محطة قطارات سانت بانكراس المهيبة... بوابة العبور إلى أوروبا

معلم ومعلومة

محطة قطارات سانت بانكراس المهيبة... بوابة العبور إلى أوروبا
TT

محطة قطارات سانت بانكراس المهيبة... بوابة العبور إلى أوروبا

محطة قطارات سانت بانكراس المهيبة... بوابة العبور إلى أوروبا

تتميز العاصمة البريطانية لندن بمبانيها الرائعة، وإن كانت أكثرها جاذبية محطة قطارات سانت بانكراس بطرازها القوطي الدرامي وواجهتها الفندقية.
ظهرت محطة سانت بانكراس في بعض الأفلام السينمائية، منها فيلم لتشارلي شابلن وآخر ضمن سلسلة أفلام «باتمان»، وتباينت حظوظ محطة قطارات عبر السنين، فعند اكتمال بنائها عام 1868 كانت الأروع في العاصمة البريطانية على الإطلاق، غير أنها في الستينات من القرن الماضي باتت مهددة بالإغلاق والهدم، لكنها اليوم إحدى أكثر محطات لندن ازدحاما بعد أن ضمّت فندقا فخما.
أُنشئت محطة سانت بانكراس بواسطة شركة «ميدلاند ريلواي» كجزء من خطتها الرامية لمد خطوط السكك الحديدية من شرق البلاد للعاصمة لندن. وافتتحت المحطة عام 1868، ووفرت قطارات لأغلب الجهات في المقاطعات الوسطى وشمال إنجلترا. ولاجتذاب المسافرين ومنافسة غيرها من وسائل المواصلات، قررت شركة «ميدلاند ريلواي» الاستثمار بإنشاء مجمع ضخم للخدمات، وكانت صالة القطارات تتمتع بأكبر سطح لمبنى في البلاد في ذلك الحين. وبمحاذاة مسار القطار بني فندق رائع ضخم، ولأن إنشاء خط السكة الحديد سبق بناء المحطة، فكان من السهل نقل مواد البناء للندن لبناء المحطة ثم الفندق. فمثلا جاءت «جمالونات» الأسقف المعدنية المزخرفة من مدينة ديربيشاير، وجاءت قوالب طوب البناء ذات اللون الأحمر المميز من شرق البلاد (حيث إن لون الطين الموجود في لندن لا ينتج سوى القوالب ذات اللون الأصفر). ويعتبر شعار الشركة أحد أهم جوانب التسويق في القرن التاسع عشر كما هي الحال اليوم، فشعار شركة السكك الحديدية البريطانية «ميدلاند ريلواي» عبارة عن رسم لتنين صغير يعرف باسم «ويفرن»، وهو الشعار الذي ستقع عليه عيناك إن دققت النظر في النقوش الموجودة على أحجار المبنى.
انتعشت المحطة والفندق بسبب الزيادة السكانية في بريطانيا، وكذلك بسبب الرغبة في السفر والترحال. بدأت المشكلات في الظهور في الثلاثينات من القرن الماضي، بسبب عدم احتواء أي من غرف الفندق على حمام خاص، وكان مصدر ضيق للنزلاء، وكانت التكلفة ستصبح باهظة لو أنهم بنوا حماما بكل غرفة. وجرى تحويل الفندق إلى مكاتب إدارية واستمر على هذه الحال حتى الثمانينات. وفي الستينات، تسببت زيادة عدد السيارات الخاصة في تراجع أعداد المسافرين باستخدام القطار، ولذلك جرى تحويل بعض خدمات محطة قطارات بانكراس المتجهة إلى شمال إنجلترا إلى محطة إيستون، بعد أن تحول خط القطار المتجه إلى هناك للعمل بالكهرباء. بعد ذلك أثير مقترح لتحويل باقي الخطوط للعمل بالكهرباء، وإلغاء بل وهدم محطة بانكراس. ولحسن الحظ، دشن كثير من أصحاب النفوذ حملة لإنقاذ المحطة، مما دفع الحكومة إلى إصدار قرار بحفظ المبنى، ووضعت عليه لافتة بهذا المعنى.
عاد المبنى للحياة مجددا مع بداية القرن الحادي والعشرين مع تدشين خدمات قطار «يوروستار» المتجه إلى باريس وبروكسل عام 2007. وانتقلت باقي الخدمات المفترض توجهها إلى شرق البلاد، أو إيست ميدلاند، إلى ملحق جديد للمحطة، واتجهت خدمات «يوروستار» للمحطة القديمة الرائعة ذات السقف المقوس العتيق بعد أن خضعت لعمليات تجديد لتتناسب مع طبيعة الخدمات الجديدة. أخرجت المكاتب من مبنى الفندق وأعيد ترميمه وتوسعته، وأخيرا أضيفت الحمامات للغرف.
يعتبر بداية العام الجديد، أو احتفالات أعياد الميلاد، وقتا مميزا للسفر من خلال المحطة التي تتزين بديكورات بديعة احتفالا بتلك المناسبة. وقبل عامين، تزينت المحطة بشجرة أعياد الميلاد ضخمة مصنوعة من طوب «ليغو»، لتصبح مصدر جذب للزوار الراغبين في رؤيتها.



ما أجمل المباني السياحية في بريطانيا؟

«قصر باكنغهام»... (إنستغرام)
«قصر باكنغهام»... (إنستغرام)
TT

ما أجمل المباني السياحية في بريطانيا؟

«قصر باكنغهام»... (إنستغرام)
«قصر باكنغهام»... (إنستغرام)

أجرى باحثون استطلاعاً للرأي على مستوى البلاد لاكتشاف أجمل المباني وأبرزها في جميع أنحاء المملكة المتحدة، حيث جاء كل من: «كاتدرائية القديس بول» (بنسبة 21 في المائة)، و«كاتدرائية يورك» (بنسبة 18 في المائة)، و«دير وستمنستر آبي» (بنسبة 16 في المائة)، و«قصر وارويك» (بنسبة 13 في المائة)، جميعها ضمن القائمة النهائية.

مع ذلك جاء «قصر باكنغهام» في المركز الأول، حيث حصل على 24 في المائة من الأصوات. ويمكن تتبع أصوله، التي تعود إلى عام 1703، عندما كان مسكناً لدوق باكنغهام، وكان يُشار إليه باسم «باكنغهام هاوس».

وفي عام 1837، أصبح القصر البارز المقر الرسمي لحاكم المملكة المتحدة في لندن، وهو اليوم المقر الإداري للملك، ويجذب أكثر من مليون زائر سنوياً.

يحب واحد من كل عشرة (10 في المائة) زيارة مبنى «ذا شارد» في لندن، الذي بُني في عام 2009، بينما يرى 10 في المائة آخرون أن المناطق البيئية لمشروع «إيدن» (10 في المائة) تمثل إضافة رائعة لأفق مقاطعة كورنوول.

برج «بلاكبول» شمال انجلترا (إنستغرام)

كذلك تتضمن القائمة «جناح برايتون الملكي» (9 في المائة)، الذي بُني عام 1787 على طراز المعمار الهندي الـ«ساراكينوسي»، إلى جانب «ذا رويال كريسنت» (الهلال الملكي) بمدينة باث (9 في المائة)، الذي يضم صفاً من 30 منزلاً مرتبة على شكل هلال كامل، وبرج «بلاكبول» الشهير (7 في المائة)، الذي يستقبل أكثر من 650 ألف زائر سنوياً، وقلعة «كارنارفون» (7 في المائة)، التي شيدها إدوارد الأول عام 1283.

وتجمع القائمة التي تضم 30 مبنى، والتي أعدتها مجموعة الفنادق الرائدة «ليوناردو هوتلز يو كي آند آيرلاند»، بين التصاميم الحديثة والتاريخية، ومنها محطة «كينغ كروس ستيشن»، التي جُددت وطُورت بين عامي 2006 و2013، وساحة «غريت كورت» المغطاة التي جُددت مؤخراً داخل المتحف البريطاني، جنباً إلى جنب مع قلعة «هايكلير» في مقاطعة هامبشاير، التي ذاع صيتها بفضل مسلسل «داونتون آبي».

ليس من المستغرب أن يتفق ثلثا المستطلعة آراؤهم (67 في المائة) على أن المملكة المتحدة لديها بعض أجمل المباني في العالم، حيث يعترف 71 في المائة بأنهم أحياناً ما ينسون جمال البلاد.

ويعتقد 6 من كل 10 (60 في المائة) أن هناك كثيراً من الأماكن الجديرة بالزيارة والمناظر الجديرة بالمشاهدة في المملكة المتحدة، بما في ذلك المناظر الخلابة (46 في المائة)، والتراث المذهل والتاريخ الرائع (33 في المائة).

«ذا رويال كريسنت» في مدينة باث (إنستغرام)

وقالت سوزان كانون، مديرة التسويق في شركة «ليوناردو هوتلز يو كي آند آيرلاند» البريطانية، التي أعدت الدراسة: «من الواضح أن المملكة المتحدة تضم كثيراً من المباني الرائعة؛ سواء الجديدة والقديمة. ومن الرائع أن يعدّها كثير من البريطانيين أماكن جميلة لقضاء الإجازات في الداخل. بالنسبة إلى أولئك الذين يخططون للاستمتاع بإجازة داخل البلاد، فلن تكون هناك حاجة إلى كثير من البحث، حيث تنتشر فنادقنا الـ49 في جميع أنحاء المملكة المتحدة بمواقع مثالية في مراكز المدن، وعلى مسافة قريبة من بعض المباني المفضلة لدى البريطانيين والمعالم الشهيرة البارزة، مما يجعلها المكان المثالي للذين يبحثون عن تجربة لا تُنسى حقاً. ويمكن للضيوف أيضاً توفير 15 في المائة من النفقات عند تمديد إقامتهم لثلاثة أيام أو أكثر حتى يوليو (تموز) 2025».

مبنى «ذا شارد» شرق لندن (إنستغرام)

كذلك كشف الاستطلاع عن أن «أكثر من نصفنا (65 في المائة) يخططون لقضاء إجازة داخل المملكة المتحدة خلال العام الحالي، حيث يقضي المواطن البريطاني العادي 4 إجازات في المملكة المتحدة، و74 في المائة يقضون مزيداً من الإجازات في بريطانيا حالياً مقارنة بعددهم منذ 3 سنوات.

وأفاد أكثر من الثلث (35 في المائة) بأنهم «يحبون استكشاف شواطئنا الجميلة، حيث إن التنقل فيها أسهل (34 في المائة)، وأرخص (32 في المائة)، وأقل إجهاداً (30 في المائة)».

بشكل عام، يرى 56 في المائة من المشاركين أن البقاء في المملكة المتحدة أسهل من السفر إلى خارج البلاد.