فورة استهلاك أعياد الميلاد في إنجلترا أقل من مستوى 2015

رغم توقعات ارتفاع الأسعار

متسوق يسير في شارع اكسفورد في وسط لندن قبل حلول اعياد الميلاد حيث عرضت المحال تخفيضات تصل الى 50% (إ.ب.أ)
متسوق يسير في شارع اكسفورد في وسط لندن قبل حلول اعياد الميلاد حيث عرضت المحال تخفيضات تصل الى 50% (إ.ب.أ)
TT

فورة استهلاك أعياد الميلاد في إنجلترا أقل من مستوى 2015

متسوق يسير في شارع اكسفورد في وسط لندن قبل حلول اعياد الميلاد حيث عرضت المحال تخفيضات تصل الى 50% (إ.ب.أ)
متسوق يسير في شارع اكسفورد في وسط لندن قبل حلول اعياد الميلاد حيث عرضت المحال تخفيضات تصل الى 50% (إ.ب.أ)

أظهر مسحان نُشرت نتائجهما، أمس الجمعة، أن فورة إنفاق المتسوقين البريطانيين في الأسبوع السابق لأعياد الميلاد، لم تحُل دون انخفاض مبيعات شهر ديسمبر (كانون الأول) عن المستوى الذي سجلته في الفترة ذاتها من العام السابق، في الوقت الذي من المتوقع فيه أن ترتفع أسعار البيع بالمتاجر في 2017.
وكان النمو القوي في إنفاق المستهلكين، أحد العوامل الرئيسية التي دعمت الاقتصاد البريطاني منذ التصويت في يونيو (حزيران) الماضي على خروج البلاد من عضوية الاتحاد الأوروبي، لكن كثيرا من تجار التجزئة يخشون ضغوطا على الإنفاق، في الوقت الذي بدأ فيه النمو الحقيقي للدخل في التآكل بفعل التضخم.
وأظهر مسحان شهريان لشركة «بي دي أو» للمحاسبات، والمفوضية الأوروبية، أن مبيعات التجزئة تباطأت في ديسمبر، في الوقت الذي أظهر فيه مسح المفوضية قفزة قياسية في توقعات تجار التجزئة للأسعار.
وانخفضت مبيعات التجزئة في ديسمبر 0.1 في المائة على أساس سنوي، وفقا لمسح «بي دي أو»، لكن المبيعات عبر الإنترنت ارتفعت 19 في المائة على أساس سنوي في الشهر ذاته، في إشارة جديدة إلى تغير عادات التسوق.
وزاد مؤشر المفوضية الأوروبية لتوقعات أسعار التجزئة في المملكة المتحدة للأشهر المقبلة - والتي تم قياسها في الفترة بين نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر - بأكثر من المثلين، ليسجل ارتفاعا قياسيا إلى مستويات تقترب من المستويات التاريخية التي بلغها في عام 2011. وهي المرة الأخيرة التي ارتفع فيها التضخم في أسعار المستهلكين فوق 5 في المائة.
وأظهر مسح مهم أن الاقتصاد البريطاني سجل نهاية قوية لعام 2016، مع نموه بأسرع وتيرة منذ منتصف 2015، لكن ارتفاع الأسعار من المنتظر أن يلحق ضررا بالمستهلكين قريبا، مع قيام الشركات بتمرير زيادة كبيرة في التكاليف.
وأفادت الشركات في قطاع الخدمات بارتفاع النشاط بأسرع معدل في 17 شهرا في ديسمبر، ليتجاوز جميع التوقعات في استطلاع لـ«رويترز»، وهو ما يبقي بريطانيا في مسارها لأن تكون أحد أسرع الاقتصادات المتقدمة في العالم نموا العام الماضي. لكن مؤشر «ماركت» لمديري المشتريات، ومسح منفصل لغرف التجارة البريطانية، أظهرا أن شركات الخدمات تخطط لأوسع زيادات في الأسعار منذ 2011، وهو ما يزيد احتمالات قفزة سريعة في التضخم. وفي مسح غرف التجارة البريطانية الذي أُجري في نوفمبر، قال مزيد من المصنعين إنهم يخططون لرفع الأسعار أكثر من أي وقت، منذ أن بدأ إجراء المسح قبل نحو 20 عاما.
وقال إندي هادلن، كبير الخبراء الاقتصاديين ببنك إنجلترا المركزي، إن التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، لم يكن له تأثير يُذكر على البريطانيين في 2016، لكن ذلك من المرجح أن يتغير هذا العام مع زحف زيادات الأسعار.
وأشارت الشركات في المسحين إلى هبوط الجنيه الإسترليني بنحو 20 في المائة مقابل الدولار الأميركي، منذ تصويت يونيو، كعامل رئيسي في ارتفاع التكاليف.
وقالت «ماركت»، إن ضعف الإسترليني أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الغذاء والوقود وتكاليف الأجور. وأضافت أن اقتصاد بريطانيا نما على الأرجح بنسبة 0.5 في المائة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2016، متباطئا قليلا عن الوتيرة القوية التي سجلها في الأشهر الثلاثة السابقة على تصويت يونيو.
وأظهرت أرقام منفصلة أن مبيعات السيارات الجديدة في بريطانيا، سجلت العام الماضي مستوى قياسيا مرتفعا، بلغ 2.69 مليون سيارة.
وقال كريس ويليامسون، كبير الخبراء الاقتصاديين في «آي إتش إس ماركت»: «اقتصاد المملكة المتحدة يواصل تحدي توقعات واسعة بالتباطؤ، جراء تصويت الخروج من الاتحاد الأوروبي»، لكن هذا من المتوقع أن يتغير في 2017.
وأظهر استطلاع لـ«رويترز» الشهر الماضي، أن النمو الاقتصادي من المتوقع أن يهبط بمقدار النصف إلى 1.1 في المائة هذا العام، مع اقتراب التضخم من 3 في المائة، صعودا من أقل من 1 في المائة العام الماضي.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).