التعليم المنزلي في الهند بين التخوف وقصص النجاح

لجأ إليه البعض في المناطق النائية واختاره آخرون اعتراضًا على المناهج

أكبر مزايا التعليم في المنزل المرونة التي يتسم بها الجدول الزمني وإمكانية التعلم بحسب إيقاع الطفل الخاص
أكبر مزايا التعليم في المنزل المرونة التي يتسم بها الجدول الزمني وإمكانية التعلم بحسب إيقاع الطفل الخاص
TT

التعليم المنزلي في الهند بين التخوف وقصص النجاح

أكبر مزايا التعليم في المنزل المرونة التي يتسم بها الجدول الزمني وإمكانية التعلم بحسب إيقاع الطفل الخاص
أكبر مزايا التعليم في المنزل المرونة التي يتسم بها الجدول الزمني وإمكانية التعلم بحسب إيقاع الطفل الخاص

عندما نجحت مالفيكا جوشي، البالغة من العمر 17 عامًا، في الالتحاق بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا خلال العام الماضي، لم يكن يعلم الكثيرون أنها تركت نظام التعليم الرسمي منذ أربع سنوات. لم يكن المعهد يهتم بعدم تقديمها لشهادة دراسية. وتوضح سوبريا، والدة مالفيكا: «لقد كانت مالفيكا تبلي جيدًا في المدرسة لكنني شعرت على نحو ما بأن ابنتيَّ مالفيكا ورادها، تفتقران إلى السعادة... التي هي أهم من العلم والمعرفة».
لم يكن ذلك القرار سهلاً بأي وجه من الأوجه. وتضيف سوبريا، «لا يزال الناس في الهند لا يدركون معنى المصطلح «التعليم في المنزل»، أو «عدم الالتحاق رسميًا بمدرسة»، كما يشار إليه في أكثر الأحوال، ولم يكن زوجي مقتنعًا في البداية بخطورة هذا الاقتراح، حيث لم تكن ستتمكن ابنتي من الحصول على شهادة تثبت اجتيازهما للصف العاشر والثاني عشر، وهناك ما يدعو إلى الخوف». وتشرح: «لقد استقلت من وظيفتي، ووضعت منهجًا دراسيًا لمالفيكا، وقمت بتجهيز غرفة بحيث تشبه الحجرة الدراسية في المنزل. وفجأة رأيت كم كانت ابنتي سعيدة».
لا تعد هذه القصة رواية فردية، فلقد فاجأ ساهال كاوشيك، البالغ من العمر 14 عامًا، أقرانه بالهند عندما نجح بتفوق في اختبارات القبول في المعهد الهندي للتكنولوجيا، الذي يحظى بمكانة مرموقة، في دلهي، حيث لم يكن مراهقًا فحسب بل تلقى تعليمه في المنزل أيضًا. ولقد حصل هذا الطالب النابغة على درجة الماجستير في العلوم، وهو الآن في العشرين من عمره، وباحث دراسات عليا في المعهد، ويسعى للالتحاق بجامعة نيويورك للحصول على درجة الدكتوراه.
لم يتلق بالزانت شيفاناند تيواري، ابن مزارع من ولاية بيهار الواقعة في غرب الهند، أي تعليم نظامي رسمي، لكنه تمكن من الالتحاق بالمعهد الهندي للتكنولوجيا في كانبور عام 2015. يريد شيفاناند مواصلة أبحاثه في الفيزياء. لم يتلق هؤلاء الشباب تعليمًا نظاميًا بحسب التعريف العالمي للكلمة، لكن في الهند يتم استخدام مصطلح «التعليم في المنزل» ليشمل كل الذين تلقوا تعليمهم في المنزل، وفي أي بيئة حرة. يبدو أن التعليم في المنزل ينتشر في الهند، حيث تحولت كثير من المنازل إلى مساحات للتعلم. يتزايد اليوم عدد الآباء الذين يبدو أنهم يفضلون إلحاق أبنائهم بمدارس تقدم لهم فرصة للفكاك من طريقة التعلم القائمة على التلقين، ويتطلعون إلى مؤسسات تطبق أنظمة تعليم بديلة مثل منهج «مونتيسوري»، أو «وولدورف» أو حتى إلى اختيار تعليمهم في المنزل. لا يحتاج التعليم في المنزل في الهند إلى تسجيل، أو اعتراف، أو أي تصريح من هيئة أو جهاز.
يتسم مجتمع طلبة المنازل في الهند بالتنوع، حيث يتعلم الكثير منهم في المنزل لأنهم قد ضاقوا بهذا النظام التعليمي، ويرغبون في تنشئة أبنائهم دون أي ضغط عليهم. كذلك هناك بعض العائلات، التي لا ترغب في فرض أي نوع من اللوائح أو النظام على تعليم أبنائهم، بل يريدون أن يمنحوا أبناءهم فرصة للسير وراء فضولهم. ويضطلع الآباء بدور الميسر لأبنائهم، حيث يعتقدون أن الأطفال ناضجون بدرجة كافية لاتخاذ اختيارات تتعلق بما يتعلمونه.
يمكن أن يشارك الأطفال المتعلمين في المنزل في اختبارات الشهادة العامة الدولية للتعليم الثانوي كمرشحين مستقلين، أو اختبارات الصف العاشر - الثاني عشر، التي يعقدها المعهد القومي للتعليم المفتوح، الذي يمنح الطلبة خيار الحصول على شهادة أو درجة علمية، ويتم إجراؤه في مراكز منتشرة في جميع أنحاء البلاد. وتوضح أورميلا سامسون، والدة أحد الطلبة غير الملتحقين بنظام التعليم النظامي الرسمي: «هناك كثير من الأسباب التي تدفع الآباء نحو تعليم الأبناء في المنزل. يشعر بعض الآباء أن أبناءهم قد يكونون أفضل في المنزل، أو يكون لديهم اعتراضات على المنهج الدراسي، من منطلق ديني أو لأسباب أخرى. وقد يبقون على أطفالهم في المنزل لأسباب تتعلق بسلامتهم، وأمنهم، أو لأي ظروف أخرى».
قد يغير التعليم في المنزل مسار الحياة، حيث يؤدي إلى تطور الشخصية لكل من الأب، والطفل. وينتشر هذا الشكل من التعليم في الهند بسبب عدم إمكانية إلحاق الأبناء بمدرسة، أو عدم توافر مدارس جيدة، أو للمسافة الطويلة التي يحتاج الطلبة لقطعها للوصول إلى المدرسة. يقول سواتي: «لا يشعر الآباء برضا عن البرامج المصممة في المدارس. إنهم يريدون لأطفالهم خطط تعلُّم فردية، وأن تتطور شخصيتهم بشكل متمايز. وفي ظل تراجع كفاءة وخبرة المعلمين، والمبالغة في تطبيق طرق الانضباط، وانتشار الشغب في المدارس، يشعر الكثير من الآباء أنهم يستطيعون تقديم لأبنائهم أفضل مما تقدمه لهم المدارس».
والتقت «الشرق الأوسط» مع بعض الآباء، والشخصيات الأكاديمية، لمعرفة المزيد عن هذا التوجه. يقول الكثير من الآباء إن التعليم في المنزل يتيح تنمية الجانب الإبداعي للطفل. تقول روكسانا، والدة فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا: «التحقت ابنتنا بنظام تعليم نظامي، لكن لم يكن الحال على ما يرام. لقد كانت مهتمة بالموسيقى، والفنون، والأعمال الفنية اليدوية. وهي الآن تتبع جدول منتظم في المنزل، وتجد الوقت الذي يمكن لها فيه أن تشبع شغفها».
في كثير من المدن الهندية امتنع كثير من الآباء عن إلحاق أبنائهم بمدارس رسمية، وفضلوا أن يتعلموا بأنفسهم في المنزل، أو على أيدي آبائهم، أو مدرسين خصوصيين. هناك ما يزيد على 100 طفل من هؤلاء الأطفال في دلهي، بل هناك منتدى على الإنترنت يتفاعل فيه الآباء مع بعضهم، ويتبادلون المساعدة. ولكل منهم أسباب مختلفة دفعتهم إلى اختيار هذا النظام.
ريبيكا ماناري، مؤلفة ومعلمة، اختارت بكامل وعيها وإرادتها أن تعلم طفليها في المنزل، وقالت إنهم قد أقدموا على هذا الأمر لأن المعلمين، الذين كانوا يدرسون لابنهم، غير أكفاء، وغير مؤهلين للتعليم. وقال أحد الآباء: «عندما انضممت إلى مجتمع التعليم المنزلي أدركت الفوائد التي لا تُحصى التي تعود على الطفل بمجرد خروجه من ذلك السباق المحموم».
لا يوجد منهج دراسي منفصل للأطفال، الذين يتعلمون في المنزل، وكان أكثر الآباء، الذين تحدثت معهم كاتبة هذه السطور، يستخدمون كتبًا دراسية متوفرة بالفعل. مع ذلك لم يستخدم البعض هذه الكتب الدراسية، وصمم البعض الآخر منهجًا دراسيًا خاصًا من خلال الرجوع إلى مناهج دراسية أخرى.
مع ذلك لم يغرق أي منهم أبناءه في بحر تلك الكتب. وقالت تشيتانا كيني والدة أحد الطلبة: «عندما كان طفلي في الصف الأول، اعتدت اصطحابه معي إلى المتاجر وشرح عمليات الجمع والطرح له. فيما بعد استخدمت الكتب الدراسية ككتيبات للتمرينات. وكانت هذه هي الطريقة التي علمته بها الرياضيات».
يتم تشجيع الأطفال على استكشاف الأشياء بأنفسهم، والبحث عن المتعة في تعلم أشياء جديدة. وبات كثير من الآباء هذه الأيام جزءًا من مجموعات التعليم في المنزل على شبكة الإنترنت، حيث يتعلمون من بعضهم، ويطلبون العون من خبراء في مواد دراسية مثل الفيزياء، والرياضيات، أو يسهمون بمعرفتهم في تعليم الأطفال في المنزل.
ولدى آل بارديوالا المقيمين في مومباي نموذج أكثر تنظيمًا للتعليم في المنزل. إنهما يسجلان كل شيء يتعلمه أبناؤهما، ويختبرونهما أحيانًا فيها. مع ذلك إذا لم يحب أي من الأبناء مادة دراسية، يلغونها من المنهج بمجرد تعلم الأبناء لمبادئها الأساسية. لقد قرر أبناؤهما عدم استكمال دراسة التاريخ والجغرافيا، لكنهم شعروا باهتمام بموقع «موهينجودارو» الأثري بعد الاطلاع عليه في كتاب. ويوضح سونال بارديوالا: «لدى الطفل كل الحق في كره شيء». وقد خضع ابنهما شاهين لاختبار ولاية مهاراشترا كمستقل، وحصل على 93.6 في المائة، وكذلك له مدونة على الإنترنت، ويدير قناة على موقع الـ«يوتيوب»، ويكتب سيناريوهات للأفلام.
تقول عالمة النفس فاركا تشولاني: «يكون هناك سيطرة على طريقة تنظيم الوقت بحسب المواد الدراسية. لذا يمكن للوالد أو الوالدة معرفة ما إذا كان الطفل يهتم بالسنسكريتية بقدر اهتمامه بالرياضيات أم لا. على العكس من ذلك، إذا رأى أحد الأبوين أن طفله يبدي تفوقًا في العلوم، والرياضيات، فيمكنه التركيز عليه»، وتضيف فاركا قائلة: «كذلك للتعليم في المنزل ميزة تتعلق بالوقت، حيث لا يتم إهدار الوقت، أو تبديد الطاقة في الذهاب إلى المدرسة، ولا يتعرض الطالب إلى أي ظواهر بيئية مثل الفيضانات، أو الحوادث، أو تعطل حافلات المدرسة وهو ما يخفف الأعباء. ولم أسمع طوال كل هذه السنوات عن طالب يدرس في المنزل عجز عن الالتحاق بالجامعة».
يدرس أكثر الأطفال بحسب جدول زمني غير صارم، حيث يدرسون لعدد محدد من الساعات يتراوح بين ساعتين وست ساعات، ويقضون وقتًا في دراسة المجالات التي يهتمون بها، مع أصدقائهم، ثم يستذكرون دروسهم وحدهم بعد ذلك. ويقول أديتي ماثور، أحد المعتقدين بشدة في طرق التعليم البديلة: «أكبر مزايا التعليم هي المرونة التي يتسم بها الجدول الزمني. يمكن للطفل تعلم ما يريده في الوقت الذي يحبه. ويمكنه دراسة أي مادة بالقدر الذي يريده، ويتعلم بحسب إيقاعه الخاص وعلى النحو الذي يريده. إنه يتحكم في عملية تعلمه دون تعرضه لأي ضغط». الأطفال راضون بوجه عام عما يفعلونه.
بالنظر إلى إتاحة كل الأشياء أمام الطالب، وفي ظل الاهتمام الكبير الذي يحظى به، لا يعيش الطفل في ظروف تثير إحباطًا في إطار محاولته التكيف مع ظروف الحياة، ويصبح غير قادر على مواجهة التحديات التي تفرضها البيئة، ولا يتحلى بالصبر اللازم لتحمل الظروف. تقول فاركا: «إنه يقيد قدرة الطفل على تنمية المهارات الاجتماعية، والتكيف مع صفات الآخرين، وهو الأمر الذي يفرضه عليك النظام المدرسي. تحتاج تنمية المهارات الاجتماعية إلى ممارسة، فكلما واجهت مواقف تستدعي التكيف مع الآخرين، تطورت روح الفريق لدى الطفل. تتسم تلك المهارات اليوم بأهمية كبيرة لا تقل عن أهمية المهارات الفنية. يقدم النظام المدرسي الرسمي فرصة تطوير الشخصية بشكل شامل لأنه يجبر الطالب على الانخراط مع ناس قد لا يحبهم».
هل إذا لم تلتحق بمدرسة، تفوتك فرصة تعلم دروس مهمة في الحياة. تقول أنيتا رامبال المتخصصة في مجال التعليم: «في المدرسة حيث تكون بصحبة أشخاص مختلفين عنك، تتعلم التعاطف». لكن هل المدرسة تتسم بهذا القدر من التنوع حقًا؟ إنهم يقولون كذلك إن الأطفال، الذين لا يلتحقون بمدرسة، لا يتعرضون للفروق والاختلافات الاجتماعية، يشعرون براحة استثنائية في التعبير عن ذاتهم، والتصرف بحرية.
يبدو أن التعلم في المنزل لا يناسب الجميع، حيث تكون هناك حاجة إلى تفرغ أحد الأبوين على الأقل، وكذلك إلى تمتعه بقدرة على الاهتمام بنمو وتطور الطفل بشكل كامل. يقول ريان سامسون، البالغ من العمر 19 عامًا، والذي تعلم في المنزل مثل شقيقيه: «عادة ما يتطلب الأمر توفر المال، والاستقرار العاطفي في المنزل».



وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب
TT

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

لا يخفى على أحد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام الاجتماعية على شبكة الإنترنت بالنسبة للأفراد والمؤسسات الخاصة والعامة والشركات التجارية والحكومات وأجهزة الأمن المحلية والدولية والمراكز الطبية هذه الأيام. إذ يتزايد استخدام هذه الوسائل بوتيرة مثيرة للاهتمام ويتعدد استخدامات هذه الوسائل في كثير من الحقول الهامة لتحسين أدائها وتطويرها وربط ما أمكن من معلومات ببعضها بعضا وتوفيرها لجميع المعنيين بأسرع وأوضح صورة ممكنة. ومن هذه الحقول بالطبع الحقل التعليمي، إذ كان من أول الحقول التي عملت على استغلال شبكة الإنترنت وحاولت الاستفادة من تقنياتها وقدراتها على التحفيز وتطوير أداء المعلمين والطلاب على حد سواء. وقد بدأت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا تلعب دورا جوهريا كبيرا في الحياة التعليمية، أكان ذلك في المدارس العادية أم في الجامعات الهامة.

تفوق في التواصل والأكاديميا
تشير الأرقام الأخيرة إلى أن نصف سكان المعمورة يستخدمون شبكة الإنترنت هذه الأيام، وأن عدد الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي على الشبكة ارتفع بنسب 21 في المائة من عام 2015 أي منذ عامين فقط. وقد وصل عدد الذين يستخدمون هذه الوسائل الاجتماعية إلى 2.8 مليار مستخدم العام الماضي.
وأظهرت آخر الدراسات لمؤسسة «يوني شوتس» الطلابية لإنتاج الفيديو، أن جامعة تتربع على عرش الجامعات البريطانية من ناحية عدد المتابعين لوسائلها الخاصة بالتواصل الاجتماعي. وأن جامعة كامبردج في المرتبة الثانية في هذا المجال.
أما في المرتبة الثالثة فقد جاءت كلية لندن للاقتصاد التي تعتبر من الجامعات الهامة على الصعيد العالمي في مجال العلوم الإنسانية. وقد حاولت شركة إنتاج الفيديو هذه التي أسسها بعض الخريجين التعرف عما إذا كان أي ترابط بين ترتيب صحيفة الـ«غارديان» البريطانية لأفضل الجامعات لعام 2018 وبين النتائج التي توصلت إليها حول عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي لهذه الجامعات.
وكما تقول تقول سيتا فارداوا في مقال خاص على موقع مؤسسة «ذا»، إن العلاقة بين ترتيب أفضل الجامعات وترتيب الجامعات من ناحية عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي لديها متنوع جدا وغير واضح وليس مشروطا. ففيما كان هناك ترابط في حالة جامعتي أكسفورد وكامبردج اللتين تحتلان المركزين الأول والثاني في كل من التصنيفين، جاءت جامعة لندن متروبوليتان (جامعة لندن الحضريةLondon Metropolitan University - وهي جامعة بحثية عامة) في المركز الرابع في ترتيب المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعية، بينما كانت في الترتيب 117 على لائحة صحيفة الـ«غارديان» لأفضل الجامعات.
لا بد من التذكير هنا بأن مؤسسة «ذا» أو موقع «ذا»، يهتم بتأمين المعلومات تزويد البيانات التي تدعم التميز الجامعي في كل قارة في جميع أنحاء العالم. وهي من المراجع الهامة والرائدة «في تصنيف الجامعات الأكثر تأثيرا في العالم، ولديها خبرة تقارب خمسة عقود كمصدر للتحليل والبصيرة في التعليم العالي»، كما لديها خبرة «لا مثيل لها في الاتجاهات التي يقوم عليها أداء الجامعة عالميا. وتستخدم بياناتنا وأدوات قياسها من قبل كثير من الجامعات المرموقة في العالم لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم الاستراتيجية».

{فيسبوك» نافذة للجامعات
وبالعودة لـ«يوني شوتس»، فقد أظهرت نتائج الدراسة الأخيرة أن الـ«فيسبوك» كان المنصة الأكثر اختيارا من قبل المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي والتي فضلوا استخدامها لمتابعة جميع الجامعات، وحصدت على أعلى الأرقام مقارنة مع بقية وسائل التواصل الأخرى.
ويقول مؤسس «يوني شوتس» روس ليندغرين، في هذا الإطار إنه «قررنا التركيز على (فيسبوك) و(إنستغرام) و(يوتيوب) في بحثنا الأولي لأن المحادثات التي أجريناها مع الطلاب تشير إلى أن هذه هي أكثر المنصات استخداما في السنوات الأخيرة». وقال روس ليندغرين، مؤسس «يوني شوتس»: «قررنا التركيز على (فيسبوك) و(إنستغرام) و(يوتيوب) في بحثنا الأولي لأن المحادثات التي أجريناها مع الطلاب تشير إلى أن هذه هي أكثر المنصات استخداما في السنوات الأخيرة». ويبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، التي ارتفع استخدامها في السنوات الأخيرة في بال ليندغرين، إذ أضاف أن المؤسسة تخطط في المستقبل للبحث في حجم استخدامات ومتابعات «تويتر» واستخدام «سناب شات». ومن النتائج التي أظهرتها الدراسة التي شملت 121 جامعة أيضا، أنه كان للجامعات التي كانت الأكثر نشاطا على وسائل التواصل الاجتماعي، أيضا أكبر عدد من الأتباع على جميع المنصات. وخصوصا في منصة حجم استخدام الـ«يوتيوب».
وتشمل هذه المنصات، عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي، عدد زيارات موقع الجامعة (بالملايين) خلال الأشهر الستة الأخيرة لعام 2017، وعدد المتابعين لـ«فيسبوك» في كل جامعة، عدد المتابعين لـ«إنستغرام» في كل جامعة، وعدد المتبعين لـ«يوتيوب» في كل جامعة.

وسيلة للطلاب الأجانب
وعلى صعيد آخر، أكد المدير الإداري في مؤسسة «هوبسونز» الخاصة بالتعليم العالي جيرمي كوبر أن الطلاب حول العالم يستخدمون مواقع الشبكات الاجتماعية للبحث واختيار كلياتهم هذه الأيام وأكثر من أي وقت مضى، وذلك في تعليق خاص حول كيفية استخدام الطلاب الأجانب لوسائل الإعلام الاجتماعية لاختيار إحدى الجامعات البريطانية للدراسة.
وقد كشف «المسح الدولي للطلاب - ISS» السنة الحالية أن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي تتزايد وتنمو باطراد بالنسبة للطلاب الدوليين أو الأجانب. كما أظهر المسح أن «حملات وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي تشكل كيف ينظر هؤلاء الطلاب المحتملون إلى المملكة المتحدة كمكان للدراسة».
ويقول كوبر، إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الآن بالنسبة للشباب الوسيلة الرئيسية لجمع المعلومات والتواصل مع أصدقائهم ومعارفهم. ويبدو من النتائج التي حصل عليها «المسح الدولي»، أن «83 في المائة من الطلاب المحتملين يستخدمون قنوات اجتماعية للبحث عن الجامعات، أي بزيادة قدرها 19 في المائة بين عامي 2016 و2017». وفيما «تختلف التفضيلات من بلد إلى آخر، فإن مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسية (فيسبوك) و(يوتيوب) و(إنستغرام) تهيمن على استخدام الشبكات الاجتماعية الأخرى والمعروفة».
ويبدو أن الطلاب يبدأون باستخدام وسائل الاتصال هذه قبل إجراء أي تحقيق حول مستقبلهم التعليمي وأين سيدرسون، الأمر الذي يشير إلى أهمية المشاركة المبكرة على هذه الوسائل. ويترافق هذا مع ارتفاع في نسبة عدد الطلاب والمهتمين باستخدام «واتساب» للتواصل مع الجامعات التي يهتمون بها ووصلت نسبة الارتفاع إلى 42 في المائة، بينما فضل 35 في المائة استخدام «فيسبوك».
وأهم ما كشفه بحث «المسح الدولي» هو أن هناك رابطا مباشرا وهاما وإيجابيا أيضا بين شعبية قنوات وسائل التواصل الاجتماعي للجامعات وعدد الطلاب الدوليين الذين تجذبهم هذه الجامعات.
ويبدو أيضا هناك دور كبير لطبيعة اللغة المستخدمة لقنوات التواصل الاجتماعي للجامعات، وطبيعة الترحيب بالطلاب الأجانب، في جذب الطلاب. إذ إن هذه القنوات قادرة على تكوين وتشكيل الكيفية التي ينظر بها الطلاب إلى الجامعات البريطانية بشكل عام.
ويتبين من نتائج «المسح الدولي» أن 84 في المائة من الطلاب الدوليين المحتملين يقولون إن حملات مثل حملتي «كلنا دوليون - #WeAreInternational» و«لندن مفتوحة - #LondonIsOpen» - بالإضافة إلى حملة عمدة لندن - تؤثر بشكل إيجابي على تصورهم عن المملكة المتحدة.

ترحيب إلكتروني
لاستقطاب الدارسين
يؤكد جيرمي كوبر في هذا المضمار، أن ترحيب الجامعات مهم جدا في عملية استقطاب الطلاب ومنحهم الشعور الإيجابي نحو الجامعة، إذ إن 31 في المائة من الطلاب الذين تم استطلاعهم يعتبرون عملية الترحيب العامل الرئيسي في اختيارهم للجامعة التي يريدون الدراسة فيها.
وعندما سأل الطلاب: ما إذا كانوا يستخدمون وسائل الاتصال الاجتماعي كجزء من عملية البحث عندما يقررون المكان الذين سيدرسون فيه، 90 في المائة من الطلاب الصينيين قالوا إنها جزء ضرورة في عملية البحث واتخاذ القرار، بينما جاء طلاب تايلاند في المرتبة الثانية بنسبة 86 في المائة ومن ثم طلاب ماليزيا بنسبة 80 في المائة وثم طلاب هونغ بنسبة 79 في المائة وبعدها طلاب الهند بنسبة 78 في المائة وثم نيجيريا بنسبة 72 في المائة وبعدها طلاب المملكة العربية السعودية بنسبة 68 في المائة وبعدها سنغافورة وكندا والولايات المتحدة الأميركية.