أحزاب تونسية تطالب باستقالة وزير الداخلية والرد على اغتيال الزواري

تعهد في برلين بكشف هوية الصحافي الإسرائيلي مستخدم جواز السفر الألماني

جانب من الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة التونسية أمس للتنديد بجريمة اغتيال المهندس الزواري (رويترز)
جانب من الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة التونسية أمس للتنديد بجريمة اغتيال المهندس الزواري (رويترز)
TT

أحزاب تونسية تطالب باستقالة وزير الداخلية والرد على اغتيال الزواري

جانب من الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة التونسية أمس للتنديد بجريمة اغتيال المهندس الزواري (رويترز)
جانب من الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة التونسية أمس للتنديد بجريمة اغتيال المهندس الزواري (رويترز)

نظمت، أمس، أربعة أحزاب تونسية من المعارضة في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية مسيرة كبيرة، شارك فيها آلاف المواطنين الغاضبين للتنديد بجريمة اغتيال المهندس التونسي، محمد الزواري، ومطالبة الحكومة بالرد على جريمة الاغتيال، والكشف عن مختلف خفاياها للرأي العام التونسي والعربي.
وشهدت المسيرة المنددة بالاغتيالات السياسية والاشتباه بوجود أطراف خارجية مشاركة في العملية الأخيرة، قيادات سياسية من «حركة الشعب» و«حراك تونس الإرادة» و«الحزب الجمهوري» و«التيار الديمقراطي» ومنظمات شبابية، ورفع المشاركون شعارات منددة بعملية الاغتيال، من بينها «مقاومة مقاومة... لا صلح ولا مساومة» و«الشعب يريد تجريم التطبيع» و«يا زواري يا شهيد على دربك لن نحيد».
وقال زهير المغزاوي، رئيس حركة الشعب (حزب قومي)، إن «المشاركين في هذه المسيرة يطالبون الحكومة بالدفاع عن السيادة الوطنية والكشف عن ملابسات جريمة الاغتيال».
وضمن ردود الفعل تجاه جريمة اغتيال الزواري، طالب اتحاد شباب اليسار، (منظمة يسارية معارضة)، هادي المجدوب، وزير الداخلية التونسي، بالاستقالة من منصبه على خلفية ما وصفه بـ«التغاضي عن صحافي الكيان الصهيوني والتقاعس في حماية السيادة الوطنية من كل اختراق». كما دعا إلى تقديم ملف جريمة الاغتيال إلى محكمة الجنايات الدولية والكشف عن حقيقة الاختراق الاستخباراتي التي حصلت خلال عملية اغتيال الزواري.
في غضون ذلك، أشرف الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، في قصر قرطاج، على اجتماع المجلس الأعلى للجيوش، حيث أكد فيه الأهمية القصوى في تأمين الحدود التونسية ومراقبتها، واتخاذ كل الإجراءات بخصوص العائدين من بؤر التوتر، الذين لا يمكن التعامل معهم إلا في إطار قانون مكافحة الإرهاب، على حد تعبيره. وفيما يتعلق بالكشف عن ملابسات اغتيال المهندس التونسي محمد الزواري، أفادت وزارة الخارجية التونسية أن أندرياس راينيكي، سفير ألمانيا بتونس، تعهد بالتحقيق في هوية الصحافي مراسل قناة العاشرة الإسرائيلية، الذي دخل البلاد بجواز سفر ألماني والتقط صورا دون ترخيص من أمام منزل الزواري الذي اغتيل يوم الخميس الماضي في مدينة صفاقس وسط شرقي تونس.
وكان وزير الدولة التونسي، صبري باش طبجي، قد استدعى سفير ألمانيا في تونس إلى مقر وزارة الخارجية التونسية لطلب توضيحات حول دخول الصحافي الإسرائيلي إلى تونس متخفيا وراء جنسيته الألمانية. وقد أكد السفير الألماني أنه سيقوم بالإجراءات اللازمة وإعلام السلطات التونسية بنتائج التحقيقات. كما طالبت السلطات التونسية السفير الألماني بإجراء اتصالات مع السلطات الأمنية الألمانية للحصول على معلومات حول هوية الصحافي الإسرائيلي الذي دخل إلى التراب التونسي بجواز سفر ألماني.
وكان وزير الداخلية التونسية قد أكد، في مؤتمر صحافي، أن الصحافي الإسرائيلي قدم نفسه على أنه صحافي ألماني مراسل لقناة تلفزيونية ألمانية، كما زعم في مرة ثانية أنه مراسل قناة بريطانية. وأقر المجدوب بوجود ثغرات أمنية استغلها هذا الصحافي، الذي نجح في إجراء تحقيق صحافي دون ترخيص من السلطات التونسية.
في غضون ذلك، تخلت المحكمة الابتدائية بصفاقس عن ملف اغتيال الزواري لفائدة القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بعد أن تبين أن عملية الاغتيال تحمل صبغة إرهابية. وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر أمنية تونسية أن الوحدات الأمنية بمنطقة الرقاب من ولاية (محافظة) سيدي بوزيد ألقت القبض صباح أمس على صحافي بولوني الجنسية وهو صدد تصوير مقر معتمدية الرقاب، وهو السلطة المحلية بالمدينة. وأكدت أنها لم تعثر بحوزته على أي وثيقة تفيد بأنه صحافي، أو أنه يملك أي تكليف أو ترخيص رسمي من أي جهة إعلانية. وقالت المصادر نفسها إنه سيمثل أمام حاكم التحقيق بمدينة سيدي بوزيد لمواصلة التحقيق معه.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.