المستشار القضائي يقرر تقديم لائحة اتهام ضد باسل غطاس

المحكمة الإسرائيلية ترفض تمديد اعتقاله ومحاميته: القرار «غير قانوني»

باسل غطاس لحظة دخوله المحكمة قبل نحو 10 أيام (أ.ب)
باسل غطاس لحظة دخوله المحكمة قبل نحو 10 أيام (أ.ب)
TT

المستشار القضائي يقرر تقديم لائحة اتهام ضد باسل غطاس

باسل غطاس لحظة دخوله المحكمة قبل نحو 10 أيام (أ.ب)
باسل غطاس لحظة دخوله المحكمة قبل نحو 10 أيام (أ.ب)

رفضت محكمة الصلح الإسرائيلية في مدينة رحوفوت، طلب الشرطة الإسرائيلية تمديد اعتقال النائب العربي، باسل غطاس، في بيته، وقررت إطلاق سراحه، على الرغم من قرار المستشار القضائي للحكومة، أبيحاي مندليت، تقديم لائحة اتهام ضده في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، بتهمة تهريب هواتف نقالة إلى الأسرى الفلسطينيين. ورفض القاضي مناحم مزراحي، تقديرات الشرطة، بأن غطاس يشكل خطرا على الجمهور.
وكانت الشرطة قد طلبت إبقاء غطاس رهن الاعتقال المنزلي 30 يوما آخر، بدعوى أنه يشكل خطرا أمنيا وخطرا على الجمهور. وقال ممثلها إن «المخالفة التي ارتكبها النائب غطاس، وهي خيانة الأمانة، خطيرة جدا، وتحتم علينا استكمال التحقيق وهو رهن الاعتقال المنزلي». وقد رد ممثل الدفاع، المحامي نمير إدلبي، إنه «لم يجد شيئا في التحقيق، منذ الجلسة الأخيرة، يستدعي طلب تمديد الاعتقال المنزلي لمدة 30 يوما. هذا الطلب مرفوض، ولا يوجد صلاحية لهيئة المحكمة أن تقيد حرية النائب غطاس وفق هذه الإجراءات، علما بأنه قد تنازل عن حصانته من أجل استكمال التحقيق. وبما أن التحقيق، فقد توجب منحه حريته لممارسة مهامه بصفته نائبا في البرلمان. إضافة إلى أن الشرطة لم تبين، في لائحة الادعاء، أي سبب واضح لطلب تمديد الاعتقال». وأضاف، إن «الأسباب التي ذكرتها الشرطة هزيلة ولا تستحق ساعة واحدة لتمديد الاعتقال، وهي خطورة هربه خارج البلاد، علما بأن المحكمة أصدرت أمرا بمنع سفره لمدة 180 يوما، وقد سلم جواز سفره. وإن النائب غطاس أجاب عن جميع أسئلة المحققين، ولا يوجد ما يخفيه».
وقالت محامية الدفاع الأخرى، ليئا تسيمل، إن الشرطة وهيئة مستشار الحكومة القضائي، خرقا القانون بالامتناع عن إجراء جلسة استماع للنائب غطاس، كما هو محدد في القانون، واقترحت عليه إجراء هذا الاستماع خلال ساعات، فرفضنا لأنه لا يمكن الأعداد لجلسة كهذه في ساعات قليلة.
ولمّح القاضي، بأن الشرطة تبالغ في مطالبها، ورفض تمديد الاعتقال المنزلي، وقرر إطلاق سراح النائب غطاس، لكنه فرض عليه ألا يتحرك من دون رجل أمن يرافقه. وقال القاضي «لا أرى أن المتهم حاول الهرب من الاعتقال أو التهرب من التحقيق حتى أحكم بتمديد اعتقاله. فها هو بين أيديكم تحققون معه متى تشاءون».
من جهته، سارع المستشار القضائي إلى الإعلان عن تقديم لائحة اتهام ضد غطاس. ويتضح من مسودة اللائحة، أن النيابة توجه له اتهامات وفق بنود يتراوح الحكم عليها بالسجن ما بين 7 و15 سنة. ومن هذه التهم: تهريب وثائق، بدلا من إدخالها عبر سلطة السجون، وإدخال معدات اتصال خليوية، واستخدام أغراض لأهداف إرهابية، وخيانة الأمانة. والتواصل مع الأسير وليد دقة، بهدف إدخال هواتف نقالة إلى السجن، وتسليم اسيرين 4 مغلفات، تشمل 12 هاتفا نقالا، و16 شريحة اتصال، ومعدات أخرى للهواتف. وخداع مصلحة السجون، عندما مر في جهاز الكشف الإلكتروني ورن الجرس، فطلبوا منه أفراغ جيوبه فرفض، بدعوى حصانته البرلمانية، وتبين أن رفضه جاء بهدف التستير على فعلته.
وقالت المحامية تسيمل، إن لائحة الاتهام تتضمن أكاذيب، وإن «قرار المستشار القضائي غير قانوني، ودوافعه سياسية وغير مبررة».
وبعد قرار تقديم لائحة اتهام، أعلن رئيس حزب «يوجد مستقبل» المعارض، يائير لبيد، أنه قرر تغيير رأيه والموافقة على طرد باسل غطاس من الكنيست. ما يعني أن الائتلاف الحاكم يستطيع الآن طرح الموضوع على جدول أعمال الكنيست؛ إذ إن القانون يفرض توفر 70 نائبا، بينهم 10 من المعارضة.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.