فصائل حلب تنفي استسلامها ومن خرج أعدم أو نقل إلى مراكز التحقيق

قصف المدينة مستمر رغم الإعلان الروسي عن توقفه

مدنيون ينتظرون الخروج أمس عند حاجز تابع للنظام قرب «دوار الحاووز» في القسم الشرقي من حلب بعد القصف العنيف من الطيران الحربي لمناطقهم (أ.ف.ب)
مدنيون ينتظرون الخروج أمس عند حاجز تابع للنظام قرب «دوار الحاووز» في القسم الشرقي من حلب بعد القصف العنيف من الطيران الحربي لمناطقهم (أ.ف.ب)
TT

فصائل حلب تنفي استسلامها ومن خرج أعدم أو نقل إلى مراكز التحقيق

مدنيون ينتظرون الخروج أمس عند حاجز تابع للنظام قرب «دوار الحاووز» في القسم الشرقي من حلب بعد القصف العنيف من الطيران الحربي لمناطقهم (أ.ف.ب)
مدنيون ينتظرون الخروج أمس عند حاجز تابع للنظام قرب «دوار الحاووز» في القسم الشرقي من حلب بعد القصف العنيف من الطيران الحربي لمناطقهم (أ.ف.ب)

بقيت أصوات المدافع والبراميل المتفجرة التي تلقى على الأحياء المتبقية تحت سيطرة المعارضة في شرق حلب، أعلى من كل الأصوات السياسية والدبلوماسية، وأقوى من كل التحركات الدولية والنداءات المطالبة بوضع حدّ للحملة على المدينة وإنقاذ المدنيين المحاصرين في أحياء المدينة، بينما كشف قائد من المعارضة، عن معلومات تفيد بتقسيم النظام الفارين من حلب الشرقية إلى أربع فئات، أعدمت فئة منها على الفور.
ورغم إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ليل الجمعة عن وقف الغارات الجوية على حلب، فإن الطيران الحربي التابع للنظام، قصف، صباح أمس، أحياء الفردوس، المعادي، بستان القصر، الصالحين وجسر الحج في شرق حلب، مخلفًا عشرات القتلى والجرحى، ودمارًا في المباني والممتلكات.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الغارات الجوية لطائرات النظام التي ترافقت مع قصف صاروخي، استهدفت المناطق ذاتها؛ ما وزاد من معاناتها. كما شنّت قوات النظام والمسلحين الموالين لها، هجومًا على محور الإذاعة بالمدينة، ودارت اشتباكات عنيفة، أدت إلى سقوط خسائر في صفوف الطرفين. وأشار «المرصد» إلى أن «فصائل المعارضة ردت بإطلاق قذائف صاروخية أصابت أحياء سيف الدولة، الفرقان، المريديان ومحيط جامعة حلب؛ ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى»، لافتًا إلى أن قوات الأسد «قصفت قرية معراتة ومحيط بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي».
وفيما لا يزال الغموض يلف مصير مئات المدنيين الذين فرّوا باتجاه مناطق سيطرة النظام غرب حلب، بعد تقارير تحدثت عن إخفاء هؤلاء وتصفية بعضهم، كشف عضو المكتب السياسي للجيش الحر، زكريا ملاحفجي، عن معلومات تفيد بأن «النظام قسّم الفارين إلى أربع فئات، الأولى من النساء والأطفال الذين تم نقلهم إلى منطقة جبرين في أطراف أحياء حلب الغربية، وضعوا في مراكز إيواء تشرف عليها منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة. أما الفئة الثانية من الشباب دون الـ45 عامًا، فجرى تسليحهم وإلحاقهم بقوات النظام، وقد أجبروا على التجنّد في صفوفها. أما الفئة الثالثة»، والكلام لملاحفجي، «فهي من الشباب الذين يعتبرهم الأخير موالين للثورة وقد اقتيد أفرادها إلى فروع أمن النظام. وتضم الفئة الرابعة عشرات الشبان الذين جرت تصفيتهم على الفور». وأكد ملاحفجي أن «قيادة غرفة عمليات الجيش الحر) أبلغت بهذه المعلومات الموثوقة، ممن وصولوا إلى منطقة جبرين وباتوا تحت رعاية وحماية المنظمات الإنسانية».
ورغم اختلال موازين القوى في حالب لصالح النظام وحلفائه، فقد أوضح عضو المكتب السياسي في «الجيش السوري الحر» زكريا ملاحفجي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «مشكلة الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة الثوار، هي في المعاناة الإنسانية بالدرجة الأولى». ولفت إلى أن مقاتلي المعارضة «لديهم من الإرادة ومقومات الصمود ما يكفي لحماية مناطقهم، لكن المعضلة في معاناة المدنيين، وسقوط عشرات الشهداء منهم، وبقاء جثثهم في الشوارع، عدا الإصابات التي تفتقر إلى الرعاية الطبية». وقال ملاحفجي إن «من أصل أربعة مصابين جروحهم متوسطة، يموت ثلاثة، بسبب النزيف والتهاب الجروح والتعفن»، مضيفًا أن النظام قصف «ليل الجمعة- السبت حي الكلاسة بغاز الكلور، وتم نقل أكثر من 40 إصابة غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى مراكز طبية بدائية، وعلى الأقل نصف هؤلاء معرض للموت».
وبموازاة تأكيدات النظام والروس خروج المئات من مقاتلي المعارضة من الأحياء المحاصرة وتسليم أنفسهم للجيش، أمس، أكد مصدر عسكري في المعارضة المسلّحة لـ«الشرق الأوسط»، أن «الثوار المحاصرين في الأحياء المحررة، ليس لديهم إلا خيار القتال حتى آخر نقطة دم دفاعًا عن مناطقهم وعن المدنيين»، معتبرًا أن «أكاذيب النظام باتت مكشوفة وغير قابلة للتسويق». وقال المصدر العسكري الذي رفض ذكر اسمه، إن «المقاتلين لديهم ما يكفي من الذخيرة والسلاح للصمود، وتكبيد العدو الخسائر»، كاشفًا عن أن «الثوار صدّوا هجومًا على حي الإذاعة، وتمكنوا من إعطاب دبابة وناقلات جند للنظام، وقتلوا عددًا من عناصره وعناصر المرتزقة التي تقاتل إلى جانبه».
إلى ذلك، أعلن ناشطون، أن «مئات الأشخاص خرجوا أمس من الأحياء المتبقية تحت سيطرة الفصائل بالقسم الشرقي من مدينة حلب نحو مناطق سيطرة قوات النظام في المدينة». وأكدوا أن «لا صحة للمزاعم التي تحدثت عن خروج أو تسليم 1200 مقاتل من الفصائل أنفسهم إلى قوات النظام، وعمد الإعلام الموالي للنظام إلى تصوير أشخاص على أنهم مقاتلون من الفصائل». وقال الناشطون إن «هؤلاء مدنيون من أبناء حيي الصاخور وطريق الباب، وقد تم التعرف إلى هوياتهم».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.