قتلى وجرحى في انفجار سيارة مفخخة بالسلمية وحالات اختناق بغاز الكلور في إدلب وحماه

اتهم ناشطون معارضون أمس القوات النظامية بقصف منطقتي كفرزيتا بريف حماه والتمانعة بريف إدلب بالغازات السامة، ما أسفر عن مائة حالة اختناق، تزامنا مع مقتل أربعة أشخاص، على الأقل، في تفجير سيارة مفخخة في مدينة السلمية ذات الغالبية الإسماعيلية قرب حماه، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وأوضحت «سانا» أن «السيارة الملغومة انفجرت بالقرب من المخبز الآلي والمطحنة بالمدينة على طريق حماه السلمية»، مشيرة إلى «إصابة تسعة أشخاص»، في حين أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «الانفجار وقع قرب حاجز (للدفاع الوطني) على المدخل الغربي لمدينة السلمية، ما أدى لمقتل ستة من العناصر التي كانت توجد هناك»، بحسب المرصد.
في موازاة ذلك، أفاد ناشطون سوريون بأن «الطيران المروحي النظامي ألقى براميل تحوي غاز الكلور السام على بلدة كفرزيتا في ريف حماه الشمالي، ما تسبب بنحو مائة حالة اختناق بصفوف المدنيين في البلدة». ونقلت وسائل الإعلام عن مدير صحة محافظة حماه من مستشفى كفرزيتا قوله إن «هناك عشر حالات بين المسعفين بالعناية المشددة»، مشيرا إلى أن «كفرزيتا تعرضت خلال أسبوع لست عمليات قصف بغاز الكلور».
وذكر ناشطون أن «حالات اختناق أخرى سجلت بقرية التمانعة في ريف إدلب بعد إلقاء المروحيات برميلا يحوي غازات سامة على القرية الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة. وسبق أن استهدفت المنطقتان بغاز الكلور خلال الأسبوع الماضي، وتبادلت كل من القوات النظامية والمعارضة الاتهامات بشأن المسؤولية عن استهدافهما».
وفي حلب، سيطر مقاتلو «الجبهة الإسلامية» المعارضة على قرية «فجدان» على الطريق الواصلة بين بلدتي السفيرة وخناصر في ريف حلب الجنوبي بعد اشتباكات عنيفة ضد القوات النظامية. وأعلنت الجبهة «مقتل 20 عنصرا من القوات النظامية في المعارك وتمكنها من الاستيلاء على عدد من الآليات والذخائر». كما أفادت شبكة «سوريا مباشر» بسيطرة «الجيش الحر على حاجز قرية فجدان في ريف حلب الجنوبي، وعلى طريق الإمداد السفيرة - معامل الدفاع».
وفي حلب أيضا، قصفت القوات النظامية بالبراميل المتفجرة حي قاضي عسكر بحلب، وقرية بيانون بريف حلب. وبث ناشطون صورا تظهر آثار الدمار في قاضي عسكر.
وفي حمص، قال ناشطون سوريون إن اشتباكات عنيفة جرت على جبهة حاجز ملوك، بين مقاتلي المعارضة السورية والقوات النظامية في تلبيسة بريف المدينة، تزامنا مع مواصلة القوات النظامية عمليتها العسكرية في مدينة حمص المحاصرة التي بدأتها قبل أيام. وبث ناشطون تسجيلات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الدمار الكبير الذي لحق بالأبنية السكنية في بلدة الحولة في الريف الغربي الشمالي نتيجة للقصف شبه اليومي الذي تتعرض له من قبل القوات النظامية.
وفي درعا، اندلعت معارك عنيفة بين كتائب المعارضة والقوات النظامية على المدخل الرئيس لبلدة النعيمة في ريف درعا الشرقي، حيث استقدمت القوات النظامية عددا من الدبابات والعربات المجنزرة في محاولة منها للتقدم باتجاه البلدة، التي تعد من أكبر معاقل مقاتلي المعارضة وتتميز بموقعها الاستراتيجي المطل على مدينة درعا. وأكد المكتب الإعلامي للواء «فلوجة حوران» المعارض مقتل عدد من عناصر القوات النظام على مدخل البلدة، على وقع استمرار الاشتباكات في المنطقة. وأفاد مركز «صدى» الإعلامي بـ«اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية بالأسلحة الثقيلة في درعا المحطة وحي البقعة بالتزامن مع قصف القوات النظامية للحي من الفوج 175 بدرعا».
من جهة أخرى، أعلن أمس الإفراج عن الصحافيين الفرنسيين الأربعة الذين خطفوا في سوريا في يونيو (حزيران)، وسيعودون إلى فرنسا بعد احتجازهم لعشرة أشهر في أخطر بلاد على الصحافيين والمنظمات غير الحكومية.
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إنه «تبلغ بارتياح كبير هذا الصباح (أمس) إطلاق سراح الصحافيين الفرنسيين الأربعة» إدوار إلياس وديدييه فرنسوا ونيكولا إينان وبيار توريس، مؤكدا أنهم «بصحة جيدة رغم ظروف احتجازهم الأليمة» وموضحا أنهم سيعودون إلى فرنسا «مساء السبت (أمس) أو صباح الأحد (اليوم)».
وسيكون الرئيس في استقبالهم مع عائلاتهم لدى نزولهم من الطائرة في مطار فيلاكوبلي العسكري قرب باريس.
وأفادت وكالة «دوغان» التركية للأنباء السبت أن دورية لجنود أتراك عثرت على الصحافيين الفرنسيين الأربعة مكبلي الأيدي ومعصوبي العيون وقد تركهم مجهولون ليل الجمعة / السبت في منطقة عند الحدود بين تركيا وسوريا قرب مدينة أكجاكالي الصغيرة جنوب شرقي تركيا. وظنت الدورية للوهلة الأولى أنهم مهربون لكنها بعد أن أدركت أنهم يتكلمون الفرنسية اقتادتهم إلى مركز شرطة اكجاكالي.