جنود أميركيون في الصفوف الأمامية في المرحلة الثانية لمعركة الرقة

مصدر قيادي كردي: ألمان وفرنسيون وبريطانيون وأردنيون يشاركون في العمليات العسكرية

مقاتلون من «قوات سوريا الديمقراطية» التي يتكون غالبيتها من مقاتلين أكراد، خلال استعراض عسكري، أمس، إعلانا للمرحلة الثانية من تحرير الرقة شمال سوريا من تنظيم داعش (إ.ب.أ)
مقاتلون من «قوات سوريا الديمقراطية» التي يتكون غالبيتها من مقاتلين أكراد، خلال استعراض عسكري، أمس، إعلانا للمرحلة الثانية من تحرير الرقة شمال سوريا من تنظيم داعش (إ.ب.أ)
TT

جنود أميركيون في الصفوف الأمامية في المرحلة الثانية لمعركة الرقة

مقاتلون من «قوات سوريا الديمقراطية» التي يتكون غالبيتها من مقاتلين أكراد، خلال استعراض عسكري، أمس، إعلانا للمرحلة الثانية من تحرير الرقة شمال سوريا من تنظيم داعش (إ.ب.أ)
مقاتلون من «قوات سوريا الديمقراطية» التي يتكون غالبيتها من مقاتلين أكراد، خلال استعراض عسكري، أمس، إعلانا للمرحلة الثانية من تحرير الرقة شمال سوريا من تنظيم داعش (إ.ب.أ)

دخلت معركة تحرير الرقة، معقل تنظيم داعش شمال سوريا، التي تتولاها «قوات سوريا الديمقراطية» ذات الأكثرية الكردية بدعم من التحالف الدولي، المرحلة الثانية التي تهدف إلى تحرير كامل الريف الغربي، إضافة إلى عزل المدينة، بعدما تم في المرحلة الأولى تحرير مساحة 700 كلم مربع والعشرات من القرى في ريف الرقة الشمالي. وتزامن الإعلان عن انطلاق مرحلة جديدة من العمليات العسكرية في المحافظة مع إرسال واشنطن مائتي جندي إضافي إلى سوريا ينضمون إلى 300 من القوات الخاصة، بحسب ما كشف يوم أمس وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر.
ولم يعد منذ فترة دور القوات الأميركية المتواجدة في الشمال السوري يقتصر على تقديم الاستشارات أو قيادة العمليات من بعيد، بل هي، وكما كشفت «الشرق الأوسط» في عددها الصادر في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تشمل جنودا من «التحالف الدولي» باتوا يقاتلون جنبا إلى جنب القوات الكردية بمواجهة عناصر «داعش». وفيما أكد أكثر من مسؤول في «قوات سوريا الديمقراطية» يوم أمس أن الجنود الأميركيين سيشاركون في الخطوط الأمامية في المرحلة الثانية من معركة الرقة، قال قيادي كردي لـ«الشرق الأوسط» أن التواجد العسكري الأجنبي في المحافظة لا يقتصر على الأميركيين: «بل يشارك في المعارك جنود ألمان وفرنسيون وبريطانيون وأردنيون يتمركزون في أكثر من قاعدة عسكرية شمال سوريا وبالتحديد في كوباني والحسكة ورميلان». وأوضح القيادي الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أنه وإلى جانب المشاركة الأجنبية بقتال التنظيم: «بات يمكن الحديث عن مشاركة قوات عربية بفاعلية أكبر مع انضمام قوات النخبة التابعة لأحمد الجربا، رئيس الائتلاف المعارض السابق، كما 1500 من أبناء الرقة بعد أن خضعوا لتدريبات مكثفة».
ومن قرية العالية الواقعة في ريف الرقة الشمالي، أعلنت جيهان الشيخ أحمد، المتحدثة باسم حملة «غضب الفرات» التي أطلقتها «قوات سوريا الديمقراطية» في الخامس من نوفمبر الماضي، أنه «تم اتخاذ قرار البدء بالمرحلة الثانية من الحملة التي تهدف إلى تحرير كامل الريف الغربي من الرقة، إضافة إلى عزل المدينة»، مؤكدة أن «المرحلة الأولى من حملتنا، انتهت بنجاح كبير»، مشيرة إلى «تحرير مساحة 700 كلم مربع والعشرات من القرى، إضافة إلى بلدات وطرق استراتيجية عدة» في ريف الرقة الشمالي.
وشددت «قوات سوريا الديمقراطية» في بيانها على أن «تنسيقنا مع التحالف الدولي مستمر بشكل فاعل ومثمر، وهذا التنسيق سيكون أقوى وأكثر تأثيرا أثناء المرحلة الثانية». وقال المتحدث باسم هذه القوات طلال سلو، إن «القوات الأميركية شاركت في الجبهات الأمامية في المرحلة الأولى، وستشارك بشكل أكثر فاعلية إلى جانب قواتنا في المرحلة الثانية». كما أكد مستشار القيادة العامة لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، ناصر حاج منصور، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «القوات الأميركية ستشارك في خطوط الجبهة الأمامية في هذه المرحلة بشكل فاعل».
وفي وقت سابق السبت، أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، أن الولايات المتحدة سترسل مائتي جندي إضافي إلى سوريا «من أجل ضمان نجاح عزل الرقة». وسينضم هؤلاء، وفق قوله، إلى «300 عنصر من القوات الخاصة في سوريا؛ وذلك من أجل مواصلة التنظيم والتدريب والتجهيز».
ميدانيا، أعلنت حملة «الرقة تذبح بصمت» عن قيام طيران التحالف الدولي يوم أمس باستهداف محطة تحويل الكهرباء في سد الشهداء بالقرب من بلدة المنصورة؛ ما أدى إلى تدميرها بشكل كامل، كما تحدث ناشطو الحملة عن تدمير جسور عدة في الريف الغربي لمدينة الرقة، وهي: جسر صوامع السلحبية، جسر اليمامة، الجسر الحربي وجسر سحل الخشب.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.