«بنطلون» تيريزا ماي يصبح مادة للسخرية وتصفية الحسابات

بوريس جونسون يرد بطريقته الخاصة على انتقادات رئيسة الوزراء البريطانية

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي (رويترز)  -  بوريس جونسون (بلومبيرغ)
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي (رويترز) - بوريس جونسون (بلومبيرغ)
TT

«بنطلون» تيريزا ماي يصبح مادة للسخرية وتصفية الحسابات

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي (رويترز)  -  بوريس جونسون (بلومبيرغ)
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي (رويترز) - بوريس جونسون (بلومبيرغ)

أثارت تعليقات وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون حول بنطلون جلدي ارتدته تيريزا ماي رئيسة الوزراء خلال جلسة تصوير صحافية، الجدل مرة أخرى حول اختيارات ماي في الملابس، وهو جانب تناولته الصحافة البريطانية أكثر من مرة بالتعليق. ولكن على مستوى أعمق، تعكس تصريحات جونسون خلافا سياسيا يتفاعل تحت السطح ما بين ماي والسياسيين البريطانيين.
وحسب ما أوردت وكالة «رويترز» فقد جاء تعليق بوريس جونسون أثناء حفل بمناسبة الكريسماس حضره عدد من السفراء الأجانب حيث قال إنها (ماي) منفتحة على الثقافات العالمية لدرجة أنها ترتدي السراويل الألمانية التقليدية التي تصنع من الجلد.
وسخر جونسون من قرار ماي بالتقاط صور لها وهي تساير الموضة وترتدي سروالا جلديا طويلا قال الإعلام البريطاني إن سعره 995 جنيها إسترلينيا (1260 دولارا).
وتابع: «نحن منفتحون جدا على الثقافات العالمية حتى إننا من نحتسي المشروبات الفرنسية والإيطالية ونشتري من العربات الألمانية أكثر من أي أحد وترتدي رئيسة وزرائنا الرائعة الليدرهوزن». مستخدما الكلمة الألمانية للسراويل الجلدية التقليدية.
ويرى معلقون أن تعليقات جونسون كانت ردا على سخرية ماي وفيليب هاموند وزير الخزانة من بوريس جونسون على مدى الأسابيع الماضية، وجاءته الفرصة من خلال حفل عشاء أقامه في لانكاستر هاوس بلندن. وخلال حديثه في الحفل تناول جونسون بطريقته الساخرة عددا من القضايا منها موقفه من التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي وحرية الحركة بين الدول الأعضاء.
وكانت تيريزا ماي قد سخرت من جونسون في تصريحاتها خلال حفل مجلة «سبكتاتور» وشبهت وزير الخارجية بـ«الكلب الذي تود التخلص منه». وفي خطابها الذي ألقته في مؤتمر حزب المحافظين قالت: «هل يستطيع بوريس جونسون أن يلتزم بدوره لأربعة أيام متواصلة؟».
ويشتهر جونسون في بريطانيا وخارجها بشخصيته الغريبة في أغلب الأحيان وبشعره البلاتيني الأشعث. وقال جونسون إن بلاده لن تدير ظهرها للعالم بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، ووصف المملكة المتحدة بأنها مستهلك للواردات من كل بلاد العالم.
وأبلغ السفراء قائلا: «لدينا نهم في هذا البلد للواردات. نشتري كميات هائلة من الأشياء، لا سيما بالطبع من أصدقائنا في الاتحاد الأوروبي، وبالتأكيد سنواصل ذلك عندما نبرم اتفاق التجارة الحرة العظيم».
ولكن التعليق حول ما ارتدته ماي يأتي على خلفية ما أثير في الصحف حول ما قالته الوزيرة السابقة نيكي مورغان من أن المواطنين في دائرتها الانتخابية لن يكونوا راضين عن ارتداء رئيسة الوزراء بنطلونا بهذا السعر، قائلة إنها لم تدفع مثل هذا المبلغ لشراء فستان زفافها. التعليق أثار غضب ماي التي منعت مورغان من دخول مقر رئاسة الوزراء في 10 داوننغ ستريت.
الجدل الذي يبدو سطحيا بعض الشيء و«ضد النساء» عند البعض، يحمل جوانب سياسية، فمورغان من السياسيين المعارضين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو ما أشارت له النائبة نادين دوريس المؤيدة لـ«بريكسيت» في تصريح لصحيفة «هفينغتون بوست»: «من الواضح أن نيكي مورغان كانت تبحث عن سبب للهجوم على رئيسة الوزراء. وأعتقد أن تعليقها متحيز ضد النساء، لأنها لم تنتقد بدلات ديفيد كاميرون الباذخة. للأسف سوف يتخذ المناصرون للاتحاد الأوروبي أي ذريعة لانتقاد رئيسة الوزراء».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».