الكونغو: مقتل 26 واعتقال العشرات في احتجاجات ضد الرئيس

واشنطن محبطة من جراء عدم قدرة كابيلا على تنظيم الانتخابات

قوات الأمن تزيل حواجز نصبها المتظاهرون في العاصمة كينشاسا خلال الاحتجاجات التي أدت إلى سقوط قتلى وعشرات الجرحى (أ.ب)
قوات الأمن تزيل حواجز نصبها المتظاهرون في العاصمة كينشاسا خلال الاحتجاجات التي أدت إلى سقوط قتلى وعشرات الجرحى (أ.ب)
TT

الكونغو: مقتل 26 واعتقال العشرات في احتجاجات ضد الرئيس

قوات الأمن تزيل حواجز نصبها المتظاهرون في العاصمة كينشاسا خلال الاحتجاجات التي أدت إلى سقوط قتلى وعشرات الجرحى (أ.ب)
قوات الأمن تزيل حواجز نصبها المتظاهرون في العاصمة كينشاسا خلال الاحتجاجات التي أدت إلى سقوط قتلى وعشرات الجرحى (أ.ب)

سمعت أصوات إطلاق نار متقطع في مختلف أرجاء كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، أمس الأربعاء بعد يوم من قتل قوات الأمن 26 محتجا على الأقل، خرجوا في مظاهرات لمطالبة الرئيس جوزيف كابيلا بترك منصبه بعد انتهاء تفوضيه الدستوري.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من متحدث باسم الحكومة على عدد القتلى على مستوى البلاد الذي جمعته منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان التي يوجد مقرها بنيويورك، والتي قالت إنها ستورد إحصاء نهائيا.
وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جمهورية الكونغو الديمقراطية إن لديه تقارير «مؤكدة» تفيد بمقتل 20 مدنيا في مواجهات مع قوات الأمن في العاصمة كينشاسا. وغامر بعض سكان كينشاسا بالخروج من منازلهم صباح أمس، لكن أغلب الشوارع كانت خالية من حركة المرور، فيما المواصلات العامة كانت محدودة للغاية. وتخشى أفريقيا والغرب من أن يتسع نطاق الأزمة المتعلقة بكابيلا في المنطقة لتتكرر الحروب التي امتدت من 1996 إلى 2003 والتي قتل فيها ملايين واجتذبت جيوش نحو ست دول مجاورة، ومما يزيد من هذه المخاوف أن الكونغو، وهي مستعمرة بلجيكية سابقة، لم تشهد قط تبادلا سلسا للسلطة.
وأعطت الكتلة المعارضة الرئيسية في البلاد إشارات متباينة بشأن ما إذا كانت ستعود للمحادثات التي يتوسط فيها أساقفة الكونغو الكاثوليك.
وبدأت الاحتجاجات في وقت مبكر من صباح أول من أمس بعد أن انقضى تفويض كابيلا الدستوري، مما وضع الدولة التي يسكنها 70 مليون نسمة في أزمة دستورية. وقد تأجل إجراء انتخابات رئاسية من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من هذا العام إلى منتصف عام 2018.
وأحرقت مجموعات من الشبان إطارات في شوارع كينشاسا، وألقت الحجارة على شرطة مكافحة الشغب والجنود الذين ردوا بإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع. كما اندلعت اشتباكات كذلك في مدينة لوبومباشي في الجنوب الشرقي، ومدينتي ماتادي وبوما في الغرب، ومدينة جوما في الشرق قرب الحدود مع رواندا. وألقي القبض على عشرات في كينشاسا ومدن أخرى.
وقال متحدث باسم الشرطة إنه لا يملك معلومات بعد عن أعداد القتلى ومن ألقي القبض عليهم. وقال شهود إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين ودوت أصوات الأعيرة النارية في العاصمة كينشاسا.
وذكرت تقارير غير مؤكدة نقلا عن الشهود أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب خمسة آخرون. وكان من المفترض أن يترك كابيلا السلطة منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، ولكن تم تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة الشهر الماضي إلى أبريل (نيسان) 2018 بدعوى وجود مشكلات لوجيستية.
وفي ثاني أكبر مدن الكونغو، لومومباشي، أضرم محتجون النار في إطارات السيارات، واشتبكوا مع الشرطة. ووقعت اشتباكات أيضا في أويشا شرقي البلاد، حسبما ذكر جان بول نجاهانجوندي، أحد الناشطين في مجال حقوق الإنسان. وتم إلقاء القبض على عشرات المحتجين في مدينة جوما شرقي البلاد، كما حجبت السلطات معظم مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، مع نشر أعداد كبيرة من رجال الشرطة لمنع الاحتجاجات. وكان كابيلا قد أعلن في وقت متأخر من يوم الاثنين تكليف حكومة انتقالية تم الاتفاق بشأنها مع بعض أحزاب المعارضة. لكن لم يلق ذلك قبولا من أحزاب المعارضة الرئيسية، التي اعتبرت أن تأجيل انتخابات هو حيلة لبقاء الرئيس في السلطة بعد انتهاء ولايته الثانية والأخيرة التي يسمح بها الدستور. ودعا زعيم المعارضة إيتيان تشيسيكيدي الشعب الكونغولي والمجتمع الدولي إلى عدم الاستمرار في الاعتراف بكابيلا رئيسا. وقال في رسالة بالفيديو إنه لا بد من إجراء محادثات بوساطة الكنيسة الكاثوليكية لإيجاد حل بشأن الحكم في الدولة خلال الفترة الانتقالية. وكانت ميليشيا يعتقد أنها تعارض كابيلا قد شنت هجمات في مدينة بوتيمبو شرقي الكونغو يوم الاثنين على منشآت حيوية مثل قاعة المدينة وسجن، وقاعدة عسكرية تابعة لبعثة الأمم المتحدة. وذكرت تقارير أن الهجمات خلفت تسعة قتلى. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن من بين القتلى مواطنا من جنوب أفريقيا من أفراد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. فيما ذكر مسؤولون ومصادر في الجيش أن الميليشيا نفسها هاجمت مجلس البلدية بمدينة بيني المجاورة أول من أمس، ولكن الجيش صد الهجوم الذي لم يسفر عن سقوط قتلى.
وفيما أعرب مراقبون عن خشيتهم من تزايد الاضطرابات في الدولة الواقعة وسط قارة أفريقيا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي إن الولايات المتحدة «محبطة للغاية جراء عدم قدرة الرئيس كابيلا على تنظيم الانتخابات وعدم إعلانه على الملأ أنه لن يترشح مجددا أو يسعى إلى تعديل الدستور»، وأضاف أن الولايات المتحدة تدين العنف الذي تشهده كينشاسا وتناشد جميع الأطراف ممارسة ضبط النفس والعدول عن التصريحات أو التصرفات التي من شأنها تأجيج العنف. كما حث كلا من الحكومة والمعارضة على «المشاركة الكاملة وبحسن نية» في المحادثات التي تشرف عليها الكنيسة.
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة أمس أن نحو 19 شخصا قد قتلوا في الاحتجاجات المناهضة لرئيس الكونغو في العاصمة كينشاسا، إذ صرح خوسيه ماريا أراناز، مسؤول الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في الكونغو، بأن القتلى الـ19 سقطوا مساء أول من أمس عندما اشتبك المتظاهرون مع الشرطة احتجاجا على بقاء الرئيس جوزيف كابيلا في السلطة بعد انتهاء ولايته الثانية فجر الثلاثاء. وأضاف أراناز أن نحو 45 شخصا أصيبوا أيضا، وتم اعتقال ما لا يقل عن مائتي شخص. وتم سماع دوي أعيرة نارية متفرقة في كينشاسا أمس، ومع ذلك بدت المدينة هادئة بشكل عام.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».