«المراقبون الدوليون» يؤجل التصويت على مشروع فرنسي حول حلب

«المراقبون الدوليون» يؤجل التصويت على مشروع فرنسي حول حلب
TT

«المراقبون الدوليون» يؤجل التصويت على مشروع فرنسي حول حلب

«المراقبون الدوليون» يؤجل التصويت على مشروع فرنسي حول حلب

قرر أعضاء مجلس الأمن الدولي إرجاء التصويت على مشروع قرار فرنسي بنشر مراقبين في حلب، إلى اليوم، بعدما كان مقررا أمس. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سامانتا باور: إن «المجلس سيصوت رسميا صباح اليوم، على مشروع القرار» مضيفة، أن «الأهمية تكمن أيضا في توفير الحماية للمواطنين».
وأضافت باور بعدما انفض المجلس من جلسة مشاورات مغلقة استمرت لساعات طويلة، أن «أمين عام الأمم المتحدة سيقرر عدد المراقبين المطلوبين» لهذه المهمة.
يذكر بأن هناك بعض الموظفين الدوليين، من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبعض موظفي الأمم المتحدة العاملين بالمجال الإنساني، متواجدون بالفعل في حلب، لكن ينقصهم الولاية الرسمية من مجلس الأمن لمراقبة عملية إخلاء المحاصرين بشكل رسمي.
ويطلب مشروع القرار منهم «القيام بشكل ملائم بإجراء رصد محايد ومراقبة مباشرة وإعداد التقارير بشأن عمليات الإخلاء من المناطق المحاصرة من حلب وحماية المدنيين داخل حلب».
كما يطلب من الأمين العام أن يضمن نشر المزيد من الموظفين لهذه الأغراض، حسب الحاجة.
وكان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، قد أثار، مخاوف من أن الاقتراح الذي أعدته فرنسا لم يأخذ في الاعتبار الاستعدادات التي يحتاج إليها مسؤولو الأمم المتحدة كي يتمكنوا من مراقبة الإجلاء وحماية المدنيين المتبقين.
وقال للصحافيين «ليس لدينا مشكلة على الإطلاق مع أي نوع من المراقبة». وأضاف: «لكن الفكرة هنا أن مطالبتهم بالذهاب والتجول بين أطلال شرق حلب دون استعداد ملائم ودون إخبار الجميع بما سيحدث؛ فهذا يحمل في طياته كارثة»، بحسب «رويترز».
وطرح تشوركين نصا روسيا موازيا على أعضاء مجلس الأمن خلال اجتماع مغلق اليوم قبيل تصويت مرتقب على مشروع القرار الفرنسي.
ويتضمن مشروع القرار الروسي تغييرا رئيسيا يطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «بتوفير ترتيبات، بما في ذلك الترتيبات الأمنية بالتنسيق مع الأطراف المعنية من أجل السماح لأفراد الأمم المتحدة بمراقبة وضع المدنيين الباقين في حلب». وقال تشوركين عن مشروع القرار الفرنسي «لا يمكننا دعمه، لا يمكننا السماح بتمريره لأن هذه كارثة».
وينص المشروعان على «أهمية ضمان عبور جميع المدنيين بشكل طوعي ولائق» إلى مناطق يختارونها بإشراف وتنسيق الأمم المتحدة، ولكن بمفردات مختلفة.
وصرح المندوب الفرنسي، فرنسوا دولاتر بأن مشروع قرار بلاده هو «قرار إنساني يهدف لتجنب سربرنيتسا جديدة»، معربا عن «احتمال وقوع فظاعات جماعية على أيدي ميليشيات في حال لم تنشر الأمم المتحدة مراقبين على الأرض سيكونون للأسرة الدولية بمثابة العيون الساهرة والآذان الحيادية».
ووضعت الولايات المتحدة خطة بديلة تحسبا للفيتو الروسي، حاولت من خلال الإعلان عنها، أمس، الضغط على روسيا لعدم رفض القرار الذي يطالب بنشر مراقبين دوليين في حلب.
والخطة الأميركية تتمثل في تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن يطلب عقد دورة استثنائية طارئة للجمعية العامة في إطار «الاتحاد من أجل السلام» كون الوضع في شرق حلب لم يتحسن بشكل واضح. وسينظر للتصويت على مثل هذا القرار «إجرائيا»، وبالتالي لا يخضع لحق النقض.
وفي هذه الحالة، ستجتمع الجمعية في جلسة طارئة كون المجلس طلب منها ذلك وسيكون قرارها ملزما.
وكانت الجمعية العامة قد اعتمدت قرارا يحمل الرقم 337-V اتخذته في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) 1950، الذي أصبح يعرف باسم «متحدون من أجل السلام».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.