أعلن الجيش الجزائري عن مقتل 125 متطرفًا واعتقال 225 آخرين خلال العام الحالي، إضافة إلى حجز مئات القطع من السلاح الحربي والذخيرة الحية، معظمها تم تسريبه عبر الحدود الليبية.
وتقول السلطات الجزائرية إنها من أكثر بلدان المغرب العربي تأثرًا من الحرب الأهلية في ليبيا. ونشرت «مجلة الجيش» - لسان حال المؤسسة العسكرية الجزائرية - في عدد شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، حصيلة نشاط الوحدات العسكرية المنتشرة بالحدود، التي يفوق طولها ألفي كلم، خلال قرابة 12 شهرًا. ومما جاء فيها، زيادة على عدد المتشددين الذين قضى عليهم الجيش واعتقلهم، مصادرة صواريخ مضادة للحوامات وقاذفات صواريخ ومقذوفات «هاون» من مختلف العيارات، وعشرات الآلاف من الخراطيش والطلقات، وكمية كبيرة من المواد المتفجرة والبارود، هذا فيما يخص الذخيرة.
أما ما تعلق بالأسلحة، فجاء في الدورية العسكرية الشهرية، أن الجيش حجز خلال هذا العام نحو 700 بندقية آلية من نوع كلاشنيكوف، والمئات من قطع الأسلحة والمسدسات الرشاشة من مختلف الأنواع، وعشرات الصواريخ المضادة للطائرات والألغام التقليدية. وبحسب متتبعين، تكون ترسانة حربية ضخمة قد فلتت من الجيش ولا يعلم بها، بما أن المعلن عن حجزه بهذا الحجم.
وأفادت «الجيش» في افتتاحيتها بالعدد نفسه، أن «الجيش الوطني الشعبي استطاع أن يكسب المعركة ضد فلول الإرهاب، مهما كانت مسمياته»، في إشارة إلى تنظيمات متطرفة تنشط بالبلاد، أهمها «جند الخلافة بالجزائر»، و«القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، و«المرابطون»، و«الموقعون بالدماء». وأضافت المجلة: «استعاد الجيش الأمن والسلم وتمكن من حماية البلاد من المخاطر التي كانت تحدق بها». وتابعت: «الجزائر كانت من البلدان القليلة التي تفطنت مبكرًا للأبعاد الحقيقية لآفة الإرهاب، واستطاع الشعب الجزائري أن يتفادى بحكمة وبصيرة كل المناورات التي تستهدف وحدته الترابية».
ويقول الجيش الجزائري إنه قضى نهائيًا على «جند الخلافة في الجزائر»، الذي نشأ في صيف 2014 معلنًا ولاءه لزعيم «داعش»، غير أن شحنة السلاح الحربي التي تم اكتشافها في شقة بالقرب من قصر الحكومة بالجزائر العاصمة، العام الماضي، تؤكد أن هناك مخططًا يجري الإعداد له لتنظيم عملية إرهابية «استعراضية».
ويرى مراقبون أن كثافة نشاط «داعش» في ليبيا، يمكن أن يكون مصدر إلهام بالنسبة للمتطرفين بالجزائر. وهو احتمال يخيف كثيرًا جهاز الأمن الجزائري؛ لذلك فهو يكثف من حملات التوعية والتحسيس ضد خطر التطرف والجنوح إلى العنف. وضمن هذا المنظور تخضع آلاف المساجد لمراقبة أمنية مشددة، ولا تتردد السلطات في اعتقال أي شخص يرتاد المسجد، إن سَوّق خطابًا راديكاليًا حتى لو كان موجهًا ضد سلطات بلد أجنبي.
في سياق متصل صرَح وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، لصحافيين بالعاصمة، بأن «المساجد محصنة أكثر من أي وقت مضى، ولا يمكن لأي جهة أجنبية أن تخترقه أو تستغله لأهداف مشبوهة تخدم المتطرفين». وأوضح أنه «لا يمكن لأي جهة أو تنظيم متطرف استغلال الشباب الجزائري وتجنيده في صفوفه». وأضاف الوزير أن «وسائط التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، هي الوسيلة الأكثر استخدامًا من طرف التنظيم الإرهابي داعش لتجنيد الشباب وليس المسجد». وتابع: «إن الدولة ساهرة للحفاظ على المساجد من التطرف والغلو، إذ لا يمكن لهذه المؤسسة الدينية أن تستغل الشباب الجزائري مثلما كان عليه الأمر، خلال العشرية السوداء». وبخصوص عدد الجزائريين الذين التحقوا بالتنظيم المتطرف بليبيا وسوريا، قال عيسى إن عددهم لا يتجاوز المائة، «وهم قلَة، قياسًا إلى مواطني دول أخرى منخرطين في الإرهاب».
الجيش الجزائري يعلن مقتل 125 متطرفًا خلال 2016
100 «داعشي» جزائري في الخارج بحسب وزير الشؤون الدينية
الجيش الجزائري يعلن مقتل 125 متطرفًا خلال 2016
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة