وزير الدفاع الأميركي يؤكد استمرار دعم بلاده للعراق في حربه على الإرهاب

مقتل 8 في تفجيرين في الفلوجة... والعبادي بحث مع كارتر أوضاع الموصل

عائلات عراقية من غرب الموصل فرت من القتال الدائر بين القوات العراقية و«داعش» تاركة خلفها بيوتها وممتلكاتها (أ.ف.ب)
عائلات عراقية من غرب الموصل فرت من القتال الدائر بين القوات العراقية و«داعش» تاركة خلفها بيوتها وممتلكاتها (أ.ف.ب)
TT

وزير الدفاع الأميركي يؤكد استمرار دعم بلاده للعراق في حربه على الإرهاب

عائلات عراقية من غرب الموصل فرت من القتال الدائر بين القوات العراقية و«داعش» تاركة خلفها بيوتها وممتلكاتها (أ.ف.ب)
عائلات عراقية من غرب الموصل فرت من القتال الدائر بين القوات العراقية و«داعش» تاركة خلفها بيوتها وممتلكاتها (أ.ف.ب)

أجرى رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، أمس، مباحثات مع وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، الذي وصل إلى العاصمة العراقية أمس، كُرّست لمناقشة سير العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في الموصل، وآخر التطورات في المدينة. وجاء في بيان للمكتب الإعلامي للحكومة العراقية، وُزع أمس، بعد انتهاء الاجتماع، أن «العبادي اجتمع مع كارتر والوفد المرافق له، وجرت مناقشة سير عمليات (قادمون يا نينوى)، والانتصارات التي تحققها القوات العراقية في المعركة، وإعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة، وتدريب وتسليح القوات العراقية». وصرّح العبادي، بأن «معركة تحرير الموصل تجري بانسيابية كبيرة في جميع المحاور»، وقال إن «قواتنا ملتزمة بالحفاظ على المدنيين، وأن النصر العسكري على عصابات (داعش) أصبح قريبا».
من جانبه، بارك كارتر ما وصفه أيضا، بـ«الانتصارات المتحققة في الموصل»، وأثنى على «مهنية القوات العراقية من جيش وشرطة و(حشد)، وشجاعتهم والتزامهم الكبير في المعركة». وجدد الوزير الأميركي «دعم بلاده والمجتمع الدولي للعراق في حربه ضد الإرهاب واستمرار هذا الدعم».
في الموصل، التي كانت موضع محادثات كارتر والعبادي، نقلت «رويترز»، عن ضابط عراقي من القيادة العسكرية المحلية، قوله، إن قائدا عسكريا عراقيا، أصيب أمس وقتل أحد حراسه، في هجوم نفذته عناصر تابعة لتنظيم داعش، أطلقت قذائف المورتر على موكب جنوب المدينة. وكان موكب العميد جمعة عناد، قائد العمليات في محافظة صلاح الدين، قد تعرض للهجوم بالقرب من بلدة الشرقاط، حيث تقاتل القوات العراقية لاستعادة منطقة من قبضة التنظيم، وأصيب العميد في رأسه وذراعه، ونُقل جوا إلى مستشفى في أربيل.
والقتال حول الشرقاط، في محافظة صلاح الدين، يعد جزءا من حملة عسكرية أوسع نطاقا ضد وجود «داعش» في شمال العراق. وتقاتل قوات عراقية تدعمها الولايات المتحدة منذ 8 أسابيع، لسحق المتشددين في الموصل، كبرى المدن الخاضعة لسيطرة التنظيم في العراق وسوريا.
وكان عناد، يقوم بزيارة تفقدية للقوات في قرية كنعوص، على الضفة الشرقية لنهر دجلة، على بعد 90 كيلومترا تقريبا جنوب الموصل.
وفي وقت لاحق، نقلت «رويترز» عن مصادر في الشرطة العراقية في مدينة الفلوجة الواقعة غرب بغداد، ومصادر طبية، قولها إن ثمانية أشخاص قتلوا، أمس، في تفجير سيارتين ملغومتين في المدينة. فيما أفادت وكالة «أعماق» الإخبارية، القريبة من تنظيم «داعش»، بأن مقاتلين من التنظيم نفذوا الهجومين. وذكرت المصادر أن مهاجما انتحاريا فجر سيارة عند نقطة تفتيش أمنية في غرب المدينة، فيما وقع التفجير الثاني في وسط المدينة، قرب نقطة تفتيش أخرى ومقهى مكتظ. وأكدت مصادر في المستشفى الذي نقل إليه ضحايا التفجيرين، أن المستشفى استقبل ثمانية جثث.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».