العبادي: القضاء على «داعش» يحتاج إلى 3 أشهر

أمر الأجهزة الأمنية بالكشف الفوري عن ملابسات اختطاف صحافية

نازحة من الموصل تقف خلف سياج في انتظار الحصول على معونة غذائية بمخيم «حسن شام» للنازحين شرق الموصل أمس (رويترز)
نازحة من الموصل تقف خلف سياج في انتظار الحصول على معونة غذائية بمخيم «حسن شام» للنازحين شرق الموصل أمس (رويترز)
TT

العبادي: القضاء على «داعش» يحتاج إلى 3 أشهر

نازحة من الموصل تقف خلف سياج في انتظار الحصول على معونة غذائية بمخيم «حسن شام» للنازحين شرق الموصل أمس (رويترز)
نازحة من الموصل تقف خلف سياج في انتظار الحصول على معونة غذائية بمخيم «حسن شام» للنازحين شرق الموصل أمس (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، أن القضاء على تنظيم داعش يحتاج إلى 3 أشهر، في الوقت الذي تخوض فيه قوات مدعومة من الولايات المتحدة معارك لطرد المتشددين من معقلهم الحضري في الموصل.
كان العبادي قد توقع في السابق استعادة الموصل بنهاية العام الحالي، غير أن القادة العسكريين يعزون بطء التقدم الميداني إلى الحاجة لحماية المدنيين الذين بقوا في منازلهم بدلا من النزوح كما كان متوقعا. ونقل التلفزيون الرسمي العراقي عن العبادي قوله إن الأوضاع تشير إلى أن العراق يحتاج إلى 3 أشهر للقضاء على «داعش».
واستعادت قوات النخبة العراقية بعد أكثر من شهرين من العملية ربع المدينة، لكنهم دخلوا في وقفة تعبوية مخططة مسبقا هذا الشهر. وقال قائد ميداني أميركي لـ«رويترز» أول من أمس إن القوات العراقية ستستأنف هجومها في الأيام المقبلة في مرحلة جديدة من العملية ستشهد نشر الجنود الأميركيين في مناطق أقرب إلى خطوط الجبهة داخل المدينة.
من ناحية ثانية، أصدر العبادي، أمس، أوامره للأجهزة الأمنية بالكشف الفوري عن ملابسات اختطاف الصحافية العراقية أفراح شوقي القيسي من منزلها في أحد الأحياء جنوب بغداد مساء أول من أمس. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن بيان الدائرة الإعلامية للحكومة العراقية أن رئيس الوزراء وجه الأجهزة الأمنية بالكشف الفوري عن ملابسات تعرض الصحافية أفراح شوقي للاختطاف، وبذل أقصى الجهود من أجل إنقاذ حياتها والحفاظ على سلامتها. وطالب بـ«ملاحقة أية جهة يثبت تورطها بارتكاب هذه الجريمة واستهداف أمن المواطنين وترهيب الصحافيين».
وحسب وكالة «رويترز»، فإن أفراح شوقي من أبرز منتقدي المؤسسات الحكومية في مقالات ساخرة تكتبها لعدد من الصحف المحلية والمؤسسات الإعلامية. كما أنها كانت حتى قبل 6 أشهر تراسل «الشرق الأوسط» بالقطعة وتغطي نشاطات المجتمع المدني والأخبار الثقافية والفنية.
وقالت وزارة الداخلية العراقية في بيان إنها شكلت فريقا للتحقيق في اختطاف الصحافية، فيما أوضح زياد العجيلي، رئيس مرصد الحريات الصحافية العراقي، أن المسلحين اقتادوها من منزلها الذي تقيم فيه مع عائلتها في حي السيدية جنوب بغداد. ونقلت وكالة «رويترز» عن العجيلي أن المسلحين فصلوا الأولاد عن أمهم بعد دخولهم المنزل عنوة وأخذوا معهم المال والجواهر وأجهزة كومبيوتر محمولة وسيارتها. واقتحم المسلحون المنزل بعد أن رفضت الصحافية فتح الباب، وكان زوجها بعيدا عن المنزل في ذلك الحين.
إلى ذلك، استنكرت «هيئة الحشد الشعبي» اختطاف الصحافية، وعدّته عملاً «دنيئًا لا يختلف عمّا تقوم به (داعش) الإرهابية»، وطالبت بالتحقيق في الحادث وكشف ملابساته وملاحقة الجناة، والجهات التي تقف وراءه، وتوفير الحماية اللازمة لحرية إبداء الرأي والرأي الآخر. وقالت مديرية الإعلام الحربي في «هيئة الحشد الشعبي»، في بيان لها، إن ما حدث أول من أمس «ما هو إلا عمل دنيء، نستنكره جملة وتفصيلا، لا يختلف عمّا تقوم به (داعش) الإرهابية».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».