت الذي يلتقي فيه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جاريد كوشنر، بكبير المفاوضين الأوكرانيين رستم أوميروف، اليوم، في ميامي لإجراء مزيد من المحادثات، بحسب مسؤول أميركي بارز اشترط عدم الكشف عن هويته؛ لأنه غير مخوّل له التعليق علانية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشخصيات روسية سياسية واقتصادية يحضرون محادثات مع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في قصر مجلس الشيوخ بالكرملين في موسكو بروسيا يوم 2 ديسمبر 2025 (أ.ب)

محادثات «ضرورية»

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن محادثاته التي استمرت خمس ساعات، الثلاثاء، في الكرملين مع ويتكوف وكوشنر كانت «ضرورية» و«مفيدة»، ولكنها كانت أيضاً «عملاً صعباً» في ظل بعض المقترحات التي لم يقبلها الكرملين، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وتحدث بوتين لقناة «إنديا توداي تي في» قبل زيارته لنيودلهي، اليوم. وبينما لم تُبث المقابلة بأكملها بعد، اقتبست وكالتا الأنباء الروسيتان الرسميتان «تاس» و«ريا نوفوستي» بعض تصريحات بوتين.

ونقلت وكالة «تاس» عن بوتين القول في المقابلة، إن محادثات الثلاثاء في الكرملين تحتّم على الجانبين «الاطلاع على كل نقطة» من مقترح السلام الأميركي «وهذا هو السبب في استغراق الأمر مدة طويلة للغاية».

وأضاف بوتين: «كان هذا حواراً ضرورياً وملموساً»، وكانت هناك بنود، موسكو مستعدة لمناقشتها، في حين «لا يمكننا الموافقة» على بنود أخرى.

ورفض بوتين الإسهاب بشأن ما الذي يمكن أن تقبله أو ترفضه روسيا، ولم يقدّم أي من المسؤولين الآخرين المشاركين تفاصيل عن المحادثات.

ونقلت وكالة «تاس» عن بوتين القول: «أعتقد أنه من المبكر للغاية؛ لأنها يمكن أن تعرقل ببساطة نظام العمل» لجهود السلام.


القمة الروسية - الهندية تعزز «الشراكة الاستراتيجية» وتتحدى ضغوط واشنطن

لافتة ترحيبية ببوتين في أحد شوارع نيودلهي يوم 4 ديسمبر (رويترز)
لافتة ترحيبية ببوتين في أحد شوارع نيودلهي يوم 4 ديسمبر (رويترز)
TT

القمة الروسية - الهندية تعزز «الشراكة الاستراتيجية» وتتحدى ضغوط واشنطن

لافتة ترحيبية ببوتين في أحد شوارع نيودلهي يوم 4 ديسمبر (رويترز)
لافتة ترحيبية ببوتين في أحد شوارع نيودلهي يوم 4 ديسمبر (رويترز)

يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، زيارة رسمية إلى الهند تستغرق يومين. وتعد واحدة من الزيارات الخارجية النادرة له منذ اندلاع الحرب الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022. ومثلما حظيت زيارته إلى الصين قبل ثلاثة أشهر، وقبلها إلى كوريا الشمالية العام الماضي، بأهمية كبرى في إطار رسم ملامح استراتيجية الكرملين في السياسة الخارجية، تُشكل الزيارة الحالية لنيودلهي منعطفاً حاسماً جديداً في مسار تعزيز تحالفات موسكو مع الشركاء التقليديين، خصوصاً على خلفية الضغوط الأميركية المتزايدة على الهند لتقليص تعاونها مع موسكو.

وفي أول زيارة له إلى العاصمة الهندية منذ أربع سنوات، يرافق بوتين وزير الدفاع أندريه بيلووسوف، ووفد واسع النطاق من قطاعي الأعمال، والصناعة. ومن أبرز الوجوه المرافقة لبوتين رئيسا شركتي الطاقة «روسنفت» و«غازبروم» اللتين تخضعان لعقوبات غربية، إلى جانب مسؤولي المجمع الصناعي العسكري، ومؤسسة «روس أبورون أكسبورت» المسؤولة عن الصادرات العسكرية. بالإضافة إلى رؤساء القطاع المصرفي الروسي الذي يخضع بدوره لعقوبات غربية. وتعكس تشكيلة الوفد المرافق أولويات أجندة الطرفين، وطبيعة النقاشات التي تم التحضير لها في موسكو، ونيودلهي.

برنامج حافل

على مدار يومي القمة، سيبحث الطرفان التعاون في مجالات الدفاع، والطاقة النووية، والهيدروكربونات، والفضاء، والتكنولوجيا، والتجارة.

تُشكل زيارة بوتين لنيودلهي منعطفاً حاسماً جديداً في مسار تعزيز تحالفات موسكو مع الشركاء التقليديين (أ.ف.ب)

واستبق الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف الزيارة بإشارة إلى أن بوتين سوف يناقش مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي «القضايا الدولية، والإقليمية»، مشدداً على اهتمام الكرملين بتطوير التعاون الثنائي، وفتح مجالات جديدة للتعاون، وأشار إلى موقف واشنطن السلبي تجاه الزيارة، وتلويحها بمضاعفة التعريفات الجمركية في حال استمرت نيودلهي في تعزيز تعاونها مع موسكو، وخصوصاً في مجال الطاقة، موضحاً أنه «لا ينبغي أن تخضع العلاقات التجارية بين موسكو ونيودلهي لتأثير دول ثالثة»، وأعرب عن قناعته بأن «مسألة التعريفات الجمركية الأميركية تظل قضية ثنائية بين الولايات المتحدة والهند». ووصف بيسكوف الإجراءات المفروضة على قطاع النفط الروسي بأنها غير قانونية، مؤكداً أن روسيا تبذل كافة الجهود الممكنة لضمان استمرار تجارة الطاقة، وتدفقها دون انقطاع رغم التحديات. وأشار إلى أن الزيارة ستشهد توقيع حزمة مهمة من الوثائق الثنائية، دون الإفصاح عن تفاصيل محددة.

تعزيز التعاون في مجال الطاقة

قبل زيارة بوتين، أجرى مسؤولون من الجانبين محادثات في مجالات واسعة من الدفاع، إلى الشحن، والزراعة، وفي أغسطس (آب) الماضي، اتفق الطرفان على بدء محادثات بشأن اتفاقية تجارة حرة بين الهند والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، بقيادة روسيا.

وكرست هذه الخطوات مسار تعزيز العلاقة رغم بروز بعض المخاوف لدى مسؤولين في الهند أعربوا عن قلق من أن أي صفقات طاقة ودفاع جديدة مع روسيا قد تُثير رد فعل من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي ضاعف الرسوم الجمركية إلى 50 في المائة في أغسطس على السلع الهندية، عقاباً على مشتريات نيودلهي من النفط الخام الروسي.

بوتين يتحدّث خلال مؤتمر في موسكو يوم 3 ديسمبر (رويترز)

ويُشكّل ملف تعزيز التعاون في مجال الطاقة إحدى أولويات الكرملين، الذي أكد أن الهند سوف تواصل الحصول على معاملة تفضيلية.

زادت واردات النفط الروسية على مدار سنوات اتفاقية التجارة الحرة بنسبة 600 في المائة، مما جعل الهند المشتري الرئيس لصادرات النفط الروسية (38 في المائة). كما تشتري الهند الأسمدة، والزيوت النباتية، والفحم، والمعادن.

تُنقل هذه الشحنات عبر الممر البحري الشرقي الذي افتُتح مؤخراً بين فلاديفوستوك وميناء تشيناي الهندي، وهو طريق بطول 10300 كيلومتر يربط بين موانٍ استراتيجية في المحيطين الهادئ والهندي. كما يعمل ممر النقل بين الشمال والجنوب فإن هذا الممر يتيح الاستقلال عن اللوجستيات الغربية، والتسويات بالعملات الوطنية تجاوزاً للعقوبات الغربية بنسبة تصل إلى 90 في المائة. وأكد الطرفان مجدداً هدفهما المتمثل في زيادة حجم التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030 (من 67 مليار دولار حالياً). وتطلب الهند دعماً لصادراتها إلى روسيا، لا سيما في مجالات الأدوية، والهندسة، والمنتجات الزراعية، ولتوفير فرص عمل للعمال الهنود المهاجرين، ويأتي ذلك تقديراً لإنجازات الهند في الالتفاف على العقوبات الغربية، خصوصاً في مجال تجارة النفط.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يحضران اجتماعاً على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند - أوزبكستان يوم 16 سبتمبر 2022 (رويترز)

في المقابل، تسعى موسكو إلى الحصول على مساعدة الهند للحصول على قطع غيار، ومعدات تقنية لأصولها النفطية، حيث عرقلت العقوبات الوصول إلى الموردين الرئيسين.

ووفقاً لمصدر حكومي في الهند، فإن نيودلهي تسعى على الأرجح إلى استعادة حصة 20 في المائة لشركة التنقيب عن الغاز الحكومية في مشروع «سخالين-1» في أقصى شرق روسيا.

وتسعى موسكو أيضاً إلى تطوير تعاملها في القطاع المالي والمصرفي مع الهند، وصرح نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، بأنه ستتم خلال الزيارة مناقشة إمكانية إطلاق نظام الدفع الروسي «مير» في الهند، والذي من شأنه أن يُسهم في زيادة السياحة الروسية. ووفقاً له، فقد طُرحت هذه المسألة سابقاً خلال اجتماع بوتين مع وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار. وستُناقش الآن على أعلى مستوى في نيودلهي.

الصفقات العسكرية

ورغم الضغوط الأميركية، لا تخطط الهند لتجميد علاقاتها الدفاعية مع موسكو، لأنها تحتاج إلى دعم مستمر للعديد من الأنظمة الروسية التي تشغّلها.

وقال مسؤولان هنديان مطلعان على الأمر لـ«رويترز» إن طائرات «سوخوي-30» الروسية تشكل غالبية أسراب المقاتلات الهندية البالغ عددها 29 سرباً، وعرضت موسكو مقاتلتها الأكثر تطوراً «سوخوي-57» والتي من المرجح أن تكون جزءاً من المحادثات.

بوتين يلتقي المتطوعين المشاركين في جائزة #WeAreTogether الدولية في مركز التجارة العالمي في موسكو يوم 3 ديسمبر (إ.ب.أ)

ولم تتخذ الهند قراراً بعد بشأن النسخة المحدثة من «سوخوي»، لكن الكرملين أعلن أن هذا الموضوع سيكون مطروحاً للنقاش. ومن المرجح أن تناقش نيودلهي شراء المزيد من وحدات نظام الدفاع الجوي «إس-400» وفق تصريحات لوزير الدفاع الهندي راجيش كومار سينغ، الأسبوع الماضي. وتمتلك الهند الآن ثلاث وحدات، مع انتظار تسليم وحدتين إضافيتين بموجب صفقة عام 2018.

لكن الحديث عن تعاون دفاعي لا يقتصر على بيع الأسلحة، والمعدات، إذ قطعت موسكو ونيودلهي شوطاً مهماً لتوطين صناعات دفاعية في الهند لتصبح أبرز شريك عسكري لروسيا. وأفاد ديمتري شوغاييف مدير الهيئة الروسية للتعاون العسكري التقني بأن القمة الحالية سوف تبحث مشاريع عسكرية تقنية جديدة، وتوسيع العقود القائمة بين البلدين.

وتشير مصادر إلى أنه يمكن توطين إنتاج ما يقرب من نصف نظام «إس-400» في إطار سياسة نقل التكنولوجيا التي توليها الهند أولوية قصوى. وفي حال تم الاتفاق على شراء طائرات «سوخوي-57» المقاتلة، فسينتقل طيارو القوات الجوية الهندية بسهولة إلى الطائرات الروسية من الجيل الجديد، مع تأكيد أن شركة «هندوستان» للملاحة الجوية المحدودة المملوكة للدولة قادرة على صيانة الترسانة الروسية.

وأفادت تقارير بأن اتفاقيات قيد التطوير -أو وُقِّعت بالفعل- لإنتاج مشترك لنظام الدفاع الجوي «بانتسير»، واحتمال شراء الهند لنظام رادار الإنذار المبكر «فورونيج»، الذي يتجاوز مداه 6000 كيلومتر.

وأكد شوغاييف أن العلاقات العسكرية التقنية بين روسيا والهند تشهد تطوراً ملحوظاً رغم التحديات الدولية الراهنة، مشيراً إلى أنه لم يغلق أي مشروع عسكري تقني خلال عام 2025.

بوتين خلال تقديمه جائزة #WeAreTogether الدولية في موسكو، يوم 3 ديسمبر (إ.ب.أ)

ووفقاً للمسؤول الروسي ينتظر أن ينصب الاهتمام بشكل أساسي على الطائرات، وأنظمة الدفاع الجوي، والتعاون في تقنيات الطائرات المسيرة، والمساعدة في بناء سفن جديدة في أحواض بناء السفن الهندية. وأضاف: «تبدو آفاق الصادرات العسكرية إلى الهند في عام 2026 إيجابية للغاية، وأعتقد أن حجمها في العام المقبل سيتجاوز مستوى عام 2025»، مؤكداً أنه تم حل المشكلات المتعلقة بالجوانب اللوجستية، وتوريد المكونات للمشاريع المشتركة، بما في ذلك صيانة المعدات الموردة سابقاً.

وأشار شوغاييف إلى أن روسيا تسعى إلى تعاون عسكري تقني واسع النطاق مع الهند في مجال التقنيات الجديدة، حيث تتزايد حصة المشاريع المشتركة، والتقنيات التكنولوجية المتقدمة عاماً بعد عام.

وتنفذ روسيا والهند حالياً عشرات المشاريع العسكرية التقنية واسعة النطاق، ومن أهمها إنتاج الهند المرخص لطائرات «سوخوي-30»، ومحركات الطائرات، ودبابات «تي-90 إس»، والتعاون في إطار مشروع «براهموس» المشترك للصواريخ، وتحديث المعدات العسكرية التي سبق توريدها، والعمل المشترك في مجال تكنولوجيا الدفاع.

جانب من لقاء بوتين ومودي على هامش أعمال مجموعة «بريكس» في كازان شهر أكتوبر 2024 (د.ب.أ)

وأشارت مصادر إلى أن الطرفين يُعدّان «بيانات مهمة» ستحدد التوجهات الرئيسة للمرحلة المقبلة من شراكتهما. ومن المتوقع أن تُمهّد الاتفاقيات الجديدة للتعاون العسكري الصناعي الطريق لمرحلة جديدة من التعاون الدفاعي بين البلدين، ما يتيح للهند الوصول إلى أحدث تقنيات التخفي، والدفاع الصاروخي. وتتوقع المصادر أن يُعزز هذا مكانة الهند في المنطقة الآسيوية.

من المتوقع توقيع عقود عسكرية لتوريد وإنتاج أنظمة دفاع جوي من الجيل الجديد، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي إس-500. وقد لاقى نظام إس-400 الروسي استحساناً من الجيش الهندي خلال عملية سيندور، حيث أُشير إلى سرعة نشره في أقل من خمس دقائق لتكون ميزة كبيرة. ويُعتبر دمج نظام إس-400 في نظام الدفاع الجوي متعدد الطبقات الهندي على طول الحدود مع الصين وباكستان تعزيزاً أمنياً.

توازن بين الهند والصين

وتواجه موسكو -التي طورت علاقاتها مع الصين بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وغدت بكين حليفاً رئيساً لها- تحدياً جدياً في إقامة توازن دقيق في العلاقة مع البلدين الخصمين.

الرئيسان الصيني شي جينبينغ (يمين) والروسي فلاديمير بوتين وبينهما رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في لقائهم بمدينة تيانجين الصينية في سبتمبر (أ.ب)

وأكد الكرملين أن موسكو تنطلق من أهمية المحافظة على علاقات مع «الشركاء التقليديين»، مشيراً إلى «تقدير خاص لاستعداد نيودلهي للمساهمة في البحث عن تسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا».

وفي إشارة مهمة، قال الناطق الرئاسي الروسي: «نحن مستعدون لتطوير علاقاتنا مع الهند في جميع المجالات الممكنة، إلى الحد الذي تكون فيه الهند مستعدة لذلك»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن روسيا «تواصل تطوير علاقاتها مع الهند، والصين».

وتابع: «نحن نحترم العلاقات الثنائية بين الهند والصين، وليس لدينا شك في أن أقدم دولتين، الدولتين الأكثر حكمة في هذا العالم، ستكونان حكيمتين بما يكفي لتسوية جميع المشكلات من أجل الحفاظ على الاستقرار العالمي».

تحدي الضغوط الأميركية

رأت تعليقات في وسائل إعلام حكومية روسية عشية الزيارة أن نيودلهي سارت خطوات لتحدي الضغوط الأميركية المفروضة عليها بسبب علاقاتها مع موسكو. ومن ذلك، ألغت الهند مناقشات اتفاقية التجارة الهندية-الأميركية، وقالت الصحافة الروسية إن تلك الاتفاقية «تراجعت أهميتها الاستراتيجية مقارنة بالنتائج المتوقعة بعد زيارة بوتين». وزادت أن «الهند ردت عملياً على الهجوم على سيادتها».

ترمب ومودي في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض في فبراير الماضي (رويترز)

كانت الحكومة الأميركية حملت نيودلهي مسؤولية تعزيز الجيش الروسي في أوكرانيا، واصفةً تصرفات الهند لاستيراد النفط الروسي بأنها «مزعزعة للاستقرار». ووصف الرئيس دونالد ترمب الهند بأنها «مغسلة للكرملين»، وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 500 في المائة على الواردات الهندية إذا واصلت نيودلهي هذا المسار.

بدوره عارض الاتحاد الأوروبي مشاركة الهند في مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا، بحجة أن صداقة نيودلهي مع موسكو تُشكل عقبة أمام تعميق التعاون الاستراتيجي مع أوروبا.

ورأت التعليقات الروسية أن «الهجوم السافر على السيادة الهندية من قبل الغرب فقد أثره. لقد اتُخذ القرار: التعاون مع روسيا أهم للهند منه مع الغرب، كما يتضح من زيارة بوتين. وقد اكتسبت روسيا والهند خبرة واسعة في العمل معاً ضمن مجموعة (بريكس)، ومنظمة شنغهاي للتعاون».