أكثر من ألف مؤسسة أجنبية غادرت تونس منذ 2011

فقدان ما يقارب من 10 آلاف فرصة عمل

أكثر من ألف مؤسسة أجنبية غادرت تونس منذ 2011
TT

أكثر من ألف مؤسسة أجنبية غادرت تونس منذ 2011

أكثر من ألف مؤسسة أجنبية غادرت تونس منذ 2011

كشفت دراسة أجرتها وكالة النهوض بالصناعة والتجديد (هيكل حكومي) عن إغلاق نحو 1068 مؤسسة أجنبية أبوابها وإنهاء أنشطتها الاستثمارية في تونس خلال الفترة المتراوحة بين 2012 و2015، وذلك بمعدل سنوي مقدر بنحو 292 إغلاقا، وهو ما أسفر عن خسارة نحو عشرة آلاف من العمال في المؤسسات الصغرى والمتوسطة لوحدها لفرص عملهم خلال السنوات التي تلت ثورة 2011.
وووفق الدراسة التي أجرتها الوكالة بغرض التعرف على مناخ الأعمال وجلب الاستثمارات الأجنبية، أشارت النتائج إلى تأثر المؤسسات الصغرى والمتوسطة، التي تقل أعمارها عن 10 سنوات، بأكثر من غيرها وبصفة كبيرة بالتحول السياسي الذي طرا على تونس، ومثلت لوحدها نحو 60 في المائة من المؤسسات المغادرة.
وقالت الدراسة التي حملت عنوان «إشكاليات بعث المؤسسات وتحسين نسب إنجاز المشاريع وديمومتها في تونس»، والتي امتدت من 2005 إلى 2015، إن تونس فقدت نحو 250 ألف موطن شغل خلال تلك الفترة نتيجة غلق نحو 4319 مؤسسة أجنبية، وأكدت أن ظاهرة هجرة المؤسسات الأجنبية لتونس ليست وليدة ثورة 2011؛ بل إنها تعود إلى سنوات قبلها.
وأبرزت الدراسة أن معظم المؤسسات التي أغلقت أبوابها كانت تنشط في قطاعي النسيج والملابس والجلود بنسبة تقارب 59 في المائة من المؤسسات، وهي تحتل المرتبة الأولى في هذا المجال. وجاءت المؤسسات العاملة في قطاع الصناعات الميكانيكية والكهربائية في المرتبة الثانية بنسبة 13 في المائة.
وشملت عمليات الإغلاق ومغادرة التراب التونسي معظم ولايات (محافظات) تونس، وكانت النسبة الأكبر في الوسط الشرقي وذلك بنسبة 47 في المائة، كما أن الجنوب التونسي الذي يضم مناطق توزر وقفصة وقابس ومدنين وقبلي تأثر بدوره بعدم الاستقرار السياسي والأمني وغادرته نحو 27 في المائة من المؤسسات الأجنبية.
ولا تعني هذه الأرقام أن بقية مناطق تونس قد أفلتت من التأثر بعدم الاستقرار وكانت في منأى من الأزمة الاقتصادية، فقد توزعت المؤسسات المغادرة بصفة متفاوتة على معظم مناطق البلاد.
وعلى صعيد متصل، أكدت الغرفة التونسية الفرنسية للصناعة والتجارة أن نسبة 45.5 في المائة من أصحاب المؤسسات الفرنسية الموجودة في تونس تتوقع نتائج اقتصادية إيجابية خلال سنة 2017، كما أظهر أصحاب المؤسسات الفرنسية تفاؤلا، إذ أكدت نسبة 50.9 في المائة منهم أنهم ينتظرون أن يحققوا ارتفاعا في رقم معاملاتهم خلال الفترة المقبلة.
وعلى الرغم من التفاؤل الحذر الذي ميز توقعات المستثمرين الفرنسيين، فقد كشف المسح الميداني الذي شمل نحو 254 مؤسسة فرنسية تنشط في البلاد أن 31.6 في المائة من هذه المؤسسات ترى أن السنة المقبلة ستكون نتائجها أقل من السنة الحالية، خلافا لنسبة تقارب 20.6 في المائة تعتقد أن الآفاق الاقتصادية للسنة المقبلة لن تشهد تغيرات ملحوظة.
وما تزال نسبة كبيرة من المؤسسات الفرنسية، قدرت بنحو 64 في المائة، ترى أن الإجراءات الإدارية وتشعبها والروتين والتعطيل، تمثل عوائق أمام نموها الاقتصادي وتطوير استثماراتها.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.