الجزائر: ترتيبات أمنية تحسبًا لعودة «الدواعش» من مناطق الصراع

وزير الداخلية الجزائري أكد أن الإرهاب يمثل التهديد الأكبر للبلاد في 2017

الجزائر: ترتيبات أمنية تحسبًا لعودة «الدواعش» من مناطق الصراع
TT

الجزائر: ترتيبات أمنية تحسبًا لعودة «الدواعش» من مناطق الصراع

الجزائر: ترتيبات أمنية تحسبًا لعودة «الدواعش» من مناطق الصراع

قال وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي إن «أكبر التحديات التي ستواجه الجزائر في عام 2017 يتمثل في الحفاظ على أمنها واستقرارها من كل التهديدات الإرهابية». ويأتي تصريح الوزير في سياق ترتيبات أمنية أعدتها السلطات، لمواجهة متشددين جزائريين عائدين من مناطق صراع، أبرزها سوريا.
وذكر بدوي أمس لصحافيين بشرق العاصمة أن الجزائر «تظل مهددة من طرف الإرهابيين بالنظر إلى الوضع الذي تعيشه بعض دول الجوار»، في إشارة إلى الحربين الأهليتين في ليبيا ومالي، موضحا أن «التهديد الإرهابي يعرف العالم كله مصدره»، وأضاف أن الأجهزة الأمنية صادرت خلال عام 2016 «كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة الحربية، وتم القضاء على العشرات من الإرهابيين بفضل مجهودات ويقظة المصالح الأمنية، وفي مقدمتها الجيش الوطني الشعبي»، مشيرا إلى أن «عزيمة الحكومة والمؤسسات الدستورية والأمنية أقوى من تهديدات الإرهاب».
وتحدث بدوي عن «وجود نوايا سيئة لزرع الفتنة بين الجزائريين، ما يجعل التحدي أكبر ويستدعي وعيا كبيرا من طرف المواطن الجزائري، الذي أبدى خلال السنوات السابقة وعيه الراقي والتزامه بمسؤولياته»، مشيرا إلى أن البلاد ستشهد انتخابات برلمانية وبلدية خلال هذه السنة، وأنها «بحاجة إلى أمن واستقرار لضمان توفير الشروط اللازمة لنجاح هذه الاستحقاقات».
وفي سياق ذي صلة، نقلت وكالة «الأناضول» التركية عن «مصدر أمني جزائري» أن السلطات «بدأت في اتخاذ أربعة إجراءات أمنية للتعامل مع احتمال عودة عناصر جزائرية من تنظيمات إرهابية تنشط في سوريا والعراق، فرارا من الحملات العسكرية ضد تلك التنظيمات». وتتمثل الإجراءات حسب المصدر في تشديد الرقابة على الحدود، والتواصل مع أسر المقاتلين لإقناعهم بتسيلم أنفسهم أو التأكد من مقتلهم، وفرض رقابة مشددة على شبكات التواصل الاجتماعي، بالتعاون مع أجهزة أمنية غربية، وأخيرا متابعة نشاط شبكات تجنيد المقاتلين السرية.
وتابع المصدر، حسب وكالة الأنباء «إن السلطات (الجزائرية) تتعامل بمنتهى الجدية مع التهديد الذي يمثله احتمال عودة مقاتلين من أعضاء تنظيمي داعش و(النصرة) الإرهابيين إلى البلد».
وتتخوف الجزائر، حسب المصدر ذاته، من «احتمال أن يتسلل إليها مقاتلون من أعضاء تنظيم داعش الإرهابي السابقين من جنسيات أخرى من تونس والمغرب، ومواطنو الدول الأوروبية من ذوي الأصول المغاربية»، وأشار إلى أن «الأجهزة الأمنية (الجزائرية) تتخوف من أن تتحول الجزائر، بحكم موقعها وسط شمال أفريقيا، إلى منطقة عبور للمقاتلين العائدين من سوريا والعراق من مختلف الجنسيات الأوروبية والمغاربية».
وبشأن الإجراءات الأمنية المتخذة لمواجهة احتمال عودة أو عبور مقاتلين، قال المصدر الأمني الجزائري إن «السلطات (الجزائرية) اتخذت أربعة إجراءات مختلفة للتعامل مع عودة هؤلاء المقاتلين، أهمها تكثيف الإجراءات الأمنية وتشديدها على الحدود كافة». وقال إن «الإجراءات الأمنية المشددة على الحدود لا تتعلق فقط بالمعابر البرية والمطارات والموانئ، بل بالحدود البرية الطويلة للجزائر، التي يزيد طولها على سبعة آلاف كلم مع دول المغرب وإقليم الصحراء الغربية وموريتانيا ومالي والنيجر وليبيا وتونس».
وعلى هذه الحدود البرية الممتدة، وفق المصدر: «تعمل وحدات من الجيش وقوات الدرك (قوة أمنية)، ووحدات حرس الحدود من أجل منع تسلل مطلوبين... نعتقد أن أي مطلوب للأمن سيحاول اختراق الحدود بصفة غير نظامية (غير قانونية)، ولهذا تعيش قوات الأمن والجيش على طول الحدود حالة استنفار قصوى منذ مدة طويلة».
والإجراء الأمني الثاني، بحسب المصدر الجزائري، هو «التعاون بشكل يومي مع أسر المقاتلين ضمن عملية أمنية تهدف إلى إقناع هؤلاء المقاتلين بتسليم أنفسهم، في حال قرروا العودة إلى البلد، والتأكد من معلومات تفيد بمقتل بعضهم في معارك بالعراق وسوريا، فعادة ما تتلقى أسر المقاتلين مكالمات هاتفية تؤكد مقتل أبنائهم أو مكالمات تتضمن وصية الانتحاريين منهم».
أما الإجراء الثالث فهو «فرض رقابة مشددة على شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصا الحسابات التي يشتبه أنها لمقاتلين، حيث تتعاون الأجهزة الأمنية الجزائرية مع أجهزة أمنية غربية في مراقبة هذه الشبكات، ومتابعة أخبار بعض الإرهابيين الناشطين على تلك الشبكات». أما الإجراء الأمني الأخير، كما أضاف المصدر، فهو «تكثيف المخابرات الجزائرية بفروعها المختلفة للتحقيقات وعمليات التحري ومتابعة نشاط شبكات تجنيد المقاتلين السرية، إذ تشتبه الأجهزة الأمنية في أن الشبكات السرية لتجنيد المقاتلين تسهم في تسهيل تسلل أجانب إلى البلد، بل وتسهل تنقلهم داخله».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.