ميليشيات الحوثي وصالح جندت 40 طفلاً للقتال في المحويت

منظمة غير حكومية رصدت 575 انتهاكًا في المحافظة خلال شهر

صبيان يمسكان بسلاحيهما ويستعرضان في تجمع حوثي بصنعاء (رويترز)
صبيان يمسكان بسلاحيهما ويستعرضان في تجمع حوثي بصنعاء (رويترز)
TT

ميليشيات الحوثي وصالح جندت 40 طفلاً للقتال في المحويت

صبيان يمسكان بسلاحيهما ويستعرضان في تجمع حوثي بصنعاء (رويترز)
صبيان يمسكان بسلاحيهما ويستعرضان في تجمع حوثي بصنعاء (رويترز)

كشفت منظمة حقوق الإنسان في محافظة المحويت، شمال غربي العاصمة صنعاء، ارتكاب الميليشيات الانقلابية 575 انتهاكا خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وقالت المنظمة (وهي مؤسسة مجتمع مدني محلية غير حكومية)، في بيان لها، إنها رصدت «5 حالات اختطاف، و107 حالات إخفاء قسري خلال الشهور الماضية، وحالتي تهديد بالتصفية الجسدية، و21 حالة تحريض على القتل، إلى جانب 11 حالة اقتحام قرى، و89 حالة تشريد أسر من منزلها، و40 حالة تجنيد أطفال، و125 حالة توقيف مرتبات، و57 حالة نهب وتصفير رواتب موظفين حكوميين».
كما رصدت المنظمة «9 حالات اقتحام لمسجد، حالة استحداث لنقطة عسكرية، و3 حالات إغلاق لمدارس تحفيظ القران، إلى جانب استمرار احتلال 27 مبنى حكوميا، و12 آخر خاصا، فضلا عن احتلال مقار أحزاب سياسية وجمعيات ومنظمات حقوقية، وتعيينات وترقيات غير قانونية بلغت 11 حالة، إضافة إلى حرمان جميع موظفي الدولة من رواتبهم لشهرين ونصف الشهر دون صرفها».
وأكدت المنظمة أن ميليشيات الحوثي وصالح «استغلت جميع الإذاعات المدرسية للطلاب في نشر أفكار طائفية، وزرع الفتن بين أبناء المجتمع الواحد، خصوصا الشباب، واستمرار إغلاق جميع دور القرآن ودور الأيتام بالمحافظة واحتلالها ونهب محتوياتها، وإلزام أصحاب محطات الوقود ببيع البترول والديزل بسعر السوق السوداء وجباية أموال بقوة السلاح والضغط والتهديد بجميع المديريات وشملت جميع الفئات».
وذكرت، في بيانها، أن الميليشيات ترفض توريد «الموارد العامة من الضرائب والزكوات وغيرها، وترغم أصحاب محلات الصرافة على سحب كشوفات خاصة بالحوالات للرقابة، وقطع شبكة الاتصالات السلكية والإنترنت عن مديرية شبام وحفاش، كما تواصل انتهاكها لصروح العلم وتحويلها إلى ساحات لبث سموم الحقد الطائفي، والاستحواذ على المعونات المقدمة من المنظمات الدولية، إضافة إلى استخدام المنابر وتسخيرها لخدمة مصالحهم الطائفية والاستمرار في ابتزاز أسر المختطفين».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».