النظام يسوّق لسيناريو مصالحات غوطة دمشق في وادي بردى

المعارضة تجد في أزمة المياه فرصة «لتحسين شروطها»

صورة للدمار الذي طال بلدات وادي بردى بريف دمشق نتيجة قصف قوات النظام (الهيئة الإعلامية في وادي بردى)
صورة للدمار الذي طال بلدات وادي بردى بريف دمشق نتيجة قصف قوات النظام (الهيئة الإعلامية في وادي بردى)
TT

النظام يسوّق لسيناريو مصالحات غوطة دمشق في وادي بردى

صورة للدمار الذي طال بلدات وادي بردى بريف دمشق نتيجة قصف قوات النظام (الهيئة الإعلامية في وادي بردى)
صورة للدمار الذي طال بلدات وادي بردى بريف دمشق نتيجة قصف قوات النظام (الهيئة الإعلامية في وادي بردى)

تراجعت وتيرة القصف في منطقة وادي بردى بريف دمشق الغربي، أمس، على وقع طروحات تقدم بها النظام عبر فعاليات مدنية في المنطقة، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل، يهدف إلى «إنهاء وجود المعارضة المسلحة في المنطقة»، في وقت تجد المعارضة في التطورات الميدانية التي رافقت قصف نبع مياه الفيجة الذي يغذي العاصمة بمياه الشفة «فرصة لتحسين شروطها».
وتتحدث المعارضة عن «استحالة الحسم العسكري» في قرى وادي بردى، بالنظر إلى «صعوبة التضاريس التي تمنح مقاتلي المعارضة رجحانا في التصدي لأي هجوم»، مستندة إلى تجربة اليومين الماضيين، حيث استطاعت المعارضة صد هجمات لقوات النظام على المنطقة، كما تمكنت أمس من تنفيذ «هجوم مضاد محدود» استهدف نقاطا لقوات النظام. ويجزم عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، إسماعيل الداراني، بأن «العملية العسكرية مستحيلة لكون الجيش الحر متحصنا في خنادق وجبال، كما يصعب على النظام النزول من الجبال إلى الوادي لمهاجمة الأبنية»، مشيرًا إلى أن النظام «يستعجل التوصل إلى حل نهائي لتلك المنطقة»، لافتًا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «إطالة المعركة العسكرية ستعرض النظام لعملية استنزاف كبيرة، تشبه ما حصل في الزبداني».
وينظر النظام إلى منطقة وادي بردى بوصفها «أولوية عسكرية»، ذلك أنها تتضمن نبع مياه الفيجة الذي يغذي العاصمة السورية بمياه الشفة، وفشلت محاولاته في السابق في شن عمليات عسكرية عليها، لكون المعارضة لجأت آنذاك إلى قطع مياه الشفة، ما اضطره لإنجاز تسويات. وقضت التسويات السابقة بإفراج النظام عن عشرات المعتقلين، والسماح للموظفين في العاصمة السورية الذين يسكنون في وادي بردى بالعبور إلى دمشق، قبل أن تقفل الطرقات وتمنع التحرك من داخل قرى المنطقة، في اليوم الذي سبق إطلاق النظام عملية عسكرية في المنطقة.
وقالت مصادر مطلعة على ملف التفاوض في وادي بردى لـ«الشرق الأوسط»، إن النظام السوري «طرح نموذج المعضمية والتل (بريف دمشق) في اتفاق يسعى لتسويقه»، لافتة إلى أن هذا الطرح يعني «تسليم جميع الأسلحة، وإخراج المقاتلين غير الراغبين بالتوصل إلى تسوية مع النظام، وإعادة افتتاح مراكز للشرطة ورفع الأعلام النظامية على المباني والمنشآت الحكومية في الداخل، إضافة إلى تحويل المقاتلين الذين يسوّي النظام أوضاعهم إلى أعضاء في ميليشيات اللجان الشعبية التابعة له والعاملة تحت إشرافه». وقالت المصادر إن النظام لم يتلق إجابات بعد على مطالبه.
وبدأ النظام عملية عسكرية في قرى وادي بردى الخارجة عن سيطرته، والبالغ عددها 10 قرى، يوم الجمعة الماضي، حين استهل عمليته العسكرية بقصف منبع مياه الفيجة. وقال الداراني إن النظام «منع المعارضة من استغلال نقطة قطع المياه عن دمشق بقصف النبع»، معتبرًا أنها «حركة غير مدروسة لكونها تؤثر على الحاضنة الشعبية التابعة له في دمشق».
المنطقة، بحسب الداراني، يسكنها عشرات الآلاف من المدنيين، بينهم نازحون نزحوا في وقت سابق من سرغايا والزبداني ومضايا، «لكن قصف نبع المياه فيها، يهدد عاصمته بالعطش»، لافتًا إلى أن النظام «سيلوّح بالحل العسكري، لكنه في الواقع يستعجل التفاوض والتوصل إلى حل لكون عاصمته لا تحتمل العطش»، إذ يسقي نبع الفيجة نحو 80 في المائة من أحياء العاصمة. وأشار في الوقت نفسه إلى أن عبوات المياه الجاهزة «ارتفع سعرها بشكل قياسي في دمشق حتى بلغ 10 دولارات في بعض الأماكن، رغم أن المخزون من المياه لا يزال موجودًا». وقال الداراني: «تلك فرصة المعارضة للمناورة وتحسين شروطها في التفاوض، لأن النظام سيتنازل تحت الضغط».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بأن قوات النظام تسعى جاهدة لتحقيق تقدم في المنطقة، والسيطرة على مناطق في وادي بردى أو فرض «مصالحة» على غرار ما جرى في ضواحي العاصمة دمشق، مشيرًا إلى أن الاشتباكات تترافق مع قصف عنيف ومتبادل بين الطرفين، وقصف للطائرات المروحية على مناطق في قرى وبلدات وادي بردى.
وتركز هجوم النظام في اليوم السادس على محور قرى الحسينية ودير قانون ووادي بسيمة في محاولة للسيطرة على مناطق وادي بردى. وتمكنت فصائل المعارضة من صد الهجوم وقتل أكثر من 20 عنصرا من القوات المهاجمة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.