الميليشيات تصعد عسكريًا في تعز إثر خسائر جبهة نهم

القوات المسلحة اليمنية: جيشنا على بعد 70 كيلومترًا من مركز صعدة

نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر لدى زيارته للمنطقة العسكرية الرابعة بجبهة نهم التابعة لمحافظة صنعاء أمس (سبأ)
نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر لدى زيارته للمنطقة العسكرية الرابعة بجبهة نهم التابعة لمحافظة صنعاء أمس (سبأ)
TT

الميليشيات تصعد عسكريًا في تعز إثر خسائر جبهة نهم

نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر لدى زيارته للمنطقة العسكرية الرابعة بجبهة نهم التابعة لمحافظة صنعاء أمس (سبأ)
نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر لدى زيارته للمنطقة العسكرية الرابعة بجبهة نهم التابعة لمحافظة صنعاء أمس (سبأ)

صعدت ميلشيات الحوثي وصالح من معاركها في المحافظات اليمنية التي لا تزال تشهد مواجهات عنيفة مع قوات الجيش اليمني، المسنودة من قوات التحالف العربي، والتي حققت بدورها جملة انتصارات وتقدمت في جبهات مختلفة.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد الركن عبده مجلي إن وحدات القوات المسلحة تمكنت - بإسناد طيران التحالف العربي - من تحرير عدة مواقع في جبهة نهم شرق صنعاء صباح أمس، وأهمها تبتا الحمراء والمدفون والتباب المجاورة لسلسلة جبال القتب الاستراتيجية.
وأشار مجلي إلى أن المعارك على أشدها والساعات القادمة ستشهد تطورًا كبيرا «لا سيما أن نقيل ابن غيلان بات في مرمى نيران القوات المسلحة».
وذكر ناطق الجيش وفقا للمركز الإعلامي للقوات المسلحة أن القوات تواصل تقدمها في محافظة صعدة بعد أن تمت السيطرة على جبل السنترال خلال الأيام الماضية الذي يطل على مركز قيادة اللواء 101 مشاة، وهي الآن على بعد 70 كيلومترا من مركز المحافظة المعقل الرئيسي للميليشيات.
وردا على الخسائر التي منيت بها في الجوف ونهم وصعدة، صبت ميليشيات الحوثي وصالح جام غضبها وبشكل أعنف على أهالي تعز المدنيين بقصفها المستمر على منازلهم وقراهم.
ففي جبهة تعز المشتعلة، لم يعد لدى ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية أي أهداف جديدة، حيث أصبحت لديها أهداف ثابتة، وهي ذاتها في معاركها في المدينة والريف.
وأفاد مجلي بأن وحدات القوات المسلحة تحرز انتصارات كبيرة في الجبهة الشرقية وتقف على أسوار معسكر التشريفات، مكبدة ميليشيات الحوثي والمخلوع الانقلابية خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
وبعد تجدد المواجهات العنيفة خلال الـ24 ساعة الماضية، حققت قوات الجيش اليمني في تعز تقدما في جبهات المدينة، وسيطرت على تبة الذئاب (غرب المحافظة)، على إثر هجوم شنه الجيش على الميليشيات في تلك التبة.
وقالت مصادر الجيش إن الميليشيات تكرر محاولاتها المستميتة بالتسلل إلى مواقع الجيش في محيط معسكر الدفاع الجوي، (شمال غربي تعز) ووادي الزنوج (شمال المدينة)، ومواقع أخرى في جبهات الصلو وحيفان الريفية (جنوبا).
وبحسب العقيد الركن منصور الحساني، المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري في تعز، فإن «مواجهات التشريفات والكندي أسفرت خلال الـ24 ساعة الماضية بتحقيق الجيش اليمني تقدما، وذلك بعد قيام ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بشن قصف ناري كثيف من جميع أنواع الأسلحة على مواقع الجيش اليمن في جوار معسكر التشريفات وعلى الأحياء المجاورة له التي شهدت مواجهات عنيفة وحصل اشتباك مباشر في التشريفات والكندي بين الجيش والميليشيات الانقلابية».
وبينما تواصل الميليشيات الدفع بتعزيزات عسكرية إلى جبهة القتال في الأحكوم بمديرية حيفان (جنوب المدينة) أكدت مصادر ميدانية، بحسب ما نقل عنها إعلام اللواء 35 مدرع، «استهداف مدفعية اللواء طقم إمداد للميليشيات الانقلابية في منطقة الشاحن بالأحكوم، مما أدى لدمار الطقم ومقتل سائقه».
ويأتي ذلك بعد ساعات من مواجهات عنيفة شهدتها جبهة الأحكوم تخلله قصف مدفعي متبادل بين قوات اللواء35 مدرع والميليشيات الانقلابية المتمركزة في تبة الدبعي والكعاوش بالأحكوم.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».