تايوان بوصلة بكين لعلاقاتها الدبلوماسية

الصين تحذر من مخاطر قادمة في 2017 وتجري أول تدريبات في المنطقة باستخدام حاملة طائرات

مقاتلات من طراز جيه - 15 تنفذ تدريبات إقلاع وهبوط على حاملة الطائرات لياونينغ خلال مناورات في بحر الصين الجنوبي (أ.ف.ب)
مقاتلات من طراز جيه - 15 تنفذ تدريبات إقلاع وهبوط على حاملة الطائرات لياونينغ خلال مناورات في بحر الصين الجنوبي (أ.ف.ب)
TT

تايوان بوصلة بكين لعلاقاتها الدبلوماسية

مقاتلات من طراز جيه - 15 تنفذ تدريبات إقلاع وهبوط على حاملة الطائرات لياونينغ خلال مناورات في بحر الصين الجنوبي (أ.ف.ب)
مقاتلات من طراز جيه - 15 تنفذ تدريبات إقلاع وهبوط على حاملة الطائرات لياونينغ خلال مناورات في بحر الصين الجنوبي (أ.ف.ب)

أصبحت تايوان ورقة دوار الشمس التي تختبر بكين من خلالها مدى توتر علاقاتها مع بعض الدول مثل الولايات المتحدة واليابان، ودول الجوار المطلة على بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه ويشكل ممرا مائيا استراتيجيا. وفي هذا الإطار حذر أعلى مسؤول صيني مختص بالشأن التايواني من مخاطر قادمة في 2017، على خلفية توترات مع طوكيو وواشنطن بسبب العلاقات من الجزيرة «غير المعترف فيها». كما تزعم بكين حقها في ملكية بحر الصين الجنوبي بأكمله تقريبا، ويشمل جزر بارسيل، التي تقع شرق دانانج وجزر سبراتلي التي تقع بالجنوب. ويشار إلى أن كل من فيتنام وماليزيا والفلبين وتايوان وبروناي تزعم ملكيتها لمناطق في الطريق البحري المهم.
وكانت قد أجرت القوات الجوية الصينية مناورات بعيدة المدى الشهر الماضي فوق بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي مما أثار مخاوف في اليابان وتايوان. وقالت الصين وقتها إن تلك المناورات روتينية أيضا. لكن أمس أعلنت الصين ثانية إجراء مناورات جديدة وسط توترات مع تايوان ذات الحكم الذاتي، والتي تقول بكين إنها جزء من الصين. المناورات جاءت على خلفية الاتصال الذي أجراه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مؤخرا برئيسة تايوان مما أغضب الصين.
البحرية الصينية قالت إن حاملة الطائرات الوحيدة التي تملكها أجرت تدريبات في بحر الصين الجنوبي وذلك بعد أيام من قول تايوان إن الحاملة وسفنا مرافقة لها مرت على بعد 90 ميلا بحريا من جنوب الجزيرة وسط تجدد التوتر بين الجانبين. وأبحرت الحاملة لياونينج والسفن الحربية المرافقة لها قبالة الساحل الشرقي لتايوان فيما وصفته الصين بأنها تدريبات اعتيادية تتفق مع القانون الدولي. وقالت البحرية الصينية على موقعها الرسمي للتدوينات المصغرة في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، كما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية، أن الطائرات المقاتلة من الطراز جيه - 15 المصاحبة للحاملة أجرت تدريبات في «ظروف بحرية معقدة» يوم الاثنين. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن عدة مقاتلات من طراز جيه - 15 نفذت تدريبات إقلاع وهبوط على حاملة الطائرات. وأضافت أن مجموعة حاملة الطائرات أجرت أيضا تدريبات بالطائرات الهليكوبتر دون أن تذكر تفاصيل بشأن الموقع بدقة. كما أثارت المجموعة البحرية الصينية قلق اليابان عندما عبرت بين جزيرتي مياكو وأوكيناوا اليابانيتين.
وقال رئيس مكتب شؤون تايوان الصيني في رسالته بمناسبة العام الجديد إن 2017 سيشهد غموضا. ونقلت وكالة «شينخوا» عن تشانغ شي جون رئيس المكتب قوله «بالنظر إلى 2017 الموقف في مضيق تايوان معقد وخطير وتطور العلاقات يواجه الكثير من العوامل المشكوك فيها والمخاطر». وأضاف أن الصين تأمل أن يظهر الشعب في الجانبين عزما وشجاعة على التأكيد على «الاتجاه الصحيح» للتصور السلمي للعلاقات والعمل على الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان. وقالت رئيسة تايوان تساي اينج وين يوم السبت الماضي إن تايوان ستكون «هادئة» في تعاملها مع الصين لكن الأمور غير الموثوق فيها في 2017 ستختبر الجزيرة وفريق أمنها الوطني، على الرغم من أنها أعادت التأكيد على التزامها بالحفاظ على السلام.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد حذر في خطابه بمناسبة العام الجديد أن الصين لن تسمح أبدا لأي طرف بأن «يخلق ضجة كبرى» بشأن سيادتها الإقليمية وحقوقها البحرية.
وقال شي «لن يسمح الشعب الصيني لأي طرف بالإفلات من تداعيات خلق ضجة كبرى في هذا الشأن» دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. وتطالب الصين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي بالكامل تقريبا فيما تنازعها في تلك المطالب بروناي وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام. وعلى الرغم من أن شي لم يذكر تايوان المتمتعة بحكم ذاتي صراحة بخلاف توجيه تهنئة العام الجديد لها.
ومن المقرر أن تزور تساي اينغ وين هيوستن في السابع والثامن من يناير (كانون الثاني)، ثم تتوجه إلى أميركا الوسطى. وفي طريق عودتها، ستتوقف في سان فرانسيسكو يومي 13 و14 يناير. وأعلنت رئيسة تايوان أن بلادها لن تخضع للضغوط حتى لو عادت بكين إلى استخدام «أساليب الترهيب القديمة».
واستبعد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عقد لقاء مع رئيسة تايوان خلال زيارتها الشهر المقبل إلى الولايات المتحدة. وقد تسبب ترامب بعاصفة دبلوماسية مطلع ديسمبر (كانون الأول) مع الصين لدى موافقته على التحدث عبر الهاتف مع الرئيسة التايوانية تساي اينغ وين، مخالفا بذلك تعهدا اتخذته واشنطن بألا تقيم علاقات رسمية مع سلطات الجزيرة. وطلبت الصين من الولايات المتحدة منع رئيسة تايوان من عبور أراضيها.
وردا على سؤال عن لقائه المحتمل مع رئيسة تايوان في هذه المناسبة، رد ترامب على الصحافيين في منزله بفلوريدا أنه لن «يلتقي أحدا قبل 20 يناير»، موعد تسلمه مهامه في البيت الأبيض. وأضاف: «سيكون ذلك غير ملائم من وجهة نظر بروتوكولية»، ثم قال مراوغا: «سنرى».
وترتبط اليابان أيضا بعلاقات تجارية قوية مع تايوان، وعلاقات دبلوماسية مع بكين معترفة بوضع «الصين الواحدة» وتايوان جزء منه. وقال ميكيو نوماتا كبير ممثلي اليابان في مراسم حضرها ليو لي نائب وزير الخارجية التايواني، كما جاء في تقرير وكالة رويترز، «العلاقات بين اليابان وتايوان حاليا في أفضل مستوياتها ولكن علينا اتخاذ المزيد من الخطوات لتطوير العلاقة الطيبة». وأقيمت هذه المراسم أمس لتغيير اسم المكتب التمثيلي لليابان - الذي يعد بمثابة سفارتها الفعلية في تايوان - ليصبح اسمها الرسمي رابطة الاتصال بين اليابان وتايوان. وكان المكتب يحمل اسم «رابطة التبادل - اليابان» منذ تأسيسه في السبعينات. وتضخم دور اليابان منذ ذلك الحين لتصبح ثالث أكبر شريك تجاري لتايوان وثاني أكبر مصدر للسياحة الأجنبية. وانتقدت الصين تغيير اسم المكتب لأنه سيتضمن كلمة «تايوان».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».