مادونا: الحصول على كأس برنامج رقص النجوم ليس هدفي

وصفت زمن الفنّ الحالي بأنه يفتقد إلى المحبة بين أهله

الفنانة  اللبنانية مادونا
الفنانة اللبنانية مادونا
TT

مادونا: الحصول على كأس برنامج رقص النجوم ليس هدفي

الفنانة  اللبنانية مادونا
الفنانة اللبنانية مادونا

قالت الفنانة مادونا إن مشاركتها في برنامج «رقص النجوم» زوّدها بالفرح، وأعاد إليها أجواء أيام العزّ التي عاشتها في الماضي على الساحة الفنيّة، وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن المعاملة التي يبادلني بها فريق الإنتاج، وعلى رأسهم جنان ملّاط، إضافة إلى رئيس مجلس إدارة قناة (إم تي في) ميشال المر، وشقيقه جهاد المرّ، تبيّن مدى تقديرهم لمشواري الفني الطويل». وتابعت: «إنهم يفاجئوني دائمًا بأمور كثيرة؛ لقد وضعوني في المكان المناسب، وخصّصوا لي إطارًا وقالبًا يتلاءمان مع موقعي الفنّي. فأنا لم أشارك في هذا البرنامج بهدف الحصول على كأسه، فلدي في المقابل مجموعة كبيرة من الكؤوس والجوائز التي حصدتها في الماضي تقديرًا لأعمالي الناجحة. لقد كنت توّاقة لأكون من عائلة (رقص النجوم)، لأتعلّم تقنية الرقص الغربي، فلطالما عرفت كنجمة استعراضية تجيد القيام بلوحات رقص شرقية مباشرة على المسرح، أما الرقص الغربي فلست ملمّة به بتاتًا. من هنا، ولد حماسي لدخول هذا البرنامج، ولأعود من خلاله تلميذة تتعلّم دروسًا خاصة في كيفية إتّقان هذا الفنّ بشكل عام».
وعن الإضافات الأخرى التي زوّدها بها «رقص النجوم»، أجابت: «يكفي أنه أعادني إلى الحياة الفنيّة في قالب يلائم تطلعاتي، فلم أكن أريد أن أقوم بأي خطوة ناقصة لا تشبه تلك التي سبق أن قمت بها مثلا مع المخرج سيمون أسمر الذي كان يأخذ على عاتقه إيصال الفنان إلى جمهوره بأفضل صورة. كما أن «رقص النجوم» قد سلّط الضوء عليّ من جديد، ليتعرّف إليّ جيل جديد من شباب اليوم، تتراوح أعماره بين السبع والخمس عشر عامًا. فهذا الجيل لم يسبق له أن عرفني، وربما أن سمع باسمي، وبفضل نجاح البرنامج ومتابعته من مختلف الأعمار، عبر شاشة «إم تي في»، اكتسبت جمهورًا جديدًا لم تتسنّ لي قبلاً فرصة اللقاء به».
وعن رأيها بباسم كريستو، مخرج البرنامج، أجابت: «باسم قيمة فنية لا يمكن الاستهانة بها أبدًا، وأنا معجبة بأسلوبه الإخراجي كثيرًا».
كانت الفنانة اللبنانية الغائبة منذ فترة عن الساحة الفنيّة قد استطاعت استقطاب شريحة لا يستهان بها من المشاهدين الذين ساهموا بتصويتهم الكثيف في الحفاظ على موقع فنانتهم المحبوبة في البرنامج، فنسبة تصويت المشاهدين للنجم المشارك في البرنامج تشكّل العنصر الرئيسي لتحديد مصيره في الاستمرار فيه، أو العكس.
وكان لعودة مادونا إلى الساحة الفنية، وعلى شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي، من خلال برنامج «رقص النجوم»، وقعها الإيجابي على جمهورها الذي راح ينتظر إطلالتها بشغف من أسبوع إلى آخر، فهي بنظر الجمهور لم تتغيّر، لا من ناحية شكلها الخارجي إذ ما زالت محافظة على لياقتها البدنية وقامتها الجميلة، على الرغم من مرور بعض الوقت على غيابها عنه، ولا من ناحية خفّة ظلّها وحضورها الإيجابي بفضل الابتسامة الدائمة التي لا تفارقها. تقول مادونا: «أنا إنسانة إيجابية بطبيعتي، وأحبّ الحياة، وما زلت أحافظ على إطلالة بهيّة تليق بعمري الفني، وهي أمور أعتبرها نعمًا ميّزني بها ربّ العالمين، وما زلت أمينة عليها». واعترفت بأنها تمارس الرياضة، وتتّبع نظامًا غذائيًا معيّنًا بناء على طلب المشرفين على البرنامج. وتتابع: «لقد كنت مشتاقة للمسرح وللأضواء والكاميرا والأزياء والإنتاجات الضخمة، وجاء هذا البرنامج ليلبي حاجاتي. وقد حققّت كل أنواع النجاحات في مشواري الفنّي، فعدت إلى مطرحي، ولكن هذه المرة كطالبة مثابرة تجتهد لتحصل على شهادة في تخصّص فني جديد». وعما إذا كانت تخاف من العودة إلى موسم الجفاف الفني بعيد انتهاء البرنامج، أو خروجها منه، ردّت: «كلّ شي بوقته حلو، لا أريد أن أتوقّع أمور المستقبل، ربما أن فرصة جديدة في انتظاري قريبًا». ولكن هل تنوين تقديم عمل غنائي جديد؟ «ربما مع بداية السنة الجديدة، فغيابي عن الساحة لم يكن بإرادتي، بل يعود إلى عدم وجود شركة إنتاج تتبنّى أعمالي، وأتمنى التعاون من جديد مع الفنان الراقي بشير ساسين الذي وثق بفنّي، وشاركني في أغنية ثنائية، وأنتج لي أكثر من عمل غنائي».
وتتحدث مادونا عرنيطة (اسمها الحقيقي) عن أيام زمن الفنّ الجميل، عندما كان النجوم على الساحة الفنيّة لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة: «لقد كانت أيامًا مليئة بالبركة، كانت المحبة تلفّ أهل الفنّ الذين يتنافسون برقي. أما اليوم، فالغالبية تفكّر بنفسها ومصلحتها دون التفكير بمدّ يد المساعدة لأحد. ولا أتفاجأ بما يحصل على الساحة حاليًا، فالأيام تتغيّر، والتبديل يصيب جميع المجالات سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها، فلكلّ عصر حسناته وسيئاته». وما هي إيجابيات عصرنا الحالي برأيك؟ تردّ: «على الأقل فإن الناس تعيش كما يحلو لها، ولا تسأل عما يخبّئ الغد. ربما هذه ميزة، لا أعلم، كما أن وسائل التواصل الاجتماعية قلبت جميع المقاييس، فقرّبت المسافات، وعرّفت الناس على كلّ شيء دون قيود. ولكن من ناحيتي، لا أحب هذا الانفتاح، فما زلت أفضل الحفاظ على الخصوصية، فتعريف الناس بكل تفصيلة من حياتنا أمر مملّ يفقدنا الحماس، والغموض حاجة مطلوبة تحفّزنا على الاجتهاد».
ولا تتابع مادونا أخبار الساحة الفنية بانتظام، ولا سيما بعيد مشاركتها في «رقص النجوم» الذي شغلها عن العالم الخارجي بشكل كبير، كما تقول. وتضيف: «إننا نتمرّن بشكل دائم يفوق الساعات الخمس في اليوم الواحد، كما أن التمرينات التي تسبق إطلالتنا على المسرح تتطلّب منّا جهدًا، وكذلك انتقاء الأزياء، وما إلى ذلك من تفاصيل لا يعرفها المشاهد، إذ يخيّل إليه أن كل الموضوع يمكن تلخيصه بتلك الدقائق القليلة التي نقدّم فيها لوحاتنا الراقصة». وما أحبّ الرقصات التي قدّمتها إلى قلبك؟ «لقد أحببت رقصة الفالس، وأصفها بالرقصة الملوكية لما تتمتع به من تقنية راقية وخطوات فنيّة تحمل كثيرًا من التفاني. لقد كنت محظوظة في تقديم هذا النوع من الرقصات، إضافة إلى أخرى كالتانغو الأرجنتيني والسلسا وغيرها». وتتابع: «هنا، أريد أن أنوّه بلجنة الحكم المشرفة على البرنامج، وبأساتذة الرقص العالميين الذين يقومون على تدريبنا. لقد حظيت بفرصة التمرّن مع ثلاثة منهم، عبدو واسادور ومارتن، وأنا فخورة بذلك». وعن الأمر الذي تتحسّر عليه اليوم، قالت: «عندما أكون مع نفسي، واسترجع رحيل فنانين عمالقة، كصباح ووديع الصافي، منذ فترة، وملحم بركات ومنى مرعشلي أخيرًا، أتحسّر على زمن الفن الجميل الذي أصبح من الماضي، وأدعو بطول العمر لعمالقة ما زالوا على قيد الحياة، كالسيدة فيروز وإيلي شويري وجوزف عازار، حتى نستطيع التمتّع بحضورهم بيننا لأطول وقت ممكن». وعمّا إذا كانت تخاف من الغد، أجابت: «أعيش كلّ يوم بيومه، فأنا من المعجبات بالمثل القائل: عش ليومك كأنك تموت غدًا».



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».