تحركات لاستحداث ميثاق شرف قبلي يكافح الإرهاب

أسر في عدن ولحج تبلغ الأمن عن «مشاريع انتحاريين»

يمنيون أمام مستشفى نقل إليه جنود أصيبوا بتفجير قرب معسكر الصولبان شرق عدن يوم 18 ديسمبر الحالي (رويترز)
يمنيون أمام مستشفى نقل إليه جنود أصيبوا بتفجير قرب معسكر الصولبان شرق عدن يوم 18 ديسمبر الحالي (رويترز)
TT

تحركات لاستحداث ميثاق شرف قبلي يكافح الإرهاب

يمنيون أمام مستشفى نقل إليه جنود أصيبوا بتفجير قرب معسكر الصولبان شرق عدن يوم 18 ديسمبر الحالي (رويترز)
يمنيون أمام مستشفى نقل إليه جنود أصيبوا بتفجير قرب معسكر الصولبان شرق عدن يوم 18 ديسمبر الحالي (رويترز)

بعد أن تزايدت في الآونة الأخيرة العمليات الانتحارية في عدن وعدد من المحافظات اليمنية المحررة، بدأ عدد من قبائل ردفان بمحافظة لحج جنوب البلاد تحركاتها في أوساط المجتمع والقبائل من أجل توحيد الجهود في مساندة القوات الأمنية لتعقب الجيوب والعناصر الإرهابية، وإبرام اتفاقيات قبلية لرفض ومناهضة تواجد أي عناصر إرهابية في مناطقها والتبرؤ من أي أشخاص لهم صلة بالتنظيمات الإرهابية والتصدي لها.
وأكد عدد من مشايخ وأعيان وأبناء قرى ومناطق العلوي بمديرية ملاح ردفان التابعة للحج (التي ينتمي إليها الانتحاري الأخير الذي فجر نفسه في مجندين بمعسكر الصولبان في عدن)، في بيان (حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه) أن الجميع يدرك أن «أبناء قبائل العلوي بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية يرفضون ويدينون الإرهاب بأشد العبارات ويقفون مع أي جهود رسمية أو شعبية لاستئصال شأفته ومحاربة أوكاره وعناصره أينما وجدوا».
ودعا الشيخ توفيق صالح بن صائل العلوي شيخ مشايخ قبائل العلوي في ردفان «قبائل الجنوب عامة وردفان ولحج خاصة، إلى إبرام ميثاق شرف لمواجهة الإرهاب بمختلف صوره المتعددة وأشكاله»، مشيرًا إلى أن الإرهاب «سيف مسلط على ضعفاء النفوس الذين باعوا أنفسهم للشيطان وجعلوا الدين جسر عبور لغايات في أنفسهم ولأغراض سياسية دنيئة ولا يحق لذوي البصيرة أن ينسب الإرهاب إلى منطقة معينة بحد ذاتها».
وبعد أن أعلنت بعض التنظيمات الإرهابية أن منفذي العمليات الانتحارية ينتمون لمناطق معينة، بدأ عدد من أولياء أمور الشباب الذين يختفون أو ينضمون للجماعات المتشددة، في إبلاغ الأجهزة الأمنية والتبرؤ من أبنائهم والتحذير من أنهم قد ينفذون عمليات انتحارية. وأعلن المواطن محمد محمود سالم عوض الردفاني، أمس، عن اختفاء نجله حسن منذ فترة ويشتبه في انضمامه إلى الجماعات الإرهابية معلنا عن تبرئه من ابنه وإخلاء كامل المسؤولية عنه.
وجاء في بيان المواطن الردفاني، أن نجله اختفى «منذ فترة مع جماعة من زملائه من قرية القشعة ويشتبه في انضمامهم إلى تنظيم إرهابي (داعش) وأنا لم أعرف أو أعلم بذلك إلا بعد فترة من خلال اتصاله بي وأخبرني بأنه يجاهد في سبيل الله وحينها عرفت بأن ابني وقع في المحظور وحاولت إقناعه بالعودة إلينا وإلى جادة الصواب والحق ولكنه لم يعِ ذلك»، مضيفا: «إني أتبرأ منه براءة ذمة أمام الله والمسلمين وأعلن بأني بريء من أي عمل يقوم به».
وكان نائب وزير الداخلية اليمني، اللواء علي ناصر لخشع صرح لـ«الشرق الأوسط» بأن انتحاري معسكر الصولبان، سبق وأبلغت عائلته عن اختفائه، في وقت تستمر أجهزة الأمن في حض المواطنين على الإبلاغ عن حالات اختفاء أبنائهم.
وكانت اجتماعات مماثلة عقدت خلال الأسابيع الماضية لعدد من القبائل بعدد من المحافظات الجنوبية لحج، شبوة، أبين وحضرموت، أكدت مساندتها للحملات العسكرية في تطهير المدن المحررة من عناصر التنظيمات الإرهابية، وتوقيعها مواثيق شرف للوقوف ضد أي عناصر الإرهاب تحاول التواجد في مناطقها والتصدي للأفكار المتطرفة والإرهاب بشكل صوره وأشكاله المتعددة.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.