ترامب هاجم صحافية فتضاعف الإقبال على مجلتها مائة مرة

«نيويورك تايمز» و«أتلانتيك» و«نيويوركر» استفادت أيضا

الصحافية تينا نغوين  («الشرق الأوسط») - غلاف مجلة «فانيتي فير» - ميغن كيلي تتصدر غلاف المجلة   («الشرق الأوسط»)
الصحافية تينا نغوين («الشرق الأوسط») - غلاف مجلة «فانيتي فير» - ميغن كيلي تتصدر غلاف المجلة («الشرق الأوسط»)
TT

ترامب هاجم صحافية فتضاعف الإقبال على مجلتها مائة مرة

الصحافية تينا نغوين  («الشرق الأوسط») - غلاف مجلة «فانيتي فير» - ميغن كيلي تتصدر غلاف المجلة   («الشرق الأوسط»)
الصحافية تينا نغوين («الشرق الأوسط») - غلاف مجلة «فانيتي فير» - ميغن كيلي تتصدر غلاف المجلة («الشرق الأوسط»)

قال كاتب عمود رأي في صحيفة «هافنغتون بوست»الأسبوع الماضي: «يا ليت ترامب يهاجمني، ربما سأكون رئيس تحرير». قصد الكاتب ظاهرة جديدة في الإعلام الأميركي: يهاجم ترامب صحيفة أو صحافيا، فيرتفع توزيع الصحيفة، ويشتهر الصحافي.
الأسبوع الماضي استفادت من ذلك الصحافية تينا نغوين (بنت مهاجرين من فيتنام)، ومجلة «فانيتي فير» (مجلة نجوم ومشاهير) التي تعمل فيها.
وبدأت المواجهة في الشهر الماضي، عندما كتبت نغوين تقريرا سلبيا في المجلة عن «مطعم ترامب» في «برج ترامب» في نيويورك (رئاسة جهاز الانتقال إلى البيت الأبيض). قالت إن شريحة لحم «ستيك» التي أكلتها لا تناسب سمعة ترامب وسمعة فنادقه ومطاعمه. وسألت: «إذا لا يستطيع ترامب تقديم شريحة ستيك تؤكل، كيف سيقدر على حكم أميركا؟».
كان عنوان التقرير هو: «ربما مطعم ترامب أسوأ مطعم في الولايات المتحدة».
وقالت: «يبدو أن /دمبلنغز/ (حشوة اللحم الصينية) محشوة بمصارين. وأن لحم (ستيك) وضع على النار لمدة طويلة. وصار يشبه جثة فوق البطاطس المسحوقة... أصبت بغثيان عندما عدت إلى المنزل». وزادت في الهجوم، وقالت: «مثل صاحبه، مطعم ترامب ليس إلا نسخة رخيصة من شيء غنى». وسارع ترامب، وغرد، في غضب واضح، في حسابه في «تويتر»: «هل شاهد أحدكم أرقام توزيع مجلة (فانيتي فير)؟ في أسفل سافلين. غريدون كارتر (ناشر المجلة) فاشل».
لم تكن هذه أول مرة ينتقد فيها ترامب ناشر المجلة. ولا أول مرة ينتقد فيها الناشر ترامب.
قبل سنوات، كتب الناشر أن ترامب «شخص سوقي قصير الأصابع». وقبلها كتب: «انظروا إلى يدي ترامب، إنهما صغيرتان جدا (وصف يطلق على اللص)».
لم يقصر ترامب. مرة، وصف الناشر بأنه «بليد». ومرة أخرى، وصفه بأنه «مثل البنات»، ومرة ثالثة، وصفه بأنه «فاشل حقيقي».
في الشهر الماضي، نشر الناشر في مجلته تقريرا عن ترامب له صلة بكتاب «أغلي أميركان» (الأميركي القبيح) الذي اشتهر خلال التدخل العسكري الأميركي في فيتنام. وجاء في التقرير أن الممثلة السويدية فانديلا كريسبون اشتكت، وهي تبكي، للناشر، في حفل راق، من تصرفات ترامب. وقالت إن ترامب لا هم له غير الحديث عن سيقان النساء ونهودهن. وقالت: «هذا أقذر رجل قابلته في حياتي».
في الأسبوع الماضي، بعد هجوم ترامب على المجلة وعلى ناشرها، نشر الناشر سلسلة إعلانات دعاية للمجلة. منها: «(فانيتي فير): المجلة التي لا يريدك ترامب أن تقرأوها».
وفعلا، قفز توزيع المجلة، وقفز عدد قراء موقعها في الإنترنت. في اليوم التالي لهجوم ترامب، قفز عدد المشتركين الجدد بنسبة 100 في المائة عن الرقم اليومي العادي، ووزعت أكبر توزيع لأي مجلة في يوم واحد، وزار موقعها 330.000 شخص، وزاد عدد متابعيها في موقع «تويتر» 10.000 متابع.
واستفادت، أيضا، مجلة «أتلانتيك»، ومجلة «نيويوركر» بعد أن هاجمهما ترامب، خلال الحملة الانتخابية في الصيف الماضي. في الصيف الماضي، أيضا، استفادت مجلة «فانيتي فير».
عندما نشرت على غلافها صورة مذيعة التلفزيون ميغن كيلي، التي كان ترامب هاجمها.
في الشهر الماضي، عندما هاجم ترامب برنامج «ساترداي نايت لايف» (برنامج ليلة السبت التلفزيوني) بعد أن تندر عليه، زاد الإقبال على البرنامج. وعندما هاجم مسرحية «هاملتون»، زاد عدد مشاهديها. (كان الممثلون والممثلات هتفوا ضد مايك بنس، نائب ترامب، الذي كان يشاهد المسرحية. فغرد ترامب، ودافع عن نائبه، وانتقد الممثلين والممثلاث).
وعندما هاجم صحيفة «نيويورك تايمز»، زاد عدد المشتركين في أسبوع واحد بأكثر من 40.000 مشترك، وحقق ذلك رقما قياسيا لها.
في الأسبوع الماضي، حذرت صحيفة «هافنغتون بوست» وولف بيلتزر، مذيع تلفزيون «سي إن إن»، بأن ترامب سيهاجمه.
وذلك بعد أن قال بيلتزر: «لا يبدو أن ترامب يريد إعلان غضبه على مؤيديه الذين يحيون بعضهم البعض تحيات الألمان النازيين».
لكن، تندرت الصحيفة: «ستكون أشهر مذيع تلفزيوني إذا هاجمك ترامب».



«أبل» و«ميتا»... صراع متجدد يثير تساؤلات بشأن «خصوصية البيانات»

شعار ميتا (رويترز)
شعار ميتا (رويترز)
TT

«أبل» و«ميتا»... صراع متجدد يثير تساؤلات بشأن «خصوصية البيانات»

شعار ميتا (رويترز)
شعار ميتا (رويترز)

مرة أخرى يتجدَّد الصراع بين عملاقَي التكنولوجيا «أبل»، و«ميتا»، مثيراً تساؤلات بشأن مدى «حماية خصوصية بيانات المستخدمين». وبينما رأى خبراء التقتهم «الشرق الأوسط» أن المعركة الأخيرة جزء من نزاع مستمر بين «أبل»، و«ميتا» يتيح لهما البقاء على عرش التكنولوجيا الرقمية، فإنهم أشاروا إلى أن تأثير الصراع بشأن الخصوصية قد يمتد إلى مواقع الأخبار.

المعركة الأخيرة بدأت منتصف الشهر الحالي، مع تحذير وجَّهته شركة «أبل» بشأن تقديم منافستها «ميتا» مالكة «فيسبوك» و«إنستغرام» نحو «15 طلباً للوصول العميق إلى البيانات، في إطار قانون الأسواق الرقمية الجديد بالاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يضعف حماية بيانات المستخدمين».

ووفق «أبل»، فإنه «إذا حصلت طلبات (ميتا) على الموافقة، فسيكون باستطاعتها من خلال تطبيقاتها: (فيسبوك)، و(إنستغرام)، و(واتساب)، رؤية كل الرسائل القصيرة ورسائل البريد الإلكتروني والصور والمواعيد، وكل بيانات مكالمات المستخدمين». ونبَّهت «أبل»، في بيانها، إلى أن «مجموعة من الشركات تستخدم قانون الأسواق الرقمية الأوروبي؛ للوصول إلى بيانات المستخدمين». ولكن في المقابل، نفت «ميتا» هذه الاتهامات، وعدَّتها «حججاً تستخدمها (أبل) في إطار ممارساتها المضادة لحرية المنافسة». وقالت، في بيان لها، إن «(أبل) لا تعتقد بالتوافق بين الأجهزة الأخرى».

تعليقاً على ما هو حاصل، قال أنس بنضريف، الصحافي المغربي المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، إن «الصراع الأخير بين (أبل) و(ميتا) هو امتداد لمعارك سابقة متكررة ومتجددة بين عملاقَي التكنولوجيا». وأردف: «هناك قانونان يحكمان السوق الرقمية في أوروبا: الأول هو قانون الخدمات الرقمية الذي يستهدف منع الاحتكار وحماية بيانات المستخدمين. والثاني هو قانون الأسواق الرقمية الذي يجبر الشركات على إتاحة معلوماتها للمطوّرين».

وأوضح بنضريف أن «الصراع الأخير بين (أبل) و(ميتا) مرتبط بقانون التسويق الرقمي، إذ تعدّ (ميتا) من المطوّرين المتاحة تطبيقاتهم، مثل (إنستغرام) و(فيسبوك) على هواتف (أبل)». وتوقّع أن تنتهي المعركة لصالح «ميتا»، مبرراً ذلك بأن «حجة (أبل) ضعيفة وغير كافية، وخصوصية بيانات المستخدمين محمية قانوناً في أوروبا، إلا أن مخالفة (ميتا) لقوانين حماية الخصوصية تُعرِّضها لغرامات كبيرة... وفي أي حال الصراع هو جزء من معركة تستهدف الضغط على (أبل) لفتح خدماتها وإتاحتها على منتجات تابعة لشركات أخرى».

للعلم، حسب قانون الأسواق الرقمية الأوروبي، لا يسمح للشركات المشغّلة للمنصّات الحصول على امتيازات خاصة. وتطالب المفوضية الأوروبية شركة «أبل» بأن تغدو أجهزتها متوافقة مع التكنولوجيا التي تنتجها شركات أخرى.

وبموجب إجراءات المفوضية الأوروبية يتوجب على «أبل» تقديم وصف واضح للمراحل والمواعيد النهائية المختلفة والمعايير والاعتبارات التي ستطبقها أو تأخذها في الاعتبار عند تقييم طلبات التشغيل البيني من مطوري التطبيقات، مع تزويد المطورين بتحديثات منتظمة، وتقديم التعليقات وتلقيها فيما يتعلق بفاعلية حل التشغيل البيني المقترح. ومن المتوقع صدور قرار من المفوضية بشأن ما إذا كانت «أبل» تلتزم بشرط قابلية التشغيل البيني، بحلول مارس (آذار) المقبل، وفق ما نقلته «رويترز».

من جهة ثانية، صرَّح محمد الصاوي، الصحافي المصري المتخصص في الرصد والتحليل الإعلامي، لـ«الشرق الأوسط» شارحاً أن «التوترات المستمرة بين (أبل) و(ميتا)، إلى جانب قانون الأسواق الرقمية في الاتحاد الأوروبي، تسلط الضوء على الأهمية المتزايدة لتنظيم شركات التكنولوجيا الكبرى، خصوصاً فيما يتعلق بالخصوصية والمنافسة». وأضاف أن «التحذير الذي أطلقته (أبل) بشأن (ميتا) أثار ذلك جدلاً حول ما إذا كانت مثل هذه الممارسات قد تضعف حماية البيانات للمستخدمين، والتركيز المتجدد على قانون الأسواق الرقمية يعد جزءاً من جهود الاتحاد الأوروبي لمنع شركات التكنولوجيا الكبرى من استغلال هيمنتها، حيث يهدف القانون إلى ضمان المنافسة العادلة عن طريق تقييد الشركات من منح نفسها مزايا خاصة، أو الوصول إلى بيانات المستخدمين بشكل مفرط دون موافقة».

وأشار الصاوي إلى أن «تأثير قانون الأسواق الرقمية يمتد إلى ما هو أبعد من شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث قد يؤثر أيضاً على المواقع الإخبارية، لا سيما تلك التي تعتمد على منصات مثل (فيسبوك) في توزيع منتجاتها». وأوضح أن «القانون قد يجبر المنصات على معاملة أكثر عدلاً، ما يضمن ألا تتضرر المواقع الإخبارية من الخوارزميات أو ممارسات البيانات المتحيزة، كما يفرض إعادة التفكير في كيفية جمع البيانات الشخصية ومشاركتها وحمايتها عبر المنصات، مما يشير إلى تحول نحو أنظمة رقمية أكثر شفافية».

وعدّ الصاوي «قانون الأسواق الرقمية محاولةً لإعادة التوازن في ديناميكيات القوة في السوق الرقمية، ما قد يؤثر بشكل كبير على المبدعين في مجال المحتوى، بما في ذلك المواقع الإخبارية، في كيفية تفاعلهم مع المنصات... في حين يضمن استمرار الصراع بين (أبل) و(ميتا) بقاءهما متربعتين على عرش المنافسة الرقمية».

وحقاً، يأتي الصراع الأخير بين «أبل» و«ميتا» في وقت قرَّرت فيه هيئة حماية البيانات الآيرلندية فرض غرامة قيمتها 251 مليون يورو على شركة «ميتا»؛ بسبب عملية اختراق واسعة لبيانات نحو 29 مليون مستخدم على مستوى العالم في عام 2018.