الطراونة يؤكد وقوفه ضد إغلاق الحدود أمام اللاجئين السوريين.. ويشدد على احترام القانون

رئيس مجلس النواب الأردني قال لـ(«الشرق الأوسط») إن البرلمان يسعى لأخذ دوره الحقيقي

الطراونة يؤكد وقوفه ضد إغلاق الحدود  أمام اللاجئين السوريين.. ويشدد على احترام القانون
TT

الطراونة يؤكد وقوفه ضد إغلاق الحدود أمام اللاجئين السوريين.. ويشدد على احترام القانون

الطراونة يؤكد وقوفه ضد إغلاق الحدود  أمام اللاجئين السوريين.. ويشدد على احترام القانون

أعلن رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة وقوفه ضد إغلاق الحدود الأردنية أمام تدفق اللاجئين السوريين، لكنه طالب بتنظيم عملية الدخول واحترام القانون الأردني. كما أكد أن حل القضية الفلسطينية، من خلال مفاوضات السلام الحالية بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي ترعاها الولايات المتحدة، «لن يكون على حساب المملكة». وقال الطراونة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «الأردن دولة تحترم القانون والمواثيق الدولية التي تحظر إغلاق الحدود أمام المدنيين الأمنيين». إلا أنه حذر من «أصحاب الأجندات المشبوهة» الذين يحاولون استغلال الظروف الإنسانية التي يمر بها اللاجئون السوريون للعبث بأمن الأردن واستقراره، كما ينشطون في تهريب المخدرات والسلاح. موقف الطراونة من رفض إغلاق الحدود جاء في أعقاب مذكرة نيابية وقعها 24 نائبا في البرلمان الأردني، طالبت الحكومة بإغلاق الحدود لوقف طوفان اللاجئين، الذين تجاوز عددهم مليونا و300 ألف، حسب إحصاءات الحكومة الأردنية.
وأقر رئيس مجلس النواب بـ«ثقل» حمل اللاجئين السوريين على أوضاع الأردن الذي يعاني ضائقة اقتصادية، مشيرا إلى أن تدفقهم أصبح «يثقل كاهل الخزينة ويؤثر على البنية التحتية للبلاد». وعبر رئيس مجلس النواب عن شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية على دعمها المتواصل للأردن. وقال «في هذه الظروف الاقتصادية للمملكة الأردنية الهاشمية والتدفق الكبير للاجئين السوريين، لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية والكويت، لما قدمته من دعم مالي وما زالوا يقدمونه للأردن حتى يستطيع مواجهة الظروف الصعبة». وبشأن ما أثير عن المخاوف من حل القضية الفلسطينية «على حساب الأردن»، بناء على جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري للوصول إلى حل نهائي للقضية مع الإسرائيليين، قال الطراونة إن «الفلسطينيين والأردنيين متفقون على الثوابت الوطنية، والأردن لن يقبل بأي حل على حساب مصالحه الوطنية، كما أن الفلسطينيين لن يقبلوا بأن تحل قضيتهم على حساب الأردن».
وإذا ما كانت حكومة رئيس الوزراء عبد الله النسور تضع مجلس النواب في حيثيات مفاوضات السلام وجهود كيري، قال الطراونة إن «مجلس النواب ليس مغيبا، ولكن حتى الأطراف المفاوضة تشكو الغموض». وأكد أن جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات، سواء الفلسطينيون أو الأميركيون أو حتى الجانب الإسرائيلي، تطلع الدولة الأردنية على مجريات هذه العملية.
وفي الشأن الداخلي، أكد الطراونة أن مجلس النواب، الذي انتخب في يناير (كانون الثاني) 2013، يسعى «لأخذ دوره الحقيقي والرقابي الذي ضمنه الدستور الأردني»، مؤكدا أن «المجلس تجمعه علاقة جيدة بالحكومة».
وأضاف أن «هناك بعض القضايا التي تخص المنطقة والإقليم لا يقل حرص مجلس النواب عن حرص الحكومة على مسارها، خاصة القضية الفلسطينية والوضع في سوريا. ومن حق المجلس أن يتابع هذه القضايا بشكل تفصيلي، لذلك نسأل الحكومة دوما عنها. ومن منظوري الشخصي أرى أن الحكومة تمارس واجباتها في التعامل مع الملفات في المنطقة، ولكنني أحترم، في الوقت نفسه، وجهات نظر زملائي النواب الذين يختلفون مع الحكومة». ونفى الطراونة أن تكون التعديلات، التي أقرها مجلس النواب على نظامه الداخلي أخيرا، «تكمم أفواه النواب». وقال «وضعنا مجلس النواب على السكة المرسومة له بموجب الدستور وهو التشريع والرقابة، وإن برلمانات العالم لا تشرع على الهواء مباشرة خوفا من أن يخرج التشريع عن مساره. ويكون التشريع، بداية، عبر اللجان الدائمة للمجلس التي تدرسه ثم تدفعه إلى القبة للتصويت والإقرار».
وأضاف: «التعديلات على نظامنا الداخلي هدفت إلى تفعيل دور لجان مجلس النواب لتكون هي مطبخ القوانين، تناقش داخله جميع التشريعات بشكل تفصيلي، ولكن يستطيع النواب أيضا أن يقدموا اقتراحاتهم خطيا إلى رئاسة المجلس لمناقشتها، أما الطريقة السابقة في مناقشة اقتراحات وليدة اللحظة فهذا أمر انتهينا منه». وأكد أن «الدور الرقابي للنواب محفوظ ولن يلغي حق النائب في إبداء مداخلاته الرقابية تحت القبة». ودعا الطراونة الكتل النيابية إلى «البدء بتشكيل ائتلافات برامجية موسعة»، مشيرا إلى أنه «إلى اليوم أعلن عن ائتلاف نيابي واحد بين كتلتين، وهما بصدد عمل برنامج من أجل تعزيز العمل المؤسسي للبرلمان والتأسيس لمرحلة الحكومات البرلمانية».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.