إيران وروسيا تعارضان خروج «حزب الله» من سوريا

موقع إيراني: التعاون التركي ــ الروسي ينقل طهران إلى «موقع المتفرج»

رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي في مؤتمر صحافي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي في مؤتمر صحافي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

إيران وروسيا تعارضان خروج «حزب الله» من سوريا

رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي في مؤتمر صحافي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي في مؤتمر صحافي بدمشق أمس (أ.ف.ب)

حسمت إيران وروسيا الجدل حول احتمال موافقة حكومتيهما على الطلب مما يسمى «حزب الله» اللبناني، بخروجه من سوريا. ففي حين صرح مسؤول إيراني تحدث في دمشق، أمس، بأن الحزب دخل بموجب طلب رسمي من الحكومة السورية، قال السفير الروسي في بيروت، إن استمرار محاربة الإرهاب يعني بقاء ما يسمى «حزب الله» في سوريا.
وأكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، في مؤتمر صحافي بدمشق، أمس، أن «على كل القوات التي دخلت الأراضي السورية من دون موافقة الحكومة أن تترك هذه الأراضي فورًا». وأضاف: «نحن ندعم بقوة استقلال ووحدة الأراضي السورية، وعليه، فنحن ندين أي دخول للقوات الأجنبية إلى الأراضي السورية من دون موافقة الحكومة السورية؛ لأن ذلك يتعارض مع القوانين الدولية».
وقد أكد رئيس النظام بشار الأسد مرارًا، كما مسؤولو الحزب، أن وجود قوات الحزب اللبنانية داخل الأراضي السورية «بموجب طلب رسمي وبالتنسيق مع النظام».
وأشار بروجردي، عشية لقائه في بيروت رئيس كتلة ما يسمى «حزب الله» النيابية محمد رعد، إلى أن «أي وقف ثابت ومستمر للأعمال القتالية في سوريا يتطلب القضاء على تنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة) الإرهابيين على كل الأراضي السورية، وأن الدور الروسي والإيراني ودور (حزب الله) وكل القوى التي تعمل في محور المقاومة، رئيسي في مسار الحرب على الإرهاب».
ويلتقي الموقف الإيراني مع الموقف الروسي في جهة اعتبار الحزب «شريكًا في محاربة الإرهاب». فقد أكد السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبيكين في حديث لموقع «المدن» الإلكتروني في لبنان، أمس، أن «الحديث عن اختلافات مستقبلية دعايات يبثّها الخصوم الذين خسروا رهاناتهم»، رافضًا في الوقت نفسه «المطالبة بانسحاب (حزب الله) من سوريا». واعتبر زاسبيكين أن روسيا «لن تطلب منه ذلك، خصوصًا أن استمرار محاربة الإرهاب يعني بقاء (حزب الله) في سوريا، لأنه شريك النظام السوري في هذه الحرب»، بالتالي: «لا مشكلة لدينا في بقاء (حزب الله) في سوريا».
كما رفض زاسبيكين «محاولات تصوير الحزب تنظيمًا إرهابيًا»، واصفًا ذلك «بالمحاولات الباطلة».
إلى ذلك، رأى موقع إخباري إيراني أن التعاون التركي الروسي المتصاعد في سوريا نقل إيران إلى موقع المتفرج على مجريات الأحداث في هذا البلد العربي.
جاء ذلك في تحليل نشره موقع «tabnak.ir»، التابع لأمين عام مجلس مصلحة تشخيص النظام الإيراني، محسن رضائي، أمس، ونقلته وكالة «أناضول».
ورأى التحليل أن دور تركيا يزداد بشكل مضطرد في المحور الإيراني - التركي - الروسي، مضيفًا: «تحولت إيران إلى متفرج على المدرجات بعد الاجتماع الثلاثي لوزراء الخارجية (تركيا - إيران - روسيا) في موسكو».
وأردف في هذا الإطار: «رأينا توصيف أنقرة وموسكو على أنهما مؤسستان وضامنتان لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا»، الذي دخل حيز التنفيذ الجمعة الماضي. وتابع: «المشكلة الأساسية هي إخراج إيران من صفة ضامنة لتطبيق الاتفاق رغم تأكيد الكرملين (الرئاسة الروسية) ذلك».
كما أشار التحليل إلى دعم روسيا عملية «درع الفرات» (التي أطلقها الجيش السوري الحر بمساندة الجيش التركي شمال سوريا). وأفاد بأنه من الممكن لتركيا أن تكتسب موقعًا عسكريًا مهمًا واستراتيجيا في سوريا خلال المستقبل القريب، وأنه يمكن أن تتغير المجريات في هذا البلد لصالح تركيا.
وأضاف: «إيران تفضل الصمت حيال هذا الأمر، ويقتصر دورها على متابعة التعاون التركي الروسي شمال سوريا».
واعتبر أن روسيا تولي أهمية بالغة للتعاون مع تركيا في سوريا؛ لدرجة أن حادثة اغتيال السفير الروسي في أنقرة لم تلق بظلالها على علاقات البلدين.
ولفت التحليل في هذا الصدد إلى أن التقارب التركي الروسي يمثل قلقًا بالغًا لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بحكم أن أنقرة عضو فيه، وخصوصًا الولايات المتحدة.
وتابع: «بتعبير آخر، الناتو يسعى للحيلولة دون دخول تركيا في المحور الروسي، وفي ظل هذه الظروف يمكن لروسيا أن تعطي امتيازات أكبر للأتراك، وهذا يجعل تركيا أكثر قوة من إيران على طاولة المفاوضات».
وختم التحليل رؤيته باعتبار أنه «في حال استمرار الوضع في سوريا على ما هو عليه، فإن إيران قد لا تستطيع حماية مصالحها في هذا البلد بعد كفاح 5 سنوات».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».