زيادة معدل التهديف ظاهرة تبحث عن تفسير

التركيز على تطوير الأساليب الهجومية وتجاهل دعم الخطوط الدفاعية عاملان ساهما في رؤية المزيد من الأهداف

كوستا هداف الدوري الإنجليزي يقود تشيلسي إلى القمة  - أهداف سانشيز وولكوت أسهمت في احتلال أرسنال المركز الثاني في الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب) (رويترز)
كوستا هداف الدوري الإنجليزي يقود تشيلسي إلى القمة - أهداف سانشيز وولكوت أسهمت في احتلال أرسنال المركز الثاني في الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب) (رويترز)
TT

زيادة معدل التهديف ظاهرة تبحث عن تفسير

كوستا هداف الدوري الإنجليزي يقود تشيلسي إلى القمة  - أهداف سانشيز وولكوت أسهمت في احتلال أرسنال المركز الثاني في الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب) (رويترز)
كوستا هداف الدوري الإنجليزي يقود تشيلسي إلى القمة - أهداف سانشيز وولكوت أسهمت في احتلال أرسنال المركز الثاني في الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب) (رويترز)

نجح مانشستر سيتي في الحفاظ على شباكه نظيفة خلال مباراتين على مدار موسم بأكمله، أما ليفربول فحافظ على شباكه خلال ثلاثة مباريات. ورغم أن الناديين خرجا من لقاءات نهاية الأسبوع الماضي وهما يتحسران على الهزيمة التي تعرض لها كل منهما، والتي مكنت تشيلسي من فتح ثغرة صغيرة على قائمة جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز، ومع هذا قد يرى البعض أنه من العجيب حقًا أن يتمتع هذان الفريقان بمثل هذين المركزين المتقدمين في جدول المسابقة بالنظر إلى مستوى خطوط الدفاع لديهما، لكن من يدري، ربما هذه هي الصورة الحديثة لكرة القدم: الدفاع بالصورة القديمة المألوفة عفا عليه الدهر.
في صيف 2015 وفي أعقاب فوزه ببطولة الدوري الممتاز مع تشيلسي، زأر جوزيه مورينيو قائلاً: «ليس هناك جيل حديث»، وذلك في إطار رده على انتقادات موجهة إلى ما يزعم البعض أنه أسلوبه «الرتيب» في اللعب. وأبدى مورينيو قدرًا من سوء الفهم المتعمد في إطار تأكيده على رفضه لمن ينتقدون أسلوب اللعب المعتمد على الهجمات المرتدة باعتباره «أسلوبًا غبيًا».
وربما كان لمورينيو بعض الحق في قوله إن بعض المدربين يولون قدرًا ضئيلاً للغاية من الاهتمام إلى خطوط الدفاع في فرقهم، لكنه قطعًا كان مخطئًا تمامًا في قوله بأنه لا يوجد جيل جديد. الملاحظ أن تكتيكات الضغط والالتحام الرأسي بين اللاعبين لاستخلاص الكرة باتت تحيطها سحابة من الغموض، من دورتموند إلى ليفربول، ومن إشبيلية إلى هوفنهايم.
وتبقى هناك توجهات مختلفة، فهناك أتباع مدرسة الهولندي كرويف وآخرون يتبعون الأسلوب المميز للأرجنتيني بيلسا وأيضًا المدرسة الألمانية التي تستقي إلهامها من الروسي فاليري لوبانوفسكي من خلال الألماني رالف رانيك، علاوة على مدرسة ما بعد أريغو ساكي الإيطالية. هذه المدارس التكتيكية التي تعتمد على تنويعات مختلفة لفكرة رئيسة تدور حول الضغط بشدة. وهكذا نرى كل هذه النجاحات التي حققها مورينيو ومدرب أتلتيكو مدريد دييغو سيميوني اللذان يمثلان الجوهر الحقيقي لكرة القدم الحديثة. وينبئ ذلك بأن الفترة المقبلة ستشهد زيادة في أعداد الأهداف.
في ما يتعلق بالدوري الإنجليزي الممتاز، كان هناك ثمة تحول واضح خلال عام 2009 تقريبًا، من وضع كان يجري النظر خلاله إلى متوسط عدد أهداف في المباراة الواحدة ما بين 2.5 و2.6 باعتباره أمرًا طبيعيًا بالمقارنة لمتوسط كان قد بلغ ما بين 2.7 و2.8.
على امتداد العقدين الماضيين، كانت هناك حالة إعادة تمترس، لكن هذا الموسم عاود متوسط عدد الأهداف الارتفاع مجددًا، لدرجة أنه إذا استمر المنوال الحالي حتى نهاية الموسم، فإنه سيصبح بذلك الموسم الأعلى من حيث عدد الأهداف على امتداد مسابقة الدوري الممتاز المعتمدة على 20 فريقًا.
من ناحية أخرى، يبدو الوضع أكثر تعقيدًا داخل دوري أبطال أوروبا، لكن التوجه العام في الفترة الأخيرة يبدو متحركًا نحو الارتفاع ويكاد يصل إلى ثلاثة أهداف بالمباراة الواحدة خلال دور المجموعات. في الواقع، نادرًا للغاية ما يتوافر تفسير واحد بسيط لأي شيء في الحياة. ويمكننا القول بأن واحدًا من الأسباب وراء ارتفاع متوسط عدد الأهداف بالنسبة للمباراة في إطار بطولة دوري أبطال أوروبا يكمن في تفاقم الهوة القائمة من حيث مستوى الجودة بين أفضل وأضعف الفرق، ما ترتب عليه زيادة عدد الأهداف.
وربما كان هذا ليحدث على أية حال بالنظر إلى الجانب الاقتصادي لكرة القدم الحديثة مع ازدياد الأثرياء ثراءً، لكن بالتأكيد تفاقمت هذه العملية بسبب إقرار قاعدة - «دخول الأندية صاحبة المركز الثالث في دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا إلى تصفيات تضم 32 فريقًا في الدوري الأوروبي» - عام 2009، وهو الأمر الذي رغم ما يقف وراءه من نيات طيبة، فإنه لم يسفر سوى عن مزيد من المواجهات غير المتكافئة داخل دور المجموعات.
منذ عقد مضى، كان من المعتاد أن تنتهي أربع أو خمس من بين المباريات الـ96 بدور المجموعات بفريق يفوز بأربعة أهداف أو أكثر. الآن، أصبح من المعتاد وصول عدد هذه المباريات إلى 11 أو 12. هذا الموسم، ومع تبقي ثماني مواجهات، بلغ عدد هذه المباريات رقمًا قياسيًا وهو 13.
بيد أن الوضع يختلف على صعيد الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث من الصعب تحديد أي نمط واضح يرتبط بعدد الانتصارات بأربعة أهداف أو أكثر، بخلاف أن نشير إلى مدى قلة عدد مثل هذه المباريات مقارنة بما يحدث في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا في صورتها الحديثة، مع الوضع في الاعتبار أن عدد مباريات البطولة الأوروبية يبلغ أربعة أضعاف عدد لقاءات الدوري الممتاز. إذن، ما السبب وراء ارتفاع عدد الأهداف بالدوري الممتاز؟
من الواضح أن الخطوة التي جرى اتخاذها عام 2009 أثارت عاملين مرتبطين ببعضهما البعض: الرغبة في محاكاة برشلونة في ظل قيادة جوسيب غوارديولا واللعب بأسلوب أكثر تقدمية وانفتاحًا، الأمر الذي يسره إضفاء صبغة أكثر تحررية على قانون التسلل، الذي قتل فعليًا فكرة مصيدة التسلل كتكتيك ممنهج، وإجبار خطوط الدفاع على التراجع، الأمر الذي خلق مساحة أكبر للعب داخل وسط الملعب.
وبينما مالت الفرق بوجه عام نحو التمترس في العمق والتصدي للهجمات مع محاولة لاختطاف هدف، فإن الفرق التي كانت تلعب خارج أرضها مثل بلاكبول وسوانزي سيتي كانت تسعى للاستحواذ على الكرة والهجوم. مؤخرًا، تحركت خطوط الدفاع نحو الأمام مجددًا، من دون توافر مظلة حماية من قانون التسلل، وزاد معدل الاتصال البدني بمنطقة وسط الملعب. كما حدث تحول تدريجي في الاهتمام باللياقة البدنية، الأمر الذي يفسر كون أبرز اللاعبين على مستوى الدوري الممتاز على امتداد الموسم ونصف الموسم الماضيين تمثل في لاعب خط وسط تشيلسي نيغولو كانتي.
في الحقيقة، سيكون من قبيل المبالغة تجاهل أسلوب غوارديولا القائم على الانضباط الشديد، لكن اللافت كيف سقطت الفرق التي يتولى تدريبها من وقت لآخر بسرعة أمام خصوم ينفذون الهجمات المرتدة بسرعة: إن ما فعله تشيلسي بهم، السبت، يثير ذكريات ما فعله ريال مدريد في بايرن ميونيخ أثناء قيادة غوارديولا له في دور قبل النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا عام 2014.
الحقيقة أن التركيز على تمرير الكرة من الخلف محفوف بالمخاطر، الأمر الذي تجلى في أداء ستيف كوك مدافع بورنموث أمام أرسنال، أو جون ستونز مع مانشستر سيتي أمام ساوثهامبتون؛ لكنه يعني أيضًا حدوث تغيير في بؤرة التركيز، بمعنى أن المدافعين وحراس المرمى لم يعد يجري اختيارهم بناءً على قدرتهم على وقف المهاجمين فحسب، وإنما أيضًا لقدرتهم على تمرير الكرة، الأمر الذي أدى على ما يبدو إلى تراجع في المهارات الأساسية للتصدي للهجمات. ويتمثل الجانب السلبي هنا في أن المدافعين المفتقرين إلى المهارات الفنية من الممكن أن يسقطوا أمام خصم يلعب على فكرة ممارسة ضغط شديد، وهي مشكلة لا يمكن حلها بالعودة إلى أسلوب الدفاع التقليدي القديم القائم على المدافع المعني بمهام الدفاع فقط لا غير، إلا إذا كان هذا المدافع ماهرا في التعامل مع الكرة وتمريرها.
مما سبق يتضح أن زيادة عدد الأهداف تعتبر في الجزء الأكبر منها قضية فلسفة تكتيكية. وقد سمح التغيير الذي أدخل على قانون التسلل لأسلوب معين من كرة القدم بالازدهار، وهذا الأسلوب أصبحت له الهيمنة الآن على الملاعب، وإن كان في صور متنوعة. وقد ترك ذلك بدوره تأثيرًا كبيرًا على نوعية اللاعبين الذين تسعى الأندية الكبرى لضمهم. ورغم أن النسخة التي ابتكرها غوارديولا من هذا التوجه ظهر أمامها منافس آخر أكثر اعتمادًا على القوة البدنية واللعب الرأسي، فإنه لا يزال جزءا من المدرسة ذاتها القائمة على ممارسة ضغط شديد.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.