أبو الغيط يؤكد أهمية تعزيز التعاون العربي - الأوروبي

رئيس البرلمان العربي يرفض تصريحات إيران بشأن الجزر الإماراتية المحتلة

أبو الغيط يؤكد أهمية تعزيز التعاون العربي - الأوروبي
TT

أبو الغيط يؤكد أهمية تعزيز التعاون العربي - الأوروبي

أبو الغيط يؤكد أهمية تعزيز التعاون العربي - الأوروبي

التقى أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وفد مجموعة المحافظين والإصلاحيين بالبرلمان الأوروبي الذي يقوم حاليًا بزيارة إلى القاهرة، حيث ناقش الجانبان كيفية تطوير التعاون بين الجانبين العربي والأوروبي في إطار السعي للتعامل مع التحديات المشتركة والقضايا ذات الأولوية. وأوضح الوزير المفوض محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم أمين عام جامعة الدول العربية أن الأمين العام عرض خلال اللقاء أهم التحديات التي تواجهها المنطقة العربية خلال المرحلة الحالية في ظل الأزمات والنزاعات المسلحة التي تشهدها عدة دول عربية وعلى رأسها سوريا، إضافة لتنامي الخطر الذي يمثله الإرهاب والتطرف وما له من انعكاسات تتجاوز المحيط العربي وتصل إلى القارة الأوروبية.
وأضاف أن الأمين العام أكد أيضًا أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة، واستمرار توسع إسرائيل في عمليات الاستيطان، يزيد من تعقيدات الموقف ويعرقل التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى ضرورة أن يضغط الجانب الأوروبي، ممثلاً في الدول والمؤسسات الأوروبية المختلفة، ومن بينها البرلمان الأوروبي، على الجانب الإسرائيلي من أجل دفعه للالتزام بقرارات الشرعية الدولية والوفاء بالتزاماته في هذا الصدد، وبما يكفل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وحصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة.
كما أوضح المتحدث أن اللقاء شهد أيضًا تناول إطار العمل الحالي لمنظومة التعاون العربي - الأوروبي، وذلك في ضوء اقتراب موعد الاجتماع الوزاري العربي - الأوروبي المقرر أن تستضيفه جامعة الدول العربية في العشرين من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وفي سياق آخر استهجن أحمد بن محمد الجروان، رئيس البرلمان العربي، تصريحات وزارة الخارجية الإيرانية بشأن الجزر الإماراتية المحتلة. وقال الجروان، في رده على بيان الخارجية الإيرانية، إن هذه التصريحات تنم عن جهل من يحكم إيران بالقوانين الدولية وتؤكد على إيغال النظام الإيراني في العدوان على دول الجوار.
وأضاف الجروان أن البرلمان العربي إذ يدعم قرارات وتوصيات القمة الخليجية فإنه يؤكد ضرورة احترام إيران مبدأ حسن الجوار والكف عن مثل هذه التصريحات المشينة.
داعيا في الوقت نفسه المجتمع الدولي للضغط على النظام الإيراني للتجاوب مع مطلب دولة الإمارات العربية المتحدة في حل قضية الجزر المحتلة من قبل إيران (طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى) عن طريق التفاوض المباشر أو محكمة العدل الدولية. ومن المقرر أن يعقد البرلمان العربي غدا السبت جلسة إجرائية لانتخاب رئيس البرلمان ونوابه ورؤساء ونواب رؤساء اللجان الدائمة الأربع، وذلك بمقر الجامعة العربية بالقاهرة.
وتسبق الجلسة الإجرائية جلسة عامة تخصص لأداء اليمين القانوني للأعضاء الجدد وإلقاء كلمة لرئيس البرلمان العربي يتناول فيها نشاطات البرلمان العربي خلال الفصل التشريعي الأول المنقضي.
وتعقد لجان البرلمان العربي الأربع بتشكيلها الجديد اجتماعاتها في اليوم نفسه عقب انتهاء الجلسة الإجرائية، حيث تعقد لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي، ولجنة الشؤون الاقتصادية والمالية، ولجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان، ولجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب، اجتماعاتها لبحث خطط عملها تمهيدا لعرضها على البرلمان العربي بمقر الجامعة العربية صباح الأحد الموافق 11 ديسمبر الحالي.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.