الأمم المتحدة: حملة تطهير تشنها قوات النظام السوري شرق حلب

فرنسا تدعو للوقوف على حقيقة ما يحدث في المدينة

الأمم المتحدة: حملة تطهير تشنها قوات النظام السوري شرق حلب
TT

الأمم المتحدة: حملة تطهير تشنها قوات النظام السوري شرق حلب

الأمم المتحدة: حملة تطهير تشنها قوات النظام السوري شرق حلب

اتهمت الأمم المتحدة يوم أمس (الاثنين)، قوات النظام السوري بقتل 82 مدنيا على الاقل، بينهم نساء واطفال، في احياء حلب الشرقية التي سيطرت عليها.
وخلال مؤتمر صحافي في جنيف، قال المتحدث باسم مجلس حقوق الانسان روبرت كولفيل إنّ الضحايا، وبينهم 11 سيدة و 13 طفلا، قتلوا "على الاغلب في الساعات الـ48 الماضية" في أربعة احياء مختلفة من حلب بسوريا.
من جهتها، دعت فرنسا اليوم (الثلاثاء)، الامم المتحدة إلى استخدام كل الآليات على الفور للوقوف على حقيقة ما يحدث في مدينة حلب المحاصرة، وحذرت روسيا من أنّها تخاطر بأن تصبح متواطئة في أعمال "انتقام وترويع" تقع في المدينة السورية.
ومع تزايد التقارير عن تنفيذ قوات النظام السوري أعمالا وحشية ضد أعداد كبيرة من المدنيين منهم نساء وأطفال، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو، إنّ التوصل إلى وقف لاطلاق النار أصبح أكثر الحاحا من أي وقت مضى. وأضاف "مساندو النظام بدءًا من روسيا لا يمكنهم السماح بأن يسود منطق الانتقام والترويع من دون أن يتحملوا مخاطر أن يصبحوا متواطئين". وتابع "أدعو الأمم المتحدة أن تستخدم من دون ابطاء، كل الآليات من أجل الوقوف على حقيقة ما يحدث في حلب حتى لا يترك المجتمع الدولي هذه الجرائم تمر بلا عقاب".
وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اليوم، أنّ تركيا ستكثف اتصالاتها مع روسيا من أجل التوصل إلى وقف اطلاق النار في مدينة حلب التي تكاد تسقط بأكملها في أيدي قوات النظام السوري.
وقال الوزير التركي في مؤتمر صحافي مع نظيره التشيكي في أنقرة "اليوم، غدًا وكل يوم، سنكثف محادثاتنا مع روسيا ودول اخرى من أجل التوصل إلى حل لهذه المأساة الانسانية (...) ستتواصل جهودنا، أساسًا للسماح للمدنيين بالمغادرة ومن أجل وقف اطلاق النار".
وكانت أجواء أحياء حلب الشرقية قد أوحت امس، بنهاية مقاتلي المعارضة وانهيار دفاعاتها فيها، ما أدى الى تقدم قوات النظام.
وبالنسبة لقوات المعارضة سيمثل ذلك خسارة فادحة وسيحرمها من أي وجود كبير في أي مدينة سورية رئيسية. وما زالت المعارضة تسيطر على معظم ريف حلب الغربي ومحافظة ادلب الواقعة أيضا شمال غربي البلاد.
وقالت مراسلة رويترز في المدينة إنّه بعد أيام من القصف المكثف للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة انخفضت وتيرة القصف والضربات الجوية بشكل واضح في وقت متأخر أمس وطوال الليل، لكن المرصد السوري لحقوق الانسان قال إنّ القصف الصاروخي استمر على مناطق في الاحياء التي لا تزال الفصائل تسيطر عليها بالقسم الشرقي من مدينة حلب، مضيفا أن الاشتباكات استمرت إلى ما بعد منتصف ليل أمس في محاور عدّة تشكل نقاط تماس في القسم المتبقي من الاحياء الشرقية في المدينة بين الفصائل المقاتلة من جهة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى.
من جانبه، أفاد مسؤول في الجبهة الشامية وهي إحدى جماعات المعارضة الموجودة في حلب قال من تركيا في وقت متأخر أمس، إنّ المقاتلين فتحوا جبهة جديدة للقتال على طول نهر حلب.
ومع تغير خطوط القتال بسرعة أمس، فر الآلاف من السكان من القتال وحملوا كل ما يمكن من متعلقاتهم ودفع بعضهم أقاربهم على مقاعد متحركة قبل أن تبدأ عاصفة ممطرة شديدة في المساء.
في السياق، قالت نشرة يومية يصدرها "مركز المصالحة" في وزارة الدفاع الروسية من قاعدة حميميم الجوية التي تستخدمها الطائرات الحربية الروسية إنّ أكثر من ثمانية آلاف مدني أكثر من نصفهم أطفال غادروا شرق حلب خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية.
وناشدت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان أرسل بالبريد الالكتروني في وقت مبكر أمس، جميع الاطراف بالحفاظ على حياة المدنيين. فيما قال متحدث أمس إنّ بان كي مون الامين العام للامم المتحدة عبر عن قلقه بشأن تقارير عن ارتكاب أعمال وحشية مع تقدم الجيش.
وأفاد بيان الصليب الاحمر "مع وصول القتال لمستويات جديدة وسقوط المنطقة في حالة فوضى لا يجد الآلاف ممن لا يشاركون في أعمال العنف مكانًا آمنا بمعنى الكلمة".
وقال زكريا ملاحفجي من جماعة "فاستقم" المعارضة التي تقاتل في حلب والموجود في تركيا في وقت مبكر اليوم، إنّه ليست هناك اتصالات دولية بشأن اقتراح انقاذ المدينة بالسماح للمقاتلين بالانسحاب.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».