توثيق القصف بـ16098 برميلاً متفجرًا منذ التدخل الروسي

«الشبكة السورية لحقوق الإنسان» تطالب بوقف «جرائم» النظام

توثيق القصف بـ16098 برميلاً متفجرًا منذ التدخل الروسي
TT

توثيق القصف بـ16098 برميلاً متفجرًا منذ التدخل الروسي

توثيق القصف بـ16098 برميلاً متفجرًا منذ التدخل الروسي

أصدرت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» تقريرها الشهري الخاص بتوثيق استخدام القوات الحكومية للبراميل المتفجرة خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه. ووثق التقرير إلقاء الطيران المروحي (الهليكوبترات) التابع لنظام بشار الأسد ما لا يقل عن 16098 برميلاً متفجرًا منذ بدء التدخل العسكري الروسي، كما سجل إسقاط 1946 برميلاً متفجرًا خلال نوفمبر وحده.
التقرير بيّن أنه نظرًا لكون البرميل المتفجر سلاحًا عشوائيًا آثاره التدميرية هائلة، فإنّ أثره لا يتوقف فقط عند قتل الضحايا المدنيين، بل يحدث تدميرًا واسعًا في المنازل، ما يؤدي إلى تشريد أهالي المناطق المستهدفة وإرهابهم وترويعهم. وذكر أن إلقاء البرميل المتفجر من الهليكوبتر بهذا الأسلوب البدائي الهمجي يرقى إلى «جريمة حرب»، بل بالإمكان اعتبار كل برميل متفجر «جريمة حرب».
وأشار التقرير إلى أن أول استخدام بارز من قبل قوات النظام البراميل المتفجرة، كان يوم الاثنين 1 أكتوبر (تشرين الأول) 2012 ضد أهالي مدينة سلقين في محافظة إدلب، موضحًا أن البراميل المتفجرة تعد عمليًا قنابل محلية الصنع كلفتها أقل بكثير من كلفة الصواريخ مع أن أثرها التدميري كبير. ولذلك لجأت إليها قوات النظام إضافة إلى أنها سلاح عشوائي بامتياز، وهي إن قتلت مسلحًا فإنما يكون ذلك على سبيل المصادفة، ذلك أن 99 في المائة من الضحايا هم من المدنيين، كما تتراوح نسبة النساء والأطفال ما بين 12 في المائة وقد تصل إلى 35 في المائة في بعض الأحيان.
وتابع التقرير أن عمليات الرصد والتوثيق اليومية التي تتولاها «الشبكة» أثبتت، بلا أدنى شك، أن نظام الأسد مستمر في قتل السوريين وتدمير سوريا عبر إلقاء مئات البراميل المتفجرة، وهذا ما يخالف تصريح فيتالي تشوركين، السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، الذي ادعى أن النظام توقف عن ذلك. وفي هذا الصدد، وثق التقرير إسقاط هليكوبترات النظام العسكرية ما لا يقل عن 16098 برميلاً متفجرًا على المناطق المستهدفة بالقصف منذ بدء التدخل الروسي. أما في نوفمبر وحده، فبلغ عددها ما لا يقل عن 1946 برميلاً متفجرًا، كان العدد الأكبر منها من نصيب محافظة حلب تليها محافظات ريف دمشق فحماه وإدلب. وأدى القصف إلى مقتل 102 من المدنيين، بينهم 18 طفلاً و5 سيدات و1 من الكوادر الطبية، كما تسبب القصف بتضرر ما لا يقل عن 25 مركزًا حيويًا مدنيًا.
من جانب آخر، أكد التقرير أن النظام خرق قرار مجلس الأمن رقم 2139 فاستخدم البراميل المتفجرة على نحو منهجي وواسع النطاق. وأيضًا انتهك عبر جريمة القتل العمد المادة السابعة من «قانون روما الأساسي» على نحو منهجي وواسع النطاق، ما يشكل جرائم ضد الإنسانية، إضافة إلى انتهاك كثير من بنود القانون الدولي الإنساني، مرتكبًا العشرات من الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب عبر عمليات القصف العشوائي العديم التمييز وغير المتناسب في حجم القوة المفرطة. وبناءً على ذلك، أوصى التقرير مجلس الأمن بضمان التنفيذ الجدي للقرارات الصادرة عنه، التي تحوّلت إلى مجرد حبر على ورق، ما أفقده كامل مصداقيته ومشروعية وجوده. وطالب بفرض حظر أسلحة على النظام، وملاحقة جميع من يقوم بعمليات تزويده بالمال والسلاح، نظرًا لخطر استخدام هذه الأسلحة في جرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.



الحوثيون يكثفون التعبئة العسكرية لطلبة المدارس

الحوثيون متهمون بإنفاق مبالغ ضخمة على التعبئة العسكرية والطائفية وتجاهل جوع السكان (إ.ب.أ)
الحوثيون متهمون بإنفاق مبالغ ضخمة على التعبئة العسكرية والطائفية وتجاهل جوع السكان (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثفون التعبئة العسكرية لطلبة المدارس

الحوثيون متهمون بإنفاق مبالغ ضخمة على التعبئة العسكرية والطائفية وتجاهل جوع السكان (إ.ب.أ)
الحوثيون متهمون بإنفاق مبالغ ضخمة على التعبئة العسكرية والطائفية وتجاهل جوع السكان (إ.ب.أ)

أفاد سكان ومصادر محلية في محافظة إب اليمنية (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتكثيف الحوثيين الأنشطة العسكرية والتعبئة الطائفية في أوساط طلاب مدارس المحافظة، بهدف كسب المزيد من المقاتلين والدفع بهم إلى جبهات القتال، بالتزامن مع اعتقال طلبة تظاهروا احتجاجاً على تغيير مدير مدرستهم.

ووسط الفوضى الأمنية التي تعيشها المحافظة، شملت أنشطة التعبئة العسكرية الحوثية مديريات جبلة وذي السفال وحبيش والعدين والمخادر؛ إذ أُجبر خلالها طلاب المدارس على حضور هذه الدورات بشكل إلزامي، بوصفها أساس النجاح في نهاية العام الدراسي أو عدمه.

وتحدث سكان في المحافظة عن تحويل الحوثيين «مجمع الشهداء التعليمي»، وكذا «مجمع الشعب»، و«مجمع 17 يوليو» في مديرية العدين، ومدارس أخرى بالمحافظة، إلى مواقع للتدريب على القتال والتعبئة الطائفية؛ حيث أُجبر الطلاب وصغار السن على حضورها، ضمن برنامج مكثف يشمل جانبين؛ عملياً ونظرياً، وتحت شعار «نصرة غزة».

ووفق هذه المصادر، فإن الدورات تستمر لمدة أسبوعين، وتُقسَّم إلى جزأين: نظري وآخر عملي، ويتوزع فيها المشاركون إلى مجموعات، ويتم البدء بتعليمهم كيفية التعامل مع البنادق الآلية وقذائف «آر بي جي» والأسلحة المتوسطة.

الحوثيون يدربون كافة قطاعات المجتمع تحت قبضتهم على حمل السلاح (رويترز)

وتشمل التدريبات في الجانب العملي تطبيقاً ميدانياً على استخدام الأسلحة وتسلق المرتفعات والهجوم واعتراض عدو افتراضي؛ حيث يؤخذ الخريجون إلى مناطق جبلية خارج التجمعات السكانية، ويتم توزيعهم إلى مجموعات تحت إشراف مدربين حوثيين، ويتم إلزامهم بتطبيق كل التدريبات النظرية التي تلقوها، بما فيها اقتحام موقع جبلي أو التصدي لهجوم، ضمن ما تقول الجماعة الحوثية إنها استعدادات للتصدي لهجوم إسرائيلي عليها.

اعتقال طلبة

مع استمرار القبضة الأمنية للجماعة الحوثية في محافظة إب، أقدم عناصرها في مديرية فرع العدين، غرب المحافظة، على اعتقال مجموعة من طلاب مدرسة ابتدائية، بسبب رفضهم قرار تغيير مدير مدرستهم وتعيين شخص حوثي يدعى مهران الأهدل بدلاً عنه.

ووفق سكان، فقد خرج الطلاب في مظاهرة لإعلان رفضهم القرار، ولكن الشرطة التي يديرها الحوثيون قامت باعتقالهم، وعُرف منهم عبد الرحمن سيف، وجلال حمود، وقصي محمد، وأكرم عنان، ورضوان مقبل، وزاهر أمين أحمد.

تظاهرة للطلاب في إب قادتهم إلى سجون الحوثيين (إعلام محلي)

ويؤكد الطلاب وأولياء الأمور رفضهم القاطع لقرار تغيير مدير المدرسة لأن البديل «ليس مؤهلاً لهذا المنصب»، وكونه لا يزال طالباً جامعياً، كما أنه من خارج موظفي التربية والتعليم.

وقالوا إنهم، ونظراً لعدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة من قبل مكتب الإدارة التعليمية في المديرية، سينظمون وقفة احتجاجية أمام مكتب التربية في عاصمة المحافظة (مدينة إب) استنكاراً لذلك القرار الصادر، وتعهَّدوا بمواصلة الوقفات الاحتجاجية إذا لم تتم تلبية جميع مطالبهم.

فوضى أمنية

أفاق سكان في مدينة إب على فاجعة جديدة، حيث وُجِدت جثة أحد الأشخاص خلف أحد المراكز التجارية، وذلك بعد يوم من العثور على أحد الطلاب الجامعيين من سكان المحافظة مقتولاً في جامعة صنعاء.

وفي حين أصبحت مدينة إب حيث مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، بؤرة لمعارضة حكم الجماعة الحوثية، تصاعدت فيها الانتهاكات وانتشرت الجرائم بشكل غير معهود؛ حيث أفاق السكان على نبأ العثور على جثة رجل يُدعى ياسين الزبيدي ملقاة خلف مركز تجاري في حي السبل غرب المدينة.

جاءت الحادثة بعد يوم من العثور على جثة طالب جامعي من المحافظة ملقاة خلف مبنى كلية الشريعة والقانون في جامعة صنعاء، بعد يومين من اختفائه وإبلاغ أحد أقسام الشرطة الخاضعة للحوثيين بالواقعة.

ويُدعى الضحية موسى الصباري، ويدرس الصيدلة في جامعة الناصر، ولم يكن يعاني من أي شيء؛ حيث اختفى قبل يومين، وتم إغلاق هاتفه الجوال، وأُبلغ أحد أقسام الشرطة بواقعة اختفائه، إلا أن الأسرة فوجئت بالعثور على جثته مكتوف اليدين خلف مبنى كلية الشريعة والقانون.

خلال أكثر من عام جند الحوثيون عشرات الآلاف تحت مزاعم مناصرة غزة (إ.ب.أ)

إلى ذلك، أبلغ سكان المحافظة (إب) التي يديرها علي الكحلاني، وهو الحارس الشخصي السابق لزعيم الحوثيين المعيَّن مديراً للأمن، عن مقتل الشاب سليم سيف (23 عاماً) برصاص مسلح يدعى نصيب غانم، في مديرية فرع العدين غرب إب، إثر خلافات سابقة بينهما.

وبحسب سكان، فإنه لا يكاد يمر يوم إلا وتسجل المحافظة حادثة قتل أو سطو؛ حيث شهدت قرية القبريين في منطقة الربادي قَتْل رجل مسنّ يدعى محمد نعمان البخيتي من سكان منطقة الثوابي وإصابة امرأة أخرى كانت معه في السيارة ذاتها أثناء توجههما إلى مدينة إب عاصمة المحافظة؛ حيث أطلق المسلح النار على السيارة وفر هارباً قبل أن يتم التعرف على هويته، ويرجَّح أن الجريمة ارتُكِبت بسبب خلاف سابق على ملكية قطعة من الأرض.