مايكل أوتشيبو... المهاجم النيجيري «يحتضر في صمت» في بوافيشتا

النادي البرتغالي منعه من التدريب وحرمه من تناول الطعام مع زملائه ولا يدفع راتبه منذ أشهر

أوتشيبو تألق مع نيجيريا أمام الأرجنتين في مونديال 2014  - أندية كثيرة ترغب في ضم أوتشيبو- من المرات القليلة التي شارك فيها أوتشيبو مع بوافيشتا - أوتشيبو وميسي في مونديال البرازيل («الشرق الأوسط»)
أوتشيبو تألق مع نيجيريا أمام الأرجنتين في مونديال 2014 - أندية كثيرة ترغب في ضم أوتشيبو- من المرات القليلة التي شارك فيها أوتشيبو مع بوافيشتا - أوتشيبو وميسي في مونديال البرازيل («الشرق الأوسط»)
TT

مايكل أوتشيبو... المهاجم النيجيري «يحتضر في صمت» في بوافيشتا

أوتشيبو تألق مع نيجيريا أمام الأرجنتين في مونديال 2014  - أندية كثيرة ترغب في ضم أوتشيبو- من المرات القليلة التي شارك فيها أوتشيبو مع بوافيشتا - أوتشيبو وميسي في مونديال البرازيل («الشرق الأوسط»)
أوتشيبو تألق مع نيجيريا أمام الأرجنتين في مونديال 2014 - أندية كثيرة ترغب في ضم أوتشيبو- من المرات القليلة التي شارك فيها أوتشيبو مع بوافيشتا - أوتشيبو وميسي في مونديال البرازيل («الشرق الأوسط»)

في يونيو (حزيران) 2014، نجح المهاجم النيجيري مايكل أوتشيبو في تحقيق واحد من أحلامه، وذلك مع صدور قرار مفاجئ باختيار المهاجم الذي كان يلعب آنذاك لصالح نادي سيركل بروغ البلجيكي للمشاركة مع المنتخب النيجيري في إطار بطولة كأس العالم. وحانت اللحظة التاريخية له في الدقيقة 66 من مباراة بلاده أمام المنتخب الأرجنتيني في إطار لقاءات المجموعة السادسة. كان ليونيل ميسي قد خرج لتوه من الملعب ليحل محله آخر من زملائه، لكن مع سعي نيجيريا لتعديل النتيجة التي كانت 3 - 2 لصالح الأرجنتين، وجه أوتشيبو عدة كرات يائسة في اللحظات الأخيرة من المباراة باتجاه مرمى الخصم، في مواجهة قلب الدفاع الأرجنتيني إيزكييل غاراي.
ولكن في هذه الأيام، يصف أوتشيبو حالته هذه الأيام بأنه «مضطرب وخائف». والآن، يبدو ذلك المساء في مدينة بورتو أليغري البرازيلية - التي استضافت مونديال 2014 مع مدن برازيلية أخرى - بعيدًا للغاية، وكأنه من الماضي السحيق. كان أوتشيبو قد وقع عقد الانضمام إلى فريق بوافيشتا بعد ثلاثة شهور من لقاء الأرجنتين، لكنه يزعم أنه لم يتقاض أجرًا من النادي البرتغالي منذ مارس (آذار)، وأنه جرى إجباره على التدرب بمفرده على امتداد الجزء الأكبر من العام. في الواقع، يروي اللاعب النيجيري تفاصيل مثيرة للقلق، وبطبيعة الحال هناك ادعاءات مضادة للادعاءات التي يطلقها المهاجم، وإذا لم تتم تسوية قضية اللاعب، فإن ذلك سيؤدي لرفعها إلى لجنة تسوية المنازعات التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وذلك كملاذ أخير، بالنظر إلى الفترة المحتملة التي قد تستغرقها أي جلسة استماع، ما سيزيد عزلته إلى أجل غير مسمى في وقت يرغب ببساطة في العودة إلى اللعب.
من جانبه، اشتكى أوتشيبو قائلا: «إنني أحتضر في صمت، وليس هناك أحد ليمد إليّ يد العون»، وذلك أثناء مؤتمر صحافي جرى إعداده خصيصًا لإثارة هذه القضية، مؤخرا. وأضاف: «أتذكر أنني في إحدى المرات دخلت متجرًا لشراء احتياجات لي، ولم يكن لدي مال لشرائها. وحينها، ذهبت إلى المسؤولين في نادي بوافيشتا وأخبرتهم أني بحاجة إلى مال لشراء طعام. في الواقع، هم لم يسددوا إيجار المنزل الذي أقيم به، ولم يدفعوا فواتير الكهرباء الخاصة بي، وأتذكر أني ظللت يومين كاملين دونما كهرباء بالمنزل. إنهم لم يعبأوا فحسب. لم يقدموا لي أي مال ولم يهتموا لأمري».
إضافة إلى ذلك، أوضح أوتشيبو أن مشكلاته بدأت في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي، عندما طلب منه مسؤولو بوافيشتا أن يتوقف عن حضور جلسات التدريب ونصحوه بالبحث عن ناد آخر في يناير (كانون الثاني) بداية هذا العام. كان الفريق قد بدأ موسم الدوري البرتغالي الممتاز على نحو كارثي. وخلال الموسم، لم يفلح أوتشيبو، البالغ طوله 6 أقدام وأربع بوصات، في تسجيل أي أهداف. ومن الناحية الظاهرية على الأقل، ربما يبدو من المنطقي أن ناديا يعاني من مصاعب مالية طويلة الأجل ربما يرغب في إعادة النظر في كيفية تحقيق الاستفادة المثلى من موارده. من جهته، أكد أوتشيبو أنه لم يتقاض أجرًا في ديسمبر (كانون الأول) أو يناير العام الماضي، وبعد ذلك عندما تلقى عرضين من ناديين آخرين قبل الموعد النهائي لانتهاء موسم الانتقالات، قيل له إن مسؤولي بوافيشتا غيروا رأيهم.
واستطرد قائلاً: «قلت لهم: لقد أوقفتم مشاركتي في التدريب لمدة شهرين، ولا تدفعون لي راتبًا، والآن أصبح أمامي خيار، إنني أود الرحيل، ولا أطلب منكم مالاً، وإنما أرغب فحسب في المضي قدمًا في مسيرتي». ومع ذلك، لم يتم التوصل حتى هذه اللحظة لاتفاق بين الطرفين، لكن وضع أوتشيبو تحسن بصورة مؤقتة، ذلك أنه فاز ببعض التقدير لفترة قصيرة من قبل إروين سانشيز، المدرب البوليفي الجديد، وشارك بالفعل في سبع مباريات - وجاءت مشاركته في التشكيل الأساسي بها جميعًا ما عدا واحدة فقط - في وقت سابق من العام الحالي. أيضًا، تلقى راتبًا في مارس.
وتبعًا لما ذكره أوتشيبو، فإن تلك كانت المرة الأخيرة التي التزم خلالها بوافيشتا - الذي يرتبط معه بعقد حتى 30 يونيو 2017 - بواجباته تجاه اللاعب. جدير بالذكر أن قواعد الـ«فيفا» تنص على أن الأندية يجب أن تسدد أجور لاعبيها في غضون 90 يومًا من التاريخ المتفق عليه. وادعى أوتشيبو أنه بعد انتهاء الموسم، أخبره مسؤولو النادي بأن يقبل بتعاقد جديد، براتب أقل بكثير إذا ما رغب في الاستمرار مع النادي. وحتى الآن، لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد، ولدى عودته إلى الفريق خلال فترة الاستعداد قبيل انطلاق الموسم الجديد، جرى إقصاؤه عن التدريب مجددًا.
وقال: «أخبروني أنه ليس بإمكاني المشاركة في التدريب، وأنهم لن يقدموا لي أي شيء كي أتدرب أو أتناول الطعام مع زملائي بالفريق، أو حتى أذهب إلى المكان الذي يتناولون فيه طعامهم. في نهاية أغسطس (آب)، أخبرت رئيس النادي (ألفارو براغا جونيور) أن أسرتي تواجه مشكلات لأنهم لم يدفعوا لي راتبي. وأجابني: (لن أدفع لك أي راتب). في سبتمبر (أيلول)، عرضوا علي الحصول على أجر شهر كي أرحل، لكن موسم الانتقالات كان قد انتهى، إذن إلى أين كانوا يودون مني الرحيل؟».
وأضاف أنه تعرض للحرمان من المشاركة ببرنامج تدريب فردي منذ ذلك الحين، بل وأحيانا يجري منعه من دخول صالة الألعاب الرياضية الخاصة بالنادي عندما كان يرغب في ممارسة بعض التدريبات الرياضية بمفرده. وفي وقت سابق من هذا الشهر، ظهر فيديو يزعم أنه يظهر أوتشيبو وهو يتعرض لتهديد باستخدام القوة ضده من قبل أفراد أمن لدى محاولته استخدام تجهيزات النادي. ويظهر في الفيديو صوت اللاعب وهو يسأل: «كيف تعاملونني كما لو كنت عبدًا؟»، ويبدو فيديو آخر وكأنه يظهر أوتشيبو وهو في غضب عارم يواجه رئيس النادي بخصوص راتبه الذي لم يتقاضاه بعد.
حتى الآن، تستمر حالة المنفى التي يعايشها أوتشيبو. في الواقع، يعتبر المهاجم النيجيري محاصرًا فعليًا داخل دولة أجنبية لا يفعل بداخلها سوى إجراء زيارات يومية لا جدوى من ورائها لصاحب العمل الذي يرتبط به. ويحظى أوتشيبو بدعم النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين، المعروف اختصارًا باسم «فيفبرو» ونقابة محترفي كرة القدم البرتغالية التي تمده بدعم مالي وقانوني.
من ناحيته، قال يواكيم إيفانغليستا عضو مجلس إدارة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين، في تصريحات لـ«الغارديان»: «هذه القضية تسبب حرجًا للبلاد وكرة القدم البرتغالية. مثل أي لاعب آخر، لا يرغب مايكل سوى في الاضطلاع بعمله. وفي كل يوم، يحدوه الأمل في أن ينتهي هذا الكابوس الذي يكابده. إنه يرغب في اللعب فحسب. أما النادي فقد اخترق مرارًا التزاماته تجاه اللاعب المنصوص عليها في العقد».
من ناحيته، لم يرد نادي بوافيشتا على قائمة من الأسئلة أرسلتها «الغارديان» إلى مسؤوليه فيما يخص أسلوب التعامل مع أوتشيبو. وقد أصدر برغا جونيور أحد مسؤولي النادي بيانًا، مؤخرًا، عبر موقع «فيسبوك» قال فيه إن اللاعب «لا يزال يقول أشياءً لا تتفق مع الحقيقة»، مدعيًا أن أوتشيبو تراجع عن مقترح تسوية كان قد سبق ووافق عليه في مطلع سبتمبر. في المقابل، يرفض إيفانغليستا هذا الادعاء، قائلاً إن: «التفاوض لا يعني فرض الإرادة» ولم يتم التوصل بعد إلى إجماع في الآراء.
وبغض النظر عن النتيجة التي ينتهي إليها الأمر، فإن بوافيشتا ربما يشعر بحرج شديد حيال وصول الأمر إلى هذه الدرجة. جدير بالذكر أن تاريخ إنشاء النادي يرجع إلى 113 عامًا ماضية ويوجد مقره في بورتو، وفاز ببطولة الدوري عام 2001، وتخرجت من صفوفه أسماء لامعة مثل راؤول ميريلس وجيمي فلويد هاسلبانك وجوزيه بوسينغوا. ولا يعد أوتشيبو اللاعب الوحيد الذي اتهم النادي مؤخرًا بإساءة معاملته.
كان لاعب نيجيري آخر شارك أيضًا ببطولة كأس العالم، أوتشي نوفور، قد أبرم اتفاقًا مؤخرًا مع النادي يقضي بإنهاء عمله معه، ووقع عقد انتقال إلى نادي إيه إس ترنسين السلوفاكي. كان المهاجم نوفور ادعى تعرضه لمعاملة مشابهة لما تعرض لها أوتشيبو، وتشير أقاويل إلى أنه لم يتلق مبلغ التسوية الذي اتفق عليه مع مسؤولي بوافيشتا ويبلغ 110 آلاف يورو، ويعمل «فيفبرو» على قضيته أيضًا.
من ناحية أخرى، أعلنت نقابة محترفي كرة القدم البرتغالية أن مفاوضاتها مع بوافيشتا نيابة عن أوتشيبو لا تزال جارية، وأنها بانتظار رد النادي على مقترح تقدمت به. جدير بالذكر أن «فيفبرو» أعلن خلال الأسبوع ذاته نتائج مسح عالمي كشف أن 41 في المائة من اللاعبين تلقوا رواتبهم في وقت متأخر، وأن أكثر من 6 في المائة جرى إجبارهم على التدرب بمفردهم. من جانبها، تعكف النقابة البرتغالية على دراسة استجابتها للمسح الذي لم يتضمن إحصاءات خاصة بالبرتغال. ومع ذلك، يعتقد إيفانغليستا أن ثمة صور عدة من محنة أوتشيبو بأماكن أخرى.
وعن ذلك، قال: «للأسف هذا ليس بالأمر الفريد من نوعه، ففي كل عام تظهر مثل هذه الحالات، وبخاصة بعد نهاية موسم الانتقالات. إلا أن اللاعب يملك حق المطالبة بالالتزام بالتعاقد المبرم معه، فهو عامل مثل أي عامل آخر». أما أوتشيبو فالعجيب أنه بعد عامين من ذروة مسيرته الكروية، أصبح حلمه أكثر تواضعًا بكثير: مجرد السماح له باللعب مجددًا.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.