البرازيلي غابرييل خيسوس لاعب مانشستر سيتي، وهداف ليفربول الشاب بن وودبيرن، من بين أفضل النجوم الصاعدة في عالم كرة القدم، التي ينتظر تألقها في 2017، بعدما قدما أداء مبشرًا خلال عام 2016، وهناك وجوه واعدة يعتقد أنها ستكون محل اهتمام الفرق الكبرى، وقد عملنا على إبراز أهم 10 منهم جديرون بالمتابعة..
1 * نابي كيتا (لايبزيغ - 21 عامًا)
كان كيتا لاعبًا مغمورًا نسبيًا خارج النمسا عندما انتقل من نادي رد بولسالزبورغ إلى نادي لايبزيغ الألماني، في فترة الانتقالات الصيفية، بعدما قضى عامين في صفوف النادي النمساوي، لكنه كان بالفعل قد حصل على لقب أفضل لاعب خلال العام في النمسا، ولن يكون بعيدًا في حقيقة الأمر عن تحقيق شرف مماثل في ألمانيا.
وقبل 4 سنوات، كان كيتا يلعب في نادي هورويا، في بلده الأم غينيا، قبل أن ينتقل للعب في أوروبا عبر نادي إيستر الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية بفرنسا. وقد أبدت كثير من أندية أوروبا البارزة اهتمامها بالتعاقد مع اللاعب الغيني الذي يتميز بالحركة الدؤوبة واللياقة البدنية الهائلة التي تمكنه من الركض من منطقة جزاء فريقه حتى منطقة جزاء الفريق المنافس، للدرجة التي جعلت البعض يشبهه بنغولو كانتي، لكنه يمتاز عن النجم الفرنسي بدقة تمريراته الطولية، بطريقة تشبه ما كان يفعله اللاعب البرتغالي ديكو.
وعلاوة على هذا المزيج الرائع من المهارات، يمتلك كيتا القدرة على التسجيل، ويكفي أنه أحرز عشرات الأهداف مع سالزبورغ، كما سجل 4 أهداف أخرى في الدوري الألماني هذا الموسم، بما في ذلك هدف الفوز على بوروسيا دورتموند، وهدفًا آخر في الفوز على ماينز.
ويعد كيتا أحد العناصر الأساسية في طريقة الضغط العالي والمكثف التي يتبعها المدير الفني للفريق رالف هاسنهوتل، وأحد الدماء الجديدة والإيجابية التي تم ضخها في لايبزيغ الذي يأمل أن يحقق خلال المواسم المقبلة إنجازات تتناسب مع حجم المواهب الشابة التي يضمها.
2* غابرييل خيسوس (مانشستر سيتي - 19 عامًا)
انتقل غابرييل خيسوس من نادي بالميراس لنادي مانشستر سيتي الصيف الماضي، لكنه ظل مع فريقه حتى شهر ديسمبر (كانون الأول)، موعد انتهاء الدوري البرازيلي، على أن ينضم للدوري الإنجليزي الممتاز في يناير (كانون الثاني).
ورغم أنه لم يتجاوز عامه التاسع عشر، يمتلك خيسوس خبرات كبيرة بسبب مشاركته مع منتخب بلاده، إذ سجل 3 أهداف مع المنتخب الأوليمبي البرازيلي في أولمبياد ريو دي جانيرو الأخيرة، كما انضم للمنتخب الأول أمام الإكوادور، في شهر سبتمبر (أيلول)، في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018، وسجل هدفين في تلك المباراة. وبعد شهر واحد، سجل خيسوس هدفًا رائعًا في شباك فنزويلا، يعكس قدراته الإبداعية الكبيرة ومهاراته الرائعة في إنهاء الهجمات.
واكتسب خيسوس مهارات كبيرة نتيجة لعبه حافي القدمين على الملاعب الخرسانية في مدينة ساو باولو البرازيلية، كما يتمتع بمزيج من المهارة والذكاء الذي سيمكنه من التكيف سريعًا مع قوة الدوري الإنجليزي الممتاز، وقيادة خط هجوم مانشستر سيتي، في حال غياب هدافه الأول سيرخيو أغويرو.
انتقل خيسوس لمانشستر سيتي مقابل 27 مليون جنيه إسترليني، وأشارت تقارير إلى أن أندية أخرى عرضت عليه راتبًا أعلى، لكن جوزيب غوارديولا نجح في الحصول على خدماته وسط منافسة شديدة وضجة إعلامية هائلة. وإذا قدم خيسوس الأداء المتوقع منه في الدوري الإنجليزي، فستكون قيمته السوقية أعلى كثيرًا من قيمة صفقة انتقاله.
3* ألكسندر إسحاق (أيك سولنا - 17 عامًا)
شارك ألكسندر إسحاق مع الفريق الأول لناديه وهو في السادسة عشرة من عمره. ورغم أنه لم يتجاوز عامه السابع عشر الآن، فإن عشاق الساحرة المستديرة يشعرون وكأنه يلعب منذ وقت طويل؛ قد يعود السبب في ذلك إلى الضجة الإعلامية الهائلة التي تحيط بأي لاعب صغير في السن يظهر قدرات ومهارات فائقة تظهر أنه سيكون لاعبًا كبيرًا في المستقبل، لكن في حقيقة الأمر هناك سبب آخر يكمن في أنه سيكون لاعبًا استثنائيًا، حسب كل من شاهده وهو يلعب.
قال بيورن ويستروم، المدير الرياضي لنادي أيك سولنا الذي يلعب له إسحاق حاليًا، لشبكة «إي إس بي إن» التلفزيونية الرياضية، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي: «كان من المتوقع أن يكون لاعبًا كبيرًا، لكن كان من المستحيل التنبؤ بمثل هذا النوع من النجاح».
وقال تشينيدو أوباسي، مهاجم آخر بنادي أيك سولنا: «إنه موهبة كبيرة، ولديه إمكانات هائلة، وأعتقد أنه سيذهب بعيدًا في عالم كرة القدم». وقال بيتر وينبيرغ، مساعد المدير الفني لنادي أيك سولنا، بعدما سجل هدفًا في مرمى نادي ديورغاردن: «كل من عمل مع ألكسندر إسحاق وهو صغير في السن كان يعرف أننا سنجلس هناك يوم ما ونشاهده وهو يحدد نتيجة الديربي».
ولعل الشيء الأبرز في موهبة إسحاق هو قدرته على تسجيل كثير من الأهداف المتنوعة، ومهارته الفائقة في إنهاء الهجمات والتحكم في الكرة، علاوة على ذهنه الحاضر وتفكيره الواضح. كل هذا يفسر سبب الضجة الإعلامية المثارة حول اللاعب الذي تشير تقارير إلى اهتمام نادي ريال مدريد الإسباني بالتعاقد معه.
4* ليوناردو دا سيلفا لوبيز (بيتربوره يونايتد - 18 عامًا)
عندما سئل داراغ ماك أنطوني، رئيس نادي بيتربوره يونايتد، عن إمكانيات لاعب خط وسط فريقه الشاب، رد قائلاً: «سيلعب في أحد أفضل 4 فرق في إنجلترا، ثم ينتقل إلى أحد أكبر الأندية الأوروبية بكل تأكيد».
ورغم أنه من السابق لأوانه التنبؤ بمستقبل لاعب أتم عامه الثامن عشر في 30 نوفمبر الماضي، فإنه ليس صعبًا أن تفهم طريقة تفكيره، إذ يبدو لوبيز الذي ولد في لشبونة، والتحق بنادي بيتربوره يونايتد وهو في الرابعة عشرة من عمره، موهبة فذة وصاحب عقل كبير في جسد شاب صغير.
وتشير تقارير إلى اهتمام نادي توتنهام هوتسبر بالتعاقد مع النجم البرتغالي الشاب، وفي حال إتمام الصفقة، فسيكون النادي الإنجليزي قد حصل على لاعب متكامل بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فهو لاعب استثنائي في استخلاص الكرة من الخصم دون ارتكاب أي خطأ، كما يركض بالكرة بكل سلاسة، ويمثل تهديدًا مباشرًا على مرمى الفرق المنافسة. وتظهر هذه المهارات في الهدف الذي سجله هذا الموسم في مرمى سوانزي سيتي في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، ولن يكون هذا الهدف بالطبع هو آخر ما يمتعنا به النجم البرتغالي الشاب.
5* لويس بيكر (تشيلسي ومعار لنادي فيتيس أرنهيم - 21 عامًا)
قد يكون لدى جماهير وعشاق نادي تشيلسي العذر في نسيان اللاعبين المعارين لأندية أخرى، وعدم متابعة مستواهم مع أنديتهم، لكننا نذكرهم بلاعب الفريق لويس بيكر المعار لنادي فيتيس أرنهيم، الذي يقدم أداء لافتًا للأنظار مع ناديه الهولندي كل أسبوع، على الرغم من أنه بدأ مسيرته الاحترافية في وقت متأخر نسبيًا.
وقال المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، عام 2014: «إذا لم يلعب بيكر وبراون ودومينيك سولانك في صفوف المنتخب خلال سنوات قليلة، فلن ألوم إلا نفسي».
وسجل بيكر الذي يعد الأكبر سنًا بين اللاعبين الثلاثة، بعض الأهداف الرائعة خلال موسمه الثاني مع النادي الهولندي، ويعتقد أنه سيسير على درب ناثانيل شالوبه نفسه، الذي بدا أنه في خطر بسبب انتقاله عدة مرات على سبيل الإعارة، في ظل حالة من الغموض حول مسيرته الاحترافية، لكنه يلعب دورًا هامًا هذا الموسم في أداء الفريق تحت قيادة المدير الفني الإيطالي أنطونيو كونتي. وبغض النظر عن عودة بيكر لتشيلسي من عدمها، فمن المؤكد أن مستقبله سيكون مشرقًا مع أي ناد آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز.
6* مويس كين (يوفنتوس - 16 عامًا)
عندما يمتلك أي نادي لاعبًا فذًا وصغيرًا في السن، فإنه عادة لا يتعجل في الدفع به من أجل الحفاظ عليه، لكن عندما يكون النادي واثقًا تمامًا في قدرات لاعبه الشاب، فإنه يدفع به في خضم المباريات، وهو الأمر الذي فعله نادي يوفنتوس الإيطالي مع مويس كين.
وقال اللاعب الذي لم يتجاوز عامه السادس عشر لصحيفة «لاغازيتا ديلو سبورت» الإيطالية: «بالنسبة لي، من الطبيعي أن ألعب إلى جوار لاعبين أكبر سنًا»، وكأنه لا يبالي بفكرة اللعب إلى جانب لاعبين كبار، مثل غونزالو هيغوين وباولو ديبالا.
ولد كين في فبراير (شباط) عام 2000، وبات أول لاعب يولد في القرن الجديد يلعب في دوري الدرجة الأولى الإيطالي ودوري أبطال أوروبا، عندما شارك كبديل أمام بيسكارا وإشبيلية خلال الموسم الحالي.
صحيح أن يوفنتوس لا يمتلك سجلاً حافلاً في الاعتماد على اللاعبين صغار السن، لكن كين قد يكون حالة مختلفة، ولا سيما أنه أحرز 24 هدفًا خلال 25 مباراة مع فريق الشباب بالنادي الموسم الماضي.
7* أندريه دوزيل (إيبسويتش تاون - 17 عامًا)
يعيد التاريخ نفسه - إلى حد ما على الأقل - فسرعان ما سجل دوزيل عندما شارك للمرة الأولى مع الفريق الأول لنادي إيبسويتش تاون أمام نادي شيفيلد وينزداي، في شهر أبريل (نيسان) الماضي، وعمره يصل إلى 16 عامًا و350 يومًا. وحدث الشيء نفسه مع والده، جيسون، الذي يعد حتى الآن أصغر لاعب سجل هدفًا في الدوري الإنجليزي الممتاز بالهدف الذي سجله عام 1984، لكن المؤشرات الأولية تقول إن أندريه سيكون لاعبًا أفضل من والده الذي لم يحقق الأداء المتوقع منه بعد انتقاله في صفقة كبيرة لنادي توتنهام هوتسبر.
يعد دوزيل نموذجًا لصانع الألعاب التقليدي، فلديه قدرة هائلة على الوقوف على الكرة، ورؤية ثاقبة في التمرير، وبراعة كبيرة في تسديد الركلات الحرة، لكن لديه أيضًا قدرة على التكيف مع متطلبات كرة القدم الحديثة، ولن يمر وقت طويل قبل أن يكون أحد العناصر الأساسية في فريقه.
شارك دوزيل في التشكيلة الأساسية للمرة الأولى هذا الموسم في 17 ديسمبر، أمام ويغان في المباراة التي انتهت بفوز فريقه بـ3 أهداف مقابل هدفين. وتشير تقارير إلى اهتمام نادي ليفربول بخدمات صانع الألعاب الشاب الذي يحمل شارة قيادة المنتخب الإنجليزي تحت 17 عامًا.
8* بابلو مافيو (مانشستر سيتي - 19 عامًا)
أنفق نادي مانشستر سيتي مبالغ طائلة على قطاع الناشئين بالنادي خلال السنوات الأخيرة، وهو ما بدأ يؤتي ثماره الآن، ويقدم دعمًا كبيرًا للمدير الفني للفريق الأول بالنادي جوزيب غوارديولا. وفي ظل تقدم بابلو زاباليتا وباكاري سانيا في السن، وهبوط مستواهما، بدا من المناسب الاعتماد على الجناح الأيمن بابلو مافيو (19 عامًا).
وقد شارك مافيو في التشكيلة الأساسية للفريق الأول هذا الموسم في مباراة الفريق التي خسرها أمام مانشستر يونايتد في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، وقدم أداء جيدًا. وقد أشرك غوارديولا عددًا كبيرًا من اللاعبين غير الأساسيين في هذه المباراة، لكن معظمهم لم يظهر بشكل جيد. وقال غوارديولا عن مافيو بعد المباراة: «لقد كان رائعا - كان يقاتل مع ماركوس راشفورد وبول بوغبا، وتفوق في معظم الصراعات الثنائية معهما». وسيلعب مافيو أول 6 أشهر من عام 2017 مع نادي جيرونا في دوري الدرجة الثانية في إسبانيا.
9* مالانغ سار (نيس - 17 عامًا)
ساهم المدافع الشاب مالانغ سار في صعود نادي نيس لقمة الدوري الفرنسي هذا الموسم على غير المتوقع، ويقدم صاحب السبعة عشر عامًا أداء قويًا وثابتًا من الصعب أن تجد أي مدافع شاب في مثل سنه في أوروبا يقدمه، خصوصًا أنه يلعب في مركز صعب يتطلب خبرة كبيرة.
ونظرًا لأنه ولد في مدينة نيس، وانضم للنادي وهو في الخامسة من عمره، يعشق سار ناديه بقوة، وهو ما كان واضحًا للغاية عندما أحرز هدفًا في أول ظهور له مع الفريق الأول بالدوري الفرنسي ضد رين، في أغسطس (آب) الماضي، حيث أهدى هذا الهدف لضحايا الهجمات الإرهابية التي ضربت المدينة قبل شهر من تلك المباراة.
ويتمتع سار بمرونة تكتيكية كبيرة داخل المستطيل الأخضر، وهو ما ظهر بقوة عندما قرر المدير الفني للفريق اللعب بـ3 لاعبين في الخط الخلفي، إذ كان يلعب سار براحة كبيرة وسرعة فائقة وقوة هائلة، وهو ما جعل أندية مثل آرسنال وتشيلسي تهتم بخدماته. ومن الواضح أن هذا اللاعب الذي لم يكن معروفًا خارج حدود مدينته قبل عام واحد، سيصبح لاعبًا كبيرًا في عالم الساحرة المستديرة خلال السنوات المقبلة.
10* بن وودبيرن (ليفربول - 17 عامًا)
تعمل الأندية الذكية على رعاية المواهب الشابة هذه الأيام، لدرجة جعلت نادي ليفربول الإنجليزي يعين سائقًا تكون مهمته نقل بن وودبيرن من منزل عائلته في مقاطعة شيشاير لمركز التدريب وإعادته، لأن هذه هي أفضل طريقة تجعله يشعر بالراحة.
ولعل الشيء الذي يظهر المستوى الكبير للاعب يتمثل في حقيقة أن المدير الفني لنادي ليفربول يورغن كلوب قد فضل أن يتحدث بكل حذر عن اللاعب بعد تسجيله في مباراة فريقه أمام ليدز يونايتد في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة الشهر الماضي، حيث قال المدير الفني الألماني: «أنا سعيد حقًا به، لكن المشكلة تكمن في أنني أشعر بالخوف أيضًا، لذا أرجوكم ألا تكتبوا سوى أنه الهداف بن وودبيرن».
وكان يفترض أن يلعب وودبيرن مع فريق الناشئين تحت 16 عامًا الموسم الماضي، لكن قدراته جعلته يقضي معظم الوقت مع فريق تحت 18 عامًا، كما لعب مع فريق النادي تحت 23 عامًا خلال الموسم الحالي، علاوة على مشاركته مع الفريق الأول أمام ليدز. والآن، أصبح وودبيرن أصغر لاعب في تاريخ نادي ليفربول يسجل هدفًا مع الفريق الأول، فهل نراه قريبًا في التشكيلة الأساسية للفريق؟

