تفادي الحساسية الغذائية ومكافحة السمنة المفرطة... أهم واجبات الأسرة

توصيات «المؤتمر الدولي لطب الأسرة والصحة العامة»

تفادي الحساسية الغذائية ومكافحة السمنة المفرطة... أهم واجبات الأسرة
TT

تفادي الحساسية الغذائية ومكافحة السمنة المفرطة... أهم واجبات الأسرة

تفادي الحساسية الغذائية ومكافحة السمنة المفرطة... أهم واجبات الأسرة

اختتمت يوم أمس الخميس أعمال المؤتمر الدولي لطب الأسرة والصحة العامة الذي استمر مدة ثلاثة أيام برعاية الأميرة سميرة بنت عبد الله الفيصل الفرحان آل سعود رئيس مجلس إدارة جمعية أسر التوحد الخيرية، وبتنظيم من مؤسسة أفواج الخير لإعداد وتنظيم المؤتمرات والمعارض.
كما صرح رئيس المؤتمر الدكتور خالد بن علي المدني أنه جرى التركيز على مناقشة المستجدات العلمية في مجال طب الأسرة والمجتمع والصحة العامة والمشكلات الصحية المرتبطة بالغذاء والتغذية بشكل خاص وحقوق المرضى، إضافة إلى الممارسات الطبية المبنية على التجارب العملية والبراهين - الرعاية الصحية والغذائية والاجتماعية والنفسية والتأهيلية لذوي الاحتياجات الخاصة - برامج الأنشطة المعززة للصحة - دور التكنولوجيا الحديثة في إدارة المعرفة والتعليم الإلكتروني - برامج رعاية الأمومة والطفولة - صحة البيئة - النشاط البدني والحركي.
وفيما يلي مقتطفات لبعض ما نوقش في المؤتمر:

الحساسية الغذائية
«حساسية الغذاء» عبارة تستخدم منذ القدم، وتشير إلى مجموعة من الأعراض التي تصيب أجهزة متنوعة في الجسم. وقد تحدث في إحدى الجلسات العلمية للمؤتمر الدكتور خالد علي المدني استشاري التغذية العلاجية نائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية واستعرض عددًا من المعلومات العلمية المستندة على المراجع الغذائية والصحية الحديثة التي تشمل أهم الأسباب، والأعراض، وطرق التشخيص، وكذلك طرق التغذية العلاجية والوقاية من الحساسية الغذائية وعدم التحمل للأطعمة.
وأوضح في البداية أن كلمة حساسية تعني حدوث تغير أو استثارة مناعية غير طبيعية لبعض الأنسجة والخلايا نتيجة تعرضها لمواد غريبة. وتحدث الحساسية نتيجة لتفاعل مناعي غير عادي يحدث أعراضًا مرضية قد تمثل خطورة على صحة وحياة الشخص. وأشار إلى أن نحو 8 في المائة من الأطفال حتى عمر 3 سنوات يعانون من الحساسية لبعض الأطعمة. أما بالنسبة للبالغين فتقل النسبة من 1.5 في المائة إلى 2 في المائة، وقد يرجع ذلك إلى عدم نضوج القناة الهضمية والجهاز المناعي لدى صغار الأطفال. وعلى الرغم من إمكانية حدوث الحساسية الغذائية من تناول أي طعام، فإن هناك ثماني أطعمة تحدث ما يمثل أكثر من 90 في المائة من حالات الحساسية الغذائية، وهي على سبيل المثال حليب البقر، والبيض، والفول السوداني، وفول الصويا، والبقوليات (المكسرات)، والأسماك، والمحاريات البحرية، والقمح.
ويعتقد كثير من أفراد الجمهور والمختصين أن مرض الحساسية الغذائية لا شفاء منه ولا علاج له، والحقيقة أن العلاج الأمثل لمنع حدوث حساسية الطعام يتمثل في الامتناع عن تناول الأطعمة المحدثة للحساسية، وقد تكمن صعوبة منع الطفل المريض من تناول طعام معين على نوعية هذا الطعام، ودرجة توفره أو وجوده كأحد المكونات في الأطعمة المختلفة، ودرجة اعتماد الطفل في غذائه عليه ووجود بدائل من الأطعمة لتعويض النقص نتيجة الامتناع عن تناوله، ويكون هنا دور كبير ورئيسي لكل من طبيب الأطفال وأخصائي التغذية.

السمنة المفرطة
وتحدثت في المؤتمر الدكتورة هبة عثمان خيري من المركز الوطني للسكري التابع للجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع بالرياض حول اتباع نظام غذائي يشمل حمية منخفضة الكربوهيدرات والسعرات الحرارية وحمية منخفضة الدهون في علاج السمنة المفرطة. وتعتبر السمنة المفرطة، من أكثر المشكلات التي تواجه المجتمعات خطورة، وبخاصة المجتمعات الخليجية، ويجمع الباحثون على أنها من أهم أسباب الموت المفاجئ. وترجع أسباب هذه المشكلة إلى جانب العامل الوراثي للتغيرات الجذرية التي طرأت على نمط الحياة والتي اتسمت بالخمول والكسل وقلة الحركة التي صاحبت أكثر من 65 في المائة من ضحايا السمنة.
ويعتمد علاج السمنة على عاملين رئيسيين هما:
* الرجيم الغذائي ذو السعرات الحرارية المقننة والمحدودة في كمية السكريات والنشويات والدهون.
* ممارسة الرياضة والبعد عن الكسل، والخمول، وتجنب ركوب السيارات.
وبالنسبة للرجيم الغذائي، أشارت الدكتورة هبة خيري في دراستها إلى أن للنظام الغذائي المعتمد على الحمية المنخفضة للكربوهيدرات والسعرات الحرارية والحمية المنخفضة للدهون فوائد صحية كبيرة وأثرًا علاجيًا إيجابيًا على صحة المريض. كما أن معظم الدراسات الأخرى أوضحت أن المتطوعين الأصحاء بعد اتباعهم نظامًا غذائيًا منخفض الكربوهيدرات تمكنوا من فقدان الوزن دون آثار ضارة، إضافة لاستفادتهم من خفض نسبة عوامل الخطر لتصلب الشرايين.
كما تحدثت في المؤتمر الدكتورة مها صالح العساف، أخصائية تغذية علاجية، مديرة إدارة التغذية الوقائية والعلاجية بوزارة الصحة السعودية، وأكدت أن السمنة تسهم في كثير من المشكلات الصحية كأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري. وتعتبر جراحات السمنة الطريقة التي يتعامل الجسم بها مع المواد الغذائية، وهي تعرف أيضًا باسم جراحات علاج البدانة والتي تشجع على فقدان الوزن من خلال خفض كمية المواد الغذائية. واستعرضت خلال محاضرتها برنامج ما قبل وما بعد العمليات الجراحية مؤكدة على ضرورة تغيير عادات الأكل من حيث نوع وكمية المواد الغذائية سواء كان المريض طفلاً أو مراهقًا. واستعرضت أيضًا أهم المشكلات الغذائية والمضاعفات وكيفية تجنبها والتخفيف منها.

استقلالية المريض
تحدثت الدكتورة نهى أحمد دشاش استشارية طب العائلة، رئيسة وحدة أبحاث طب الأسرة، عضوة هيئة التدريس في البرنامج المشترك للدراسات العليا لطب الأسرة والمجتمع بجدة، منسقة برنامج تعزيز الصحة بصحة جدة، رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للرعاية الصحية المبنية على البراهين، مشيرة إلى قيام الأطباء عبر الأزمنة بممارسة الأسلوب الأبوي في التعامل مع مرضاهم وأن هذا الأسلوب يعني أن الطبيب يتسلط برأيه في القرارات الطبية الخاصة بالمريض دون الأخذ في الاعتبار برأي المريض وما يراه هو أو ما يفضله.
ولماذا يقوم الأطباء بذلك؟ أجابت د. دشاش بأن الواقع يشير إلى أن أطباء الأسرة، والأطباء عمومًا يعاملون المريض كمعاملة الأب لابنه انطلاقًا من حرصهم على مصلحته ولضمان استفادته من أفضل الخيارات الطبية وكذلك لمنع أي ضرر محتمل متبعين قاعدة «لا ضرر ولا ضرار» كتبرير لهم.
وماذا نعني باستقلالية المريض؟ تعتبر استقلالية المريض حقًا من حقوقه المشروعة، وهذا يعني أنه هو صاحب القرار في كل الإجراءات الطبية المتخذة في حقه وأن واجب الطبيب أن يشرح له كل الخيارات الطبية التشخيصية والعلاجية ومزايا ومخاطر كل منها ومن ثم يحترم رأي المريض، إذ إنه هو المعني الأساسي وصاحب القرار. ولا يجوز معاملته في أخذ القرار الطبي كالطفل.
إلا أنه وعلى الرغم من تأكيد مبدأ القرار المشترك بين الطبيب والمريض في كل المدارس الطبية الحديثة ومناهج التدريب الحالية كافة فإنه لا يزال هناك مكان للأبوية القديمة في الممارسة الطبية، لا سيما في العالم العربي. وقد ثبت بالدراسات العلمية أن احترام استقلالية المريض واتخاذ قرارات مشتركة واعية معه تؤدي إلى مخرجات طبية أفضل وتقلل كذلك تكلفة العلاج.
وأخيرا خرجت د. دشاش بتوصية تفيد أن على الأطباء، الذين ما زالوا يعتقدون أن المريض يجب أن يعتمد على حكمة الطبيب «الأب» الذي هو معصوم عن الأخطاء بطريقة أو بأخرى، عليهم مراجعة أنفسهم والبدء في إشراك المريض في كل القرارات الصحية المتعلقة به.

وباء فيروس «كورونا»
تحدثت في المؤتمر الدكتورة إلهام طلعت قطان الأستاذة في علم الفيروسات الطبية الجزيئية مساعدة عميد الدراسات الجامعية، المشرفة العامة على «مركز السدرة» - مركز للبحوث والدراسات الاستشارية الإحصائية جامعة طيبة بالمدينة بالمنورة - عن الزوبعة الوبائية لفيروس «كورونا»، وأضحت أن «كورونا»، فيروس مرض الالتهاب الرئوي أو متلازمة الشرق الأوسط، هو مرض معقد وجديد، حيث تم التعرف عليه للمرة الأولى في سبتمبر (أيلول) 2012 وهو يصيب الخلايا الظهارية في الجهاز التنفسي و/ أو المساحات المعوية، وقد تسبب في حدوث وباء. ومع تفاقم الوضع الصحي والوبائي لهذا الفيروس سنويًا، فقد كثر حوله الجدل والاختلاف العلمي والبحثي. وأضافت أن فترة حضانة الفيروس قد تكون قصيرة فتتراوح بين 2 - 7 أيام أو طويلة ما بين 12 - 14 يومًا. وقد تم تحديد الفيروس التاجي للمرة الأولى في سلسلة جديدة من العدوى، والمعروفة باسم MERS - COV. أما عن الحالات المؤكدة، فمنذ مارس (آذار) 2012 وحتى نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2015 تم الإبلاغ عن ما مجموعه 1655 حالة مع عدد 577 حالة وفاة و630 حالة شفاء من المرض. وقد تم تحليل 28 في المائة من البيانات في جميع أنحاء العالم من قبل منظمة الصحة العالمية. وتم الكشف عن الفيروس في شبه الجزيرة العربية وبعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وأيضًا بالشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن فكرة أن موسم الحج قد يكون سببًا في انتقال MERSE - COV في السعودية وجزيرة العرب هي فكرة مثيرة للجدل.

«رؤية 2030»
تحدث في المؤتمر الدكتور عبد الرحمن القحطاني خبير تعزيز الصحة أمين عام جمعية حماية المستهلك السعودية - حول التعريف بمفهوم تعزيز الصحة، وأهميته في التنمية الصحية بالمملكة والحد من الأمراض المزمنة، وكيفية استثماره من أجل تحقيق الأهداف الصحية لـ«رؤية 2030» الوطنية للمملكة.
واستعرض الاستراتيجيات الخمس الرئيسية التي أعلنت في مؤتمر «ألما أتا»، والتي تُبنى عليها برامج تعزيز الصحة وهي: بناء السياسات الصحية، وتعزيز المهارات الحياتية، وتشكيل البيئة الداعمة للصحة، ومشاركة المجتمع، وإعادة توجيه الخدمات الصحية. وأكد على أن هذه الاستراتيجيات يجب الاستناد إليها لتفعيل تعزيز الصحة من خلال الرؤية الوطنية للمملكة «2030».



بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)
جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)
TT

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)
جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

وذكرت أن قبل خمس سنوات، سمع العالم التقارير الأولى عن مرض غامض يشبه الإنفلونزا ظهر في مدينة ووهان الصينية، والمعروف الآن باسم «كوفيد - 19».

وتسبب الوباء الذي أعقب ذلك في وفاة أكثر من 14 مليون شخص، وأصيب نحو 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم لفترة طويلة، وكذلك في صدمة للاقتصاد العالمي، وأدرك زعماء العالم أن السؤال عن جائحة أخرى ليس «ماذا إذا ظهرت الجائحة؟»، بل «متى ستظهر؟»، ووعدوا بالعمل معاً لتعزيز أنظمة الصحة العالمية، لكن المفاوضات تعثرت في عام 2024، حتى مع رصد المزيد من التهديدات والطوارئ الصحية العامة العالمية.

وإذا ظهر تهديد وبائي جديد في عام 2025، فإن الخبراء ليسوا مقتنعين بأننا سنتعامل معه بشكل أفضل من الأخير، وفقاً للصحيفة.

ما التهديدات؟

في حين يتفق الخبراء على أن جائحة أخرى أمر لا مفر منه، فمن المستحيل التنبؤ بما سيحدث، وأين سيحدث، ومتى سيحدث.

وتظهر تهديدات صحية جديدة بشكل متكرر، وأعلن مسؤولو منظمة الصحة العالمية تفشي مرض الملاريا في أفريقيا، كحالة طوارئ صحية عامة دولية في عام 2024. ومع نهاية العام، كانت فرق من المتخصصين تستكشف تفشي مرض غير معروف محتمل في منطقة نائية من جمهورية الكونغو الديمقراطية، ويعتقد الآن أنه حالات من الملاريا الشديدة وأمراض أخرى تفاقمت بسبب سوء التغذية الحاد.

وتشعر القائمة بأعمال مدير إدارة التأهب للأوبئة والوقاية منها في منظمة الصحة العالمية، ماريا فان كيرخوف، بالقلق إزاء وضع إنفلونزا الطيور، فالفيروس لا ينتشر من إنسان إلى إنسان، ولكن كان هناك عدد متزايد من الإصابات البشرية في العام الماضي.

وقالت إنه في حين أن هناك نظام مراقبة دولياً يركز بشكل خاص على الإنفلونزا، فإن المراقبة في قطاعات مثل التجارة والزراعة، حيث يختلط البشر والحيوانات، ليست شاملة بما فيه الكفاية.

وتؤكد أن القدرة على تقييم المخاطر بشكل صحيح «تعتمد على الكشف والتسلسل وشفافية البلدان في مشاركة هذه العينات».

تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهمية الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

وتقول إن جائحة «كوفيد - 19» تركت أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم «مهتزة حقاً»، وتبعتها قائمة طويلة من الأزمات الصحية الأخرى.

وأضافت: «بدأت الإنفلونزا الموسمية في الانتشار، وواجهنا الكوليرا، والزلازل، والفيضانات، والحصبة، وحمى الضنك. إن أنظمة الرعاية الصحية تنهار تحت وطأة العبء، وتعرضت القوى العاملة الصحية لدينا على مستوى العالم لضربة شديدة، ويعاني الكثيرون من اضطراب ما بعد الصدمة. ومات الكثيرون».

وقالت إن العالم لم يكن في وضع أفضل من أي وقت مضى عندما يتعلق الأمر بالخبرة والتكنولوجيا وأنظمة البيانات للكشف السريع عن التهديد.

وتضيف أن توسيع قدرات التسلسل الجينومي في معظم البلدان في جميع أنحاء العالم، وتحسين الوصول إلى الأكسجين الطبي والوقاية من العدوى ومكافحتها، تظل «مكاسب كبيرة حقاً» بعد جائحة «كوفيد - 19». وهذا يعني أن إجابتها عمّا إذا كان العالم مستعداً للوباء التالي هي: «نعم ولا».

وتقول: «من ناحية أخرى، أعتقد أن الصعوبات والصدمة التي مررنا بها جميعاً مع (كوفيد) ومع أمراض أخرى، في سياق الحرب وتغير المناخ والأزمات الاقتصادية والسياسية، لسنا مستعدين على الإطلاق للتعامل مع جائحة أخرى، ولا يريد العالم أن يسمعني على شاشة التلفزيون أقول إن الأزمة التالية تلوح في الأفق».

وتقول إن عالم الصحة العامة «يكافح من أجل الاهتمام السياسي، والمالي، والاستثمار، بدلاً من أن تعمل الدول على البقاء في حالة ثابتة من الاستعداد».

وذكرت أن الحل الطويل الأجل «يتعلق بالحصول على هذا المستوى من الاستثمار الصحيح، والتأكد من أن النظام ليس هشاً».

هل الأموال متاحة للاستعداد للوباء؟

وجد وزير الصحة الرواندي الدكتور سابين نسانزيمانا نفسه يتعامل مع تفشي مرضين رئيسيين في عام 2024: حالة الطوارئ الصحية العامة في أفريقيا، و66 حالة إصابة بفيروس «ماربورغ» في بلاده.

ويشارك في رئاسة مجلس إدارة صندوق الأوبئة، الذي أُنشئ في 2022 كآلية تمويل لمساعدة البلدان الأكثر فقراً على الاستعداد للتهديدات الوبائية الناشئة.

ويحذر نسانزيمانا مما إذا وصل الوباء التالي في عام 2025 بقوله: «للأسف، لا، العالم ليس مستعداً، ومنذ انتهاء حالة الطوارئ الصحية العامة بسبب (كوفيد) العام الماضي، حوّل العديد من القادة السياسيين انتباههم ومواردهم نحو تحديات أخرى، ونحن ندخل مرة أخرى ما نسميه دورة الإهمال، حيث ينسى الناس مدى تكلفة الوباء على الأرواح البشرية والاقتصادات ويفشلون في الانتباه إلى دروسه».

وقال إن صندوق الأوبئة «يحتاج بشكل عاجل إلى المزيد من الموارد للوفاء بمهمته»،

وفي عام 2022، بدأت منظمة الصحة العالمية مفاوضات بشأن اتفاق جديد بشأن الجائحة من شأنه أن يوفر أساساً قوياً للتعاون الدولي في المستقبل، لكن المحادثات فشلت في التوصل إلى نتيجة بحلول الموعد النهائي الأولي للجمعية العالمية للصحة السنوية في 2024، ويهدف المفاوضون الآن إلى تحديد موعد نهائي لاجتماع هذا العام.

جائحة «كورونا» غيّرت الكثير من المفاهيم والعادات (إ.ب.أ)

وتقول الدكتورة كلير وينهام، من قسم السياسة الصحية في كلية لندن للاقتصاد: «حتى الآن، أدت المحادثات في الواقع إلى تفاقم مستويات الثقة بين البلدان»، ولا يوجد اتفاق حول «الوصول إلى مسببات الأمراض وتقاسم الفوائد»، وكذلك الضمانات التي تُمنح للدول الأكثر فقراً بأنها ستتمكن من الوصول إلى العلاجات واللقاحات ضد مرض وبائي مستقبلي، في مقابل تقديم عينات وبيانات تسمح بإنشاء هذه العلاجات».

وتشير الأبحاث إلى أن المزيد من المساواة في الوصول إلى اللقاحات في أثناء جائحة «كوفيد - 19» كان من الممكن أن ينقذ أكثر من مليون حياة.

وذكرت وينهام: «الحكومات متباعدة للغاية، ولا أحد على استعداد حقاً للتراجع».

وقالت آن كلير أمبرو، الرئيسة المشاركة لهيئة التفاوض الحكومية الدولية التابعة لمنظمة الصحة العالمية: «نحن بحاجة إلى اتفاق بشأن الجائحة يكون ذا معنى».