تثبيت العقوبة على أول بلجيكي حاول الالتحاق بـ«داعش» في ليبيا

8 سنوات للمعتدي بسكين على رجلي شرطة في بروكسل

جنود يقفون أمام محطة قطارات رئيسية بعد رفع حالة الطوارئ في بلجيكا يوم 23 نوفمبر 2015 (غيتي)
جنود يقفون أمام محطة قطارات رئيسية بعد رفع حالة الطوارئ في بلجيكا يوم 23 نوفمبر 2015 (غيتي)
TT

تثبيت العقوبة على أول بلجيكي حاول الالتحاق بـ«داعش» في ليبيا

جنود يقفون أمام محطة قطارات رئيسية بعد رفع حالة الطوارئ في بلجيكا يوم 23 نوفمبر 2015 (غيتي)
جنود يقفون أمام محطة قطارات رئيسية بعد رفع حالة الطوارئ في بلجيكا يوم 23 نوفمبر 2015 (غيتي)

عاقبت المحكمة الجنائية في بروكسل شابا يدعى ياسين.م بالسجن 8 سنوات بعد اتهامه بمحاولة قتل شرطيين في بلدية مولنبيك بالعاصمة البلجيكية.
وكان الشاب الذي ينتمي إلى إحدى دول شمال أفريقيا قد قام في السابع من سبتمبر (أيلول) الماضي ومن دون أسباب واضحة، بطعن رجلي شرطة في بلدية مولنبيك بسكين، ولكن نظرا لأن عناصر الشرطة كانت ترتدي السترة الواقية من الرصاص، فقد جاءت الإصابات طفيفة. وحسب الإعلام البلجيكي فقد اعتمدت المحكمة في قرارها على شهادة شهود العيان وشهادة رجلي الشرطة وفيديو لكاميرا قرب المكان.
وقالت المحكمة إنه كانت هناك محاولة للقتل، ولهذا قررت معاقبة الشاب بالسجن 8 سنوات ستنفذ في السجن ولكن سيظل لفترة عامين آخرين تحت المراقبة وإمكانية وضعه في السجن مرة أخرى، كما قررت المحكمة عقوبة مالية تقدر بتعويض خمسة آلاف يورو لكل شرطي إلى جانب السجن لمدة ثلاثة أشهر بسبب وجوده في بلجيكا بشكل غير قانوني. وكانت الشرطة أعلنت في سبتمبر الماضي عن إيقاف شخص يقيم بشكل غير قانوني في بلجيكا بعد إقدامه على مهاجمة رجلي شرطة في حي مولنبيك بسكين.
وأضافت المصادر ذاتها أن مرتكب الاعتداء معروف لدى الشرطة البلجيكية، بنشاطه الإجرامي بعد أن تورط في ارتكاب الكثير من السرقات. وأوضحت ذات المصادر أن الحادثة وقعت في حديقة بونفي في حي مولنبيك، بعد أن أبلغت سيدة بلجيكية رجال الشرطة بوجود شخص يحمل سكينا في الحديقة، وفور وصول شرطيين قام بمهاجمتهما حيث وجه سبع طعنات في بطن أحدهما دون أن يصاب بأي جروح بفضل السترة الواقية من الرصاص التي كان يرتديها.
من جهة أخرى ثبتت محكمة الاستئناف في مدينة أنفرس (شمال البلاد)، الحكم الصادر بحق المدعو خالد.ب بسبب تورطه بأعمال مناصرة لما يعرف بتنظيم (داعش). وكانت محكمة البداية قد أصدرت عليه حكمًا في سبتمبر أيلول الماضي بالسجن لمدة خمس سنوات وغرامة مالية بقيمة 6 آلاف يورو، على خلفية تهم موجهة له تتعلق بممارسة أنشطة بطابع إرهابي.
ويبلغ خالد من العمر 24 عامًا وهو من منطقة ديرن، التابعة لأنفرس، فهو أول شخص تتم محاكمته في بلجيكا، بسبب نيته التوجه لليبيا للقتال إلى جانب تنظيم داعش. وأوضحت وكالة الأنباء الرسمية البلجيكية (بلغا) التي أوردت الخبر، أن خالد ترك مطار فرانكفورت في سبتمبر أيلول عام 2015، متوجهًا إلى العاصمة السودانية الخرطوم.
وقد تم القبض عليه في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه في السودان بتهمة التورط في أعمال إرهابية، حيث كان ينوي التوجه إلى ليبيا للقتال إلى جانب مسلحي «داعش».
وتفيد الوكالة بأن التحقيقات كشفت أنه تدرب في السودان على الأعمال القتالية بصحبة الكثير من مناصري التنظيم المتشدد، و«لم تقتنع المحكمة بروايته القائلة إنه ذهب إلى الخرطوم ليعمق معرفته بالدين الإسلامي»، حسب قولها.
وأظهرت التحقيقات، حسب (بلغا)، أن المحققين وجدوا آثارا لمواد متفجرة على ملابسه وفي حقيبته أثناء عملية إلقاء القبض عليه. وتم إعادته من قبل السلطات السودانية إلى بلجيكا في مارس (آذار) 2016 ليخضع للمحاكمة. وتفيد المعلومات المتوفرة أن أشقاء هذا الشخص كانوا أعضاء في «خلية متشددة» في شمالي البلاد، ما أدى لوقوعه تحت تأثيرهم وتبنيه لنظرة دينية متطرفة.
يذكر أنه قبل أيام قليلة، قال مكتب التحقيقات الفيدرالي البلجيكي في بروكسل إن الشرطة اعتقلت أربعة أشخاص، للاشتباه في تورطهم بخرق القوانين التي تتعلق بتجارة السلاح، والاتجار بمعدات عسكرية إلى ليبيا، إلى جانب التزوير.
وقرر قاضي التحقيقات تمديد اعتقال أحدهم بتهمة التورط في نشاط جماعة إجرامية وانتهاك حظر مفروض على تجارة السلاح، وتزوير مستندات، بينما جرى إطلاق سراح الثلاثة الآخرين عقب استجوابهم، ولم يتم العثور على أي ترخيص لدى أي منهم بتجارة السلاح استيرادا أو تصديرا. وعقب عمليات مداهمة شملت عدة منازل في بروكسل اصطحب رجال لشرطة أجهزة حاسوب سيتم تفريغ وتحليل محتواها.



موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

يشكّل تحديث العقيدة النووية لروسيا الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً، تحذيراً للغرب، وفتحاً ﻟ«نافذة استراتيجية» قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«إن تحديث العقيدة النووية الروسية يستبعد احتمال تعرّض الجيش الروسي للهزيمة في ساحة المعركة»، بيان صادر عن رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريتشكين، لا يمكن أن يكون بياناً عادياً، حسب «لوفيغارو». فمن الواضح، حسب هذا التصريح الموجه إلى الغربيين، أنه من غير المجدي محاولة هزيمة الجيش الروسي على الأرض، لأن الخيار النووي واقعي. هذه هي الرسالة الرئيسة التي بعث بها فلاديمير بوتين، الثلاثاء، عندما وقّع مرسوم تحديث العقيدة النووية الروسية المعتمد في عام 2020.

ويدرك الاستراتيجيون الجيوسياسيون الحقيقة الآتية جيداً: الردع هو مسألة غموض (فيما يتعلّق باندلاع حريق نووي) ومسألة تواصل. «وفي موسكو، يمكننا أن نرى بوضوح الذعر العالمي الذي يحدث في كل مرة يتم فيها نطق كلمة نووي. ولا يتردد فلاديمير بوتين في ذكر ذلك بانتظام، وفي كل مرة بالنتيجة المتوقعة»، حسب الصحيفة. ومرة أخرى يوم الثلاثاء، وبعد توقيع المرسوم الرئاسي، انتشرت موجة الصدمة من قمة مجموعة العشرين في كييف إلى بكين؛ حيث حثّت الحكومة الصينية التي كانت دائماً شديدة الحساسية تجاه مبادرات جيرانها في ما يتصل بالمسائل النووية، على «الهدوء» وضبط النفس. فالتأثير الخارق الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه لا يرتبط بالجوهر، إذ إن العقيدة النووية الروسية الجديدة ليست ثورية مقارنة بالمبدأ السابق، بقدر ارتباطها بالتوقيت الذي اختارته موسكو لهذا الإعلان.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية في الأول من مارس 2024 اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات تابع لقوات الردع النووي في البلاد (أ.ف.ب)

العقيدة النووية الروسية

في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي حين شنّت قوات كييف في أغسطس (آب) توغلاً غير مسبوق في منطقة كورسك في الأراضي الروسية، رد فلاديمير بوتين بتحديد أنه يمكن استخدام الأسلحة النووية ضد دولة غير نووية تتلقى دعماً من دولة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة. لكن في نسخة 2020 من الميثاق النووي الروسي، احتفظت موسكو بإمكانية استخدام الأسلحة الذرية أولاً، لا سيما في حالة «العدوان الذي تم تنفيذه ضد روسيا بأسلحة تقليدية ذات طبيعة تهدّد وجود الدولة ذاته».

وجاء التعديل الثاني في العقيدة النووية الروسية، الثلاثاء الماضي، عندما سمحت واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى: رئيس الكرملين يضع ختمه على العقيدة النووية الجديدة التي تنص على أن روسيا ستكون الآن قادرة على استخدام الأسلحة النووية «إذا تلقت معلومات موثوقة عن بدء هجوم جوي واسع النطاق عبر الحدود، عن طريق الطيران الاستراتيجي والتكتيكي وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». وحسب المتخصصة في قضايا الردع في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، هيلواز فايت، فإن هذا يعني توسيع شروط استخدام السلاح النووي الروسي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 28 يونيو 2019 (رويترز)

انتظار عودة ترمب

لفترة طويلة، لاحظ صقور الاستراتيجية الجيوستراتيجية الروسية أن الردع الروسي تلاشى. وبالنسبة إليهم، فقد حان الوقت لموسكو لإعادة تأكيد خطوطها الحمراء من خلال «إعادة ترسيخ الخوف» من الأسلحة النووية، على حد تعبير سيرغي كاراجانوف، الخبير الذي يحظى باهتمام فلاديمير بوتين. ةمن هذا المنظار أيضاً، يرى هؤلاء المختصون اندلاع الحرب في أوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) 2022، متحدثين عن «عدوان» من الغرب لم تكن الترسانة النووية الروسية قادرة على ردعه. بالنسبة إلى هؤلاء المتعصبين النوويين، ينبغي عدم حظر التصعيد، بل على العكس تماماً. ومن الناحية الرسمية، فإن العقيدة الروسية ليست واضحة في هذا الصدد. لا تزال نسخة 2020 من العقيدة النووية الروسية تستحضر «تصعيداً لخفض التصعيد» غامضاً، بما في ذلك استخدام الوسائل غير النووية.

وحسب قناة «رايبار» المقربة من الجيش الروسي على «تلغرام»، فإنه كان من الضروري إجراء تحديث لهذه العقيدة؛ لأن «التحذيرات الروسية الأخيرة لم تُؤخذ على محمل الجد».

ومن خلال محاولته إعادة ترسيخ الغموض في الردع، فإن فلاديمير بوتين سيسعى بالتالي إلى تثبيط الجهود الغربية لدعم أوكرانيا. وفي ظل حملة عسكرية مكلفة للغاية على الأرض، يرغب رئيس «الكرملين» في الاستفادة من الفترة الاستراتيجية الفاصلة بين نهاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ووصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، الذي يتوقع منه بوتين مبادرات سلام محتملة لإنهاء الحرب.

يسعى بوتين، وفق الباحثة في مؤسسة «كارنيغي»، تاتيانا ستانوفايا، لوضع الغرب أمام خيارين جذريين: «إذا كنت تريد حرباً نووية، فستحصل عليها»، أو «دعونا ننهي هذه الحرب بشروط روسيا».