باريس: القرار «2334» «مؤشر» على موقف أميركي «داعم وفاعل»

باريس: القرار «2334»  «مؤشر» على موقف أميركي «داعم وفاعل»
TT

باريس: القرار «2334» «مؤشر» على موقف أميركي «داعم وفاعل»

باريس: القرار «2334»  «مؤشر» على موقف أميركي «داعم وفاعل»

تنظر باريس بكثير من الأمل، إلى بادرة الإدارة الأميركية الامتناع عن التصويت في مجلس الأمن، ما أتاح صدور القرار «2334»، الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس، ويعتبره «انتهاكا صارخا للقانون الدولي» و«ليس له أي شرعية قانونية»، كما يدعو تل أبيب إلى وقفه «فورا».
وترى الدبلوماسية الفرنسية في القرار الذي جرى التصويت عليه بشبه إجماع، في مجلس الأمن، نهاية الأسبوع الماضي، «بارقة أمل»، و«رغبة دولية» في إحراز تقدم حقيقي في الملف الفلسطيني الإسرائيلي، خصوصا إنقاذ «حل الدولتين»، الذي تعتبره باريس الوحيد الذي من شأنه أن يضع حدا للنزاع ويغلق الملف المذكور. لكن الترحيب الفرنسي له وجه آخر، مرتبط بالرغبة الفرنسية في توفير الحد الأدنى من مقومات النجاح لمؤتمر السلام، الذي أعلن وزير الخارجية، جان مارك إيرولت، أنه سيلتئم في العاصمة الفرنسية في الخامس عشر من الشهر المقبل. وتريد باريس، وفق مصادرها، التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، أن ترى في حرص إدارة الرئيس أوباما، المنتهية ولايته، «مؤشرا» على موقف أميركي داعم وفاعل بمناسبة مؤتمر السلام الموعود. وما تأمله باريس من الدول السبعين، والمنظمات الدولية والإقليمية المدعوة للمشاركة، إيجاد «قوة دفع ترسي وتؤكد» محددات العملية السلمية، وذلك قبل خمسة أيام فقط من مغادرة أوباما البيت الأبيض، ووصول خليفته، دونالد ترامب، إليه. ولم يعرف حتى اليوم، ما إذا كانت باريس ومعها شركاؤها الأوروبيون، سيعملون على إحالة مقررات أو توصيات مؤتمر باريس، إلى مجلس الأمن الدولي، من أجل «نقشها في الحجر»، كما يقول التعبير الفرنسي، بحيث يكون من الصعب على ترامب وإدارته، أن يضربا بها عرض الحائط. وعكس تصريح المندوب الفرنسي الدائم في مجلس الأمن، فرنسوا دولاتر، موقف حكومته بوضوح، إذ أعلن عقب التصويت على القرار «2334»، أنه ومؤتمر باريس «وجهان لعملية تهدف إلى تأكيد حرصنا المشترك على حل الدولتين». وتعتبر باريس، في أي حال، أن القرار الأممي «أوجد دينامية جديدة يتعين استغلالها» في المؤتمر الموعود.
وخلال اليومين الماضيين، لم يصدر عن باريس أي تعليق على رد الفعل الإسرائيلي العنيف على قرار مجلس الأمن، بما فيه استدعاء السفيرة الفرنسية في تل أبيب، للاحتجاج على تصويت بلادها لصاح القرار. ويمكن تفسير «الغياب» الفرنسي بأمرين: الأول، أن باريس لا تريد صبّ الزيت على النار، خصوصا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن سلفا رفضه الجذري للمؤتمر، والتوجه إلى باريس لملاقاة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، للاطلاع من الرئيس هولاند، وبناء على دعوته، على نتائج مؤتمر السلام.
أما السبب الآخر المرجح، فهو غياب المسؤولين بمناسبة عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة، حيث تدور الآلة الحكومية ببطء شديد، لا بل إنها تتوقف عن العمل.
وطبقا لما تؤكده مصادر باريس، فقد «تعمدت» انعقاد المؤتمر قبل نهاية ولاية أوباما، وكانت ترغب في الدعوة إليه قبل فرصة الأعياد، وتحديدا في 21 الشهر الحالي. لكنها أوضحت أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري هو من طلب «تأجيل» موعد المؤتمر ليتمكن من الحضور. وحتى أمس، لم تكن الخارجية الفرنسية قد كشفت عن لائحة الدول المدعوة أو أسماء وزراء الخارجية الذين قبلوا أو أكدوا حضورهم. لكنها تعتبر أن التصويت على القرار «2334»، «ربما فتح الباب أمام مبادرة أميركية جديدة تكون بمثابة (وصية) للرئيس أوباما قبل خروجه نهائيا من البيت الأبيض». وينتظر أن تستضيف باريس في الأيام القليلة المقبلة، اجتماعا ضيقا على مستوى كبار موظفي وزارات الخارجية، لتقويم التحضيرات، والنظر فيما سيناقشه المؤتمرون، والخلاصات التي توصلت إليها اللجان الثلاث التي شكلت بعد اجتماع باريس التمهيدي، في يونيو (حزيران) الماضي، ودراسة الخطوط العريضة للبيان النهائي.



واشنطن تصف أعمال الحوثيين القمعية بـ«الإرهابية الوحشية»

واشنطن تصف أعمال الحوثيين القمعية بـ«الإرهابية الوحشية»
TT

واشنطن تصف أعمال الحوثيين القمعية بـ«الإرهابية الوحشية»

واشنطن تصف أعمال الحوثيين القمعية بـ«الإرهابية الوحشية»

دعت سفارة الولايات المتحدة في اليمن، السبت، جماعة الحوثيين إلى إطلاق موظفي السفارة المعتقلين منذ ثلاث سنوات «فوراً ودون شروط»، واصفة أعمال الجماعة القمعية ضد عمال الإغاثة والموظفين الأمميين بـ«الإرهابية الوحشية».

وكانت الجماعة الحوثية قد بدأت أخيراً إجراءات محاكمة المعتقلين لديها من موظفي السفارة الأميركية والوكالات الأممية والمنظمات الدولية الإغاثية، من خلال إحالتهم إلى نيابة خاضعة للجماعة في صنعاء، مختصة بأمن الدولة وقضايا الإرهاب، وهو ما أثار قلق رؤساء الوكالات الأممية والدولية، مع تجدّد المطالب بسرعة إطلاق سراح المحتجزين فوراً.

وجاءت الدعوات الأميركية في بيان للسفارة، أشارت فيه إلى أن الجماعة الحوثية تحتجز منذ ثلاث سنوات «مواطنين يمنيين أبرياء ظلماً وبصورة غير شرعية (...) لم يرتكبوا أي جرائم».

وأضافت السفارة أن الجماعة تحتجز الموظفين السابقين لدى السفارة «بصفتهم رهائن لمجرد أنهم يعملون لدى السفارة الأميركية في صنعاء، لبناء التفاهم والعلاقات القوية بين اليمن والولايات المتحدة، وتوفير احتياجات أسرهم». وزادت بالقول «إنهم يمنيون وطنيون وجدوا ببساطة عملاً ذا معنى مع السفارة الأميركية».

وتطرّق البيان الأميركي إلى مرور أكثر من أربعة أشهر منذ أن أقدم الحوثيون «بوحشية» على احتجاز يمنيين آخرين بصفتهم رهائن، مما أدى مرة أخرى إلى إبعاد مواطنين متفانين في خدمة بلدهم بعيداً عن أسرهم لمجرد أداء عملهم الاعتيادي لدى الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية.

وشنّت الجماعة المدعومة من إيران في يونيو (حزيران) الماضي أوسع حملة اعتقالات للعاملين في مجال الإغاثة والمنظمات الأممية والدولية والمحلية، وسط تقديرات باعتقال نحو 70 شخصاً، بينهم نساء، ليُضافوا إلى عشرات آخرين من موظفي الأمم المتحدة والعاملين السابقين في الهيئات الدبلوماسية الأجنبية.

الحوثيون احتجزوا العشرات من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية في اليمن (إ.ب.أ)

وأشارت السفارة إلى أن الجماعة الحوثية «تنضم إلى قائمة طويلة ومخزية من الجماعات الإرهابية الوحشية» التي تلحق الأذى الجائر بالرجال والنساء الأبرياء، استناداً فقط إلى اتهامات لا أساس لها من الصحة، وأدلة ملفقة، واعترافات بالإكراه.

وأعرب البيان عن القلق العظيم إزاء التقارير التي تشير إلى أن «ميليشيا الحوثي» أحالت الكثير من هؤلاء المعتقلين اليمنيين الأبرياء إلى المحاكمة بتهم لا أساس لها من الصحة.

وأكدت السفارة تضامنها مع هؤلاء اليمنيين الأبرياء وأسرهم الذين تحمّلوا هذه المحنة المؤلمة التي تنتهك بشكل صارخ الحقوق الإنسانية لهؤلاء المعتقلين.

وشدد البيان على أن السفارة لن ترتاح حتى يعود المحتجزون إلى أحبائهم الذين يفتقدونهم بشدة، داعياً الحوثيين إلى «الإفراج الفوري غير المشروط» عن جميع هؤلاء المعتقلين.

قلق دولي ويمني

كان رؤساء الوكالات الأممية والمنظمات الدولية أصدروا قبل أيام بياناً مشتركاً عبّروا فيه عن قلقهم البالغ بعد إحالة الحوثيين عدداً من المعتقلين من موظفي الوكالات والمنظمات إلى «النيابة الجزائية» المتخصصة في قضايا أمن الدولة والإرهاب الخاضعة للجماعة في صنعاء.

ويثير القرار الحوثي، حسب رؤساء الوكالات الأممية والمنظمات الدولية، «مخاوف جدية» بشأن سلامة وأمن العاملين في هذه الوكالات والمنظمات وأسرهم.

وفي حال تمت إدانة هؤلاء المحتجَزين عبر المحاكم الحوثية، فإن العقوبة التي تنتظرهم هي الإعدام، بالنظر إلى التهم التي كانت الجماعة روّجتها بحقهم، وهي تهم مزعومة بـ«الجاسوسية» لمصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل.

مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء غداة مقتل زعيم حركة «حماس» الفلسطينية يحيى السنوار (أ.ف.ب)

وفي أحدث البيانات الحكومية، جدّدت وزارة حقوق الإنسان اليمنية إدانتها «بشدة» استمرار اختطاف وإخفاء أكثر من 70 موظفاً وناشطاً، بينهم 5 نساء، منذ مطلع يونيو 2024 في سجون الحوثيين ومعتقلاتهم، الذين وصفتهم بـ«الميليشيا الإرهابية».

وذكرت الوزارة، في بيان، أن المختطفين، الذين بينهم 19 من موظفي وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ما زالوا حتى اللحظة مخفيين قسراً، ولم يستطع أهاليهم معرفة أماكن احتجازهم أو حالاتهم الصحية في أقبية الميليشيات. ووصفت ذلك بأنه «انتهاك صارخ لحقوقهم في الحياة، والحرية، والأمن الشخصي».

وأشار البيان إلى أن المحتجَزين والمختطفين يقبعون في سجون سرية، ويتعرّضون لصنوف من التعذيب والمعاملة القاسية والمهينة واللاإنسانية؛ لإجبارهم على الإدلاء بأقوال واعترافات تدينهم.