سلسلة اغتيالات تطول ضباطا في صنعاء

تزامنا مع حملة جوية ضد تنظيم القاعدة يشنها اليمن بالتعاون مع الولايات المتحدة

سلسلة اغتيالات تطول ضباطا في صنعاء
TT

سلسلة اغتيالات تطول ضباطا في صنعاء

سلسلة اغتيالات تطول ضباطا في صنعاء

اغتال مسلحون مجهولون أربعة ضباط يمنيين في صنعاء يومي الاثنين والثلاثاء، في الوقت الذي تستمر حملة كبيرة ضد تنظيم القاعدة في جنوب ووسط البلاد.
وأفاد مصدر أمني صباح اليوم (الثلاثاء)، بأنّ مسلحين مجهولين يستقلان دراجة نارية قتلا العقيد عبد الرزاق الجبلي، وهو مسؤول التدريب في الشرطة العسكرية، وذلك بعيد خروجه من منزله على طريق مطار صنعاء.
وأكدت المصادر أن المسلحين أطلقوا الرصاص على العقيد الجبلي في منطقة دارس بأمانة العاصمة أثناء توجهه إلى مقر عملة بمرفق التدريب التابع للشرطة العسكرية.
وقال مسعفون إنهم حاولوا نقل العميد إلى أقرب مستشفى، إلا أنه توفي مباشرة بعد اختراق الرصاص منطقة الرأس والقلب.
وكان مصدر أمني آخر اشار الى مقتل عقيد في المخابرات وإصابة آخر بجروح في هجوم مشابه استهدفهما في الضاحية الشرقية لصنعاء يوم أمس الاثنين.
وأفاد المصدر الأمني، بأنّ عبد الكريم العريج العقيد المصاب، توفي في وقت لاحق متأثرا بجروحه.
الى ذلك، قتل فارس السويدي الضابط في أمن المطار مساء امس الاثنين امام المطار على أيدي مسلحين مجهولين، بحسب المصدر الأمني. وتحمل هذه العمليات بصمات تنظيم القاعدة، حسب المصدر.
ونفذت "القاعدة" عشرات الهجمات من هذا النوع ضد مسؤولين وعناصر في قوات الامن والجيش اليمنيّ.
وتأتي هذه الاغتيالات فيما تشن حكومة صنعاء بالتعاون مع الولايات المتحدة، حملة جوية ضد تنظيم القاعدة في جنوب ووسط البلاد.
يذكر انّه قتل ما لا يقل عن 68 مسلحا من عناصر التنظيم في سلسلة غارات جوية استهدفت معسكراته جنوب اليمن ووسطه، في اطار هذه العملية الواسعة المستمرة منذ السبت.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».