محامي صحافي مات في السجن يتهم الحكومة الجزائرية باغتياله

محامي صحافي مات في السجن يتهم الحكومة الجزائرية باغتياله
TT

محامي صحافي مات في السجن يتهم الحكومة الجزائرية باغتياله

محامي صحافي مات في السجن يتهم الحكومة الجزائرية باغتياله

أعلن محامي صحافي جزائري فارق الحياة في السجن يوم 11 من الشهر الجاري، في ظروف غامضة، رفض تسلم تقرير الطبيب الشرعي المتعلق بتشريح جثته، وطالب بـ«تحقيق مستقل عن الحكومة في القضية».
وعرف الصحافي المتوفى بحدة كتاباته ضد كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، ولهذا السبب أدانه القضاء بعامين سجنا نافذا.
ونشر بشير مشري، الشهير بـ«محامي الجبهة الإسلامية للإنقاذ»، أمس بيانا تناول قضية الصحافي محمد تامالت الذي توفي «متأثرا بجلطة على إثر إضرابه عن الطعام»، حسب وزارة العدل، ذكر فيه أن «صحافيين ومواطنين عاديين، سبقوا تامالت إلى التلفظ وكتابة أشياء تضمنت إهانة لرئيس الجمهورية، وصدر عنهما نقدا لاذعا أشد مما قاله تامالت رحمه الله، ولكن رئيس الجمهورية ترفع عن متابعتهم قضائيا تجسيدا للمقولة المشهورة: العفو عند المقدرة فضيلة».
وتعرض تامالت، الذي يحمل الجنسية البريطانية أيضا، للاعتقال في العاصمة يوم 27 يونيو (حزيران) الماضي، بعد 4 أيام من عودته من لندن. ووجهت له النيابة تهما كثيرة، تتعلق بالإساءة إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، ورئيس أركان الجيش ووزراء ومسؤولين مدنيين وعسكريين آخرين. وتمت إدانته بالسجن يوم 7 يوليو (تموز)، وقد احتج بشدة على ذلك، وقال لهيئة المحكمة إن القصيدة الشعرية التي نشرها بصحيفة إلكترونية، وكانت سببا في متابعته، «تتضمن هجاء ضد الرئيس بوتفليقة وليس سبا ولا تجريحا»، واشتكى للقاضي من ضرب تعرض له في السجن.
وقال مشري إن المادة 144 مكرر من قانون العقوبات، التي استندت إليها النيابة في توجيه التهمة للصحافي: «تتحدث عن غرامة مالية فقط دون الحبس، وتبعا لذلك كان يتعين الإفراج عن المتهم فورا دون مرافعة لأنه كان محبوسا تعسفيا، ولكن المحكمة لم تستجب لطلب الإفراج». وأضاف المحامي موضحا: «أدخل تامالت إلى محكمة الاستئناف على كرسي متحرك منهكا، لا يستطيع الوقوف ولا يتكلم إلا بصعوبة. وفي هذه الجلسة قال للقاضي أمام الملا إنه تعرض للاعتداء بالضرب والسـب والخنق من طرف حراس السجن، وذكر أسماء بعضهم. وقد سمع ممثل النيابة ذلك وعلم به، ولكن لم يأمر بالتحقيق في القضية، وتم تثبيت حكم المحكمة الابتدائية وهو عامان سجنا».
وذكر المحامي أنه زار تامالت في السجن يوم 17 أغسطس (آب): «فوجدته عبارة عن كتلة من اللحم ملفوفة في قماش، فاقدا للوعي لم يعرفني إلا بعد جهد جهيد، واشتكى لي من سوء معاملته في السجن وهو أمر مخالف للقانون». وتابع قائلا: «ناشدت السلطات العمومية بصفة عامة والقضائية بصفة خاصة فعل شيء في القضية قبل فوات الأوان، أي قبل حدوث ما لا تحمد عقباه. وكنت قد حذرت من موت صحافي في السجن، مما سيسيء لسمعة الدولة الجزائرية بغض النظر عن الجرم الذي ارتكبه. غير أن السلطات صمت آذانها». وبحسب المحامي فقد «تعرض تامالت لعملية اغتيال عمدي منظمة، تكفلت بتنفيذها إدارة السجون للتخلص من لسانه وقلمه».
في نفس الموضوع، دعت منظمة «محققون بلا حدود» في تقرير إلى «فتح تحقيق مستقل في ملابسات وفاة الصحافي الجزائري محمد تامالت، ومعاقبة المسؤولين في أقرب وقت ممكن، والتوقف عن استخدام القانون الجنائي والاعتقال التعسفي، والإجراءات الإدارية التعسفية لحظر وتجريم حرية الإعلام والصحافة المستقلة، والكف عن أي شكل من أشكال القيود المفروضة على الحق في المعلومات».
وقدّمت المنظمة أول من أمس توصيات في مؤتمر صحافي في باريس، نادت فيه بالإطلاق الفوري لصحافي آخر مسجون بسبب الإساءة إلى مسؤولين في الدولة، يدعى حسن بوراس. وقالت في تقريرها الذي حمل عنوان «الجزائر: اليد الخفية للسلطة في وسائل الإعلام»، إن وفاة تامالت وهو قيد الاحتجاز «جاءت لتزيد المشهد قتامة، علمًا بأنها المرة الأولى التي يفارق فيها سجين الحياة بعد حبسه بسبب التعبير عن آرائه».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.