مفوضية الانتخابات تمدد فترة تسليم البطاقة الإلكترونية.. وتتعهد بمكافحة التزوير

استطلاع للرأي يتوقع نسبة مشاركة تبلغ 52 في المائة

عراقي يمر أمام ملصقات انتخابية في بغداد (أ.ب)
عراقي يمر أمام ملصقات انتخابية في بغداد (أ.ب)
TT

مفوضية الانتخابات تمدد فترة تسليم البطاقة الإلكترونية.. وتتعهد بمكافحة التزوير

عراقي يمر أمام ملصقات انتخابية في بغداد (أ.ب)
عراقي يمر أمام ملصقات انتخابية في بغداد (أ.ب)

أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق عن جاهزيتها لإجراء الانتخابات البرلمانية في البلاد في الثلاثين من أبريل (نيسان) الحالي وسط دعوات لتغيير الوجوه الحالية واستبدالها بأخرى جديدة. وفيما أظهر استطلاع للرأي أن نسبة المشاركة في الانتخابات المقبلة ستكون 52 في المائة وأن كلا من نوري المالكي وباقر جبر الزبيدي وإياد علاوي وأسامة النجيفي وإبراهيم الجعفري وبهاء الأعرجي سيحصلون على أعلى الأصوات فإن هذه المؤشرات تصطدم مع دعوات التغيير من قبل التيارات المدنية والديمقراطية التي تشمل من بين ما تشمل الوجوه التي توقع الاستطلاع حصولها على أعلى الأصوات.
وقال رئيس الإدارة الانتخابية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، مقداد الشريفي، خلال مؤتمر صحافي إن المفوضية «استكملت جميع إجراءات اقتراع الناخبين، من ضمنها إجراءات انتخاب العسكريين وانتخابات عراقيي الخارج، وجرى إيصال المواد اللوجستية إلى مراكز الاقتراع ووضعت خطة لانتشار موظفي المفوضية على مراكز الاقتراع». وأضاف الشريفي أن «المفوضية وضعت خطة أمنية بالتنسيق مع اللجنة الأمنية العليا واللجنة الفرعية المكلفة لتأمين مراكز الاقتراع». وأشار إلى أنه جرى توزيع 85 في المائة من البطاقات الانتخابية للحد من عملية التلاعب والتزوير من خلال استعمال البطاقة الإلكترونية والمراقبين المحليين والدوليين، مشيرا إلى أن «عدد المرشحين بلغ 9032 مرشحا، 2067 منهم نساء، وعدد الناخبين 20 مليونا و437 ألف ناخب». وأوضح الشريفي أن «عدد وكلاء الكيانات السياسية بلغ 100 ألف وعدد المراقبين الدوليين 1249 والمحليين 37075 والإعلاميين الدوليين 278 والمحليين 1915 حتى اليوم».
وكان عدد الكيانات السياسية التي جرت المصادقة عليها لخوض الانتخابات 277 كيانا، لكن بعد انسحاب عدد منها، خاصة في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى، لأسباب أمنية، أصبح عدد القوائم التي ستخوض الانتخابات 107 قوائم تتوزع بواقع 36 ائتلافا سياسيا و71 كيانا سياسيا، كما أن 21 مليونا و400 ألف ناخب يحق لهم التصويت في الانتخابات من بين عدد سكان العراق البالغ 34 مليونا و800 ألف نسمة.
في السياق نفسه، مددت المفوضية مهلة تسليم البطاقة الانتخابية إلى الـ25 من الشهر الحالي. وقال المتحدث الرسمي باسم المفوضية صفاء الموسوي في بيان إن «المفوضية ستبدأ بتوزيع البطاقات الإلكترونية في المكاتب الرئيسة لبغداد والمحافظات وبالتنسيق مع المكتب الوطني بعد العشرين من هذا الشهر»، داعيا المواطنين الذين لم يتسلموا بطاقاتهم الإلكترونية «للتوجه إلى المكاتب الرئيسة في المحافظات لتسلم بطاقاتهم، وسيكون آخر يوم للتوزيع هو الخامس والعشرون من الشهر الحالي».
من جهتها أكدت الناشطة والقيادية في التحالف المدني الديمقراطي، شروق العبايجي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الأصل في الانتخابات هي أن لا تجري على قاعد إعادة إنتاج نفس الوجوه والآليات والأساليب التي عانى منها المواطن طوال السنوات الثماني الماضية، وبالتالي فإن رغبتنا هي في أن نرى وجوها جديدة وبرامج حقيقية قادرة على تنفيذ ما تعد به الناس». وأضافت أنه «حتى مراجع الدين دعوا وبكل صراحة ووضوح إلى عدم انتخاب الوجوه الحالية لأن هذا يعني إننا سوف ننتج نفس المشاكل والأزمات حيث إن هؤلاء جميعا يعلنون أنهم وصلوا إلى السلطة من خلال أصوات المواطنين بينما هم أهدروا كل الفرص التي أتيحت لهم لبناء البلاد حيث لا خدمات ولا أمن ولا مصالحة حقيقية».
وكان استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «أمناء لاستطلاعات الرأي»، أظهر أن نسبة المشاركة في الانتخابات ستبلغ 52 في المائة وأن نوري المالكي وباقر جبر الزبيدي وأسامة النجيفي وإياد علاوي وإبراهيم الجعفري وبهاء الأعرجي سيحصلون على أعلى الأصوات بين المرشحين في عموم العراق. وبحسب الاستطلاع فإن محافظة بغداد ستكون الأقل من حيث نسبة المشاركة بنسبة بلغت 41 في المائة بينما كانت محافظة ميسان الأعلى بنسبة 62 في المائة وصلاح الدين بنسبة 60 في المائة. كما أظهر الاستطلاع أن «هناك تقدما واضحا سجله ائتلاف المواطن وقوائم التيار الصدري الثلاث وهي الأحرار والشراكة الوطنية والنخب مقارنة بالأرقام التي تم تسجيلها قبل ستة أشهر، فيما انخفض وبشكل ملحوظ المؤيدون لائتلاف دولة القانون (بزعامة المالكي) رغم كونه ما زال في صدارة القوائم، كما توجد حظوظ جيدة لائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي فيما حافظ ائتلاف متحدون (بزعامة أسامة النجيفي) على حظوظه ومن بعده القائمة العربية برئاسة صالح المطلك». وتابع البيان «كما أن هناك حظوظا سجلتها بعض القوائم ومنها التحالف المدني وتيار الإصلاح والفضيلة وائتلاف العراق وأوفياء للوطن».
وفي هذا السياق أكد الخبير في مراقبة الانتخابات حسين فوزي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «النسبة المتوقعة للمشاركة في الانتخابات وطبقا للمؤشرات التي لدينا هي 47 في المائة موزعة بين 70 في المائة في محافظات إقليم كردستان ونسبة مقاربة لها في المحافظات السنية غربي البلاد برغم الوضع الأمني ونحو 40 في المائة في المحافظات الوسطى والجنوبية». وأضاف فوزي أن «الاستقرار في كردستان عامل تحفيز للمشاركة الواسعة بينما التحدي الذي يواجهه السنة هو الآخر عامل تحدي لهم بينما شعور الشيعة بخيبة الأمن من طبقتهم السياسية فضلا عن التنافس الحاد في الصف الشيعي سينعكس سلبا على نسبة المشاركة».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.