في تحول مهم... الجيش الأميركي يوسع مشاركته في عملية الموصل

كشف قائد عسكري أميركي كبير عن تغير مهم في مشاركة قوات بلاده في الحملة الحالية منذ أكثر من شهرين لتحرير الموصل. وأضاف الكولونيل بريت جي. سيلفيا أن القوات الأميركية تقوم بعملية اندماج مكثف مع القوات العراقية في تحرك قد يسرع وتيرة الحملة التي انطلقت في 17 أكتوبر (تشرين الأول) وتباطأت بعد تقدم سريع في البداية.
وانتشر أكثر من 5 آلاف جندي أميركي في العراق في إطار تحالف دولي يقدم المشورة للقوات المحلية في محاولة استعادة السيطرة على ثلث البلاد الذي سيطر عليه المتشددون في 2014. وكان مستشارو التحالف يتركزون في البداية في المقرات رفيعة المستوى في بغداد، لكنهم انتشروا على مدى العامين الماضيين إلى عدة مواقع للبقاء بالقرب من القوات المتقدمة.
والآن ومع توغل القوات العراقية، التي تسيطر على نحو ربع الموصل آخر معقل كبير لتنظيم داعش في العراق في المدينة الشمالية، وفي ظل هجمات مضادة شرسة أدت إلى تباطؤ التقدم، فإن القوات الأميركية تعزز مشاركتها.
وقال سيلفيا: «نقوم بتعزيز اندماجنا معهم.. نوسع ذلك ليشمل مزيدًا من التشكيلات العراقية المتقدمة.. بعض التشكيلات التي لم نتشارك معها في الماضي نشترك معها الآن».
وخلال مقابلة نادرة في القسم الأميركي من قاعدة للجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية في مخمور على بعد 75 كيلومترًا جنوب شرقي الموصل لم يجب قائد الكتيبة المقاتلة على سؤال بشأن إن كان جنوده يعملون بالفعل داخل الموصل أم لا. لكن سيلفيا الذي يقود قوة من 1700 جندي قال إن مستوى الاندماج يشبه فرق عمليات خاصة صغيرة تندمج مع قوات محلية أكبر حجمًا للمساعدة في تعزيز قدراتها. وأضاف: «لطالما كانت لدينا فرص للعمل جنبًا إلى جنب، لكن لم نندمج قط لهذه الدرجة.. كانت هذه دومًا مهمة متخصصة أصغر. حسنًا لقد أصبحت مهمتنا الآن وهي مهمة كبيرة، ونحن جزء من تشكيلاتهم».
ووصف سيلفيا التغيرات بأنها «تطور طبيعي» للمهمة الأميركية الأصغر بكثير، مقارنة مع الاحتلال الأميركي الذي استمر 9 أعوام، وأعقب الغزو الذي أطاح بصدام حسين عندما تم نشر ما يصل إلى 170 ألف جندي.
ونفذ التحالف الذي يضم دولاً أوروبية وعربية آلاف الضربات الجوية ضد أهداف لـ«داعش» في العراق وسوريا ودرب عشرات الآلاف من الجنود العراقيين منذ 2014. وبشكل منفصل، نفذت قوات خاصة أميركية عمليات ضد زعماء كبار للتنظيم.
وكان جنرال أميركي كبير أبلغ «رويترز» الأسبوع الماضي أن القوات العراقية في الموصل دخلت وقفة تعبوية تم التخطيط لها مسبقًا في أول توقف كبير للحملة. لكن سيلفيا عبر عن اعتقاده بأن العملية تقترب من «نقطة تحول» في الجانب الأيسر من المدينة، وقال: «عندما يبدو هذا الزخم وكأنه لا رجعة فيه، فأعتقد أننا سنشهد سيطرة وتطهيرًا بشكل أسرع في الجانب الشرقي.. نحن لم نصل إلى هذه النقطة بعد».
إلى ذلك، بدأت القوات العراقية أمس قصفًا مدفعيًا للسيطرة على أحياء جديدة في الساحل الأيسر من الموصل. وقال العميد عادل ثامر من قوات مكافحة الإرهاب لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن «قوات مكافحة الإرهاب بدأت بقصف مناطق العربي والمثنى والدركزلية والجزائر والفيصلية والمهندسين والأندلس والشرطة ضمن المحورين الشرقي والشمالي في الساحل الأيسر». وأضاف أن القصف دمر العشرات من مواقع «داعش» وقتل عددًا من قياداته داخل أوكارهم. وتوقع الضابط انتهاء السيطرة على هذه المناطق والإعلان رسميًا عن تحرير الساحل الأيسر بالكامل مع دخول عام 2017 بعد وصول قطعات جديدة إلى الفرقة التاسعة، ومشاركة قوات الرد السريع في عمليات الساحل الأيسر. وأوضح أن هناك هجمات شرسة من قبل تنظيم داعش على مناطق متفرقة محررة في الجانب الأيسر تقوم بصدها القوات العراقية على مدار اليوم في عموم أحياء المدينة، في محاولة للتنظيم من استعادة المناطق المحررة.
من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، إن «هدفنا الأكبر هو تحرير الإنسان وسنحقق النصر النهائي قريبًا على (داعش) في الموصل». وأضاف العبادي، في كلمة خلال مؤتمر الشباب العراقي، أن «أكبر ضربة تلقتها عصابات (داعش) الإرهابية، تمثلت بتوحدنا لأنها تراهن على تمزيق الأوطان بالتفرقة بين المكونات، وعلى الدول التي تشعر بالأمان، الحذر من الخطر المحدق بها بسبب هذه العصابات».
وأضاف: «إننا حاليًا في الموصل نقاتل الإرهاب وهدفنا الأكبر تحرير الإنسان، حيث حررنا ثلثي المحافظة وسنحقق النصر النهائي قريبًا». وذكر: «في الوقت الذي نحرر فيه الوطن من هذه العصابات، نقوم في الوقت نفسه بإعادة الاستقرار وإزالة الألغام والعبوات وإعادة الحياة للمناطق المحررة لكي يعود أبناء الوطن».