ميلانو... سوق تتعافى في مواجهة المصاعب الإيطالية

مدينة تجمع ما بين الحداثة والعراقة ويهواها الأوروبيون

مسكن علوي مكون من 4 غرف نوم بالقرب من شارع كورسو سيمبيوني في مدينة ميلانو الإيطالية (نيويورك تايمز)
مسكن علوي مكون من 4 غرف نوم بالقرب من شارع كورسو سيمبيوني في مدينة ميلانو الإيطالية (نيويورك تايمز)
TT

ميلانو... سوق تتعافى في مواجهة المصاعب الإيطالية

مسكن علوي مكون من 4 غرف نوم بالقرب من شارع كورسو سيمبيوني في مدينة ميلانو الإيطالية (نيويورك تايمز)
مسكن علوي مكون من 4 غرف نوم بالقرب من شارع كورسو سيمبيوني في مدينة ميلانو الإيطالية (نيويورك تايمز)

إنه مسكن علوي مساحته 3.600 قدم مربع، ومكون من ثلاثة مستويات تم بناؤه عام 2008 داخل مبنى كان قد أسس بغرض صناعي في الماضي. إنه وحدة قائمة بذاتها لا تمثل جزءا من البناء وذلك بحسب روبرتو ماغاليو، الوكيل العقاري الذي أدرج المسكن للبيع بالاشتراك مع شركة «إنجيل أند فولكرز»، والشريك المصرح له في ميلانو. ويقع هذا المسكن على بعد 10 دقائق بالسيارة من وسط المدينة القديمة، ولا يبعد كثيرًا عن شارع كورسو سيمبيوني، الذي تصطف الأشجار على جانبيه، ومتنزه باركو سيمبيوني. أما مطار ميلانو فيقع على بعد 30 دقيقة بالسيارة من هذا المسكن.
يؤدي المدخل الرئيسي إلى المساحة المفتوحة المخصصة للمعيشة ذات النوافذ، التي تمتد إلى أعلى الحائط، والأرضية الرخام، والأسقف المقوسة التي يبلغ ارتفاعها 20 قدم. ويتم التحكم بالموقد، الذي يعمل بالغاز ويوجد في تجويف يشبه الرف داخل الجدار، بجهاز للتحكم عن بعد. ويفصل جدار زجاجي المطبخ عن المساحة المخصصة للمعيشة. ويوجد في المطبخ أجهزة مصنوعة من الصلب غير القابل للصدأ، وتعلو المناضد به طبقة سميكة من الخشب.
من مميزات المنزل، المعروض للبيع مقابل 2.44 مليون دولار (2.3 مليون يورو)، وجود موقد غاز ذي جودة عالية، ومبرد للمشروبات، إضافة إلى جهاز متطور لتقطيع اللحم إلى شرائح رقيقة. وتوجد في الطابق الرئيسي غرفتا نوم، ملحق بكل منهما حمام خاص بها، إضافة إلى غرفة للتزين. ويؤدي درج حجري إلى القبو، الذي يوجد به حوض سباحة ساخن، وساونا، وغرفة للتمرينات الرياضية، وحمام كامل.
ويؤدي الدرج نفسه من المساحة الرئيسية المخصصة للمعيشة إلى شرفة تطل عليها، وكذلك يوفر مدخل إلى الجناح الرئيسي، وغرفة نوم رابعة. ويوجد في غرفة النوم الرئيسية خزانة ملابس يمكن دخولها، أما الحمام الرئيسي، الذي تمت معالجة أرضيته بمادة الراتينغ، فيحتوي على حوض استحمام عادي به دوامة. وتحتوي غرفة النوم الرابعة على حمام خاص بها هي الأخرى.
وهناك نظام تدفئة وتبريد في المسكن. التكلفة الوحيدة، التي يتم دفعها مقابل الحصول على وقود، هي تكلفة الكهرباء اللازمة لضخّ الماء في النظام بحسب ما أوضح ماغاليو. ويعمل سخّان المياه بالطاقة الشمسية. كذلك هناك جهاز إنذار، وأنظمة إضاءة قابلة للبرمجة. وملحق بالمنزل مساحة لصفّ السيارة في الشارع، ويمكن التفاوض على الأثاث على حد قول ماغاليو.
وتعد مدينة ميلانو، التي يبلغ عدد سكانها نحو 1.3 مليون نسمة، مركزًا عالميًا للأزياء والتصميم، وكذا يقع فيها سوق الأوراق المالية الإيطالية. وتقع هذه الوحدة على طريق مونفيسو في حي سكني توجد به متاجر، ومطاعم، وعلى مقربة من محطة لقطار الأنفاق. وقد استفاد الحي من قربه من منطقة «سيتي لايف» بحسب ما أوضح ماغاليو. ولا يزال المشروع، الذي يمتد على مساحة 90 فدان ومتعدد الاستخدامات، تحت الإنشاء، وبه حتى هذه اللحظة 530 شقة في مجمعين سكنيين قامت زها حديد بتصميمهما بمشاركة دانييل ليبيسكيند، بحسب ما قاله متحدث باسم شركة التنمية العقارية.
كذلك يقع المسكن بالقرب من حي فيا بييرو ديلا فرانشيسكا الذي يزخر بالمطاعم، والحانات ومنها مطعم «إيو» الياباني الذي حصل على نجمة ميشيلان، وحانة «إل غاتوباردو» التي كانت كنيسة في السابق، وحانة «55 ميلانو» الشهيرة التي يوجد بها ساعة يتم فيها تخفيض أسعار المشروبات. ويبدأ شارع كورسو سيمبيوني من ميدان بياتزا سيمبيوني المتقاطع مع أركو ديلا باتشي، أو قوس السلام، الذي يؤدي إلى متنزه باركو سيمبيوني، الذي يعود إلى العصر النابليوني. ويجذب التجمع الكبير للمطاعم، والحانات في تلك المنطقة الحشود بحثًا عن قضاء وقت السهرة.

نظرة عامة على السوق

تشهد سوق المساكن في ميلانو تعافيًا بطيئًا في أعقاب فترة الركود الطويلة التي مرت بها إيطاليا، وفي خضم المخاوف المستمرة بشأن استقرار النظام المصرفي المثقل بأعباء الديون. وتراجعت سوق المساكن خلال عامي 2012 و2013، بحسب آخر تقرير خاص بسوق الوحدات الفخمة الصادر عن شركة «تيريلي آند بارتنرز» العقارية. وفي الوقت الذي تحول فيه الطلب نحو الوحدات المعروضة للإيجار، أشار التقرير إلى زيادة المبيعات منذ عام 2014. وقال غابرييل توركياني، المدير التجاري والشريك في «تيريلي»: «كانت الأسعار مرتفعة جدًا، والثقة متراجعة في السوق على مدى السنوات الخمسة الماضية، لكن الوضع يتغير الآن». وبحسب ماغاليو، بلغ حجم المبيعات في مدينة ميلانو، في وقت ذروتها عام 2008، 18 ألف معاملة، وبحلول عام 2013، تراجع بحيث وصل إلى 10 آلاف، ويتوقع أن يبلغ 12 ألفا خلال العام الحالي. وأوضح أن الأسعار تنخفض عن أعلى مستوياتها بمقدار 25 في المائة.
تقع العقارات ذات الأسعار الباهظة في قلب المدينة القديمة ومن تلك المناطق حي كوادريلاتيرو ديلا مودا، وبريرا؛ حيث يتراوح متوسط سعر الشقة بهما بين 800 و900 دولار للقدم المربع، لكن في أفضل الأحوال يمكن طلب سعر أكبر من ضعف هذا السعر بحسب توركياني.
بوجه عام، تزخر سوق ميلانو بالشقق، لكن مع ذلك تظل الكثير منها باهظة الثمن، لكن يتزايد الطلب من المشترين المحليين والأجانب على حد سواء بحسب ما أوضح توركياني. كذلك أشار إلى أن ما عزز من مكانة المدينة كان إقامة معرض «إيكسبو ميلانو» الدولي خلال العام الماضي، حيث جذب الآلاف من الزائرين من خارج البلاد.
عبّر توركياني عن تفاؤله بشأن استمرار تحسن السوق، مع تزايد ثقة المستهلكين، وتخفيف القيود على منح القروض. وقال: «لقد توقفت المصارف تمامًا عن التمويل عقب الأزمة، لكنها تحاول الآن تقديم بعض الشروط الجيدة للمشترين». مع ذلك أضاف أن الطلب لا يزال «غير مستقر»، ويعتمد بشكل كبير على «مزاج الناس في إيطاليا».

من يشتري في ميلانو

يسيطر المشترون المحليون على ميلانو، حيث يمثل المشترون الأجانب نسبة قليلة، بحسب سيمون روسي، المدير التنفيذي في موقع «غيت ووي» الإلكتروني، الذي يروج للعقارات الإيطالية بين المشترين في الخارج. وأوضح روسي أن المشترين الأجانب، الذين يطرحون أسئلة عبر الموقع، أكثر اهتمامًا بالإقامة بالقرب من ميلانو لكن خارجها وتحديدًا في منطقة ليك كومو. يمثل الأوروبيون، خاصة الفرنسيين، والألمان، والسويسريين، النسبة الأكبر من بين المشترين الأجانب في ميلانو، على حد قول ماغاليو. واشترى بعض الروس، الذين يحبون حضور فعاليات الأزياء والتصميم، بعض الوحدات السكنية ليقيموا بها أثناء زياراتهم. كذلك يزداد عدد الصينيين الذين بدأوا في شراء الوحدات السكنية خلال الأعوام القليلة الماضية على حد قوله.
المبادئ الأساسية للشراء

لا توجد قيود على المشترين الأجانب، وعادة لا يشارك محامون في عمليات الشراء، حيث يتولى كاتبو عدل إتمام هذه العمليات، على حد قول ماغاليو. ويجب دفع مبلغ مقدم تتراوح نسبته بين 5 في المائة و20 في المائة عند قبول العرض. ويتم إتمام أكثر عمليات الشراء خلال فترة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أشهر.
وتتراوح عمولة الوكيل العقاري في ميلانو بين 4 في المائة و6 في المائة، ويتم اقتسامها بين المشتري والبائع بحسب ما أوضح ماغاليو. وتتسم ضريبة نقل ملكية العقارات بالتعقيد الشديد، حيث تتضمن الكثير من العوامل. بوجه عام تبلغ الضريبة على عملية البيع بين الأفراد في حالة المساكن الأساسية 2 في المائة من القيمة المقدرة، والتي تبلغ ثلث سعر البيع تقريبًا على حد قول ماغاليو. وبحسب ما يحدده القانون تبلغ الضريبة في حالة المنازل الثانية، والفاخرة، 9 في المائة. ولم يتم تصنيف العقار المذكور كمنزل فاخر على حد قول ماغاليو.

الضرائب والرسوم

لا يدفع المالكون الحاليون ضريبة عقارية على هذا المنزل طبقًا للتعديل الأخير للقانون، والذي يعفي أصحاب الوحدات السكنية، الذين يستخدمونها كمنزل أساسي لهم، من دفع أي ضريبة بحسب ما أوضح ماغاليو. وجاء التعديل ضمن مجموعة من إجراءات كثيرة خاصة بالضرائب استهدفت دعم سوق الوحدات السكنية الذي يشهد ركودًا.

> اللغات والعملة
اللغة الإيطالية، اليورو (1 يورو = 1.06)

* خدمة «نيويورك تايمز»



«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
TT

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)

تبرز المنازل الذكية خياراً جديداً في أسلوب الحياة مع التسارع الذي تشهده التقنيات المنزلية؛ مما يعتقد أنها تجعل الحياة أسهل من خلال التحكم في مرافق المنازل عبر الهاتف المحمول، الأمر الذي يضم هذا الاستخدام ضمن استخدامات كثيرة عبر تلك الأجهزة المحمولة.
ويمكن الآن التحكم بكل شيء في المنزل وفق طرق سهلة، سواء كان ذلك تشغيل الإضاءة أو فتح الستائر، أو تشغيل الواي فاي، أو تعديل درجة الحرارة، وفتح وإغلاق قفل الباب الأمامي، وحتى إشعال وإطفاء الموقد، حيث يقضي معظم الأفراد أغلب أوقاته في المنزل أكثر من أي مكان آخر، ومع ذلك التفكير بالتكنولوجيا عندما التواجد في المنزل يكون أقل مقارنة بالخارج فيما عدا تقنية الواي فاي.
غدت الصورة عن المنزل التي تتمثل بأنه مكان خالٍ من التكنولوجيا على وشك التغيير، فحان وقت النظر إلى الأجهزة الكثيرة المتناثرة في أنحاء المنزل، سواء كان التلفزيون في غرفة المعيشة، أو الثلاجة في المطبخ، أو المكيّف في غرف النوم، أو حتى جهاز تسخين المياه في الحمامات. وأصبح الأفراد محاطين بالإلكترونيات التي يتم وصفها بالأجهزة الذكية بشكل متزايد كل يوم، فهي تملك أجهزة استشعار تمكّنها من تسجيل البيانات ومشاركتها عبر الإنترنت. ويوجد اليوم نحو 31 مليار جهاز متصل بالإنترنت، ومن المفترض أن يرتفع هذا العدد إلى 75.4 مليار بحلول عام 2025، وفقاً لتقديرات وكالة الأبحاث «ستسيتا».
ولا شك بأن السؤال الذي يسيطر في الوقت الحالي هو، متى ستصبح المنازل أكثر ذكاءً عبر وصل جميع هذه الأجهزة بمركز واحد، ليتم التمكن من القياس والتحكم بكل شيء داخل المنازل. وتتجاوز رؤية المنزل الذكي مفهوم الراحة، حيث ستكون التقنيات الجديدة ذات تأثير عميق وإيجابي على الصحة من خلال مراقبة النظام الغذائي وظروف البيئة المحيطة في الأشخاص ورفاهيتهم بشكل عام. وسيتمكن الأطباء بفضل التكنولوجيا من معرفة حالة الأشخاص بالوقت الفعلي كما سيكون تاريخهم الطبي في متناول اليد قبل حتى إخبار الأطباء به. وعلاوة على ذلك، ستمكن المنازل الذكية العاملين في الرعاية الصحية من علاج الأمراض بشكل استباقي.
وسيمتد تأثير التكنولوجيا أيضاً إلى طريقة التعليم والتعلُّم عند وصل أجهزة التعلم الخاصة بالأطفال بأجهزة معلميهم، لتعزيز التفاعل والتعليم المخصص، وسيزداد التركيز على التدريس عبر الوسائط المتعددة، حيث سنتمكن من تحقيق فكرة غرف الدراسة الافتراضية على أرض الواقع، وسيتمكن البالغون أيضاً من إكمال دراستهم من النقطة التي توقفوا عندها، وذلك عبر الدورات التي تم تطويرها للتعلّم المنزلي والتي يمكن بثها على شاشات الأجهزة.
وتعد البيئة المحرك الأهم لتقنيات المنزل الذكي، وخاصة بما يتعلق بتأثير الأشخاص عليها، حيث تستطيع الأتمتة المنزلية الذكية أن تخفّض استهلاك الطاقة والمياه في المباني إلى حد كبير. وصحيح بأن المستهلك سيستخدم المزيد من الأجهزة التي تعمل بالطاقة الكهربائية، إلا أن حلول المنزل الذكي المدعمة بالذكاء الصناعي تستطيع أن تتعرف على سلوك من يعيشون في المنزل وتشغيل الأجهزة أو إيقافها استناداً إلى الروتين اليومي للمستخدم. وسنتمكن مع هذه الحلول الذكية عبر نظرة واحدة على الهواتف المحمولة من معرفة مقدار الطاقة والمياه المستهلكة وتكلفتها. وبالنظر إلى ارتفاع تكلفتهما بشكل مستمر، سيضطر أصحاب المنازل والمرافق والحكومات إلى البحث عن طرق أفضل وأكثر فاعلية للحد من التلوث البيئي، وجعل الحياة أكثر استدامة.
وقد تبدو هذه الأفكار التقنية بعيدة التحقيق، إلا أنها حالياً في مراحل التصميم في مشاريع مثل «نيوم»، المبادرة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تعد حجر الأساس في «رؤية السعودية 2030»، كما أنها وصفت كأضخم مشروع حضري في العالم اليوم. وستعيد هذه المبادرة تعريف طريقة العيش وستركز في جزء كبير منها على المنازل.
وقال نجيب النعيم، رئيس مجلس إدارة العمليات في «شنايدر إلكتريك» السعودية: «سيكون لمبادرة (نيوم) تأثير غير مباشر على المنطقة بشكل عام، وينبغي أن تصبح المنازل الذكية القاعدة السائدة في الشرق الأوسط بحلول عام 2030. ويبدو لنا أن المنازل الذكية ستستمر في النمو مستقبلاً؛ مما يعني أن طريقة عيشنا اليومية ستتغير بشكل كبير». وبدأت الشركة الاستثمار في أتمتة المنزل الذكي منذ عقود من الزمن، ويعتقد النعيم بأن طريقة عيشنا «ستكون مختلفة بشكل جذري في المستقبل».

التطورات في تقنيات المنزل الذكي
تتطور التكنولوجيا اليوم بوتيرة متسارعة وتقنيات المنزل الذكي ليست استثناءً، والتساؤل يتمحور في معنى هذا التطور من حيث الأداء العملي، وكيف يمكن أن تؤثر البيوت الذكية على الحياة.
الذكاء الصناعي: سيكون الذكاء الصناعي في صميم التقنيات في المنازل المستقبلية، وستتمكن المنازل الذكية من تتبع موقع الأشخاص داخل المنزل، إما عن طريق جهاز استشعار إلكتروني يتم تركيبه على الملابس أو أجهزة استشعار إلكترونية داخل المنزل. وسيمتلك المنزل القدرة على تحديد هوية الأشخاص وأماكنهم، وسيستخدم هذه المعلومات لتلبية الاحتياجات وتوقعها أيضاً. وسيكون المنزل قادراً على ضبط كل شيء بدءاً من التدفئة والتبريد إلى الموسيقى والإضاءة، وكل ذلك حسب احتياجات الشخص الذي سيدخل من باب المنزل.
الإضاءة الذكية: ستُحدث الإضاءة الذكية ثورة في طريقة إضاءة المنازل، فهي تعمل على ضبط نفسها تلقائياً من خلال الكشف عن وجود الأشخاص في الغرفة، وحال خروجهم من هناك، تصبح الأنوار خافتة أو يتم إطفاؤها تماماً. كما يمكن أن تطبق الإضاءة الذكية على نشاطات الأشخاص؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لأجهزة استشعار الضغط إطفاء الأنوار عند الاستلقاء في السرير بعد وقت معين، وستكتشف المستشعرات استيقاظ الأفراد لاستخدام الحمام وتقوم بتشغيل الإنارة. وتضبط الإضاءة درجة سطوعها تلقائياً وفقاً لفترات اليوم، وسيتذكر المنزل الذكي الروتين الخاص بالمستخدم ليتمكن من تخصيص كل جهاز في منزلك حسب الرغبة.
الأقفال الذكية: يمكن أيضاً برمجة الأقفال الذكية وفقاً لاحتياجات الأفراد، فيمكن السماح للزوار بالدخول أو منعهم بناءً على سمات تعريفية محددة. كما يمكنك السماح بالدخول لشخص ما، مثل حامل البريد عن بُعد. ويمكن إرسال رموز فتح الأقفال الافتراضية عبر تطبيق إلكتروني وفتح الباب عبر استخدام الهاتف المحمول.
مراقبة المنزل: تستطيع الأنظمة الأمنية الذكية مراقبة المنزل بشكل مستقل، والإبلاغ عن أي حوادث غير مسبوقة لمالك المنزل، وإبلاغ خدمات الطوارئ إذا لزم الأمر. وتستطيع المنازل الذكية أيضاً مراقبة كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، فتقدم لهم يد المساعدة كتذكيرهم بتناول أدويتهم وضمان إتمامهم للمهام اليومية بنجاح وأمان. وفي حالات الطوارئ كالسقوط أو الحوادث، سيتمكن نظام المنزل الذكي من إخطار خدمات الطوارئ والسماح لهم بالدخول تلقائياً.
نظام التكييف: يعد التكييف من الضروريات الأساسية في دول الخليج، وعلى الرغم من ذلك لن يتغير قريباً، فإن الحلول المنزلية الذكية يمكن أن تقلل استهلاك الطاقة التي نستخدمها لتشغيل أنظمة التبريد لدينا في الصيف وأنظمة التدفئة في الشتاء بشكل كبير. فمن خلال التعلم الذاتي لسلوك واحتياجات الأسرة بالنسبة لتدفئة وتبريد المنزل مع مرور الوقت وإقران تلك المعلومات مع درجة الحرارة داخل المنزل وخارجه، يستطيع منظم الحرارة الذكي تقليص قيمة فواتير استهلاك الطاقة بنسبة 15 في المائة أو أكثر؛ مما سيختصر على الوالدين تأنيب الأطفال للتوقف عن العبث بمفتاح الطاقة.
طريقة دمج الأجهزة الذكية بنظام المنزل الذكي: يملك كل واحد منا الكثير من الأجهزة الذكية في المنزل والتي يمكن وصلها بشبكة الإنترنت. وما يحتاج إليه معظم الأشخاص هو وسيلة بسيطة بأسعار معقولة لإيصال جميع هذه الأجهزة بنظام واحد. ويؤمن نجيب النعيم من شركة «شنايدر إلكتريك» بأن تطبيق ويزر الذي أطلقته الشركة ومفهوم المنزل المتصل المتطور (سكوير دي) ربما يكون الحل المثالي لمن يبحثون عن تقنية المنزل الذكي الرائدة اليوم.
وقال النعيم «سيتطلب تحقيق ذلك شركة ذات خبرة بالطاقة والكهرباء والخدمات الرقمية والأجهزة والبرامج لتنشئ جهاز تحكم المنزل الذكي الذي نحتاج إليه جميعاً. ويعمل تطبيق (ويزر) من جهاز واحد نحمله بيدنا دائماً هو الهاتف المتحرك. ومن خلال وصل كل جهاز لدينا في المنزل بالإنترنت والتحكم به عبر (ويزر) سنتمكن من مراقبة كافة أجهزتنا والتحكم بها بطريقة آمنة ومن جهاز واحد».
وتهدف «شنايدر» على المدى الطويل إلى إضافة مستشعرات في جميع المعدات الكهربائية في المنزل لتتيح قياس استهلاك الطاقة والتحكم بالأجهزة، إما مباشرة أو من خلال الذكاء الصناعي، ومساعدة أصحاب المنازل والمباني على إنشاء «شبكات كهربائية صغيرة» من خلال دمج البطاريات وأجهزة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية. وبهذا قد تصبح الأسلاك الكهربائية والمقابس والقواطع الخاصة بك العمود الفقري الذكي لمنزلك المستقبلي.
«شنايدر» هي من المشاركين في مبادرة «موطن الابتكار» التابعة لشركة «سابك»، وهي مشروع يهدف إلى إنشاء منزل تجريبي متكامل بأثاثه لتوفير تجربة عيش حديثة ومريحة ومستدامة، وإلى رفد السعودية بالمشاريع المستدامة. ويعرض مشروع «موطن الابتكار» ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الشركات العالمية مع رواد الأبحاث مثل «سابك» لابتكار أفكار جديدة من شأنها أن تثير اهتمام السعوديين وتُطلعهم على ما ستبدو عليه منازلهم في المستقبل.
وقال النعيم: «لم تتغير منازلنا كثيراً على الرغم من كمية التقنيات المحيطة بنا. وأصبح ذلك على وشك التغيير، فسنستذكر مستقبلاً الماضي بعد عقد من الزمن، ونتساءل لماذا لم نختر مفهوم المنزل الذكي في وقت أبكر. وسيحدث ذلك ثورة في طريقة راحتنا وعملنا ولعبنا. وأعتقد أن السعودية ستقود مسيرة التطور التقني في المنازل الذكية بفضل مشاريعها الرائدة مثل (نيوم)».