حفتر يطلب من قوات الجيش الاستعداد لتحرير طرابلس

بلجيكا تفكك شبكة تهريب أسلحة إلى ليبيا والاتحاد الأوروبي يسعى لمنح خفر سواحلها مزيدًا من السفن

عناصر من القوات الموالية لحكومة الوفاق داخل قاعدة الجيزة البحرية التابعة لمدينة سرت (إ.ف.ب)
عناصر من القوات الموالية لحكومة الوفاق داخل قاعدة الجيزة البحرية التابعة لمدينة سرت (إ.ف.ب)
TT

حفتر يطلب من قوات الجيش الاستعداد لتحرير طرابلس

عناصر من القوات الموالية لحكومة الوفاق داخل قاعدة الجيزة البحرية التابعة لمدينة سرت (إ.ف.ب)
عناصر من القوات الموالية لحكومة الوفاق داخل قاعدة الجيزة البحرية التابعة لمدينة سرت (إ.ف.ب)

في تطور مفاجئ ومثير للجدل، لوح أمس الجيش الوطني الليبي بقرب تحرير العاصمة طرابلس التي تسيطر عليها الميلشيات المسلحة منذ نحو عامين، حيث أصدر قائده العام المشير خليفة حفتر تعليماته لكافة قوات الجيش بالتأهب لتحرير العاصمة، التي قال إنها غارقة في الفوضى.
وأبلغ العقيد أحمد الممارى الناطق الرسمي باسم قوات الجيش الموالي لمجلس النواب الليبي «الشرق الأوسط» أن الجيش لا يهدد بل يتقدم، لكنه رفض لكشف عن المزيد من التفاصيل.
وأضاف: «صون كرامة المواطن الليبي هو الواجب الأول للقيادة العامة للجيش الوطني، وما يحدث في العاصمة طرابلس هو انتهاك لحقوق الإنسان وتدنيس لكرامة المواطن»، معتبرا أن «حادثة الاغتصاب التي تعرضت لها امرأة ليبية في سجون الميلشيات المسلحة في طرابلس بمثابة دليل على وحشية هذه الميليشيات»، التي قال إنه «يجب أن تردع ولا تردعها إلا القوات المسلحة العربية الليبية»، على حد تعبيره.
ونقل المسماري عن المشير حفتر قوله «على كل الضباط والجنود وضباط الصف الاستعداد لتحرير طرابلس»، مشيرا إلى أن حفتر قال تعليقا على قضية المرأة التي تم اغتصابها مؤخرا على أيدي عناصر ميلشيات مسلحة في طرابلس: «الأخذ بثأرها هو أمر شخصي يخصني شخصيًا».
وكانت كتيبة ثوار طرابلس قد بثت مؤخرا عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لقطات مصورة تظهر تعرض امرأة ليبية عارية للاغتصاب والإهانة بينما كانت محتجزة لدى ميليشيا تتمركز في معسكر العواشير بالعاصمة.
إلى ذلك، فككت الشرطة البلجيكية شبكة مهربي أسلحة وعتاد عسكري إلى ليبيا، وفق ما أعلنته أمس النيابة الاتحادية البلجيكية موضحة أنه تم توجيه الاتهام إلى مواطن بلجيكي اعتقل.
وأضافت النيابة في بيان أنه تم تنفيذ «عدة عمليات تفتيش» الثلاثاء في بروكسل في إطار تحقيق في «أنشطة محظورة، عبر شركات مقرها في الولايات المتحدة والإمارات والنيجر وبلجيكا، للتبييض والاتجار في السلاح والعتاد العسكري الموجه إلى ليبيا».
وأضاف البيان أن هذه الأنشطة تمت «في انتهاك للقانون حول الأسلحة والحظر على السلاح الذي قررته الأمم المتحدة» في قرارها رقم 1973 المعتمد في مارس من عام 2011. وبحسب النيابة فإن «الأسلحة تم توريدها أو تصديرها بوثائق مزورة»، موضحة أنه أثناء عمليات التفتيش «تم توقيف أربعة أشخاص اقتيدوا للاستماع إليهم» و«تبين أن لا أحد منهم يملك ترخيصا قانونيا لتوريد وتصدير السلاح والمعدات العسكرية».
وتابعت أنه تم وضع شخص بلجيكي قيد الحبس الاحتياطي ووجهت إليه تهمة «انتهاك قانون السلاح» و«الانتماء لمنظمة إجرامية» و«خرق حظر وتدليس»، بينما أخلي سبيل الثلاثة الآخرين بعد الاستماع إليهم. من جهة أخرى، قالت مصادر إن قادة دول الاتحاد الأوروبي كان من المقرر أن يطالبوا في اجتماعهم أمس بمنح خفر السواحل الليبي المزيد من السفن لمساعدته في منع المهاجرين من مغادرة الشواطئ الليبية إلى أوروبا.
ومن المنتظر أن يوافق زعماء الاتحاد في القمة المنعقدة في بروكسل على «الحاجة إلى تعزيز الدعم لخفر السواحل الليبي» وذلك وفقا لمسودة بيان مشترك.
وقال دبلوماسي بالاتحاد إن التكتل يحتاج لإيجاد طريقة لتمويل خفر السواحل الليبي أو تزويده بالسفن مباشرة، وأضاف: «الفكرة تتمحور حول زيادة فاعليته في منع المهاجرين من مغادرة ليبيا».
وقال مسؤول آخر بالاتحاد الأوروبي إن التكتل يشعر بقلق متزايد لأن المهمة (صوفيا) أصبحت «خدمة توصيل وكأنها سيارات أجرة».
وبلغ عدد المهاجرين الذين وصولوا من ليبيا إلى إيطاليا هذا العام 175 ألف شخص بزيادة عن العام الماضي. وكبح الهجرة على رأس أولويات الاتحاد بعد وصول 1.4 مليون لاجئ ومهاجر إلى القارة الأوروبية في عامي 2015 و2016.
وتلتزم مهمة الاتحاد الأوروبي البحرية بالبحر المتوسط (صوفيا) التي تستهدف مهربي الأسلحة وتدريب خفر السواحل الليبي بانتشال المهاجرين الذين يتركون ليبيا في قوارب متهالكة وهو ما يعني أنهم يصلون إلى إيطاليا على سفن تابعة للاتحاد.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.