فيكتوريا بيكام تثير حفيظة بعض البرلمانيين البريطانيين

فيكتوريا بيكام تثير حفيظة بعض البرلمانيين البريطانيين
TT

فيكتوريا بيكام تثير حفيظة بعض البرلمانيين البريطانيين

فيكتوريا بيكام تثير حفيظة بعض البرلمانيين البريطانيين

قد يأخذنا بعض الفرح الغامر إلى قليل من الندم، وتصرف يبدو لنا في لحظة سريالية عاديًا وبريئًا تكون له تبعات أكبر مما كنا نتصور، وهو ما اكتشفته فيكتوريا بيكام مؤخرًا. فعندما علمت بخبر ترشيحها للحصول على وسام من الملكة إليزابيث الثانية ضمن قائمة العام الجديد لجهودها في عالم الموضة والأعمال الإنسانية، تسرعت في نشر الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي، مما جعل البعض يشن عليها حملة شرسة، ليس لأنها لا تستحق التكريم بل لتكسيرها قواعد البروتوكول. فالمفترض أن تبقى لائحة الأسماء المرشحة سرية لآخر لحظة.
تسريب فيكتوريا الخبر فتح الباب أمام بعض البرلمانيين في الحزب المحافظ لاستغلال هذه الهفوة والتنفيس عن آرائهم المعارضة. فقد صرح أندرو بريدجين، مثلا أن فيكتوريا بيكام كسرت واحدًا من أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في الحاصل على الوسام، مشيرًا إلى أنه «يبدو أنها خرقت البروتوكول وهو ما يطرح السؤال عن مدى ملاءمتها للقب والوسام».
يذكر أن نجم فيكتوريا بزغ في التسعينات من القرن الماضي عندما ظهرت في فريق «سبايس غيلرز» ولم تمر سوى فترة قصيرة حتى تزوجت من نجم الكرة البريطاني ديفيد بيكام. بذكائها أدركت أنها لا تتمتع بقدرات صوتية كافية للاستمرار في الغناء، فوجهت أنظارها نحو الموضة التي كانت تعشقها. ورغم أن أوساط الموضة لم تستقبلها بالأحضان، واتهمتها بأنها تستغل شهرتها واسم زوجها لمنافسة شباب درسوا فنون التصميم ويحاولون فرض أنفسهم على الساحة منذ سنوات، إلا أنها وبعد مواسم قليلة نجحت في ترسيخ مكانتها وأسلوبها وأكدت أنها لا تقل موهبة عن غيرها، على الأقل فيما يتعلق بمعرفتها لما تريده المرأة العصرية وكيف تسوقه لها. في عام 2014 أصبحت سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة تعمل على زيادة الوعي بمخاطر مرض الإيدز.
لائحة التكريم هذا العام لم تقتصر عليها، وتضمنت أسماء أخرى من عالم الموضة نذكر منهم عمران أحمد، مؤسس ورئيس تحرير موقع «بيزنيس أوف فاشن»، وتيري جونز مؤسس مجلة «آي دي»، وأنجيلا وولترز، مديرة البرامج المقررة في معهد سانترال سانت مارتن، وسيمون وورد، المدير الرئيسي في منظمة الموضة البريطانية.



الملك تشارلز الثالث يُدخل الموضة قصر «سانت جيمس»

ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)
ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)
TT

الملك تشارلز الثالث يُدخل الموضة قصر «سانت جيمس»

ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)
ريكاردو ستيفانيللي يستعرض النتائج الأولى المتعلقة بمفهوم «الاستدامة البشرية» (برونيللو كوتشينللي)

اهتمام الملك تشارلز الثالث بالموضة، وبكل ما يتعلق بالبيئة، أمر يعرفه الجميع منذ أن كان ولياً للعهد. لهذا لم يكن غريباً أن يستقبل في قصر سانت جيمس حديثاً مؤتمراً نظّمه «تحالف الاقتصاد الحيوي الدائري (CBA)»، ليؤكد أنه لا يزال متمسكاً بمبادئه. فالمشروع الذي نُظّم المؤتمر من أجله يستهدف تسريع التحوّل نحو اقتصاد مستدام، وتعزيز التقدّم في المشروع الإنساني.

وتُعدّ هذه دورته الثانية، التي جاءت تحت عنوان «مختبر الأزياء المتجددة في جبال الهيمالايا»، علماً بأن من يقف وراءه أسماء مهمة في عالم المال والأعمال ومجال الإبداع على حد سواء، نذكر منها جيورجيو أرماني وبرونيللو كوتشينللي.

ريكاردو ستيفانيللي مع الملك تشارلز الثالث في المؤتمر (برونيللو كوتشينللي)

المشروع ثمرة تعاون بين فرق معنيّة بالموضة، في إطار «مبادرة الأسواق المستدامة»، التي أطلقها الملك تشارلز الثالث -عندما كان ولياً للعهد- وشركة «برونيللو كوتشينللي (S.p.A)» و«تحالف الاقتصاد الحيوي الدائري». وتأسس لدعم القضايا المرتبطة بالمناخ العالمي وغيرها من المسائل الحيوية التي تُؤثّر على البشرية. وهي قضايا يشدد الملك تشارلز الثالث على أنها تحتاج إلى تكاثف كل القوى لإنجاحها.

حضر المؤتمر باحثون وعلماء وروّاد أعمال وقادة مجتمعات محلية (برونيللو كوتشينللي)

حضر المؤتمر، إلى جانب الملك البريطاني، نحو 100 مشارك، من بينهم باحثون وعلماء وروّاد أعمال، ومستثمرون، وقادة مجتمعات محلية.

كان للموضة نصيب الأسد في هذا المؤتمر، إذ شارك فيه فيديريكو ماركيتي، رئيس فرقة العمل المعنيّة بالموضة، وجوزيبي مارسوتشي، ممثل عن دار «جورجيو أرماني»، وبرونيللو كوتشينللي، الرئيس التنفيذي لشركة «برونيللو كوتشينللي». وتحدَّث هذا الأخير عن التقدّم الذي أحرزته الشركة الإيطالية حتى الآن في إطار دعم قيم الاقتصاد الدائري، وحماية البيئة، فضلاً عن تعزيز مفاهيم الأزياء والسياحة المستدامة، مستشهداً بدفعات أولية من «باشمينا»، استخدمت فيها مواد خام من مناطق واقعة في جبال الهيمالايا.

ويُعدّ مشروع الهيمالايا، الذي وُلد من رؤية مشتركة بين «برونيللو كوتشينللي» و«فيديريكو ماركيتي»، من المشروعات التي تحرص على ضمان إنتاج يُعنى برفاهية الإنسان، من دون أي تأثيرات سلبية على الطبيعة والبيئة. وحتى الآن يُحقق المشروع نتائج إيجابية مهمة، لكن دعم الملك تشارلز الثالث له يُضفي عليه زخماً لا يستهان به.