تونس تتوقع نموا اقتصاديا بنسبة 2.5 % خلال السنة المقبلة

في ظل تواضع النتائج خلال 2016

واجه الاقتصاد التونسي خلال عام 2016 مشاكل وصعوبات متنوعة أهمها نقص الموارد الذاتية
واجه الاقتصاد التونسي خلال عام 2016 مشاكل وصعوبات متنوعة أهمها نقص الموارد الذاتية
TT

تونس تتوقع نموا اقتصاديا بنسبة 2.5 % خلال السنة المقبلة

واجه الاقتصاد التونسي خلال عام 2016 مشاكل وصعوبات متنوعة أهمها نقص الموارد الذاتية
واجه الاقتصاد التونسي خلال عام 2016 مشاكل وصعوبات متنوعة أهمها نقص الموارد الذاتية

لم يحسم تصديق البرلمان التونسي على ميزانية 2017 الجدل السياسي والاجتماعي القوي سواء من قبل المهن الحرة أو من قبل الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر نقابات العمال في تونس) حول مدى التزام حكومة يوسف الشاهد بتعهداتها في مجالي التنمية والتشغيل وعودة آلة الإنتاج إلى سالف نشاطها.
وكان الشاهد، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» قد توقع في كلمة له أمام أعضاء البرلمان أن تكون 2017 المقبلة «سنة الانطلاق الاقتصادي في تونس» بعد ركود استمر منذ ثورة 2011 ونمو لن يتجاوز 1.4 في المائة في أحسن الحالات خلال 2016، وأشار الشاهد إلى وجود عدة صعوبات في تحديد ملامح الميزانية الجديدة، من بينها المعادلة الصعبة بين استرجاع نسق الاستثمار المحلي والأجنبي وتوفير موارد إضافية لتمويل الميزانية. ثم قال: إن عودة النشاط إلى قطاعي الصناعات الكيميائية وإنتاج الفوسفات وتحسن مؤشرات السياحة والفلاحة والصناعة بإمكانها أن تمهد لانطلاقة اقتصادية واعدة.
هذا، وعرفت ميزانية 2017 المقدرة بنحو 32.7 مليار دينار تونسي (نحو 14.1 مليار دولار) تراجع حكومة الشاهد عن قرار تجميد الزيادات في الأجور خلال سنتي 2017 و2018، واضطرارها تحت ضغط عمادة المحامين عن تنفيذ ضرائب ضد المحامين وعدد آخر من المهن الحرة على غرار الصيادلة والأطباء والمهندسين. وهو ما اعتبره متابعون للشأن الاقتصادي التونسي بمثابة «انتكاسة» للحكومة في تطبيق ما وصفه الشاهد بـ«الإصلاحات المؤلمة لاستعادة المبادرة الاقتصادية»، وهي إصلاحات أوصى بها صندوق النقد الدولي وجعلها بمثابة الشروط الضرورية للحصول على حزمة من القروض من الخارج.

صعوبات وعجز ميزانية
وتوقعت لمياء الزريبي، وزيرة المالية، أن تكون نسبة النمو الاقتصادي في حدود 2.5 في المائة خلال سنة 2017، علاوة على تحديد عجز الميزانية بـ5.4 في المائة بعدما توقعت الدوائر الحكومية أن يكون العجز مع نهاية السنة الحالية في حدود 6.5 في المائة.
وكان الاقتصاد التونسي قد واجه خلال سنة 2016 مشاكل وصعوبات متنوعة، أهمها نقص الموارد الذاتية، وتعطل إنجاز مجموعة هامة من المشاريع الحكومية قدّرت بأكثر من نصف المشاريع في بعض الجهات، نتيجة التعطيلات الإدارية. وهو ما جعل مسألة استيعاب نحو 630 ألف عاطل عن العمل أكثر من نصفهم من خريجي الجامعات مسألة صعبة المنال. كذلك تأثر الاقتصاد بصفة سلبية جراء الأزمة الليبية المتواصلة منذ 2011. وكانت تونس تروج الكثير من منتجاتها في الأسواق الليبية المجاورة.
وفي هذا الشأن، قدّرت أحدث دراسة أجراها البنك الدولي حول هذا الملف خسائر الاقتصاد التونسي السنوية بنحو 800 مليون دولار. وأكدت الدراسة أن 73 في المائة من رجال الأعمال في تونس اعتبروا أن الثورة في ليبيا أثرت سلبًا على رقم معاملاتهم سواء بالنسبة للمؤسسات التونسية المستثمرة بليبيا أو المصدرة إلى هذا البلد المجاور.
كذلك كشفت الدراسة عن تفاقم التجارة الموازية بين البلدين منذ 2011 بسبب تعذر إحكام السيطرة على المناطق الحدودية. وجاء في هذه الدراسة أن تهريب البنزين من ليبيا نحو تونس أدى إلى خسارة نحو 500 مليون لتر سنويًا، وهو ما يعادل 17 في المائة من الحاجيات المحلية في تونس وعمق تهريب البنزين خسارة البلدين على حد السواء. وأشارت الدراسة أيضًا إلى أن الترفيع في إنتاج النفط الليبي والنجاح في إعادة البناء والإعمار سيمكن تونس من مداخيل إضافية بقيمة 500 مليون دولار سنويًا.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.