عودة المغرب للاتحاد الأفريقي تهيمن على «ميدايز» في طنجة

رئيس حكومة هايتي الأسبق يفخر بسحب اعتراف بلده بـ«الجمهورية الصحراوية»

إلياس العماري يسلم جائزة ميدايز الكبرى للوزير الأول الأسبق لهايتي لوران لاموت وبجانبهما إبراهيم الفاسي الفهري رئيس منتدى ميدايز وديونكوندا تراوري الرئيس الأسبق لمالي («الشرق الأوسط»)
إلياس العماري يسلم جائزة ميدايز الكبرى للوزير الأول الأسبق لهايتي لوران لاموت وبجانبهما إبراهيم الفاسي الفهري رئيس منتدى ميدايز وديونكوندا تراوري الرئيس الأسبق لمالي («الشرق الأوسط»)
TT

عودة المغرب للاتحاد الأفريقي تهيمن على «ميدايز» في طنجة

إلياس العماري يسلم جائزة ميدايز الكبرى للوزير الأول الأسبق لهايتي لوران لاموت وبجانبهما إبراهيم الفاسي الفهري رئيس منتدى ميدايز وديونكوندا تراوري الرئيس الأسبق لمالي («الشرق الأوسط»)
إلياس العماري يسلم جائزة ميدايز الكبرى للوزير الأول الأسبق لهايتي لوران لاموت وبجانبهما إبراهيم الفاسي الفهري رئيس منتدى ميدايز وديونكوندا تراوري الرئيس الأسبق لمالي («الشرق الأوسط»)

هيمن موضوع عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي على انطلاق أشغال «منتدى ميدايز» في طنجة. وقال ديونكوندا تراوري، رئيس مالي السابق، إن اليوم الذي سيعود فيه المغرب إلى الاتحاد الأفريقي أصبح وشيكا، مشيرا إلى أن رجوع المغرب ليأخذ مكانه الطبيعي في الاتحاد الأفريقي هو السبيل للتعجيل في إيجاد حل للأسباب التي جعلته يغادر منظمة الوحدة الأفريقية.
وأضاف تراوري، في افتتاح أشغال المنتدى، مساء أول من أمس: «أحس الآن بأن ذلك اليوم الذي سيربط فيه القطار بين المغرب والجزائر لم يعد بعيدا. فلنتحد ليكون كذلك من أجل مصلحة أفريقيا».
من جانبه، قال لوران لاموت، الوزير الأول الأسبق لهايتي، إن أفضل قرار اتخده خلال ولايته هو سحب اعتراف بلاده بجبهة البوليساريو التي تدعو للانفصال عن المغرب، وقال بهذا الخصوص: «سيبقى ذلك اليوم، يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2013، يوما تاريخيا في بلدي»، مشيرا إلى أنه خالف أصدقاءه ومستشاريه وأعلن سحب الاعتراف بـ«الجمهورية الصحراوية» أمام الصحافة العالمية والشركاء ورؤساء الدول، مشددا على أن ما فعله «هو إحقاق العدالة، ورد الحق إلى أصحابه. فالتاريخ المجيد للمغرب يشهد أن الصحراء كانت دوما جزءا لا يتجزأ من أراضيه. وفي هايتي دافعنا عن الوحدة الترابية للمغرب وسنواصل الدفاع عنها».
وأضاف لاموت قائلا: «تجمعنا مع المغرب كثير من القضايا التي نشترك فيها، وعلى رأسها طلب الانضمام بصفتنا أعضاء كاملي العضوية إلى الاتحاد الأفريقي. لقد أودعنا طلب الانضمام في 2012، وما زلنا ننتظر لأن الإجراءات طويلة»، مشيرا إلى أن هايتي رغم أنها موجودة في منطقة الكاريبي فإنها أفريقية، وإنها أول جمهورية سوداء في العالم»، تم إعلانها في يناير (كانون الثاني) 1804 عقب ثورة العبيد الأفارقة.
وخلال حفل الافتتاح قدم إبراهيم الفاسي الفهري الجائزة الكبرى للمنتدى إلى لوران لاموت، مشيرا إلى أن اختيار لاموت لنيل جائزة هذه السنة تعبير عن مشاعر المغرب التضامنية تجاه شعب هايتي، الذي عانى من الكوارث في صمت ولا مبالاة من المجتمع الدولي. وشكر لاموت العاهل المغربي على وقوفه إلى جانب شعب هايتي ومساعدته له في أحلك الظروف، سواء خلال زلزال 2010 أو خلال الفيضانات الأخيرة التي تسببت في أزمة إنسانية لنحو 1.4 مليون شخص.
من جانبه، أكد إلياس العماري، رئيس جهة طنجة - تطوان - الحسيمة التي تحتضن المنتدى، أهمية كسر النماذج القديمة في العلاقات بين الدول والمجتمعات والثقافات، التي كانت تدور حول ازدواجية القطبية بين الشرق والغرب، وتبعية دول الجنوب، مشيرا إلى أن العالم أصبح «يعرف تحولات جيوسياسية عميقة لا تتجلى تمظهراتها في الاقتصاد والسياسة والاجتماع فقط، بل حتى في المفاهيم التي أصبحت تأخذ مدلولات جديدة تساير الأنماط الجديدة لعلاقات الدول، والمجتمعات والثقافات فيما بينها»، كما تحدث العماري عن الدور الذي لعبه المجتمع المدني في التحولات الاجتماعية والاقتصادية عبر التنبيه إلى المخاطر المرتبة بنموذج المجتمع الاستهلاكي، وإثارة الأسئلة ذات الانشغال بالقضايا البيئية والمناخية، ليس فقط من أجل حماية الطبيعة وكوكب الأرض، وإنما من أجل حماية الأمن الغذائي للبشرية، خصوصا في دول الجنوب.
وتطرق العماري أيضا إلى الوجهات الجديدة التي يعبر عنها المجتمع المدني وشعوب دول الجنوب، والتي تفتح «المجال لعلاقات جديدة لا تولي وجهها فقط نحو الغرب أو الشرق، وإنما تتجه نحو تعزيز العلاقات جنوب - جنوب، وتقوية العلاقات الاقتصادية المتوازنة التي تراعي شروط التنمية المستدامة، وفق منطق خال من القطبية والتبعية».
وأشار العماري إلى أن جهة طنجة - تطوان - الحسيمة انخرطت في هذه الدينامية الجديدة، وبخاصة عبر «فتح علاقات جديدة، بما تسمح به صلاحيات الجماعات الترابية، داخل نموذج جديد، ينفتح بدرجة أكثر على آسيا، ويرجع بنا إلى عمقنا الأفريقي، مع الاستمرار في تطوير العلاقات مع الشمال. فمدينة طنجة، ومن خلالها المغرب، ليست مجرد بوابة لأوروبا نحو أفريقيا، وإنما هي أيضا ملتقى للطرق التي تفتح أفريقيا على أوروبا وآسيا وجنوب أميركا، إنها ليست مجرد جسر لاستجلاب ثروات الجنوب، وإنما هي أرضية لجلب الثروات نحو الجنوب، ولنشر القيم الروحية الإنسانية النبيلة القائمة على السلم والكرامة».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».